بالنظر لحقيقة أن Red Dead Redemption 2 خضعت لفترة تطوير طويلة استمرت لثمان سنوات تقريبًا بمشاركة أكثر من 3000 شخص، كان من الطبيعي أن تحقق اللعبة نجاح مدوٍ فاق كل التوقعات مع مبيعات تقترب من 40 مليون نسخة، وبالتالي لا يرتكز نجاح العنوان على نقاط محددة وإنما يشمل جميع عناصره بلا استثناء، وتحديدًا القصة التي نالت اهتمامًا بالغًا والشخصيات ذات الخلفيات الدرامية مثيرة.
من خلال مقالنا هذا ضمن سلسلة مقالات توب تن أو Top 10، نتعرف سويًا على أكثر 10 شخصيات إثارة للاهتمام في سلسلة ألعاب الغرب الأمريكي –بعيدًا عن الشخصية التي لا تطاق ميكا بيل- والتي تستحق الحصول على ألعاب منفصلة تسرد مغامراتها بالتفصيل.
تحذير: تعتبر المعلومات التالية حرقًا لأحداث جزئي Red Dead Redemption لذا وجب التنبيه، أقرأ على مسؤوليتك الشخصية.
خافيير اسكويلا
ظهر “خافيير” لأول مرة في لعبة RDR الصادرة عام 2010، حيث تعقب جون مارستون أثره إلى مدينة نويفو بارايسو بالمكسيك، وذلك بعد أن أنقلب على أصدقاء الأمس وتعاون مع الحكومة، ومن المثير للاهتمام أن الشخصية التي التقينا بها لأول مرة في هذا الجزء لم تكف عن النواح والصراخ، وبعيدة كل البعد عن الشخص الهادئ والرزين الذي شاهدناه في الجزء الثاني كعضو في عصابة فان دير ليند.
الفارق بين شخصية “خافيير” عام 1899 والشخصية التي ظهرت في عام 1911 قد يكون صادمًا للبعض ولا يناسب حياته السابقة، مما يتيح فرصة ذهبية للعمل على لعبته الخاصة التي تسرد ما حدث له خلال تلك الفترة وكيف أصبح شخصًا ساخرًا بعيدًا عن الحكمة والفطنة، أضف إلى ذلك إمكانية أن تستضيف المكسيك أحداث اللعبة كاملة مما يوفر أجواء مختلفة تمامًا عن الجزء السابق الذي تجاهل تلك الرقعة الجغرافية المثيرة للاهتمام في ذلك الوقت.
قصة خافيير ستكون بمثابة فرصة لاستكشاف جزء آخر من عالم Red Dead، والتعرف على الحياة السرية لشخصية تم الكشف عنها في Red Dead 2 لتكون لها أبعاد أكثر مما كان يعتقد معظمنا في البداية.
هاميش سنكلير
من قدامى المحاربين في الحرب الأهلية بصفوف قوات الاتحاد وتعرض لإصابات بالغة تسببت في بتر أطرافه، لذا لديه ساق صناعية خشبية، كما أنه سمي حصانه على اسم قائده السابق بويل، ويأخذ آرثر وجون في العديد من الرحلات الخارجية داخل وحول منزله في الجبال، الأمر الذي يجعل قصته فرصة أخرى مثيرة للعودة للعصر الذهبي للغرب الأمريكي من خلال التركيز على منظور مختلف لشخص لطالما كان وطنيًا ولكن أجبرته الظروف على المضي قدمًا في حياة الجريمة والانسجام مع بيئته بطرق مختلفة، مما سيجعله في صراع دائم بين ماضية وحاضره.
جاك مارستون
شخصيًا تعجبت من تركيز Rockstar على نهاية حقبة الغرب الأمريكي في اللعبة الصادرة عام 2010 عوضًا عن التطرق لتلك الفترة في أوج تألقها حينما لم يكن للقانون أي وجود حقيقي في المناطق الغربية للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بعد خوض أحداث RDR 2 واكتشاف أن العصابة بدأت التفكك قبل ذلك بسنوات أصبح الوضع منطقيًا، الأمر الذي يجعل قصة “جاك” ابن “جون مارستون” أكثر إثارة وغموض في حال حصل على لعبته الخاصة.
ستتيح لنا قصة “جاك” استكشاف الحقبة الأخيرة في فترة الغرب الأمريكي من خلال انتقامه لوالده بقتل “إدجار روس” عميل الحكومة الذي قتل جون بالرصاص، تحديدًا في عام 1914 حيث تلوح حقبة الحرب العالمية الأولى في الأفق ويتغير العالم بشكله الذي نعرفه، مما سيسمح للقصة بتناول المواضيع التي تطرقت لها السلسلة في أجزائها السابقة بصوة أكبر كالشخصيات التي تكافح ضد عالمهم المتغير ويعتقدون أن نفوذهم خارج حدود القانون سيستمر للأبد.
سادي أدلر
في حال قررت Rockstar وضع شخصية نسائية في دور البطولة للعبة Red Dead Redemption 3، فلا يوجد أفضل من “سادي ألدر” لتولي تلك المهمة، حيث نعرف بالفعل جزءًا من قصتها مثل فقدانها لزوجها، قبل أن تتحول لصائدة جوائز في عام 1899، أما ما فعلته بين عامي 1899 و 1907 ما يزال لغزًا، كما هو الحال بالنسبة لمصيرها بعد نهاية RDR 2.
ركزت ألعاب السلسلة السابقة على الشخصيات التي تقاوم التغيير وترفض قبول الواقع، لذا سيكون من المثير للاهتمام وجود بطل بوجهة نظر مختلفة كليًا، حيث يتقبل هذا التغيير الذي لا مفر منه، ويندمج في المجتمع الجديد بطرق غير مألوفة، فكما تعلم، لم ينتهي عالم الجريمة بنهاية حقبة الغرب الأمريكي ولن ينتهي إلى قيام الساعة.
كيف ستندمج “سادي” في المجتمع الجديد وتبسط نفوذها بطرق أكثر احترافية دون أن تلطخ يديها بالدماء؟ وما الذي فعلته في الفترة التي تلت أحداث RDR 2؟ يمكن لروكستار وحدها الإجابة عن تلك الأسئلة في حال قررت وضعها في دور البطولة.
لاندون ريكيتس
إذا كنا سنستمر بالعودة للزمن للوراء، وستركز أحداث Red Dead 3 على الفترة التي تسبق قصة “آرثر مورجان”، فبالتأكيد سيكون “لاندون ريكيتس” خيارًا مثاليًا، سبق وتعرف اللاعبون على الرجل العجوز عندما التقي “جون مارستون” لأول مرة في المكسيك خلال أحداث اللعبة الصادرة عام 2010، وألمح لكونه خاض العديد من المغامرات في شبابه لدرجة أن جون نفسه نشأ وهو يسمع قصصًا عن مغامراته، وفي وقت لاحق من حياته يقال إنه شارك في مذبحة بلاك ووتر التي تعد نقطة البداية لقصة RDR 2.
كما أوضحنا من قبل، لم تسنح لنا سلسلة RDR برؤية الفترة الأهم والأكثر إثارة للغرب الأمريكي في أي جزء سابق وركزت على أيام احتضار الغرب المتوحش، وبالتالي يعتبر “لاندون” مثال حي للحقبة الذهبية لسيطرة الخارجين عن القانون على الأراضي الأمريكية في سبعينيات أو ثمانينيات القرن قبل الماضي، ليسرد لنا مغامراته وحكايته الخاصة، وكيف انتهى به المطاف كشبح لا يشعر أحد بوجوده رغم ماضيه الذي لا يغفل.
بلاك بيلي
تعد بلاك بيلي أو “مابيلا إليزابيث كولتر” واحدة من أكثر الشخصيات غموضًا في أحداث RDR 2 والشخصية الأهم والأكثر إثارة في مهام Stranger، بالطبع ليست السيدة الوحيدة التي تحمل السلاح في تلك الحقبة الوحشية، ولكنها تتباهى بالصمود وحيدة ضد صائدي الجوائز الذين يأتون في أثرها، كما أنها العضو الأخير على قيد الحياة في عصابة “توبين”، الأمر الذي يجعل قصتها غاية في الإثارة وتتطرق لشخصيات وأحداث مختلفة كليًا لا علاقة لها بألعاب السلسلة السابقة، كما أن ماضيها مشوق للغاية، ويكفي أن تعلم أنها تزوجت ست مرات من ستة رجال دون أن تحصل على الطلاق من أي شخص.
هوسيا ماتيوس
اليد اليمنى لرئيس العصابة “داتش” في RDR 2، وبالنظر لكونه لم يتوقف عن الحديث عن حنينه للماضي، يمكن لقصته أن تسرد لنا منظورًا مختلفًا للسنوات الأولى لعصابة Van der Linde، ليس هذا فقط، بل على نقيض الأبطال الآخرين، يمتاز “هوسيا” بكونه العقل المدبر أكثر من كونه فعالًا في المعارك والاشتباكات، الأمر الذي سيترتب عليه آليات لعب ومهام مختلفة بشكل كبير عن ألعاب السلسلة السابقة، كذلك سنتمكن من المشاركة في مغامرته السابقة التي تحدث عنها أكثر من مرة خلال أحداث اللعبة، مثل هروبه من حبل المشنقة الملتف حول رقبته عندما حاول المأمور شنقه لسرقة دجاجة.
ليني سامرز
كان والدا ليني عبيدًا، لكن ليني فرد متعلم ولديه تطلعات لحياة أفضل، ولكن كما يقال “تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن”، حيث قُتل والد ليني على يد مجموعة من الرجال المخمورين ذات ليلة، ليقرر التخلي عن احلامه والانتقام لمقتل ابيه بقتل الجناة، أُجبر على الهرب بعد ذلك، حيث كان يبلغ من العمر 15 عامًا فقط في ذلك الوقت، وانضم في النهاية إلى عصابة فان دير ليند في أواخر عام 1898، وبالنظر لماضية الحافل بالدراما بدءًا من جدته التي قتلت مشرفها بعد الحرب الأهلية ولاذت بالفرار، ووصولًا إلى انضمامه لعالم الجريمة، يمكن أن تجسد قصته المعاناة التي عاشها أصحاب البشرة السمراء في تلك الفترة من عنصرية واضطهاد كما حدث في العديد من الأفلام السينمائية مثل Django Unchained.
تشارلز سميث
أصول “تشارلز سميث” وحدها كافية لسرد واحدة من أكثر القصص إثارة التي تتناول أبرز المواضيع الشائكة في تلك الحقبة، فهو نصف أمريكي أصلي (الهنود الحمر) ونصف أفريقي، هرب من المنزل عندما كان في الثالثة عشرة من عمره لأن والده كان مدمنًا على الكحول ويشعر دائمًا بالتناقض داخله كما لو أنه لا ينتمي لقبيلته ولا يشاركهم قضياهم ويهتم بنفسه فقط.
يقول إنه ووالده الأفريقي عاشا مع قبيلة والدته حتى طردهما الجيش الأمريكي بعيدًا، بعد ذلك بعامين تم القبض على والدته من قبل الجنود ولم يرها أحد مرة أخرى، بينما أصيب والده بالاكتئاب وأصبح مدمنًا على الكحول، تلك الأحداث تجعل لديه كل الدوافع للمضي قدمًا في طريق الانتقام ممن قلبوا حياته رأسًا على عقب، وبالنظر لكونه هادئ ومتحفظ وصادق ولا يهزم تقريبًا في القتال، فهو يلائم دور البطولة بامتياز وربما يقدم لنا أحد أعظم القصص في مسار السلسلة.
داتش فان دير ليند
شاهدنا فصلين مختلفين من حياة “داتش” في جزئي RDR، وعشنا جميعًا التحول الكبير في شخصيته وهوسه بعالم الجريمة وجمع الأموال بشتى الطرق، يتمتع بالذكاء ويفقد السيطرة على أعصابه في العديد من المواقف، ويبرر أخطائه بمثاليات لا معنى لها في الغالب.
نعلم جميًعا أننا لن نستطيع المضي قدمًا في قصة “داتش” بعد أحداث اللعبة الصادرة في عام 2010، ولكن ماذا عن الفترة التي سبقت تأسيسه العصابة؟ عندما كان شابًا يافعًا يسيطر عليه حب المال والسلطة ويكرس كل جهوده لعالم الجريمة، تلك الفترة ستكون مليئة بالأحداث المثيرة بدون شك، مثل معاداته لقوات الجنوب التي تسببت في قتل والده في الحرب الأهلية، وهروبه من المنزل في سن مبكر ومقابلته “هوسيا” لأول مرة في شيكاغو وعملية النصب الكبرى التي تسببت في القبض عليهم بعد أن اقنعا 12 شخص من السكان المحليين في بلدة كيترينج بولاية أوهايو بشراء ما قيمته 300 دولار من الأسهم في شركة شحن برتغالية خيالية، والأهم مقابلته آرثر وجون لأول مرة، وسواء كنت معجب بالشخصية أو تلقي باللوم عليها لما وصلت إليه الأوضاع في النهاية، لا يمكن أن تنكر الحضور الطاغي لـ”داتش” والكاريزما التي يتمتع بها والتي ستجعل لعبته الخاصة تفوق كل التوقعات بالنظر لمعرفتنا السابقة به.
تلك هي أبرز الشخصيات في سلسلة Red Dead Redemption التي تستحق الحصول على ألعاب خاصة بها، أخبرونا بشخصياتكم المفضلة من تلك القائمة في قسم التعليقات أدناه، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “10 ألعاب شهدت تغييرات جذرية أثناء التطوير“.