مع التحول المتزايد لسوق الألعاب إلى تبني النموذج الرقمي لشراء النسخ من المتاجر الرقمية، قرر كل من PlayStation و Xbox للاستفادة من هذا التحول لعادات شراء اللاعبين وأطلق كل منهما نموذج اشتراك خاص به البداية كانت مع سوني وخدمتها PS Now من ثم لحقت بها مايكروسوفت مع Xbox Game Pass.
كل من مصنعي الأجهزة المنزلية الكبار (سوني ومايكروسوفت) تبنيّا طرقاً مختلفةً لبث وتحميل الألعاب، وبأسلوب تقديم المحتوى للمشتركين. بشكل عام كان توجه مايكروسوفت أكثر طموحاً وجرأةً من منافستها وهذا ما جعل خدمتها تحت الأضواء بشكل دائم، وحظيت بزخمٍ كبيرٍ للغاية.
رغم أن خدمة بلايستيشن ناو انطلقت قبل الجيم باس لكن الأخيرة سرعان ما امتلكت أعداد مشتركين أكثر، فمثلاً PlayStation Now بحلول مايو 2020 بلغ عدد مشتركيها 2.2 ملايين مشترك، أما جيم باس فتمتلك 18 مليون مشترك وهذا الرقم تحقق بحلول يناير 2021.
رغم قيام سوني في أكتوبر 2019 بجملة من التغييرات كبرى بخدمة بلايستيشن ناو تشمل السعر ونوعية الألعاب، – حيث أحدثت تطويرات بنوعية الألعاب المتاحة عبر الخدمة، وخفضت سعر الاشتراك الشهري من 20 دولاراً إلى 10 دولارات فقط والاشتراك السنوي الذي كان يكلف 100 دولار أصبح بـ 60 فقط – إلا أن الجيم باس تمتلك عدد مشتركين أكثر منها بقرابة 9 أضعاف. ودون شك هناك أسباباً وجيهة وراء ذلك سأتحدث عنها في مقالي هذا.
الاختلاف بمكتبة الألعاب
قد تبدو الخدمتان على السطح متقاربتان ومتشابهتان، لكن Xbox Game Pass تمتلك نقاط تفوق بمناطق عدة. فإذا ما تحدثنا من ناحية مكتبة الألعاب قد يقول البعض بأن خدمة بلايستيشن ناو تملك مكتبة ألعاب أكبر وأضخم مع أكثر من 700 لعبة تتراوح بين حصريات PS4 ضخمة وألعاب كلاسيكية من أجيال قديمة مثل PS2.
لكن الاختلاف يظهر بنسبة الألعاب القديمة إلى الألعاب الجديدة بكل خدمة فهذا يصب بمصلحة جيم باس، حيث تقدم مايكروسوفت للمشتركين ألعابها الحصرية من اليوم الأول لطرحها وتبقى بالخدمة. كذلك تعقد اتفاقيات مع شركات الطرف الثالث من أجل جلب بعض ألعابها للخدمة بيوم طرحها والمثال على ذلك لعبة Outriders وكذلك MLB The Show 21. لا ننسى كذلك الصفقة مع EA لإحضار EA Play للمشتركين وهذا يجلب مزيد من الألعاب الجديدة للخدمة.
بالمقابل سوني ترفض طرح حصرياتها باليوم الأول لخدمة بلايستيشن ناو، على العكس هي دوماً تحرص على أن ألعاب الطرف الأول لن تصدر لخدمة PlayStation Now في أي وقت قريب. وغالبية ألعابها هي ألعاب من أجهزة PS4 و PS3.
الوصول للألعاب وتوافر الخدمات
تتيح مايكروسوفت خدمتها بشكل ميسر للاعبين ويلائم الجميع، حيث يمكن للاعب أن يحمل اللعبة مباشرة ويلعبها أوفلاين، كذلك يمكن بثها عبر هاتفه، وهي ستدعم البث عبر المتصفح بوقت لاحق من هذا العام أيضاً.
فيما يتعلق بأسلوب توصيل الألعاب للاعب فإن كلا الخدمتين يعاكسان بعضهما، فمثلاً كل لعبة قابلة للتحميل عبر خدمة جيم باس لكن هناك عدد محدود من الألعاب القابلة للبث عبر السحاب على الجوالات. أما خدمة بلايستيشن ناو فكل الألعاب يمكن بثها على PS4 و PS5 وأيضاً PC. لكن فقط عدد محدود من الألعاب يمكن تحميله ولعبه على بلايستيشن أوفلاين (ملاحظة: الألعاب المتاحة تختلف باختلاف البلد) وليس على الحاسب.
ولعل الفارق الأكبر بينهما في هذه النقطة هي مسألة التوفر لكل منها فخدمة جيم باس متاحة بجميع أنحاء العالم وتتيح للاعبين خيارات واسعة لطريقة الاستفادة منها، بينما بلايستيشن ناو غير متاحة بكثير من الدول بينها المملكة العربية السعودية مع الآسف، وهي تحتاج كذلك لاتصال انترنت أقوى من ذاك الذي تطلبه جيم باس.
ماذا عن السعر؟ وتباين أذواق جمهور كل خدمة؟
هناك نقطة تتفوق فيها بلايستيشن ناو وهي مسألة السعر، فلو قلنا أن لاعب اشترك فيها + اشتراكه في بلايستيشن بلس فهو سيدفع سنوياً 120 دولار لقاء الخدمتين. لكن اشتراك Xbox Game Pass Ultimate الذي يضم كل من Xbox Live Gold و Xbox Game Pass يكلفه 180 دولاراً سنوياً.
السعر الأرخص للاشتراك (وليس القيمة للمحتوى) هو لصالح بلايستيشن ناو، لكن المزايا المذكورة أعلاه يمكن أن يبرر السعر المرتفع للجيم باس. لكن كل هذا يعتمد على ذوق اللاعبين الذين اختاروا الاشتراك في خدمة معينة. وهنا يكمن الاختلاف الأساسي بين الخدمتين. فمن يريد حصريات بلايستيشن وألعابها الكلاسيكية يشترك ببلايستيشن ناو ومن يريد حصريات اكسبوكس بالمقام الأول لديه جيم باس؟
حتى لو كانت بلايستيشن ناو خدمة أرخص إلا أن هذا لم يكن عائقاً أمام جيم باس ولم يقلل فارق عدد المشتركين بين الخدمتين. فحرية وسهولة الوصول وتوافر الجيم باس بجانب مكتبة ألعاب تجعله جذاباً أكثر. فمنذ بدء 2021 تم إضافة 50 لعبة لمكتبة هذه الخدمة، بينها مجموعة كبيرة من ألعاب بيثيسدا، بجانب لعبة Outriders التي صدرت منذ اليوم الأول للخدمة.
عموماً كل خدمة تجذب شريحة معينة من الجمهور وفق ما يفضله هؤلاء. وبالنهاية هل ستعاني سوني وبلايستيشن من دون أن تحقق مع PlayStation Now نمواً أكبر؟ بالطبع لا. ولكن بمجال الاشتراكات إن لم تحصل هذه الخدمة على تغييرات كبيرة مجدداً بحيث مثلاً تضاف إليها الحصريات حتى لو بعد بضعة أشهر من طرحها، فإن Xbox Game Pass ستبقى الأكثر شعبيةً. هذا رأي الشخصي، وأنتم ما هو رأيكم بكل من الخدمتين؟