منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية ونحن نشهد مواقف مختلفة من قبل الحكومات الغربية وتم اتخاذ إجراءات عقابية ضد روسيا، لكن هذه العقوبات لم تقتصر على الإجراءات الاقتصادية أو السياسية وإنما شملت كذلك مجال صناعة الألعاب.
بالبداية حكومة أوكرانيا طالبت PlayStation و Xbox بوقف الدعم في روسيا معتبرين بأنهم بحاجة إلى دعم شركات الألعاب فربما تكون التكنولوجيا الحديثة هي أفضل إجابة للدبابات وقاذفات الصواريخ المتعددة.
وفعلاً بعد هذا النداء شهدنا اتخاذ عدة شركات لمواقف معادية لروسيا حيث اتخذ مطور The Witcher خطوة أعلن فيها إيقاف بيع ألعابه في روسيا وبيلاروسيا. كذلك مايكروسوفت اتخذت قرار بأن توقف مبيعات منتجاتها وخدماتها في روسيا امتثالاً للعقوبات الحكومية الأمريكية ضد روسيا. ولحقت بها شركات أخرى مثل أكتيفجن وEA وغيرها وجميعهم أوقفوا بيع ألعابهم في روسيا انطلاقاً من مبدأ أنه “لا مكان للمعتدي على الخريطة التكنولوجية العالمية!”.
جمهور اللاعبين انقسم حول هذه المواقف حيث أيد قسم منهم هذه الإجراءات معتبرين بأنها ستمثل ضغطاً كبيراً يمكن أن يساهم في جعل الشعب الروسي ينقلب على حكومته. والبعض ذكر بأن مثل هذه المواقف سيساهم في تشكيل جبهة موحدة ضد روسيا والمساهمة في عزلها دولياً.
البعض ذكر بأن الشركات مجبرة على اتخاذ تلك القرارات تماشياً مع القرارات التي تتخذها الدول ولا تستطيع أن تخالف لأنها ستعاقب، وقد يؤثر حظر السويفت عن روسيا في بيع المنتجات لروسيا.
لكن العديد من اللاعبين أعرب عن استيائه من مثل هذه القرارات وتجلى ذلك في تعرض تقييمات لعبة Cyberpunk 2077 للقصف من جديد عبر ستيم، حيث أعرب الجمهور الروسي طبعاً عن غضبه الشديد من وراء هذا القرار ورفضه التام له، في حين ذكر لاعبون آخرون بأنه لا يجب إقحام السياسة بألعاب الفيديو وهم يرفضون تلك الإجراءات المسيسة. بجانب الكيل بمكيالين من قبل الشركات.
عدد كبير من الجمهور العربي انتقد بدوره تلك المواقف وقال بأن الشركات تكيل بمكيالين بمثل هذه الأزمات والحروب، فلم نشهد مثل تلك المواقف عندما تعلق الأمر بدولنا العربية مثل العراق وسوريا وفلسطين، أين كانت انسانيتهم عندما كان العرب هم الضحايا؟؟ جميعنا يذكر كيف قامت فيفا بمعاقبة اللاعب المصري أبو تريكة عندما تعاطف مع غزة واليوم أبو تريكة ينتفض منتقداً المنظمة ويقول لمَ لم يتم حظر إسرائيل أيضاً أسوة بروسيا؟
آخرون ذكروا بأنه ما ذنب الشعب الروسي بقرار حرب اتخذه نظامهم الحاكم وهم أساساً يعتبرون بأن ذلك النظام مستبد وظالم وديكتاتوري فهل العقوبات بحق الشعوب ستقنع هكذا نظام بتغيير مواقفه؟؟ وهناك من ذكر بأن هذا انتهاك لقانون منظمة حقوق الانسان حيث يمنع العقاب الجماعي بسب فرد او مجموعة أو حكومة.
سبق وأن دعا رئيس Epic شركات تطوير الألعاب إلى الطلاق من السياسة، وتابع بالقول بأنه من المهم الفصل بين السياسة والألعاب تماماً كما يتم الفصل بين السياسة والدين، لاسيما الآن حيث نعيش بعالم مضطرب وحيث الآراء السياسية يمكن أن تحدد حتى نوع المطعم الخاص بالمأكولات السريعة الذي يمكنك الذهاب إليه، معتبراً بأن هذا الأمر مزعج فعلاً ولا داعي لإقحام مثل تلك الأمور في الألعاب. ودعا الشركات إلى احترام آراء موظفيها وكذلك اللاعبين مهما كانت وأن تبقى على الحياد، مستذكراً الحادثة التي تعرض لها بليزارد والانتقادات التي طالته بسبب اتخاذ مواقف ضد أحد اللاعبين الداعمين لثورة هونج كونج، وقال بأنه كان من الممكن لبليزارد أن يجنب نفسه مثل هذا الأمر لو “طلق السياسة”.
إيبك نفسها الآن قررت إيقاف نشاطاتها التجارية في روسيا وهذا رداً على غزوها أوكرانيا، ولكنها بنفس الوقت قالت بأنها لن تحرم اللاعبين الروس من لعب ألعاب إيبك لأنها تؤمن بضرورة إبقاء باب الحوار مفتوحاً في الأزمات والحروب.
بنهاية هذا المقال من آراء اللاعبين ما رأيكم أنتم بقرارات شركات الألعاب هل أنتم معها؟ أم تقفون ضدها وترون بأنها مجحفة وخاصةً كونها لا تنطبق على الجميع إنما تتخذ سياسة الكيل بمكيالين؟ شاركونا آرائكم عبر التعليقات أدناه.
خلاصة الآراء
يبدو بأن الغالبية من متابعينا أجمعوا على أن ألعاب الفيديو لا يجب أن يتم إقحامها بالسياسة فهذا الخيار حاز على رأي ٩١٫٨٪ من المصوتين، مقابل ٨٫٢٪ أيدوا قرار الشركات ضد روسيا.