قبل أيام نشرت وكالة Bloomberg للأنباء تقريراً مُطولاً عن الأوضاع في شركة Sony وإدارة Playstation أثار زوبعةً كبيرةً من ردود الأفعال والانتقادات. حيث ذكر بأن سوني تركز على تطوير حصريات ضخمة وتتجاهل المشاريع الصغيرة.
التقرير تحدث عن معاناة بعض فرق التطوير الصغيرة في الشركة والتهميش الذي تواجهه مما يتسبب بنوع من عدم الراحة لبعض المطورين هناك والتي باتت لا تحصل على الدعم الكافي بشكل أو بآخر. Bart Wronski مُطوّر سابق لدى سانتا مونيكا أكّد أنه كان شاهدًا على تهميش الاستوديو الخارجي لدى سانتا مونيكا الذي كان مسؤولًا عن دعم المشاريع الإبداعية الصغيرة مثل Journey، وهذا كان أحد أسباب مغادرته.
تلك الأخبار السلبية تسببت في انتقاد العديد من الإعلاميين للمسؤول عن بلايستيشن جيم ريان، والملفت بأن الجمهور بدأ يطالب بعودة Shawn Layden لينقذ بلايستيشن قبل أن يفسدها ريان. فيما يبدو بأن شون نفسه كان مؤيداً للانتقادات تلك كونه وضع Likes على التغريدات التي تطالب بعودته أو تلك التي تنتقد ريان وسياسته.
Jim Ryan
من الانتقادات التي طالت جيم ريان وتسببت بغضب اللاعبين منه، وإثارة مخاوفهم على مستقبل بلايستيشن نذكر:
- رفع أسعار الألعاب إلى ٧٠ دولار، رغم أنها لا تدفع عمولة الـ 30% على نشر ألعابها بمتجرها كما يحصل مع شركات الطرف الثالث.
- عدم دعم التوافق المسبق لأجهزة بلايستيشن السابقة عدا PS4.
- إغلاق متاجر بلايستيشن 3 وفيتا.
- جلب ألعاب بلايستيشن للحاسب.
- تهميش دور الاستوديوهات الصغيرة مثل Bend الذي بحسب جيسون شراير تحول لفريق مساعد لنوتي دوق بعد رفض مشروع ديز جون 2 لخوف ريان من عدم تحقيقه للأرباح، وكذلك رفض إعطاء الفرصة لمجموعة Visual Arts Service لتطوير مشروعهم الخاص. وبالتالي هذا يحرمهم من إمكانية التحول لعلامة قوية في السوق، كما حدث مع فرق مثل نوتي دوق والتي بدأت كفرقٍ ناشئة بالأصل.
- حلب السلاسل المعروفة وتقديم نسخ ريميك وريماستر للألعاب بسعر 70$.
- عدم دعم الاستوديوهات الصغيرة وزيادة العبء والضغط على استوديوهات نوتي دوق وسانتا مونيكا، قد يجعلها تخشى من الابتكار وتقديم عناوين جديدة بالتالي تستمر بحلب نفس العناوين، فالتركيز على العناوين الضخمة التي تبيع كثيراً وحلبها، قد يهدد بعدم ولادة عناوين جديدة كلياً من الآن وصاعداً. وبالتالي تبقى سوني تكرر نفس السلاسل وهو الخطأ نفسه الذي ارتكبته مايكروسوفت بالجيل الثامن.
Shawn Layden
منذ أن سمعنا خبر مغادرة لايدن بلايستيشن في 2019، تم الحديث عن خلافات بالسياسات بينه وبين ريان. وهذه الخلافات بدأت منذ تبني ريان سياسة دمج الأقسام الثلاث لبلايستيشن. راين ولايدن اختلفا على عدة نقاط بينها اللعب المشترك حيث كان لايدن يؤيد دعمها أما جيم راين فكان محارب للفكرة لحماية قاعدة مُستخدمي بلايستيشن. حتى خضع لدعمها بعد ضغوط مايكروسوفت ونينتندو.
النقطة الأخرى التي كانت سبباً بالخلاف هي مسألة التوجه لدعم اللعب عبر السحاب، حيث كان راين يريد التركيز عليها بشكل أكبر. وهو ما رأيناه مع التغييرات على خدمة بلايستيشن ناو، أما لايدن فهو من أنصار اللعب الكلاسيكي باستخدام القرص أو تحميل النسخة الرقمية على الجهاز المنزلي.
شون لايدن كان شفافاً بالتعامل مع اللاعبين ويخاطبهم بعقلية الجيمر المتحمس مثلهم للألعاب، ويشوفهم بتلميحات للمشاريع القادمة التي ينتظرها الجمهور كما فعل عندما ارتدى قميص كراش. بالمقابل جيم ريان كتوماً ويرسل رسائل متضاربة للاعبين، فتارةً هو يؤمن بالأجيال ويقوم بعدها بطرح الحصريات للبلايستيشن 4، وتارة ينتقد الخدمات كالجيم باس من ثم يلمح لأخبار قادمة مستقبلاً كرد منهم على الـ Game Pass.
الخطاب المتبع لدى جيم ريان مختلف عن ذاك الخاص بشون لايدن فالأخير يدرك أكثر ما يريده اللاعبون ويكون بخطابه أقرب إليهم، بينما ريان استفز بأكثر من مناسبة الجمهور مثلاً عندما طالبوه بدعم التوافق المسبق لألعاب الأجيال القادمة قال لهم “لم قد يرغب أحدهم بلعب الألعاب القديمة؟” مع العلم أن سوني سبق ودعمت تلك الألعاب بأجهزتها الأولى.
بالوقت الذي نخسر فيه مبدعين من استوديوهات بلايستيشن بزمن ريان، شون لايدن كان حريصاً على ضم فرق مثل انسومنياك، معتبراً الاستحواذ على استوديو Insomniac Games من أفضل إنجازاته.
شون لايدن وإدارة اندرو هاوس كانوا أكثر إقبالاً على خوض المجازفات، لدعم المشاريع الجديدة وتبنيها حتى لو لم يكن ربحها مضمونا كما فعلوا مع كوجيما. أما جيم ريان فهو متحفظ أكثر ويبدو بأنه يريد فقط المشاريع التي تضمن الربح الهائل دون مجازفات، وحتى أنه سبق وصرح بهذا الشأن قائلاً تقديم سلاسل ألعاب جديدة كليًّا «خطيرٌ جدًّا»!.
كذلك شون لايدن يُنادي بالعودة للألعاب الضخمة بعمر 12 إلى 15 ساعة فقط، في الوقت الذي يتم فيه انتقاد بعض حصريات بلايستيشن بعهد جيم ريان، بسبب وجود تمطيط في قصتها مثل The Last of Us 2.
بالختام الكثير من جمهور بلايستيشن وبعد سماعه تقرير بلومبرج قبل أيام، أعاد نشر مقطعاً لخطابٍ ألقاه شون في E3 حول لعبة Vib-Ribbon وبأنها لم تجلب الكثير من العائدات، ولكن هذا ليس بالأمر المهم ولم يكن هو الغاية، كونهم يهتمون أكثر بدعم الإبداع.
هؤلاء يقولون بأن هناك فرق بين شخص تقني ويحب الحسابات والأرقام، وبين شخص يهوى الألعاب حتى أنه لا يهتم إذا فشلت، طالما أنها كانت لعبة رائعة. شون يرى الألعاب بأنها فن وإبداع، أما جيم فيراها فقط مصدراً للربح.
بناءً على المقارنة أعلاه، واختلاف معالم سياسة كل من الشخصين، أدعوكم للمشاركة في الإجابة على سؤال حلقة اليوم من آراء اللاعبين، عبر قسم التعليقات أو التغريدة أدناه.
خلاصة الآراء
يبدو أن هناك استياء كبير فعلاً من قرارات بلايستيشن الأخيرة. غالبية المشاركين بالتصويت ٦٨٫٦٪ اختاروا شون لايدن، مقابل ٣١٫٤٪ اختاروا جيم ريان. إليكم خلاصة آراء متابعينا، والشكر موصول لكل من أثرى النقاش بآرائه في التعليقات أدناه.