ثقافة الألعاب: لمحة عن أسعار إطلاق أجهزة Sony و Nintendo و Microsoft عبر التاريخ

بعد مضي أشهر من الترقب والانتظار ونحن نشاهد مسلسل القطة والفأر بين Sony ومايكروسوفت مع رغبة كل منهما يجعل الآخر يدلي بدلوه أولاً بخصوص الأسعار. قررت مايكروسوفت أخيراً أن تريحنا وتعلن هي بالبداية سعر أجهزتها وهذا ما كنت أتوقعه شخصياً كما أخبرتكم بمقالي السابق حول صراع وحرب الأسعار.

البداية كانت مع  الإعلان عن توفير Xbox Series X بسعر 2299 ريالًا سعوديًّا شامل الضريبة. أما شقيقه الأصغر اكسبوكس سيريس اس سيتوفر بسعر 1349 ريال. بعدها سوني كشفت عن أسعار بلايستيشن 5 فعلمنا بأنه قادم لأسواق السعودية في نوفمبر وبأسعار 1839 و 2299 ريال.

طبعاً لا يخفى على أحد أن عامل السعر يعتبر مهم جداً في نجاح إطلاق الأجهزة، فالتاريخ لقن الشركات درساً قاسياً عندما أخطأت وقدمت أجهزتها بسعر مرتفع. بدء من سيجا التي ارتأت أن أفضل طريقة لمنافسة نينتندو وسوني الداخلة حديثاً للسوق هو بإطلاق Saturn بشكل مفاجئ، لا وبسعر 399 دولار في عام 1995، وهنا سوني تلقفت خطأ سيجا بدهاء واستغلت الوضع لصالحها فوجهت ضربة قاتلة لسيجا وبثلاث كلمات فقط! نعم أتحدث عن صعود Steve Race مسؤول التطوير على مسرح E3 في وقتها قائلاً “مائتان تسعة وتسعون.” تاركاً المسرح بعد تلك الجملة فقط. فكانت النتيجة محتومة ووضعت سيجا بوضع مالي سئ جدا.

سوني نفسها عادت وارتكبت خطأ سيجا بجيل بلايستيشن 3 عندما سعرت جهازها بسعر يفوق المنافس اكسبوكس 360 والذي اعتبره الكثيرين بأنه باهظ جداً وهو 500 دولار لنسخة العشرين جيجابايت و600 دولار لنسخة الستين جيجابايت وحينها لم يستطع أحد أن يخفي تعجبه لهذا السعر المرتفع الذي اعتبر أحد أسباب تراجع الجهاز وتفوق المنافس عليه.

وكأن الشركات لا تتعلم من أخطاء غيرها وعليها أن تجرب بنفسها ارتكاب نفس الخطأ أملاً بالحصول على نتيجة مغايرة وهو أمر ينافي المنطق أصلاً. فمايكروسوفت بالجيل الحالي هي من قررت أن ترفع من سعر جهاز اكسبوكس ون وهنا مجدداً سوني استغلت زلة قدم المنافس وأعلنت عن سعر بلايستيشن 4 أقل بمئة دولار منه (400 مقابل 500 دولار) وهذا دون شك ساعدها بالإطلاق رغم أن الألعاب المتاحة للاكسبوكس ون كانت أفضل وقت الإطلاق من ألعاب بلايستيشن 4 الذي لم يحظى بحصرية ضخمة وقوية إلا بعد مرور أشهر من طرحه.

إذاً التاريخ يعلمنا بأن السعر أمر جداً مهم بالصناعة. لذا مع الجيل التاسع قررت سوني ومايكروسوفت طرح أجهزتهما بسعر واحد وأنا أتحدث هنا عن اكسبوكس سيريس اكس وبلايستيشن 5 العادي. ولكن منحا اللاعبين خيار أرخص وهو عبر شراء بلايستيشن 5 الرقمي الذي يمتاز بنفس مواصفات النسخة العادية تماماً بسعر أرخص بمئة دولار. أما مايكروسوفت فقررت طرح اكسبوكس سيريس اس الذي يختلف بالمواصفات التقنية عن شقيقه الأكبر – من هنا تجدون مقالة شاملة عن المقارنة بين الجهازين – لكنه متاح بسعر رخيص فعلاً وهو 300 دولار فقط.

طبعاً هناك عدة عوامل تحدد أسعار أجهزة الألعاب المنزلية بينها تكاليف القطع المستخدمة فيها وتطور التكنولوجيا والتقنيات يمكن أن يعقد مسألة الإنتاج ويجعل الجهاز يكلف أكثر. ولا ننسى عامل التضخم الذي يلعب دور كبير في تحديد الأسعار. وهنا لنلقي نظرة على كيفية تطور تسعيرة الأجهزة المنزلية وهل أسعار أجهزة الجيل الجديد باهظة فعلاً أم أنها أقل من أسلافها؟

ملاحظة: سنضع سعر الأجهزة لكل شركة مع سنة الإصدار، وبجانبها السعر المقابل لها في 2020 مع حساب عامل التضخم.

Xbox

PlayStation

Nintendo

إذاً من خلال هذه الجداول نلاحظ بأن الأسعار للأجهزة عند الإطلاق تكون مرتفعة ثم تبدأ بالهبوط مع إصدار نسخ جديدة من كل جهاز وهذا أمر يعود لكون تكلفة الإنتاج تنخفض لهذه الأجهزة مع مرور السنوات. كذلك نلاحظ أن مايكروسوفت قدمت جهازها للجيل التاسع سيريس اكس بسعر أقل من سعر اكسبوكس ون في 2013 بنحو 55 دولار وكذلك أرخص من اكسبوكس 360 بـ 29 دولار. في حين أن سوني رفعت سعر جهازها للجيل الجديد عن سعر بلايستيشن 4 بنحو 55 دولار لكنه مازال أرخص من بلايستيشن 3 سنة إصداره ومن بلايستيشن الأول. وكنا قد نشرنا مقال أيضاً عن مبررات ارتفاع كلفة إنتاج بلايستيشن 5 مقارنة بمنافسه أنصحكم بالاطلاع عليه.

بالختام ومن خلال الاطلاع على الأسعار أعلاه ما رأيكم بقرار السعر المتخذ من قبل سوني ومايكروسوفت وكيف يمكن أن يترك أثره على المنافسة بالجيل الجديد؟