في بداية معركة الترويج للجيل القادم حققت مايكروسوفت أسبقية وحصلت على زخم هائل بدء من الكشف المفاجئ عن Xbox Series X في حفل جوائز العام 2019 ومن ثم المتابعة بالتباهي بمواصفات الجهاز مستغلة صمت سوني المريب، لكن هذا الأمر تعرض لنكسة في حدثها في يوليو الماضي سواء لناحية رسوم Halo Infinite – مقال مفصل يفسر سبب تدني الرسوم – أو التركيز أكثر على الجيم باس من الجهاز الجديد.
الضربة ألأكبر بحسب البعض للجهاز جاءت مع تأجيل حصرية الطرف الأول الوحيدة للجهاز، وهذا أمر اختلف عليه اللاعبين بين مؤيد ومعارض. وكالعادة دعونا في حلقة اليوم من آراء اللاعبين نسلط الضوء على هذه الآراء.
التأجيل كان متوقعاً قبل حدث يوليو!
عندما سمعت خبر تأجيل اللعبة لم أشعر صراحة بالمفاجأة والسبب ليس فقط بسبب مستوى الرسوم والسخرية التي تعرضت لها اللعبة، لا بل لأن مسؤولي اكسبوكس أنفسهم كان يلمح لهذا الأمر عدة مرات قبل وكأنه كان يدرك حقاً أن هناك خلل بعملية التطوير، في مارس الماضي ذكر رئيس الاستوديوهات Matt Booty أن هناك احتمال لتأجيل الحصريات بسبب الظروف التي فرضها فايروس كورونا. كذلك في أبريل 2020 أطلق سبنسر تصريحات يشير فيها إلى أنه لن يؤجل إطلاق الجهاز وحتّى لو تم تأجيل لعبة مثل Halo: Infinite، وهو لا يرغب بالتسرع بإطلاق اللعبة دون أن يكون متأكد من اكتمال عمليات الاختبار لها. إذاً مع هذه التلميحات لم تهاجمون مايكروسوفت الآن؟ هذا ما يقوله أنصار التأجيل.
التأجيل لمصلحة Halo Infinite والجهاز نفسه
المؤيدون يرون بأن قرار التأجيل رغم قسوته كان ضروري جداً لأن ما رأيناه من رسوم في استعراض أسلوب اللعب لا يليق بالمرة بجهاز الجيل المقبل الذي تتغنى بقوته مايكروسوفت، فكان واضحاً أن هناك عمل بحاجة ليتم القيام به لتحسين المستوى وهذا العمل لن ينجز بغضون شهرين أو ثلاثة فقط لاسيما مع الظروف الحالية بالعالم. فريق ديجتال فاوندري كان قد ذكر بأن الإضاءة تتحمل جزء كبير من المسؤولية بمستوى الرسوم لذا فإن تحديث تتبع الضوء سيحل الكثير من المشاكل لذا الأفضل فعلا تأجيل اللعبة حتى يتم الانتهاء من هذا التحديث وتحسين جوانب أخرى بالرسوم.
من ناحية أخرى فائدة التأجيل ستنسحب كذلك على اكسبوكس سيريس اكس نفسه، كيف ذلك؟ تخيلوا ما فعله مجرد عرض من ضجة لقد حول جهاز الـ 12 تيرافلوب لمادة للسخرية فلو تم إطلاق اللعبة بهذا المستوى عليه لن يرحم أبداً وسيلتصق به ميمز كريج والسخرية من رسوم اللعبة وستبدأ الأقاويل تتحدث عن أن هذا هو مستوى الجهاز الأقوى بالعالم. أي أن إصدار هيلو بهذا المستوى قد يضر الجهاز أكثر من ضرر التأجيل لان الناس ستربط فورا رسومها بقدرات الجهاز ولن ترحم مايكروسوفت فهنا يصح المثل الشعبي الهروب ثلثي المراجل. لاسيما مع إطلاق سوني لحصرية سبايدر مان التي يبدو بأن دعم تتبع الضوء فيها جاهز لا يحتاج لأي تحديث يطلق بعد طرح اللعبة وهنا سنرى المقارنات تنتشر وبالتالي توجه ضربة قوية لسمعة اكسبوكس سيريس اكس نفسه.
هل الجهاز تعرض لضربة بالصميم؟
منتقدو التأجيل يروون بأن لعبة هيلو كانت بما تمثله من إرث ومالها من شعبية واسعة ركيزة أساسية وسلاح بيد مايكروسوفت لدفع مبيعات اكسبوكس سيريس اكس قدماً بوجه المنافس. فغيابها يعني أن الجهاز سيطرح دون أي حصرية إطلاق طرف أول وهي ليست أي لعبة فالكثير يعتبر بأن علامة هيلو قوية للغاية حتى تنافس علامة اكسبوكس ولديها جمهور خاص بها ومخلص لها منفصل ربما عن جمهور اكسبوكس نفسه الذي تولد بفعل قدوم الخدمات وغيرها. ورأينا قوة اللعبة مع نجاحات The Master Chief Collection عبر ستيم. ولا ننسى بأن الكثير من لاعبي السلسلة الأوائل باتوا الآن موظفين وكانوا سيمثلون قوة كبيرة لشراء الجهاز حين طرحه، فالتأجيل سيجعل الجهاز يخسر ذلك الجمهور العريق الذي كان ينتظر بشوق عودة هيلو لأمجادها بعد خيبة الأمل مع الجزء الخامس. هؤلاء سيأجلون قرار شراء الجهاز على الأقل لوقت صدور اللعبة في 2021 بالتالي يفقد زخم كبير عند الإطلاق.
لكن بنفس الوقت مايكروسوفت حالياً لا تتبع استراتيجية تعتمد على اسم لعبة مهما كان كبير للترويج لجهازها، فهي بات لديها جماهير مختلفة، لدينا الجمهور الراغب بخدمة الجيم باس والجمهور الراغب بالحصول على أداء عالي دون أن يدفع ثمن حاسب باهظ الثمن ولديها قريباً مستخدمي الجوال الذين يمكنهم اللعب بألعاب اكسبوكس عبر xCloud وليس فقط جمهور ألعابها وسلاسلها الأصلية.
لكن إذا أردتم جواب مباشر وصريح فنعم غياب اللعبة سيؤثر على Xbox Series X لأنه سيكون جهاز دون لعبة جيل مقبل طرف أول تقيم قوته وسيكون جهاز قوي على الورق حتى بعد صدوره أي لعبة تستغل قدرات الجيل القادم بشكل كامل، أما ما سنحصل عليه فهي ألعاب طرف ثالث مشتركة بين الجيلين أو ألعاب جيل حالي محسنة وألعاب توافق مسبق. وهنا الكفة تميل لصالح سوني لأنها ستقدم لعبة طرف أول واحدة على الأقل ترينا قدرات جهازها. أما باقي الألعاب لا تقدم مقارنة واضحة وعادلة.
سوني المستفيد الأكبر؟
هناك من يرى بأن مايكروسوفت سلمت لسوني نقطة تفوق إضافية بقائمة الاطلاق مع تأجيل اللعبة، فهي ستقدم Miles Morales التي من الواضح أنها ستقدم قفزة بالرسوم مقارنة بسابقتها، مع شائعات عن حصرية أخرى تخفيها كمفاجأة للاعبين كذلك هناك ألعاب الطرف الثالث مثل Deathloop وGodfall ضمن ألعاب الإطلاق للجهاز.
أوراق سوني ضد المنافس زادت الآن وهي طبعاً ستقدمها كسبب إضافي للاعبين لشراء جهازها ونحن ندرك ماهي أهمية المبيعات بالفترة الأولى بعمر الجهاز لأنها ستساهم في نمو وتيرة مبيعاته أكثر فأكثر من المنافس بحال تعثر بأول انطلاقته. فالمشتريين الأوائل سيكونون بمثابة قوة تسويق إضافية تروج للجهاز -هذا طبعاً إن كان خالي من المشاكل كالأداء أو عيوب التصنيع-. بالمحصلة سوني تعتمد رسالة واضحة أكثر وتروق لجمهورها وهي إذا استمتعتم بحصريات بلايستيشن 4 إذاً ستستمتعون أكثر بألعابنا على بلايستيشن 5.
كيف يمكن برأيي تجنب الآثار السلبية للتأجيل؟
حسناً بعد كل ما كتبت أعلاه أعتقد بأن هذا التأجيل سيؤثر فعلا على المبيعات للجهاز وأدائه عند الإطلاق، لكن ليس بذلك التأثير الكبير لأنني كما قلت أعتقد بأن تنوع جمهور اكسبوكس سيساعد كثيراً. سوني دون شك ستحظى بالنسبة الأكبر من مبيعات أجهزة الجيل المقبل بموسم الأعياد لكن الأمور قد تختلف لاحقاً مع بدء إطلاق ألعاب الطرف الأول للسيريس اكس.
أيضاً هذا لا يعني بأن مايكروسوفت لا يمكنها فعل شيء وتترك سوني تستغل الوضع، ما يجب على مايكروسوفت فعله هو التركيز على تسويق ألعاب الطرف الثالث الحصرية لجهازها وعلى رأسها The Medium التي من الواضح أنها مصممة لتستغل قدرة الجهاز وSSD كذلك لعبة التصويب CrossfireX أصلاً لم هذا الإهمال بالترويج لهذه اللعبة فهي قد تجذب عشاق ألعاب التصويب فيجب تحريك الماكينة الإعلامية والدفع بهاتين اللعبتين وحتى معاملتها كأنها طرف أول بالإعلانات فهي ألعاب تستطيع إقناع الجمهور بشراء الجهاز وإن بغياب هيلو.
النقطة الأخرى التي يجب أن تهتم فيها مايكروسوفت الآن هي السعر حيث عليها طرح جهازها بسعر أقل من المنافس لتقدم عرض مغري لا يمكن تفويته لأي لاعب يرغب في تجربة ألعاب 4K أو إطارات عالية دون الحاجة إلى حاسب باهظ الثمن. كذلك الإعلان عن اكسبوكس سيريس اس سيجلب فئة مشتريين جديدة ربما تكون أصحاب اكسبوكس ون الراغبين بالترقية للجيل المقبل ولعب ألعابه دون دفع الكثير من المال.
بالختام نود سماع آرائكم أنتم، فكيف سيؤثر هذا التأجيل للعبة على الجهاز؟ وهل سوني ستستفيد منه فعلاً؟ بالمقابل كيف يمكن لمايكروسوفت تجنب الآثار السلبية؟ أرجوا المشاركة عبر تويتر خلال التغريدة أدناه. أو عبر التعليقات بالموقع.
محصلة الآراء
بعد انتهاء وقت التصويت لسؤال حلقة الأسبوع من آراء اللاعبين نشكر كل من ساهم معنا بهذا النقاش وكالعادة نحدث مقالتنا بآرائكم ونتيجة تصويتكم. فقد رأى الغالبية من المصوتين بأن تأجيل اللعبة سيصب في مصلحة سوني، فيما رأى حوالي 22% بأن هذا الأمر لن يؤثر كثيراً على الجهاز.
قبل أن أترككم مع أهم الآراء التي وصلتنا عبر تويتر، أود أن أشكر من شارك برأيه بالتعليقات لاسيما عبد الرحمن الذي أثار نقطة هامة عن ألعاب إطلاق الجيل الحالي والتي فعلاً كانت ترجح كفتها لصالح اكسبوكس ون ولكن بالنهاية المبيعات مالت نحو سوني.