يسعى مطورو ألعاب الفيديو دائماً لتقديم تجارب لعب منوعة ومتعددة بالتالي نحصل كلاعبين على تجارب وأحداث تقع ضمن عوالم مختلفة فبعضها يعيدنا بالزمن للوراء للعصور القديمة والكلاسيكية وهناك من يفضل أخذ اللاعبين أبعد من ذلك إلى حقب الأساطير والخرافات. والبعض نراه متمسك بعوالم المستقبل. وهذا ما ستتمحور حوله حلقة آراء اللاعبين اليوم.
لنبدأ بحقبة الأساطير والخرافات، لقد حصلنا بالفعل على العديد من الألعاب الرائعة والشيقة بهذه الحقبة فأمتعنا المطورون بقصص منسوجة من وحي الأساطير اليونانية أو الاسكندنافية من دون أن يكبلهم أي قيود أو روابط بأحداث معينة تاريخية مثلاً. فالمطور هنا يسرح بخياله ويطلق له العنان ليقدم أي قصة يريد. والأمثلة كثيرة هنا لألعاب ناجحة بهذه الحقب مثلاً God of War ففريق سانتا مونيكا أبدع منذ بداية السلسلة بتقديم الأساطير اليونانية مع قصة كريتوس وصراعه المرير مع الآلهة. من ثم نقلنا لزيارة أساطير أخرى بالحقبة الاسكندنافية مع مغامرة جمعته بابنه أتريوس. طبعاً تلك اللعبة حققت نجاحاً هائلاً ونحن بانتظار عودة كريتوس بمغامرة ملحمية جديدة في لعبة God of War Ragnarok
مطورون آخرون يستهويهم أكثر تقديم ألعاب بعصور تاريخية حقيقية قديمة مثلاً العصور الوسطى نجد أنها تجذب الكثير من المطورين للغوص فيها. تلك الحقبة لديها سحر خاص لأنها تداعب خيال أي لاعب يكون ذلك الفارس المغوار مثلاً. تلك الحقبة لديها جمهور كبير دون شك وبمجرد استعراض أي لعبة تنتمي لها نجد بأن الحماس يعلو عند اللاعبين بشكل كبير. ومن أفضل من لعبة The Witcher 3 الأسطورية لنضرب بها مثلاً هنا. فتلك اللعبة مزجت بين روعة العصور القديمة وبين الخرافات أو الشعوذة بقصة محبوكة بعناية كبيرة شدتنا لبطلها وتعلقنا به للغاية. أيضاً روكستار أخذتنا بألعاب Red Dead Redemption لزمن الكاوبوي وتلك حقبة لم تقدم لنا كثيراً من قبل. ولا ننسى ألعاب أساسنز كريد التي بكل جزء تتنقل بنا من حقبة تاريخية لأخرى.
بالمقابل هناك من يفضل أن يقدم للاعبين ألعاب بالعصر الحالي أو المعاصر إن صح القول. مثلاً GTA V أسطورة روكستار الناجحة والتي علمنا في نوفمبر الماضي بأن مبيعاتها تتجاوز 135 مليون كذلك أكتيفجن ببعض أجزاء كول أوف ديوتي تقدم لنا الحروب المعاصرة كلعبة Modern Warfare الصادرة العام الماضي، وكلنا يذكر بأن ذهابها للمستقبل في جزء Infinite Warfare لم يرق للجمهور ولاسيما بتوجهها للفضاء وحتى أكتيفجن أقرت بخطئها هذا وأكدت نيتها العودة لجذور السلسلة وهذا أدى وقتها إلى تسريح عدد كبير من مطوري Infinite Warfare بعد نتائجها المخيبة.
الحديث عن خطأ أكتيفجن هذا يقودنا للألعاب التي تدور أحداثها بالمستقبل والفضاء فبعض المطورين أيضاً يفضلون الهرب من قيود ومصاعب تقديم ألعاب بالعصور القديمة التاريخية أو المعاصرة إلى المستقبل ليستقي منه عناصر لعب بالمقام الأول تكون متجددة وغير مرتبطة بأسلحة العصر الحالي أو التاريخية. فدائماً نرى بأن ألعاب الفضاء أو المستقبل مثلاً تمتلك أنظمة لعب جديدة مليئة بالتقنيات والهكرز أو القرصنة وخير مثال على ذلك هو لعبة Cyberpunk 2077 التي أجاد مطورها بعكس صورة للمستقبل المظلم الذي يمكن أن يواجهنا بحال سيطرت التقنية على البشر وكيف يمكن أن يكون مصير البشرية آنذاك بعالم تنعدم فيه الإنسانية؟ كذلك هناك أسماء ألعاب كثيرة تنتمي لهذه الفئة مثل ووتش دوقز وماس ايفكت وديستني وهيلو وجميعها يملك قاعدة شعبية كبيرة أيضاً.
طبعاً مع تنوع هذه الحقب نشهد انقساماً بين مجتمع اللاعبين حول أي العوالم والأزمنة تثير حماسهم أكثر وبالنهاية نود أن نطلع على رأيكم أنتم حول أي حقبة من هذه الحقب تفضلونها أكثر من غيرها وترون بأنها تقدم لكم المتعة الأكبر ولماذا؟. بانتظار إجابتكم عن سؤال حلقة آراء اللاعبين عبر قسم التعليقات أو عبر الرد على التغريدة أدناه بحسابنا على تويتر.
خلاصة الآراء
كما كنت أتوقع حاز خيار العصور الوسطى أو القديمة على أعلى نسبة من الأصوات ٤٠٫١٪، بالمركز الثاني جاء خيار حقب الأساطير والخرافات مع ٣٣٫١٪ من الأصوات. في حين اختار ١٧٫٨٪ من المصوتين خيار العصر الحالي مقابل ٩٪ فقط اختاروا الأجواء المستقبلية.