قدمت لنا شركات الألعاب في الجيل الماضي الكثير من الألعاب والتجارب الأسطورية مثل The Legend of Zelda Breath of The Wild و The Witcher 3 و God of War وغيرها الكثير، لكن بنفس الوقت حصلنا على العديد من الألعاب المحبطة التي كنا نتوقع أن تقدم لنا تجربة غير مسبوقة لكنها فشلت بذلك، وما زاد الطين بلة هي تلك الحملات التسويقية والضخ الإعلامي الذي رافق تلك الألعاب مما زاد كثيراً من جرعة الحماس لها وهذا انعكس سلباً على اللعبة نفسها لأنه رفع التوقعات عالياً والنتيجة لم تكن كما كنا نتمنى.
في مقال توب 10 أو Top 10 هذا سنخصص الحديث عن أكثر عشرة ألعاب خيبت آمالنا في الجيل الماضي.
The Order: 1886
منذ أن تم الكشف عنها في E3 عام 2013 لفتت الأنظار بعالمها وجمال رسومها المبهر الذي كان غير مسبوق فالمطور أراد تقديم تجربة سينمائية، لكن مع الآسف اللعبة كانت قصيرة للغاية وبأسلوب لعب ممل وهذا أحبط اللاعبين الذين انتقدوها بسبب بيعها بسعر 60 دولاراً فقالوا بأن هذا السعر لقاء 5 أو 7 ساعات لعب دون أي قيمة لإعادة اللعب هو سعر باهظ.
أغلب النقاد ذكروا أن اللعبة محبطة بسبب محتواها البسيط، وأنها لم تقدم شيئاً من ناحية أسلوب اللعب رغم قوة الجرافكس الذي لم نشهد مثله على الأجهزة المنزلية، بجانب أن اللعبة كانت خطية وقصيرة جداً. كنا نتمنى أن يقوم المطور بإضافة حرية أكثر في بيئة اللعب، وإضافة المزيد من الأسلحة وإتاحة وقت أطول لتجربتها، مع إمكانية تطوير الأسلحة، هذه كلها أمور كانت بسيطة وكان ممكن للمطور أن يطبقها بكل سهولة. بالرغم من انتقاد اللاعبين لها لكن المطور ذكر ذات يوم بأنه يفتخر بأن لعبتهم حازت على إعجاب مطوري الألعاب.
No Man’s Sky
الضجة التي سبقت إطلاق No Man’s Sky لم يكن لها مثيل هذا كله من وراء كلام Sean Murray فقبل أيام من إطلاق لعبته كان يقوم بتضخيم وصف مزايا اللعب الجماعي فيها ويشبهها بأنها مثل لعبة Minecraft ولكن في الفضاء حيث يمكنك فعل كل شيء حرفياً واتضح بعد صدور اللعبة بأن لاشيء من هذا صحيح.
رغم كل الضجة الإعلامية التي سبقت طرح لعبة No Man’s Sky فإن إطلاق هذه اللعبة لم يكن وفق توقعات اللاعبين فالعديد من هؤلاء خاب ظنهم باللعبة وشنوا حملات للمطالبة بإعادة أموالهم من قبل المتاجر بسبب اتهامهم مطورها بالدعاية الكاذبة للعبة.
وقد وصلت الأمور إلى حد فتح هيئة المعايير الإعلانية (ASA) البريطانية تحقيق حول الاتهامات الموجهة لفريق Hello Games بالترويج الكاذب للعبة، هذا ونذكر بأن شوهي يوشيدا رئيس استوديوهات سوني كان قد أقر خلال تواجده في معرض طوكيو للألعاب 2016 بأن طريقة تسويق مطور No Man’s Sky للعبة لم تكن جيدة. بعد مرور سنوات استطاع المطور أن يضيف مزايا جديدة للعبة عبر التحديثات الأخيرة لها.
Cyberpunk 2077
هذه اللعبة كنا ننتظرها من بداية الجيل الماضي والآمال كانت عالية على ما سيقدمه مطور ذا ويتشر 3 من تجربة، لكن مع الآسف إطلاق اللعبة كان مخيباً للآمال لاسيما مع مشاكل نسخة الجيل الماضي.
البعض اتهم مطور سايبر بانك 2077 أنه اعتمد المبالغة في الترويج للعبته حتى توهم اللاعبون بأنهم سيحصلون على تجربة عبارة عن GTA 5 بطابع الخيال العلمي من منظور الشخص الأول، وبالطبع كيف لا يمكنك أن تحب هذا؟ مطور لعبة Ori هاجم اللعبة وقال بأن الفريق كان يعمل على تقديم عروض تشويقية بعناية لإنشاء هذه الصورة في أذهان اللاعبين وإقناعهم بجنون، وأضاف بأن المطور كان من الممكن أن يقول بشكل صريح أن هذا الشيء من شأنه أن يعالج السرطان، ولقد أسفرت هذه الاستراتيجية عن 8 ملايين طلب مسبق مثير.
2 Star Wars Battlefront
بعد الانتقادات التي تعرضت لها لعبة Star Wars Battlefront التي صدرت في 2015 كنا نأمل أن يحل الجزء الثاني المشاكل تلك، لكن EA أبت إلا وأن تخلق مشكلة أكبر مع اللاعبين كان عنوانها صناديق الغنائم، فوقتها شنت الحملات على شركة EA وتم اتهامها بالطمع واستغلال اللاعبين لسرقة أموالهم. حتى أن EA اعترفت بأن مبيعات Star Wars Battlefront 2 كانت أقل من المتوقع.
وطبعاً بعد ذلك قامت عدة جهات رسمية في دول مختلفة بإجراء تحقيقات حول صناديق الغنائم ومنها من وجد بأنها تشبه القمار واتخذ بحقها إجراءات، شركة EA بدورها حاولت أن تدافع عن نفسها وأطلقت حينها الكثير من التصريحات.
لكن إحدى هذه التصريحات أثار موجة غضب واستنكار هائلة عند اللاعبين وهو تحديداً التصريح الذي جاء رد على أحد اللاعبين حول فتح الأبطال باللعبة وبأنه اضطر لدفع 80 دولار لفتح شخصية Vader فقالت الشركة آنذاك بأن الهدف من هذه الطريقة هو أن يشعر اللاعب بالفخر والإنجاز عند تمكنه من فتح الأبطال المختلفين. هذا التصريح بالذات حصد أكثر عدد من الردود السلبية بتاريخ شبكة ريديت حيث نال 667,821 عدم إعجاب أو Downvote مما أهل شركة EA لتدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كصاحبة أكثر تعليق مكروه بالشبكة.
Fallout 76
https://www.youtube.com/watch?v=M9FGaan35s0
بيثيسدا التي حملت ذات يوم لواء الدفاع عن ألعاب القصة وطالبت بإنقاذها انجرفت مع الآسف مع التيار وقررت تقديم لعبة جماعية، طبعاً عراقة هذه السلسلة جعلت البعض يتأمل بأنه قد يحصل على لعبة أونلاين محترمة منها وإذا بالنتائج تأتي عكس كل التوقعات فاللعبة تعتبر بمثابة نقطة سوداء في تاريخ السلسلة. حتى أن المنتج أقر بأن Bethesda كانت مُوقنة بفشل اللعبة قبل طرحها بالأسواق.
مع هذا الفشل اضطرت بيثيسدا إلى الاعتراف بعدم نجاح ذلك المشروع وتعثره والقول “لقد خيبنا آمالكم وخذلناكم مع لعبة فول أوت 76” وعودتها للتأكيد بأنها مازالت من مناصري ألعاب القصة. حتى أن مسؤول بيثيسدا قال أنه اتصل برئيس Xbox طالباً النُصح، قسم اكسبوكس قدم له نصائح حول الأمور التي يجب تعديلها وإصلاحها وما يجب أن يتم إضافته للعبة وماهي الأشياء المهم وجودها والأمور غير المهم تواجدها بهكذا ألعاب يراد لها أن تستمر لمدى طويل. ويبدو بأن من ضمن النصائح التي حصلت عليها بيثيسدا من فريق اكسبوكس هو ضرورة إعادة البشرية للعبة من خلال شخصيات NPCs.
طبعاً المطور حاول إنعاش اللعبة عبر الاستمرار بدعمها فأضافوا لها نكهة الباتل رويال وتوسعة Wastelanders التي تركز على السرد القصصي، من ثم تم الإعلان عن إشتراك Fallout 1st الذي أثار غضب اللاعبين.
Anthem
حصلت هذه اللعبة على حملة دعائية قوية وقدمت وعوداً بجلب تجربة أكشن غير مسبوقة، كما أن وقوف استوديو Bioware خلف عملية التطوير رفع الآمال في تقديم قصة عميقة وأسلوب لعب ممتع. لكننا لم نحصل إلا على لعبة مليئة بالمشاكل والأخطاء التقنية والأدهى أنها كانت تحتاج لاتصال دائم، حتى القصة كانت ضعيفة وغير محبوكة بشكل جيد ومهامها مكررة دون تنويع وهي فوق كل هذا تأتينا بعمر قصير وتتضمن شاشات تحميل طويلة مملة ومزعجة، بالنهاية كل ما قدمته كان الطيران وإطلاق النار فحسب.
The Last of Us 2
ليس من هنالك أمر يثير غضب اللاعب أكثر من أن ينتظر لعبة ما لسنوات وسنوات لاستكمال مغامرة أبطالها وتكملة قصتهم ومعرفة ما حل بهم بعد نهاية الجزء السابق وإذ تكون النتيجة عكس ما توقع. كيف ونحن نتكلم عن ذا لاست أوف أس أهم جواهر جيل بلايستيشن 3 اللعبة الأسطورية التي حفرت بذاكرتنا قصص أبطالها وتعاطفنا معهم من خلال سرد روائي يضاهي أعتى أفلام هوليوود.
طبعاً الثقة بنوتي دوق كانت كبيرة ولم تكن سوني بحاجة لبذل مجهود كبير للتسويق للجزء الثاني ففخامة الاسم تكفي، نيل دركمان ضرب بعرض الحائط كل إرث الإصدار الأول وتجاهل جمهور هذه اللعبة عندما تدخل شخصياً فأفسد القصة تماماً من أجل حشو أجندات قذرة ضمن قصة سطحية وتافهة، والأدهى بأنه تعمد إذلال وإهانة أبطال الجزء الأول حتى يقدم شخصياته الجديدة التي أراد لنا بالقوة أن نتعاطف مع دوافعها بأسلوب مستفز.
تلك اللعبة أحدثت انقساماً بين جمهورها وهذا الأمر كان قد اعترف به المخرج حينما قال بأن لعبته لن تعجب كل الجمهور وستحدث انقساماً بينهم. إذا ما قارنا بين الجزء الأول والثاني فإن الهوة كبيرة لدرجة نتساءل أحياناً هل فعلاً هما من مطورٍ واحد؟ ولماذا ضرب المخرج بعرض الحائط الإجابة على أسئلة كنا ننتظر الإجابة عنها في الجزء الثاني مثلاً سبب مناعة إيلي هذا كان أفضل من اختراع قصة انتقام سطحية لم تقنع نسبة كبيرة من الجمهور.
Avengers
بعد نجاح إنسومنياك مع سبايدر مان الكل استبشر خيراً بأن تقدم سكوير انكس تجربة ممتعة مع لعبة تجمع أبطال الأفنجرز، لكن مع الآسف قرار سكوير انكس بأن تتبع نهج ألعاب الخدماتية أفسد كل شيء فلو قدمتها كلعبة قصة كما فعل إنسومنياك كان النجاح حالفها أكثر.
بالرغم من أنها قد تقدم لك بعض اللحظات الممتعة باللعب بدايةً لكن سرعان ما سيبدأ الملل يدب في نفسك بسبب إعادة لعب نفس المهام بنفس الشخصيات مع عدم وجود محتوى يجذب اللاعبين للاستمرار باللعب. والكثير انتقد محتوى نهاية اللعبة ووجود التكرار وضعف بدعم المحتوى بعد الإطلاق. هذا كله أدى لهجر اللاعبين للعبة حيث حدث انخفاض هائل بأعداد لاعبيها، هذا الفشل أودى باللعبة لأن تعجز عن استرداد كلفة تطويرها وإنتاجها.
Mass Effect Andromeda
فريق BioWare وعد اللاعبين قبل إطلاق هذا الجزء بأنه سيقدم فيه تغييرات كبيرة مثل مجرة جديدة لكن مع الآسف الإطلاق لم يكن سلساً وناجحاً فلم تجرِ الرياح بما تشتهيه سفن مطورها فريق BioWare، حيث عانت اللعبة من بعض المشاكل التقنية التي منعت البعض من اتخاذ قرار شرائها. رغم محاولات EA الدفاع عنها بالقول عام 2017 بأن لعبتها انتقدت أكثر مما تستحق.
من ضمن الأمور التي كانت محل انتقاد باللعبة هو أنها كانت تعاني من افتقارها لبعض العناصر التي قدمت بالأجزاء الماضية مثل بعض أجناس المخلوقات الفضائية ورغم تقديم مجرة جديدة في هذه اللعبة لكنها لم تحوي إلا عدد محدود من الأجناس الجديدة. بجانب الرسوم المتحركة السيئة وتصاميم الوجوه التعيسة، بجانب سطحية القصة وتكرار المهام.
استوديو بيووير حاول أن يدافع عن اللعبة فقال أن الميزانية المحدودة للمشروع كانت عائقاً أمامهم ومنعته من تقديم الأفكار التي يريدها بينها تقديم 6 أجناس جديدة من الفضائيين وكذلك تقديم طرق مختلفة للتعامل والتفاعل مع تلك الأجناس. كذلك اضطر المطور للتخلي عن بعض الأفكار الجيدة التي قدمها الكتاب Jo Berry و Neil Pollner وكان مفترض أن يكون هناك عناصر قصة توضح المزيد حول الأحداث السابقة لبداية اللعبة ولكن هذا أيضاً لم يتسنى لفريق Bioware تقديمه بسبب محدودية الميزانية.
هذا وكان الاستوديو قد اعترف بأن لعبتهم مليئة بالعيوب لكنها طُرِحت مع ألعاب أفضل فموعد إطلاق أندروميدا كان مكتظًا بألعاب مثل Nier و Nioh و Horizon وZelda. عموماً فشل اللعبة أدى إلى إغلاق BioWare Montreal ودمجه كليًا في استوديو EA Motive.
Metal Gear Survive
بعد خروج كوجيما من كونامي حاولت الشركة اليابانية أن تقدم لعبة ميتل جير دون مبتكر السلسلة، هذه اللعبة بعكس باقي ألعاب القائمة يمكن أن نقول بأن مؤشرات فشلها ظهرت ربما منذ اليوم الأول الذي أعلنت فيه كونامي عن هذه اللعبة، فعشاق السلسلة لم يخفوا حينها غضبهم من استغلال الشركة اسم Metal Gear ووضعه على لعبة مختلفة تماماً عنها حيث نقاتل الزومبي.
وعند إطلاقها كان عدد لاعبيها عبر ستيم أقل من الجزء الخامس بـ92% ولعل ما زاد من غضب عشاق ميتال جير حول Metal Gear Survive هو احتوائها على مشتريات بشكل مبالغ فيه لدرجة أنه ينبغي على اللاعب دفع ثمن إنشاء ملف حفظ جديد باللعبة. كونامي لم تغلب نفسها كثيراً في تطوير هذه اللعبة فهي استعارت كل ما يمكن من مواد تطوير وعناصر أسلوب لعب من فانتوم بين ومزجتها مع قصة سيئة للغاية لتقديم منتج همه الأوحد شفط جيوب اللاعبين.
هذه كانت اختياراتنا لأكثر عشرة ألعاب خيبت آمالنا في الجيل الماضي رغم أن بعضها حظي بحملات تسويق ضخمة وضجة إعلامية كبيرة. بانتظار مشاركتنا بآرائكم واختياراتكم لقائمة الألعاب المحبطة الخاصة بكم.