نهاية الشهر الحالي سيكون موعدنا مع لعبة Watch Dogs Legion التي ستنقلنا هذه المرة إلى لندن وسترينا كيف أن مدينة عريقة يمكن أن تنقلب حياة سكانها رأساً على عقب بيوم واحد، حيث تتعرض المدينة لثلاث خضات قوية أولها تفجير إرهابي مجهول المصدر من ثم سيطرة حكومية أمنية من خلال شركة عسكرية خاصة تدعى “ألبيون” برئاسة شخصية حازمة للغاية وشريرة نايجل كاس، وبنفس الوقت استغلال منظمة مجرمة للفوضى من أجل الاتجار بالمخدرات والأعضاء البشرية بقيادة ميري كيلي. هنا يأتي دور منظمة أبطالنا DedSec لتتصدى لهؤلاء وتحقق العدالة وتستعيد لندن.
هذه هي القصة التي تنتظرنا في اللعبة لكن ماذا عن التجربة العامة؟ هناك بعض النقاط التي أثارت حماس اللاعبين للجزء القادم دون شك وسوف نتحدث عنها في مقالنا هذا مع ذكر ما نتخوف من أن يتم التضحية به في هذه التجربة الجديدة.
-
العب بأي شخصية تقابلها بعالم اللعبة
عندما تسأل أي لاعب عن سبب حماسه لتجربة ووتش دوقز المقبلة أول شيء سيخبرك به هو إتاحة المطور لهذه الإمكانية المبتكرة باللعب. فهل تتخيل بأنك تستطيع تحويل شخصية NPC إلى شخصية رئيسية وتلعب بها؟ وهذا يشمل الضباط والمهندسون وحتى كبار السن. أما عن كيفية نمو بذرة هذه الفكرة لدى المطورين فيوبيسوفت تقول بأن مفهوم “العب كأي شخص” تطور طبيعي للسلسلة إن DeadSec منظمة تجند الناس ولديها أشخاصاً مختلفين بمهارات مختلفة في مجموعتها والمطور رأى بأن أي فرد من هذه المنظمة في الجزء الثاني كان يمكن أن يكون البطل وبدأت التساؤلات تخطر ببالهم “لم لا نسمح للجميع ببناء فريقهم الخاص بهم؟ ماذا لو كان من الممكن أن يكون الجميع ضمن فريقك؟” ومن هنا بدأوا بتنفيذ هذا الحلم واستغرقوا سنوات طويلة من أجل بناء التقنية التي تدعم تحقيق هذا الهدف بجانب قاعدة البيانات التي تحتوي على قدرات الشخصيات والقصص الخلفية والتاريخ والعمل على الأنيميشن الخاصة بكل شخصية والحوارات وتنفيذ ذلك كان تحدي كبير للمطور ولكنه استطاع إنجازه بالنهاية.
كيفية القيام بتجنيد الشخصية؟ الأمر يبدأ من قيامك بمسح أو Scan على شخصية معينة من ثم يظهر لك معلومات خاصة بها وهي المهنة، والسلاح الخاص بها، القدرات أو المهارات التي تتحلى بها وأخيراً موقف الشخصية السياسي فلو كان موالي لـ Deadsec ستتمكن من تجنيده دون عناء لكن لو كان موال لـ Albion عليك أن تبذل جهد لتقنعه بالانضمام لكم كأن تقوم مثلاً بمراقبته وإنقاذه إن تعرض لموقف خطير أو تسدي له معروف معين وهكذا. أي أن هناك آلية ممتعة لإقناع الشخصيات بالانضمام لك والعملية لن تكون سهلة دوماً كما كنا نظن.
البحث عن أشخاص ضمن سكان لندن يتمتعون بقدرات أو سلاح نحتاجهم لإتمام مهمة معينة بحد ذاته كفيل لإضفاء الحماس على اللعبة وزيادة جرعة المتعة بها. فمثلا عامل البناء رغم أنه يتمتع بقوة جسدية لكنه عندما واجه آلات الدرون بالمهمة التي رأيناها بالعرض الماضي وقف عاجزا أمامها. لنكتشف بأن هذه المهمة تتطلب شخصية محترفة بالاختراق لإنهائها.
-
الرسوم
منذ الوهلة الأولى ستسحرك اللعبة بجمال رسومها ومدى تطورها حيث استغل المطور قدرات الأجهزة لتقديم تصاميم أفضل للسيارات والشخصيات وكذلك أحسن توظيف الأضواء ليضفي طابع أكثر واقعية على اللعبة واهتم المطور بأدق التفاصيل في هذا الجزء. وعلى أجهزة الجيل الجديد سنتمتع بتقنية تتبع الأشعة وأوقات التحميل الأسرع، كما ركز المطور على دعم تقنية haptic feedback من ناحية PlayStation وحتى الأمطار ستضفي طابع من الواقعية على اللعبة بسبب الانعكاسات الناجمة عما تخلفه على الأسطح كل هذا سيجعل مدينة الضباب لندن ممتعة للأعين.
-
عودة آيدن بيرس ووجود شخصيات من عالم أساسنز كريد
وجود شخصيات عرفناها مسبقاً بألعاب ماضية بأي لعبة جديدة دوما ما يكون مصدر للحماس فالكل يريد معرفة ما الدور الذي ستلعبه هذه الشخصية باللعبة. آيدن بيرس بطل الجزء الأول سيتواجد كما أكدت يوبيسوفت أنه سيكون قابلاً للعب بالكامل، يمكنك أن تلعب كامل اللعبة به، وسيكون له قصته الخاصة أيضاً لنعرف كيف تطورت شخصيته بعد الجزء الأول.
طبعاً وجود أيدن سيكون ضمن محتويات السيزون باس باللعبة بعد طرحها. ولكن هذا ليس كل شيء كذلك ستتضمن اللعبة تداخلاً مع عالم أساسنز كريد فهناك شخصية «دارسي»: وهي عضوة في أخوية الأساسنز.
-
السيناريوهات المختلفة للمهام وتنوع أساليب اللعب
مع تطبيق فكرة اللعب بأي شخصية حصلنا تلقائياً على تنوع كبير بأساليب اللعب. والمثير بهذه اللعبة أنه ليس هناك حدود للسيناريوهات التي يمكنك أن تنفذ فيها مهمة ما فأنت حر بفعل أي شيء. فإما تقتحم ساحة المعركة كعامل بناء وتبدأ بقتل خصومك بمسدس مسامير أو تلعب بأسلوب هيتمان مع التنكر في زي أحدهم مثلاً للدخول من الباب الرئيسي مباشرة. أو كمخترق يقوم بفتح الأقفال من مكانه واستخدام البيئة ضد الخصوم لذا فهي مناسبة أكثر للمهام بعيدة المدى.
كذلك هناك شخصية تمكنك من إرسال أفواج من النحل لمهاجمة الخصوم وشخصية السائق المحترف الذي يمكنه مساعدتك في المهام التي تتطلب حاجة لسيارة كي تهرب بسرعة.
والتنوع يشمل المهام كذلك حيث هناك مهام مخصصة لتحرير المناطق عبر الحصول على معلومات سرية وفضح Albion أو نشر البروباغندا ضدهم. بالمحصلة يمكنك لعب قصة اللعبة بأكثر من 20 سيناريو مختلف وهذا يعطي اللعبة قابلية للتكرار بأكثر من طريقة كأنك تلعب لعبة جديدة في كل مرة.
-
لكن هناك أمر واحد يثير قلقنا
رغم تلك العناصر المحمسة لنا بالأعلى لكن هناك خشية حقيقية بأن تؤدي فكرة عدم وجود شخصية رئيسية واحدة إلى تشتيت القصة وتقديمها بشكل باهت بحيث نفقد الشعور بعمق وأهمية البطل فهنا لا يوجد أيدن بيرس الذي تعاطفنا معه في الجزء الأول مثلاً. في هذا الجزء أنت تلعب بلندن كلها تقريباً! طبعاً المطور ذكر بأنه يمكنك لو أردت لعب اللعبة بأغلب الأوقات بشخصية واحدة لكنك لو فعلت ستقتل أهم ميزة باللعبة.
وطبعاً محبي القصص مثلي سيشعرون بأن القصة قد يتم الإطاحة والتضحية بها من أجل تلك الفكرة المبتكرة لتبدو اللعبة أقرب إلى GTA Online أكثر من لعبة عالم مفتوح ذات قصة مركزة. مسؤول التصميم باللعبة كان قد حاول طمأنة المشككين بالقول بأن القصة هي جزء هام وأساسي باللعبة، لكن استمرار التشكيك دفع بالمخرج قبل أيام للرد على هذه المخاوف أيضاً وقال بأن البطل هم Deadsec جميعهم وهي قصتهم كلهم، والشخصيات ليست مولدة تلقائياً ولن تحمل نظرة فارغة على وجوهها، بل ستكون لديها حواراتها الخاصة بها. وهذا بحسب تعبيره هو الابتكار الذي تقدمه اللعبة حيث حرصوا على التأكد من أنهم مازالوا سيقدمون قصة متميزة وأداءً فائقاً على الرغم من أنك أنت من يقرر من هم أبطال قصتك. وبناءً على الشخصية التي تلعب بها، سيكون المشهد الذي تراه مختلفاً مما يسمح لك أن تعيش القصة بطريقة مختلفة من خلال أعين الشخصية التي تلعب بها.
بالختام أظن أن يوبيسوفت تجرأت بشجاعة تحسب لها وقدمت الفكرة المبتكرة بحق في هذه اللعبة والتي إن أجادت تطبيقها على أري الواقع قد تكون ملهمة لألعاب أخرى قادمة تستفيد من قوة أجهزة الجيل التاسع لتتطور في فكرة إتاحة اللعب بأي شخصية. لكن فقط أتمنى أن تكون الشركة قد عرفت كيف تسير بخطوات حذرة فوق حقل ألغام قد يهدد اللعبة ممثل في احتمال تشتت القصة وضياع ارتباطنا كلاعبين بشخصياتها.
يذكر أن لعبة Watch Dogs Legion ستصدر على PC و PS4 و Xbox One في 29 أكتوبر 2020. وعلى منصتي Xbox Series x|s و PS5 عند صدورهما.