تعد Elden Ring أحد أكثر المشاريع انتظارًا في عام 2022 لأسباب عديدة أبرزها كون اللعبة من تطوير استوديو FromSoftware الذي وصل للقمة في مشروعه الأخير Sekiro وفاز بجائزة لعبة العام في حدث The Game Awards، بالإضافة للغموض الذي أحاط بالعنوان لفترة طويلة تجاوزت العامين، وتقديمه تغييرات ضخمة مقارنة بأي مشروع سابق من استوديو التطوير الياباني.
شهدت الفترة الماضية استعراض مطول لأسلوب اللعب في Elden Ring خلف الأبواب المغلقة لعدد محدد من الجهات الإعلامية، ونقدم لكم في مقالنا اليوم أبرز المعلومات والتفاصيل الجديدة التي تم الكشف عنها للعبة FromSoftware القادمة في يناير المقبل.
Elden Ring ليست لعبة عالم مفتوح بالمعنى الحرفي
ركز استعراض موقع Gamespot على النقطة الأهم في Elden Ring وهي تصنيفها كلعبة عالم مفتوح، وأوضحت تصريحات المنتج Yasuhiro Kitao أن FromSoftware ليس متأكدًا حتى من أن العنوان يتضمن تعريف صحيح لما يشمل تجربة العالم المفتوح، بينما وصف الموقع اللعبة بأنها تقدم عالمًا مفتوحًا لا لبس فيه، ولكن ليس بالطريقة الاعتيادية مثل ألعاب Assassin’s Creed، وإنما أقرب إلى ما تم تقديمه في Zelda: Breath of the Wild، والفارق بين اللعبتين هو طريقة بناء العالم الافتراضي ليخدم المغامرة الخطية.
على عكس ألعاب FromSoftware السابقة، فعندما يقترب اللاعب من مواجهة أي زعيم رئيسي هناك دلائل تشير لهذا الأمر بشكل صريح مثل ألعاب Souls حينما تجد منطقة مفتوحة لا يسكنها أي أعداء، أو الموسيقى التي تعمل فجأة في الخلفية، أو البوابة الضبابية التي توفر تلميحًا مباشرًا لما هو قادم، ولكن في عرض Elden Ring التوضيحي، أنقض تنين على اللاعب دون سابق إنذار ودخل معه في معركة محتدمة كما لو أنه يتجول بحثًا عن أي محارب للتنفيس عن غضبه.
ركز العرض التوضيحي على مهمة في قلعة Stormvale وهي عبارة عن تصميم كلاسيكي أقرب لقلاع العصور الوسطى، لا يجرؤ أي شخص على اقتحام أبوابها، وبينما يستعد اللاعب للمضي قدمًا في مهمته ومهاجمة القلعة، تنصحه شخصية غامضة ذات مظهر وحشي يرتدي كتابًا مزخرفًا كقلادة بعدم الإقدام على تلك الخطوة، هنا يمكنك أن تطلب منه فتح البوابات وتجاهل تحذيره وستفاجئ بوابل من السهام يعترض طريقك، أو الأخذ بنصيحته والبحث عن الطريق الخلفي الأكثر أمانًا، يتم تقديم تلك الخيارات للاعب طوال الأحداث، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الاستقرار على أي طريق لا يمنعك من العودة والتطرق للطريق الآخر في حال رغبت بذلك.
تمامًا مثل شخصية Wolf في Sekiro، فإن Tarnished (الشخصية الرئيسية في Elden Ring) رشيق وقادر على القفز في الهواء في أي لحظة، ما يعني أن آليات اللعب أصبحت الآن أكثر تكاملاً مع التجربة ككل، وعلى هذا النحو، تم تصميم قلعة Stormvale بشكل عمودي مع القدرة على القفز من سطح إلى آخر، والتسلل عبر النوافذ المفتوحة، أو مباغتة أعدائك من الأعلى وفتح دفاعاتهم للقضاء عليهم بسهولة أكبر.
في النهاية أوضح منتج اللعبة أن مشاركة الكاتب George R.R. Martin في عملية التطوير ركزت على الشخصيات، والمنافسات المحتدمة، والمؤامرات السياسية، بينما لا يتم تمثيل كل أعمال Martin في اللعبة النهائية، وفي بعض الحالات، لن تكون بعض الشخصيات التي عمل عليها موجودة في اللعبة ولكن سيتم تقديمها كجزء من تاريخ هذا العالم المثير، وهو ما سيمثل إضافة مميزة لمحبي ألعاب Souls الذين يبحثون ويستكشفون كل شبر للتعرف على الأسرار المختلفة.
Elden Ring ما تزال تحتفظ بهوية FromSoftware
في حين أن معظم التقارير و الانطباعات ركزت بصورة أكبر على التغييرات التي توفرها Elden Ring مقارنة بألعاب الفريق السابقة، تطرق استعراض موقع Eurogamer للعناصر الأساسية المعروفة عن استوديو FromSoftware والتي لم تشهد تغييرات جذرية، مثل القصة على سبيل المثال، هنا ما يزال الوضع كما هو من خلال تزويد اللاعبين بسرد غامض وعالم يمكنهم تفسيره بشكل مختلف، ولكن هناك تلميحات لكون قصة Elden Ring ربما تكون أكثر استنادًا إلى الشخصية من عناوين الفريق السابقة التي اعتمدت على جمع المعلومات من العالم الافتراضي والوثائق والمقتنيات المختلفة.
تحدث منتج اللعبة Yasuhiro Kitao عن القصة في اللعبة المرتقبة وجاءت تصريحاته كما يلي:
غالبًا ما يُقال لنا أن ألعابنا بها قصص يصعب فهمها، ولكن هذه المرة نشعر أنه بدلاً من التركيز على العالم نفسه فقط، سترسم الشخصيات والدراما المحيطة بها صورة أوضح للأحداث الرئيسية وستساعد اللاعبين على الانغماس في القصة أكثر من أي وقت مضى.
لا تعني تلك التصريحات أن بنية العالم الافتراضي وتاريخه لا يلعبان دورًا في الأحداث، وإنما تلعب الشخصيات دورًا بارزًا في القصة مقارنة بألعاب الاستوديو السابقة، وتوفر القدرة على فهم ما يحدث بشكل أبسط ومن ثم الانغماس في الأحداث بطريقة ربما لم نعتاد عليها في ألعاب الفريق السابقة مثل Bloodborne و Dark Souls.
عودة خيار تصميم الشخصية الرئيسية
تشهد اللعبة القدرة على تصميم شخصية قابلة للتخصيص كما كان الحال في ألعاب Souls و Bloodborne، و بعد أن تميزت Sekiro بشخصية رئيسية غير قابلة للتعديل، شهد الحدث المغلق استعراض قسم تصميم الشخصيات حيث كانت القائمة الرئيسية مخفية بشكل دائم ولكن تم عرض فئتين مختلفتين، أحدهم متخصص في القتال بالسيف والاشتباكات القريبة، والثاني متخصص في التعويذات السحرية، كذلك تحدث الاستوديو عن إمكانية أن تصبح راميًا ماهرًا متخصص في القتال بعيد المدى، بمعنى آخر، هناك مجموعة متنوعة من الأسلحة والمعدات والقدرات السحرية والمهارات المتاحة لتناسب التفضيلات الشخصية لكل لاعب.
تمامًا مثل العناوين السابقة، يبدو الأمر كما لو أن اللاعبين لن يكونوا ملزمين بالاستقرار على فئة أو فصيل معين، ويمكنهم تكييف وتعديل شخصياتهم أثناء الرحلة دون قيود، بينما أكدت تصريحات المنتج أن التدريب المستمر يلعب دورًا في الاعتياد على المهارات الجديدة وتنفيذها بسهولة بحسب ما يتطلب الموقف.
الكثرة تغلب الشجاعة، وهنا يأتي دور التخفي!
أحد العناصر التي يبدو أن Elden Ring قد اقتبستها من Sekiro هي القدرة على التسلل والتخفي، في هذا العالم الضخم، ستكون هناك أوقات لا تريد فيها مواجهة مجموعة من الأعداء وجهاً لوجه أو جميعهم في وقت واحد، لذا فإن استخدام اسلوب التسلل والتخفي خلف الأنقاض أو في الشجيرات سيسمح لك بتجاوز الأعداء أو ربما القضاء عليهم بهدوء تام دون أن يشعر أحد بوجودك.
الاستغناء عن نقاط الحفظ Bonfire واستبدالها بـ Lost Grace
وصف منتج اللعبة نقاط الحفظ في Elden Ring بمكان يمكن للاعب أن يستريح فيه لاستعادة حالته الصحية وبعض العناصر التي فقدها، في حين أن الأعداء يعودون للحياة مجددًا، وبهذه الطريقة يعمل بشكل مشابه جدًا لمناطق Bonfire في ألعاب Souls، ولكن هنا يعرف باسم Lost Grace.
لا تقتصر مهمة الـ Lost Grace على استعادة الحالة الصحية فقط، بل تتيح Elden Ring للاعبين القدرة على استخدام المهارات في أي وقت دون ربطها بسلاح معين، ولكن لتبديل قائمة المهارات التي تستخدمها، يجب عليك زيارة الـ Lost Grace أولًا.
ميزة أخرى تقدمها مناطق Lost Grace هي القدرة على السفر لأي منطقة حفظ – سبق وزرتها- أثناء التواجد في العالم المفتوح، بمعنى أبسط، لم تعد مطالبًا بالذهاب إلى الـ Bonfire للسفر لمنطقة أخرى كما يحدث في ألعاب Souls، بل يمكنك السفر لأي Lost Grace في أي وقت دون الحاجة لزيارة أقرب نقطة حفظ أولًا، كذلك توفر تلك المناطق دليلًا للاعبين التائهين من خلال ظهورها بشكل أوضح على مرمى البصر حتى لا يضل اللاعب طريقه.
Elden Ring قد تكون لعبة Zelda: Breath of the Wild الخاصة باستوديو FromSotware
ركز استعراض موقع Polygon على التغييرات الضخمة التي تجلبها Elden Ring لصيغة التطوير الرئيسية التي اعتمد عليها استوديو FromSoftware لسنوات، حيث سيجد اللاعبون أنفسهم في مغامرة تحتفظ بالأساسيات التي عرف بها المطور، ولكن مع تحديثات وتغييرات ضخمة تجعلها أقرب للعبة Zelda: Breath of the Wild من FromSoftware وليس Nintendo، خاصة مع تقديم عالم افتراضي ضخم لدرجة وجود خريطة ترشدهم للأهداف التي يبحثون عنها، وهي إضافة لطالما تجاهلها فريق التطوير الياباني في مشاريعه السابقة معتمدًا على قدرة اللاعبين على حفظ عوالم Dark Souls و Bloodborne و Sekiro من خلال استكشاف الأبراج المحصنة والقلاع بشكل متكرر.
يتغير الوضع بدرجة كبيرة في عالم Lands Between للعبة Elden Ring، والذي يوفر خريطة يمكن للاعبين استخدامها في تحديد وجهتهم ومن ثم الحصول على إرشادات حول الطرق التي يجب اتباعها، وبحسب تصريحات منتج الاستوديو Yasuhiro Kitao، لا يقدم العنوان خريطة كبيرة من أجل أن تكون كبيرة فقط، وإنما لرغبة المطور في أن تمتلئ بالتهديدات والاكتشافات في بيئات متنوعة تشمل سهولًا شتوية وقممًا مغطاة بالثلوج، وغابة خريفية، ومدينة غمرتها الفيضانات، ومنطقة مستنقعات منسية.
ماذا ينتظر اللاعبون في هذا العالم الضخم؟ تحديات متنوعة تشمل الكهوف والمقابر وسراديب الموتى، وهي المناطق التي تم تصميمها يدويًا وليس تلقائيًا مثل Chalice Dungeons في Bloodborne، ولكن في المقابل ستشعر ببعض الألفة مع ألعاب الاستوديو السابقة حيث تنتشر الفخاخ والمقتنيات والأنفاق المضاءة بالشعل النارية والكنوز والزعماء الصغار المنتشرين في كل مكان.
أعداء مرعبين والقدرة على طلب المساعدة بطرق متنوعة
يعرف اللاعبون في عالم Elden Ring باسم Tarnished، وخلال رحلتهم المليئة بالمخاطر، سيواجهون أنواعًا مختلفة من الأعداء، هناك تنانين كبيرة تبث الرعب في قلوب من يتحداها، وفرسان يرتدون دروعهم كاملة للدفاع عن أنفسهم ضد أي تهديد، ناهيك عن الأعداء أصحاب التصميمات الغريبة، بعضهم بعشرات الأذرع لاستخدام الأسلحة، وبعضهم يمتلك أجساد تشبه الثعابين.
في إحدى المعارك، ستواجه صقرًا كبير الحجم يحمل سيوفًا مثبتة على مخالبه وينقض على اللاعب ويقطعه بهجوم كاسح ليحوله إلى جثة هامدة، ولا يتوانى في استخدام براميل البارود لزيادة صعوبة المواجهة أكثر مما هي عليه بالفعل، في المقابل، سيكون لدى مقاتلي Tarnished مجموعة متنوعة من تقنيات القتال تحت تصرفهم للتعامل مع التهديدات المختلفة بما في ذلك القتال بالسيف، والأقواس والسهام، والتعويذات السحرية، والقدرة على التخفي والتسلل، والسهام التي ستقضي على خصومك في لمح البصر دون لفت الأنظار إليك.
تمامًا مثل ألعاب Dark Souls، يمكن للاعبين طلب المساعدة في المواقف الصعبة، مثل استدعاء Spirit Steed، وهو مخلوق يشبه الحصان يساعدهم في السفر، كذلك يمكن استدعاء لاعبين آخرين في المعارك والاشتباكات، حتى لاعبين في كل مرة من خلال طور اللعب التعاوني.
الاختلاف هنا هو خيار استدعاء أنواع أخرى من الحلفاء الذين يتحكم فيهم الذكاء الاصطناعي دون وجود مناطق محددة مسبقًا لاستدعائهم، مثل الجنود المتخصصين في الدفاع أو الهجوم، أو حشد صغير من الوحوش الصديقة التي يمكن استدعاؤها بطرق لم يتم تحديدها بعد، حيث يبدو أن المخلوقات التي تقتلها في Elden Ring قد تعود من الموت لتقديم المساعدة لفترة محدودة قبل أن تتلاشى من جديد.
تشير الاستعراضات كافة لكون Elden Ring ما تزال تحافظ على هوية استوديو FromSoftware وصيغة التطوير الأساسية التي شاهدناها في ألعاب Dark Souls و Bloodborne وحتى Sekiro، ولكن مع تغييرات أضخم وآليات لعب جديدة، وعالم شاسع يتباهى بالأسرار والمقتنيات التي يخبئها بين طياته، والوحوش المرعبة التي تسكنه، ما يبشر بمغامرة مثيرة لأقصى درجة قد تكون الأضخم والأكثر تنوعًا في تاريخ ألعاب الاستوديو كما تم الترويج للعنوان منذ لحظة الكشف عنه.
شاركونا أرائكم في قسم التعليقات بخصوص تطلعاتكم للعبة Elden Ring، وتوقعاتكم لأحدث مشاريع FromSoftware القادم في 21 يناير 2022 على Xbox و PlayStation وبشكل رقمي فقط على PC من خلال متجر Steam.