لا يُمكن لعاقلٍ أن يُنكرَ الهيمنةَ الهائلة لعلامة PlayStation على صناعة الألعاب– حتى على الرغم من المجهودات المُضنية لشركة Xbox التي تسعى لخلق مساحةٍ من المنافسة. وبينما يترقب الجميع تدشين جيل أجهزة الألعاب المنزلية الجديد في نوفمبر التالي، نستعرض معًا أسبابًا قد تبرر السرَّ وراء تلك الهيمنة، ضمن سلسلة مقالات «خمسة أشياء» من «سعودي جيمر».
الأقدمية
مع تجاهلنا لشركةٍ مثل Nintendo في هذه المقارنة، لأنها خلقت لنفسها سوقًا منفصلًا، انطلق جهاز PlayStation الأصلي في الأسواق الغربية والعالمية عام 1995، وهو ما يعني أنه يكبُر جهاز Xbox الأصلي بنحو سبع سنواتٍ تقريبًا. خلقت تلك السبع سنوات قاعدةً جماهيريةً عريضة في مختلف الأنحاء، خاصةً مع ألعابٍ عَلِقَت بأذهان الناس، على غرار Spyro the Dragon و Spider-Man و Gran Turismo 2 و Silent Hill و Twisted Metal 3 وبلا شكٍ Metal Gear Solid.
الولاء
لا تمتلك علامة «بلايستيشن» التجارية قاعدةً جماهيرية كبيرة فحسب، بل أيضًا جماهيرًا وفيَّة تعشق علامتها التجارية إلى ربما حد الجنون والتعصُّب. وعلى الرغم من أن بوسعك إدراك ذلك من حولك بشكلٍ بديهيٍ، إلا أن دراسةً أجرتها وكالة Best SEO Websites مطلع العام الجاري، أكَّدت أن لاعبي بلايستيشن هم الأكثر وفاءً لعلامتهم التجارية عن غيرهم من اللاعبين.
الحنين إلى الماضي
بمرور الأجيال -خاصةً جيل PS2 الذي فاقت مبيعاته حاجز 155 مليون وحدةٍ بحلول أبريل 2012- أخذت تلك القاعدة تكبر وتضخم أكثر فأكثر؛ وما كان ذلك إلا بألعاب Sony الحصرية المميزة، والتي قدَّمت لحظاتٍ ربما لم تُمحَ من ذاكرة لاعبيها حتى الآن. ولذا، عندما يرى أحدٌ ما أو يسمع اسم «بلايستيشن»، فإن هنالك تدفقًا للذكريات وحنينًا إلى الماضي يحرِّكه صوب تلك العلامة التجارية حتى من دون أن يفكر.
الانتشار
كُلُ فكرةٍ دوَّنتُها أعلاه تُغذي الفكرة التي أسفل منها، فبأقدميةٍ وولاءٍ وحنينٍ إلى الماضي، أخذت علامة PlayStation تنتشر ڤيروسيًّا في أوساط الناس في مختلف أنحاء العالم، لدرجة أن شعوبًا باتت تعتبر «بلايستيشن» أسلوب حياة– فأنت تذهب إلى صالة اللعب التي تُطلق عليها اسم «بلايستيشن» عادةً، وأنت تقول لصديقك «تعالَ نلعب بلايستيشن».. فأصبحت تلك العلامة التجارية أكثر من مجرَّد علامةٍ تجارية حقًا.
التسويق
وعلى الرغم من أن العوامل المذكورة أعلاه فاعلةٌ بقوة في شهرة «بلايستيشن»، إلا أن ذلك لا يقلل أبدًا من مهارة Sony الكبيرة في توظيف أفضل فِرق التسويق في العالم– باستثناء فريق بلايستيشن السعودية الحالي بطبيعة الحال. تتمكَّن تلك الفرق من اللعب بالضبط على العناصر التي يمكنها «إغواء» اللاعبين ودفعهم إلى الشراء.
ولعلني أذكر شخصيًّا تغطيتي لمؤتمر سوني في حدث E3 2016 حينما ظهر Kratos أمامي في الإعلان عن لعبة God of War 2018، قفزت -حرفيًّا- من مكاني وأنا أصرُخُ “God of Waaaaaar”.
ومع ذلك، فجانب الحنين الماضي ليس العامل المحوري هنا فحسب، إذ عادةً ما يقوم فريق التسويق لدى Sony بالكشف أو الإعلان عن الألعاب قبل موعد إطلاقها بسنواتٍ عديدة. ففي نفس حدث E3 2016، كشفت الشركة ذات الأصول اليابانية النِّقاب عن لعبة «كوجيما» الجديدة وهي Death Stranding إلا أن اللعبة لم ترَ النور بعد ذاكَ الإعلان إلا بعد مُضي ثلاث سنواتٍ كاملة! وظل الجميع مرتبطًا بعلامة بلايستيشن كل هذا الوقت انتظارًا للعبة كوجيما التي يتحمسُ كثيرًا لتجربتها– قبل أن تخيِّب آمال الكثيرين في النهاية وتصدر على PC كذلك.
كلمة أخيرة – الجيل الجديد بين PlayStation 5 و Xbox Series X
أخيرًا، وفي نفس الوقت الذي لا يمكن لأحدٍ فيه إنكارُ هيمنة بلايستيشن الهائلة، لا يمكننا أيضًا إنكار المجهودات الجبَّارة التي يقوم بها فريق Xbox حاليًّا، بقيادة الرئيس Phil Spencer الذي لولاه، لما كنَّا لنرى ازدهارًا لعلامة إكسبوكس– في رأيي. قام فريق Xbox بتحرُّكاتٍ مهمة بتدشين خدمةٍ تقدِّم قيمةٍ لا تُضاهى مثل Xbox Game Pass وبالاستحواذ على شركة Bethesda وألعابها التي لن تراها مستقبلًا خارج أي منصةٍ مملوكةٍ لشركة Microsoft، كما أنهم بصدد إصدار جهاز الألعاب المنزلي الأقوى في التاريخ -من ناحية المواصفات التقنية- Xbox Series X وبسعر 2299 ريالًا سعوديًّا في العاشر من نوفمبر القادم. وكل ذلك بجانب الاستحواذ على مجموعة واسعة من استوديوهات تطوير الألعاب المميزة حول العالم– والتي سنتناول الحديث عنها في مقالٍ لاحق.
ولكن، ومع جُلِّ تلك المحاولات، قد يؤدي جهاز Xbox Series X جيِّدًا ويحقق أداءً تجاريًّا طيبًا في الأسواق العالمية، إلا أن الغلبة -في رأيي- ستكون من نصيبة PlayStation 5 بلا أدنى شك.