لطالما كانت EA حاملة راية ألعاب الخدمات ومدافع بالخطوط الأولى عن ألعاب الأونلاين وبأنها هي مطلب اللاعبين حتى باتت مضرب مثل بالطمع ومكروهة بين الجمهور، ولكن في الفترة الماضية لوحظ أنها بدأت تتخذ خطوات انقلابية عن نهجها السابق مثل التقرير الذي أفاد قبل أيام بأن لعبة Dragon Age القادمة لن تتضمن أطوار لعب جماعي.
وجاء قبل ذلك قرار للشركة ينص على إلغاء عملية تطوير لعبة Anthem Next ونقل فريقها للعمل على لعبة Dragon Age القادمة. طبعاً هذا التخلي عن الأونلاين واللعبة الخدمية يخالف ما كانت تردده الشركة الأمريكية في السابق، بالتأكيد على أن الألعاب الخدمية هي «أساس مستقبلها».
يفسر الإعلامي جيسون شراير خطوات الشركة الأخيرة بخصوص دراجون إيج بأن هذه اللعبة كانت قد صممت بشكل أساسي لتقديم تجربة لعب جماعي كثيفة بحسب ما أكَّده عددٌ من الأشخاص غير المخوَّلين من التحدث للصحافة والذين اشترطوا عدم ذكر أسمائهم أيضًا. وفي غضون الأشهر القليلة الأخيرة، تحول المشروع إلى لعبة قصة فردية فقط، بعدما عانت EA من تخبطات في الألعاب الجماعية التي أصدرتها مؤخرًا.
كما ذكر بأن فريق الإدارة العليا في استوديو BioWare له فضلٌ كبير في هذا التغيير، إذ أنهم استمروا في محاولة إقناع إدارة EA بتحويل المشروع إلى لعبة قصصية، وهو ما كُلل بالنجاح في الأخير. مما يوحي بأن فشل أنثيم ربما كان جرس الإنذار الذي نبه EA لحقيقة لطالما نكرتها وهي بأن ألعاب الأونلاين والخدمات ليست مطلباً من غالبية اللاعبين وهناك احتمال كبير بفشلها بالمقابل هي تراقب نجاحات تحققها ألعاب القصة من شركات أخرى والتي تعيد كلف تطويرها بزمن قياسي أحياناً. فمثلاً نجاحات God of War تثبت وجود طلب على ألعاب القصة.
إن تغير نهج EA ليس جديد أو خاص بدراجون إيج فهي سبق وأن فاجأتنا بتجلي موقفها مع لعبة Star Wars Jedi: Fallen Order والتي ركزت على تقديم طور قصة قوي في عالم Star Wars. وحققت هذه اللعبة نجاحًا تجاريًا باهرًا وأعتقد بأن هذا كان سبب قوي لإعادة اهتمامها بألعاب القصة.
ولا ننسى كذلك أنها هي من قدمت لنا لعبة A Way Out لعبة قصصية تعاونية بحتة فهي باعت 3.5 مليون نسخة تقريباً، مع اعتراف جوزيف فارس بأن ناشر A Way Out لم يتوقع أن تحقق المبيعات لكنها أثبتت بأن EA مُخطِئة فقد كان لديها شكوك حول تحقيق اللعبة للمبيعات وشككت حتى باللعبة نفسها كونها غير مؤمنة بألعاب القصة طبعاً وهي دوماً كانت تقول بأن اللاعبين يطالبون بالأونلاين ويريدون لعبة يلعبوها لفترة طويلة إلا أن جاءت لعبة جوزيف فارس لتفاجئها بما حققت، وهي التي كانت قد اتخذت خطوات مضادة لألعاب القصة كقيامها بإغلاق أبواب مطور Dead Space استوديو Visceral Games الذي كان يعمل على لعبة Star Wars بتوجه يعتمد على القصة بطابع خطي لأن هذا لم يرق للشركة التي قررت تغيير التوجه وإغلاق الاستوديو. والأدهى من ذلك خرج Blake Jorgensen المدير المالي لشركة EAفي 2017 ليدافع عن قرارهم بالقول أن الألعاب الخطية لم تعد محبوبة كثيراً من قبل اللاعبين بالوقت الحالي فحساباتهم التجارية أفضت إلى أنهم ربما لن يستطيعوا استرداد كلفة تطوير مثل هكذا لعبة!
ولكن EA ذاقت مرارة فشل ألعاب الخدمات مع مشروع Anthem ورأت كيف فشلت سكوير انكس مع لعبة أفنجرز أو يوبيسوفت مع لعبة هايبر اكس – التي أتحفتنا مؤخراً بقرار نقل اعتمادها على ألعاب AAA فقط لخلطة منوعة بينها وبين الألعاب المجانية – والأمثلة لاتعد ولاتحصى، بنفس الوقت ترى كما قلت نجاحات ألعاب القصة المبهرة وكيف أن كبار صناع الألعاب يتمسكون بها بينهم ناشر GTA الذي قال قبل فترة بأن «ألعاب القصة لم تَمُت – على الرغم من ازدهار ألعاب الأونلاين» فهل نحن برأيكم أمام صحوة للشركة نابعة من تعلمها من أخطائها ستعيدها لتبني الألعاب القصصية أكثر والبداية مع دراجون إيج أم أن الثقة معدومة فيها؟ ننتظر سماع آرائكم عبر المشاركة بسؤال حلقة اليوم من آراء اللاعبين عبر التغريدة أو قسم التعليقات أدناه.
خلاصة الآراء
الأغلبية يبدو بأن ثقتها معدومة بالشركة مع نسبة ٣٢٫١٪ من الأصوات في حين رأى ٣١٫١٪ بأنهم يودون التريث لرؤية النتائج وبفارق قليل عن من يرى بهذه الخطوات بأنها مبشرة والشركة بدأت تتعلم من أغلاطها (٢٥٫٤٪) أما ١١٫٤٪ فيرون بأنها خطوات فردية بألعاب قليلة.