نحن الآن أمام مقالة نقوم بكتابتها ونحن ندرك تماماً بأننا كمن يمضي بحقل ألغام نظراً لحساسية الموضوع، فالحديث هنا عن لعبة The Last of Us التي تمتلك شعبية كبيرة بجزئها الأول، وجزئها الثاني يعد من أكثر الألعاب التي كنا ننتظرها في هذا الجيل. لذا أجد نفسي مجبرة على التوضيح بأن الدافع لكتابتي لهذا المقال هو غيرتي على هذا العنوان وحبي الكبير له والذي أجبرني على الكلام بشفافية وكلي أمل بأن نصل لنقاش هادئ دون اتهامات بالانحياز أو أحاديث التكفير وغيرها.
وما شجعني للحديث وفتح هذا النقاش هو امتعاض الجمهور الغربي قبل العربي من تحولات The Last of Us 2 والذي يعبر بوضوح عن عدم رضاه عبر التعليقات على عروض اللعبة الأخيرة، والكثير منهم سجل موقفاً بإلغاء الطلب المسبق للعبة وحتى أننا تفاجأنا بأن خبر حظر الجزء الثاني في العالم العربي تناقله الكثير من المواقع الأجنبية والتعليقات حول الموضوع كانت بمجملها تشجع الخطوة وتؤيدها معتبرين بأن هذا هو أنجع أسلوب للتعبير عن رفض توجهات دركمان باللعبة وتسجيل موقف قوي ضده. (اللعبة تم حظرها رسمياً بالسعودية وفق تصريح رسمي لنا من هيئة الإعلام وممثل سوني بالمملكة).
بالبداية كان مثيراً بالفعل رؤية هذا الهجوم الكبير على اللعبة ومخرجها تحديداً، فلماذا حصل ذلك؟ ولمَ يهاجم دركمان بالذات؟
لمَ توجهت أصابع الاتهام إلى أنيتا ساركسيان؟
الآراء الغاضبة بدأت تتحدث عن انتقادات لتوجه القصة باللعبة واتهموا دركمان بأنه يخضع لأجندات معينة وأراد إرضاء جماعات SJW (محاربون من أجل العدالة الاجتماعية) والمثليين عندما قام بكتابة القصة، وذلك بحجة الدفاع عن حقوق الأقليات، ووجهت أصابع الاتهام إلى أنيتا ساركسيان وقيل بأن المخرج استشارها عند كتابة القصة.
أنيتا ساركسيان لمن لا يعلم هي ناشطة من أصول أرمنية عراقية عرفت بانتقادها لألعاب الفيديو حيث تتهم بأنها ذات طابع ذكوري ودوماً ما تظهر النساء بصورة أنهن مجرد أدوات جنسية ويتم تصوير الفتاة بأنها في خطر وينقذها بطل ذكر. وهي تكافح من أجل تحسين الشمولية بين الجنسين في ثقافة الألعاب وتغيير صورتها بالألعاب من امرأة ضعيفة إلى امرأة قوية لا تفرق عن الرجل.
وبعد انتشار التسريبات الأخيرة عن اللعبة تصاعدت الانتقادات من اللاعبين ضد أنيتا فالكثير منهم هاجمها مباشرة متهماً إياها بإفساد السلسلة المحببة لهم. وهذا دفع بأنيتا للخروج والدفاع عن نفسها عبر تويتر.
تلك الاتهامات لم تأتي من فراغ، لكن مردها حديث دركمان نفسه في إحدى الندوات حينما أشار إلى أنيتا بأنها كانت ملهمة بالنسبة له عند عمله على الجزء الثاني، وكيف أنه لم يكن راضي عن تقديم بعض الشخصيات النسائية بالألعاب مثل Quiet في Metal Gear Solid 5.
تدرج بفرض الأجندات والسيطرة على الفريق
الأمر لم يبدأ صدفة مع الجزء الثاني من ذا لاست أوف أس 2 بل يعتقد الكثيرون بأنه كان هنالك تدرج بتقديم هذه الأجندات خلال الألعاب المختلفة لفريق نوتي دوق تمت عبر بسط سيطرة دركمان على صياغة التوجهات شيء فشيء، وتلك العملية بدأت بالعام 2014 مع مغادرة الكاتبة ايمي هينينج لفريق التطوير واستلم حينها المشروع بروس ستريلي و دركمان كمخرج إبداعي وكاتب مساعد أيضاً.
في ذلك الوقت قيل بأن هذين الرجلين أجبرا هينينج على مغادرة الفريق، من ثم كانت السيطرة التامة لدركمان على الاستوديو عقب مغادرة بروس ستريلي للفريق في 2017. حيث تم إخلاء الأجواء بالكامل له وبات بالإمكان فرض أفكاره كما يريد دون معارضة. وبدأنا نرى ربطاً متعمداً بين شعار استوديو نوتي دوق والشعار الخاص بالمثلية في أكثر من مناسبة وطريقة، مثل توزيع دركمان حلوى على الموظفين تحتوي ذلك الشعار لتطبيع أفكاره بين العاملين بالفريق.
بداية زرع الأفكار المنحرفة
يمكن القول أن دس السم في العسل بدأ مع إضافة Left Behind للجزء الأول التي قدمت محتوى يسد ثغرة في القصة، كل شيء كان يبدو طبيعي حتى أتى ذلك المشهد الغريب وهو مشهد القبلة بين ايلي وصديقتها رايلي، قد يكون الكثير منا آنذاك مر مرور الكرام على المشهد ولم يتم التوقف عنده كثيرا لكنه كما يبدو كان لمحة عن نوايا المخرج وما يخطط له. وهناك من ربط بين ما عرض بهذه الإضافة وبين مغادرة هينينج للفريق التي حدثت بعد مدة قصيرة من طرحها، فهنالك من يقول بأن الكاتبة لم تكن راضية عن تلك الأفكار التي تم زراعة جذورها الأولى بتلك الإضافة.
خطوة أكبر مع Uncharted 4 لكن لم ينتبه لها أحد
عندما طرحت أنشارتد 4 ربما لم ينتبه الكثيرون لمثل هذه الأمور ولكن بالحقيقة كان ملفتاً لي تصريح لأيمي هينينج بعد إصدار اللعبة حيث قالت بأن دركمان وستريلي قاما بتغيير القصة التي عملت عليها الكاتبة بشكل كبير، ومن ضمن التغييرات كان طريقة تقديم شخصية نادين. فالكاتبة كانت قد ذكرت بأنه في نسختها من أنشارتد 4 لم يكن هناك شخصية نادين، إلا أن دركمان قام بإقحامها لتكون خصم لدريك وليس أي خصم، فلابد وأنكم لاحظتم شيء مريب بمشاهد المواجهات بينهما حيث صممت نادين لتبدو بأنها تتمتع ببنية قوية وكان دائماً دريك يعجز عن مجابهتها بشكل منافي للمنطق. ولكن تلك المشاهد مرت على الكثيرين مرور الكرام دون أن يدققوا فيها.
وبعد ذلك تم تقديم إضافة منفصلة بعنوان الإرث المفقود وتم اختيار نادين بالذات مع كلوي للعب دور البطولة وإن كان لم يتم توضيح وجود أي علاقة تجمع الشخصيتين ولا ندري إن كان المخرج سيقرر استكمال أنشارتد مع هذه الشخصيات النسائية وزج أجندة دعم المثليين فيها أيضا أم لا.
دركمان نفسه كان قد اعترف بإحدى اللقاءات بأن السيدة أنيتا سركسيان كانت هي الملهمة والمؤثرة بالتغييرات في أنشارتد 4، وهذا لا ينطبق فقط على شخصية نادين التي تحدثت عنها أعلاه بل أيضاً ساهمت بجلب ابنة دريك التي رأيناها بالخاتمة في حين كان بالأصل هناك ابن دريك، وهذه التغييرات وفق دركمان أغضبت أحد مختبري اللعبة الذي لم يعجبه كيف تم تقديم شخصية نادين ووجود ابنة دريك بالنهاية فبدأ بموجة صياح حتى اضطروا لطرده.
تغيير متعمد بتصميم الشخصيات
يقول البعض بأن دركمان وبسبب المعتقدات التي يتشاركها مع أنيتا قام بتصميم الشخصيات لتكون أقل أنثوية فحسب أحد التقارير الذي نشر صور مقارنة للشخصيات يقول بأن المطور تعمد القيام بهذه التغييرات لتكون ملائمة أكثر للمتحولين جنسيا ولكي لا يشعر هؤلاء بالغرابة، ذلك نقلا عن مصمم شخصيات الذي تحدث عن التوجه لتصميم شخصيات بأجساد تفتقر الملامح الأنثوية. ومن الأمثلة على ذلك تصميم شخصية آبي وتغيير تصميم شخصيات ايلي ودينا مقارنة مع ملامح الممثلات التي يقمن بتأدية أدوارهم. وبجانب هذا التغيير تعمد المخرج اختيار ممثل متحول جنسياً لتأدية دور شخصية ليف.
انتقاد كل من يعترض والانقسام وصل لداخل نوتي دوق
الأدهى من كل ما تم ذكره أعلاه أن كل من يتجرأ ويتفوه بكلمة يعارض بها ما قام به دركمان فإن التهمة جاهزة له “عنصري، مناهض لحقوق المرأة وضد الحريات”! في حين أن من يمارس فرض هذه الأفكار هو من ينتهك حريات من ينتقدهم لأنه يفرض بالقوة آرائه عليهم! لأن اللعبة من ملك اللاعبين وإلا لمَ يتم طرحها، فليقم المطور بتطوير ما يريد من أفكار ويلعبها بنفسه.
هذا قام به دركمان بأكثر من مناسبة فلم يتوانى عن الرد على أحد اللاعبين المعترضين بوصفه بالمتعصب وأرسل رسالة يطلب فيها من مناهضي المثلية عدم شراء اللعبة أو لعبها!.
الأمر لم يقف عند حدود اللاعبين بل تسللت الخلافات لداخل أروقة نوتي دوق. فحسب أحد التقارير فإن التسريبات الأخيرة مصدرها أحد مطوري نوتي دوق الغاضبين من بيئة العمل، وجاء بالتقرير بأن عدد من موظفي الفريق غير راضيين عن توجهات اللعبة والأجندة التي تدعمها ولم يكونوا متحمسين للعمل على هذا المشروع. بل حدث هنالك انقسام بالاستوديو والبعض كان عندما يعلي صوته ليحتج على السياق المتبع كان يوصف بالمتعصب والعنصري وألفاظ أخرى. وحتى دركمان نفسه أقر بوجود خلاف بوجهات النظر داخل الفريق حول توجه القصة والفلسفة المتبعة فيها وحول بعض الأحداث.
اقرأ أيضاً: لمَ يتمنى بعض مطوري Last of Us 2 فشلها وأن تكون فلوب؟!
أيها المنحازون، لمَ تنتقدون هذه اللعبة وتتغاضون عن سواها؟
البعض يقول بأن هذا الهجوم والانتقادات ربما يقوم به جمهور اكسبوكس فقط لأنها حصرية بلايستيشن 4 ومن يتبنى هذه النظرية يقول بأنه لمَ ينتقدون ذا لاست أوف أس 2 ويتغاضون عن غيرها من الألعاب؟
لابد وأن أي شخص معارض لتوجه دركمان بالجزء الثاني سمع مثل تلك العبارة، لكن هنا أسمحوا لي بالجواب، بالفعل هنالك ألعاب أخرى رأينا فيها دعماً للمثلية مثل أوديسي (علماً أن يوبيسوفت أجرت تعديلات على نسخة الشرق الأوسط استجابة لمعايير الفسح بالمنطقة) أو ألعاب يتواجد فيها مشاهد مخلة بالآداب مثل ذا ويتشر 3. إلا أن هذه الألعاب أعطتنا كلاعبين حرية كاملة فنحن لسنا مضطرين للقيام بتلك الأمور عبر وجود خيارات الحوارات أو يمكن أن نقوم بعمل Skip لأي مشهد مخل.
ولم تكن تلك المشاهد بصميم القصة وجزء منها، أما بلعبة نوتي دوق فتم إضافة جماعة وصفت بأنها متشددة دينياً ومناهضة للمثليين علينا محاربتها كذلك! بجانب تحويل ايلي لمثلية ووجود شخصية أخرى متحولة، بمعنى دعم كامل وتام لهذه الجماعات، وتحوير متعمد بالقصة لخدمة أجندات خاصة.
وهنا دعوني أذكر البعض بأن محاولة فرض الأجندات ومحاباة هيئات مثل SJW سبق وأن قوبل برفض كبير، كما حصل مع لعبة Battlefield V حيث نذكر الهجوم الذي تعرض له المطور من الكثيرين بسبب عدم الدقة في نقل التاريخ والذين ذكروا بأن النساء لم يكن لهن ذلك الدور الكبير بالحرب العالمية، لكن بالطبع تم وصف المعترضين بأنهم ضد حقوق المرأة ومتعصبين وعنصريين!
وحتى وإن أراد مطور ما دعم هذه الجماعات والدفاع عنها بحجة أنها مضطهدة وتتعرض للتنمر فلا بأس أن يقوم بذلك بلعبة جديدة كلياً يطورها من الأساس لتكون موجهة لدعمهم مع توضيح ذلك بشكل علني، وهنا أنت كلاعب حر باقتنائها أو تجاهلها. لكن أن يتم سرقة لعبة بحجم ذا لاست أوف أس من جمهورها وتحويلها مع شخصياتها لخدمة تلك الأجندات فهو أمر غير مقبول، وهذا ما جعل الجمهور يجن جنونه فالأمر ليس تعصب ديني أو انحياز لجنس دون الآخر إنما المسألة تتعلق بالحرية نفسها التي يدافع عنها هؤلاء، فببساطة حريتك كفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، فكيف تفرض آراء أقلية على الأكثرية وتقحم عنوة أجنداتك المرسومة بدقة والمخطط لها مسبقاً بألعاب عشقناها وفي غير محلها؟!.
وإليكم أدناه أسباب الانتقاد الكبير لهذه اللعبة دون غيرها:
شخصيات تعلقنا بها فسلبت منا عنوة
إذا ما أردنا التحدث عن أفضل القصص في الألعاب فإن ذا لاست أوف أس الأولى تأتي بمراتب متقدمة بهذا التصنيف، ففريق نوتي دوق لم يقدم لعبة كأي لعبة قد تنتمي لألعاب الزومبي العادية إنما أبدع وقدم قصة بغاية الإتقان مع شخصيات تعلقنا بها بالفعل بسبب حبكة وتشابك الخطوط الدرامية المليئة بالعواطف. حتى أن الكثيرين يعتبرونها لعبة الجيل.
*تنبيه حرق لقصة الجزء الأول*
من منا لم يبكي متأثراً بذلك المشهد الذي فقد فيها جول ابنته من ثم تلاعب المطور بشكل متقن بعواطفنا عندما نسج خيوط العلاقة بين جول وايلي، حيث وجد جول بهذه الفتاة ابنته التي فقدها ومعها انقلبت حياته رأساً على عقب فبات مسعاه الحفاظ عليها وصولاً لاضطراره اتخاذ قرار حاسم بنهاية اللعبة كي ينقذها بدلاً من أن يضحي بها لإيجاد علاج للبشرية، هي أنانية الأب التي لم يلم أحد جول عليها آنذاك.
وبنفس الوقت بثت تلك اللعبة مشاعر الأمل والسعادة برؤيتنا لتلك الفتاة وهي تستمتع بأي لحظة متاحة وسط عالم ينتشر به وباء قاتل، فنتذكر جميعاً مشهد الزرافة ذاك وفرح ايلي برؤية عالم ينبض بالحياة رغم كل ما حل به.
ومع نهاية ذلك الجزء تمنينا جميعاً أن نحصل على جزء ثاني يروي لنا ماذا حدث بين جول وايلي أو مثلاً يجيبنا على أسئلة مازالت معلقة منذ الجزء الأول مثل تفسير سبب مناعة ايلي. لكن المطور صدم جمهور ذا لاست أوف أس واستغل تعلقنا بهذه الشخصيات وحماسنا للجزء الجديد من أجل أن يدس أجنداته ويحول اللعبة من قصة تركز على الحب والتقارب بين ايلي الطفلة التي فقدت عائلتها وجول الاب الذي فقد ابنته، إلى قصة تدور حول الانتقام! فتلك الشخصيات التي تعلقنا بها لاسيما جول تم التلاعب بمصيرها في الجزء الثاني وتم التركيز على مثلية ايلي من أجل إرضاء جماعات تمثل أقلية بالمجتمعات.
لماذا توجهت مجمل الانتقادات نحو القصة؟
تسريبات اللعبة جاءت لتزيد الطين بلة وتطلق شرارة لاحتجاجات نراها بالمجتمع الغربي قبل العربي، وهنا سأضطر للحديث قليلاً عما احتوته تلك التسريبات وألمحت إليه حول القصة لنفهم لمَ هذا الغضب – لذا وجب التنبيه من الحرق.
مما رأيناه بالعروض المسربة سيتم تهميش دور جول وصولاً للحظة ملاقاة مصيره بشكل حقير وتافه، وليزيد نوتي دوق من استفزازه لنا سيجعلنا نلعب بشخصية عدوة جول المتحولة جنسياً ونبدأ بمطاردة ايلي بالنصف الثاني من اللعبة!!. فما كان البعض يحاول أن يدافع به عن اللعبة بأنها ستحتوي فقط ذلك المشهد الخاص بقبلة ايلي ودينا، لم يعد مجدياً حيث تبين بالتسريبات أن اللعبة تضم مشاهد أعمق من ذلك بكثير.
إذاً بدلاً من التركيز على قصة الوباء ورحلة البحث عن علاج، أو علاقة جول وايلي وكيف تحولت بعد أن كذب عليها بنهاية الجزء الأول، قرر تهميش الشخصية الرئيسية لتقديم قصة انتقام يشمئز منها بالمقام الأول جمهور لاست أوف أس نفسه.
لماذا؟ أليس هنالك أفضل من هكذا سيناريو يا سيد دركمان تكمل بها حكاية شخصياتنا! ألم تشاهد كيف أن اللاعبين من جميع أنحاء العالم جن جنونهم حرفيا حينما شاهدوا طيف جول بإعلان اللعبة (جول بالذات وليس ايلي)؟ بلى هو يعلم ذلك، وقام بفعلته تلك عن سابق إصرار وترصد. فمن أجل فرض أفكار غريبة وخارجة عن نطاق الفطرة وإدخالها في أنوفنا يحتاجون لعنوان قوي وشخصيات عالقة بضمائرنا فنجبر على شراء اللعبة وتقبل ما فيها.
كلمة أخيرة
في هذا المقال حديثي لم يتناول المعتقدات الشخصية أو وجهة نظر الأديان لأن هذا الأمر معروف وبديهي، لكن هو عن طرح هذه المواضيع في الألعاب وفرض الاتجاهات السياسية بالمنتجات الترفيهية لا سيما الألعاب كونها تطورت وباتت تقدم دراما بمستوى عالي يجعلنا كلاعبين ننغمس بالقصة بشكل أكبر من أي منتج ترفيهي آخر.
البعض يقول بأن وضع المثلية بالألعاب هو طريقة رخيصة للفت الانتباه والدعاية لكن هل لعبة مثل ذا لاست أوف أس 2 بحاجة لهذه الدعاية الرخيصة؟
المخاوف من الكثيرين أن هذه الأمور تصبح أمراً رائجاً ضمن سياق خطة غسيل مخ لتطبيع هذه التصرفات وجعلها أمور عادية يمكن تقبلها، كما حدث من قبل مع زرع مشاهد العري تدريجياً حتى باتت للبعض أمر طبيعي.
لكننا نأمل أن يكون ما حدث للعبة من انتقادات حول محتواها ومسار قصتها من المجتمع الغربي قبل العربي له تأثير فعال يجعل المطورون يعدلون عن زرع مثل هذه الأجندات في ألعاب تمتلك جمهور كبير لا يرضى بأن تسرق منه لعبته المفضلة بهذه الطريقة.
*ملاحظة: هذا المقال لا يعني بأنه من المسموح مهاجمة وانتقاد وتكفير كل من يرغب بشراء اللعبة حين إطلاقها، لأننا يجب أن نتفهم دوافع البعض لذلك، فهنالك من هم بعكسي مثلاً لا يهتمون بالقصة بل يفضلون أسلوب اللعب عليها ومن الواضح أن اللعبة تقدم أساليب لعب رائعة، أو أن هنالك أشخاص يملكون حب جارف للشخصيات من الجزء الأول وانتظروا سنوات طويلة للجزء الثاني ويرغبون بتجربتها بأنفسهم دون الاكتراث لأي انتقاد. لكن لو أردتم سؤالي أنا هل سأشتري اللعبة أم لا؟ سأقول بأنني أفضل توفير الـ60 دولار لشراء شبح تسوشيما بالشهر المقبل، والانصات لتجارب اللاعبين حول هذه اللعبة وردود الفعل عن قصتها والتأكد من ما تقدمه بأحداثها، وربما أشتريها لاحقاً عندما تتوفر بالتخفيضات.