في خضم احتفالات نينتندو بالذكرى السنوية الثالثة لطرح Switch (المصادف في 3 مارس) نستذكر كيف كانت هذه الشركة مُنتشية طوال السنوات الأخيرة بنجاحات جهازها فمنذ أن تم طرحه في 2017 وهو يتصدر المبيعات وبات يتفوق على أجهزة الجيل الحالي بقوائم المبيعات، كل هذا بفضل جذبه للاعبين بطبيعته الهجينة وما زاد الإقبال عليه كان دعم نينتندو له بألعاب حصرية رائعة كلعبة زيلدا وماريو وغيرها، كذلك دعم الطرف الثالث الذي كان واسعاً ومفاجئ فرأينا ألعاب ضخمة تصدر عليه كويتشر 3 وريزدنت ايفل وغيرها بشكل لم يسبق لنا رؤيته منذ أيام الجيم كيوب.
لكن كل هذا مهدد مع قدوم أجهزة الجيل المقبل بحيث يصبح سويتش تحت الخطر بتراجع مكانته ومبيعاته ربما فهو آنذاك لن يعد الجهاز الأحدث بالسوق كما كان بالفترة ما بين 2017 و2019 حيث استفاد من تراجع مبيع أجهزة الجيل الحالي ليحقق النجاح، إنما من ناحية أخرى سمعنا تحليلات مثيرة من بعض المختصين بدراسة السوق تنبؤوا بأن سيطرة سويتش على السوق ستستمر ربما للعام 2022 رغم صدور أجهزة الجيل المقبل من بينهم المحلل الشهير Mat Piscatella.
إذاً ما الذي يجب على نينتندو القيام به كي تضمن فعلاً استمرار نجاح جهازها ومنافسته لأجهزة ستفوقه قوة أكثر بكثير من الفجوة بينه وبين بلايستيشن 4 واكسبوكس ون حالياً؟، لاسيما وأن مع قدوم أجهزة الجيل القادم سنلاحظ بأن الطرف الثالث سيصبح مهتم أكثر بتطوير ألعابه لتلائم مواصفات تلك الأجهزة القوية، كذلك مسألة نقل الألعاب من أجهزة الجيل القادم للسويتش ستكون أكثر صعوبة وهؤلاء سيقولون لما علينا إضاعة الوقت بفعل ذلك؟ دعونا نناقش معاً بعض الأشياء التي يجب على نينتندو القيام بها لإبقاء سويتش محافظاً على زخم نجاحه ومبيعاته:
تخفيض سعر الجهاز
منذ 3 سنوات لم يحصل سويتش على تخفيض بالسعر بدل ذلك اعتمدت نينتندو على سياسة طرح جهاز Lite ذو المواصفات الأقل بسعر 200 دولار ولكن هذا لن يكون كافياً للمنافسة مع أجهزة الجيل القادم فأظن بأن على الشركة أن تستغل موسم الأعياد وهو الوقت الذي سيتم فيه طرح أجهزة الجيل القادم غالية الثمن وتقوم بخفض أسعار أجهزة سويتش لتصل مثلاً إلى 200 و150 دولار لكل من الجهاز العادي واللايت وبهذا تعوض ما قد ينجم عن حدوث تراجع أو تباطؤ متوقع بالمبيعات مع إقبال العائلات على اقتناء أجهزة ألعاب بسعر مقبول لأطفالها. رغم أني أعلم بأن هذه الشركة بالذات لم تعودنا على اتخاذ مثل هذه الخطوة لكني أرى بأنها ضرورية إذا ما أرادت الحفاظ على استمرارية النجاح.
طرح الحصريات المنتظرة كزيلدا 2 وتجارب اللعب الفريدة
أحد أسباب لجوء اللاعبين – حتى ممن يمتلكون أجهزة أخرى – لشراء سويتش يكمن برغبتهم بلعب حصريات نينتندو لما تقدمه من تجارب فريدة لا يمكن خوضها إلا عبر جهاز هذه الشركة، فقد نجحت الشركة العام الماضي بتقديم ألعاب ممتعة وعائلية مثل Luigi’s Mansion 3 وPokemon Sword and Shield. وهي في 2020 بحاجة لأن تستغل الوقت وتعلن عن جدول صريح لقائمة الألعاب الحصرية المقبلة لجهازها كي تبقي اللاعبين متحمسين لها.
الشركة سبق وأعلنت عن عدد من الألعاب التي ينتظرها اللاعبون بشدة مثل Metroid Prime 4 وزيلدا 2 وبيونيتا 3 وأظن بأن عليها أن تسرع من وتيرة التطوير وتعمل على ضمان أن يتم طرح عدد من هذه المشاريع في موسم الأعياد بجانب كشف عن مشاريع غير معلن عنها مثل لعبة ماريو جديدة وغيرها كل هذا سيضمن أن يحصل الجهاز على اهتمام طيف واسع من اللاعبين ولا يتم ترك الساحة فارغة أمام المنافسين.
عقد صفقات جديدة مع شركات الطرف الثالث
الحصريات وحدها لا يمكن أن تؤمن جدول إصدارات ممتلئ طوال العام لملاك سويتش لذا على نينتندو الآن التواصل بشكل أكبر مع شركات الطرف الثالث لضمان استمرارهم بدعم سويتش وعدم تجاهله على حساب مشاريع الجيل القادم.
تعاون نينتندو مع الطرف الثالث نجم عنه مشاريع جداً ناجحة وساهمت بزيادة شعبية الجهاز مثل Octopath Traveler, Astral Chain, Daemon X Machina, Golf Story وغيرها ويجب اللجوء لهذه الاستوديوهات لتقديم مزيد من ألعابهم بشكل حصري للسويتش لتغذية مكتبة الجهاز بدماء جديدة لتجارب لعب ممتعة.
التوجه نحو ألعاب المطورين اليابانيين والأندي
إذا ما تعذر عقد صفقات جديدة مع استوديوهات الطرف الثالث الكبرى يمكن لنينتندو أن تلجأ لأبناء شعبها أي المطورين اليابانيين الذين أعربوا كثيراً عن دعمهم للجهاز فهؤلاء لن يبخلوا بتقديم ألعاب له كذلك سيفعل أصحاب الاستوديوهات المستقلة إن قدمت لهم نينتندو العون، كما يمكن أن تستثمر الشركة بمشاريع نقل ألعاب اكسبوكس 360 وبلايستيشن 3 للسويتش فهذه الألعاب يمكن للجهاز بكل سهولة تشغيلها دون مشاكل، نعم قد لا نرى لعبة مثل Cyberpunk على سويتش لكن هل ستقوم حقاً بشراء سويتش للعب لعبة مثل سايبر بانك عليه؟
طرح جهاز سويتش مطور
قد يكون أفضل طريقة لمواجهة أجهزة الجيل القادم هو طرح جهاز سويتش بمواصفات محسنة وعتاد أكثر قوة، فكما ذكرت أعلاه ربما تقف المواصفات الضعيفة للسويتش العادي عقبة أمام عدد من مطوري الطرف الثالث بالاستمرار بدعمهم للجهاز، لذا الحل سيكمن بتقديم الشركة لجهاز سويتش برو الذي سمعنا بالفعل تسريبات تؤكد قدومه هذا العام. ولكن الشركة اليابانية سبق وذكرت بأنها لا تخطط لطرح مثل هكذا جهاز في العام الحالي. لكن هذا لا ينفي حدوث الامر مستقبلاً بأي حال.
رغم ذلك نينتندو سبق وعودتنا على طرح نماذج متعددة من أجهزتها حيث فعلت ذلك مع 3DS والآن هي بأمس الحاجة لتقديم نسخة مطورة تمتلك معالج أقوى وربما شاشة أفضل وبطارية أكبر تناسب قوة المعالج وهنالك من قال بأن هذا الجهاز قد يتمكن من تشغيل الألعاب بدقة 4K.
اقرأ أيضاً: تسعة أمور يجب تحسينها وتطويرها في جهاز سويتش برو
عموماً ليس بالضرورة أن يكون سويتش برو بقوة أجهزة الجيل القادم لكن على الأقل يتم تقليص الفجوة بينها وبين سويتش. فبالنهاية قد لا يمتنع البعض عن شراء سويتش لأن هنالك أجهزة أخرى جديدة أكثر قوة منه فلو كان ذلك صحيح لما كان أحد اشترى سويتش العادي مع أن قوته أقل من بلايستيشن 4 واكسبوكس ون.
واجهة مستخدم أفضل وإضافة مميزات يريدها اللاعبين
منذ أن تم طرح سويتش لم تقم نينتندو بإجراء تغييرات على واجهة مستخدم سويتش رغم انتقاد اللاعبين لها واعتراضهم على تصميمها بالمقابل شهدنا خطوات من مايكروسوفت وسوني طوال عمر الجيل الحالي لتغيير وتحسين واجهة مستخدم أجهزتها وتلبية ما يريده مالكوا الأجهزة.
حتى أن المطورين بدأوا يشتكون من واجهة مستخدم سويتش فسمعنا انتقاد حاد من أقرب المطورين لنينتندو وهو Hideki Kamiya الذي قال هذه الواجهة تحتوي أيقونات كبيرة موضوعة ضمن صف واحد ويتم وضع الأيقونات الزائدة في مجلد واحد اسمه “كل الألعاب” واصفاً هذا المجلد بأنه أشبه بحاوية قمامة وقال بأنه يتساءل هل من صمموا هذه الواجهة قاموا يوما ما باللعب على سويتش؟ وقد سارع عدد من ملاك الجهاز بتأييد كاميا وكلامه وأكدوا بأن واجهة المستخدم في سويتش تحتاج لتحديث فهي الأفقر مقارنة بواجهات مستخدم الأجهزة الأخرى.
كذلك على الشركة إضافة مميزات طالب بها مالكي سويتش منذ سنوات مثل Voice Chat والمراسلات بين الأصدقاء أثناء اللعب ووجود ثيمات ومجلدات لترتيب العناصر بالواجهة والقوائم بشكل أفضل.
طرح مزيد من الطرق المبتكرة للعب على غرار Labo أو Ring Fit
https://youtu.be/F1orju1NsN8
لطالما تفوقت نينتندو على منافسيها بأنها تقدم تجارب لعب فريدة وأفكار مبتكرة لا نجدها بأي جهاز آخر، مع سويتش حصلنا على الـ Labo وهي مجموعة من الورق المقوى الذي يمكن أن نشكله بتصاميم معينة ومن ثم نحولها لاكسسوارات ملحقة نلعب بها إما كمسدس أو روبوت أو سيارة وغيرها.
كذلك حصلنا على Ring Fit وهي وحدة تحكم جديدة ومختلفة عن المعتاد تعرف باسم Ring-Con وتأتي مع لعبة فيديو مخصصة للتمارين الرياضية والأنشطة الجسدية المختلفة Ring Fit Adventure ، وكلاهما يعد الوسيلة الأمثل لممارسة الألعاب الرياضية على الجهاز الهجين مثلما حدث من قبل مع ألعاب Wii.
وللتأكيد على نقطة القوة هذه للشركة فيه بحاجة لابتكار وسائل جديدة للعب تؤكد فكرة أن سويتش يقدم لمن يمتلكه أساليب لعب مختلفة عن المنافسين والتي لا يمكن الحصول عليها بأي مكان آخر مما يعكس الطبيعة الفريدة للجهاز. وهذا الأمر ليس صعب على نينتندو بالنهاية من كان يتوقع أن نحظى باكسسوارات نستطيع نحن تصنيعها من الورق المقوى؟
لعب أونلاين أكثر موثوقية ودون مشاكل
ليس معروف عن نينتندو بأنها من الشركات المعروفة بألعاب الأونلاين ولكنها مؤخراً سعت لمجاراة موضة التوجه نحو الأونلاين وقدمت بألعابها أطوار أونلاين لكن بعض هذه الألعاب عانت من مشاكل أزعجت اللاعبين مثل مشاكل الاتصال وتقطع اللعب والتوقف المفاجئ لذا من الضروري أن تحرص نينتندو على إصلاح هذه المشاكل بوتيرة أسرع.
تقديم ألعاب طرف أول بأسعار أرخص
تشتهر نينتندو بألعاب استوديوهات الطرف الأول التي تقدمها للاعبين وهي بالفعل تمثل السبب الرئيسي الذي قد يدفع أي شخص لشراء جهازها سويتش، لكن البعض يرى بأن أسعار ألعاب الشركة مرتفعة وباهظة وبأن نينتندو لا تقدم تخفيضات على أهم حصريات جهازها رغم مرور وقت طويل على طرحها بخلاف الشركات المنافسة، لذا لا بد من أن تكون الشركة أكثر كرماً بهذه الناحية وتقدم تخفيضات وعروض أكثر سخاء على ألعابها الحصرية الكبيرة وهذا سيشجع اللاعبين أكثر لشراء الجهاز فمن منا لا يحب الشراء بأسعار مخفضة؟
وربما يكون من الجيد إن كان بمقدورها أن تعمل على تقليل تكاليف إنتاج ألعاب استوديوهاتها وبالتالي طرحها بسعر أقل من السعر الذي تطرح به الألعاب حالياً وربما يكون الحل بابتكار طريقة ما لشراء الألعاب بدل الاعتماد على الكارتردج والذي يتسبب بارتفاع سعر اللعبة ليصل ببعض الألعاب إلى أن يكون سعر نسخة سويتش أغلى من سعر نسخة بلايستيشن 4 أو اكسبوكس ون وهذا عائق أمام البعض ممن قد يفكرون بشراء الجهاز.
مزيد من الألعاب الداعمة للعب عبر الشاشة الواحدة
تعرف أجهزة نينتندو بأنها الأكثر ملائمة للعائلة وجلسة الأصدقاء وهؤلاء يرغبون دون شك بالتمتع بالألعاب سوياً على نفس الشاشة وهذا ما افتقدناه في الجيل الحالي بشكل عام، ولكن نينتندو تستطيع أن تستثمر بتقديم ألعاب داعمة للعب على شاشة واحدة بشكل أكبر وإتاحة هذا الميزة كطور إضافي بألعابها، نينتندو حاولت تعويض النقص عبر أيدي الجوي كون لكن تلك التجربة لم ترق للكثيرين ربما بسبب الانتقادات التي طالت أداة التحكم تلك.
إعادة إحياء خدمة Virtual Console
منذ طرح سويتش أكدت نينتندو أنها لا تنوي جلب خدمة Virtual Console للسويتش وهي لمن لا يعلم خدمة قدمتها نينتندو سابقاً لتمكين اللاعبين من لعب الألعاب الكلاسيكية على الجهاز الجديد وحينها أكدت بأنها ستتيح عبر خدمة الأونلاين للسويتش هذه الإمكانية مع تحسينات جديدة كإضافة ميزة اللعب أونلاين والدردشة الصوتية عبر تطبيق الهواتف الذكيّة وأوضاع اللعب المختلفة التي يقدمها أصلًا الجهاز-المنزلي المحمول.
إلا أنه حتى الآن لم يتم تقديم مجموعة واسعة من الألعاب من كل الأجهزة السابقة، ومع توجه مايكروسوفت بالجيل الحالي لميزة backward compatibility والتسريبات التي تقول بأن سوني ستقدم مثل هذه الميزة التي تدعم كل ألعاب الأجيال السابقة سيكون على نينتندو أن تراجع قرارها وتلحق بركب باقي الشركات وتوفير طريقة للعب ألعاب GameCube وغيرها بعيداً عن خدمة الأونلاين.
بالختام لا أحد يدري ما الذي تخفيه نينتندو بجعبتها لهذا العام وما هي استراتيجيتها لضمان المنافسة مع أجهزة الجيل القادم؟ لكن بحال سارعت بوتيرة تقديم تجارب ممتعة وألعاب ضخمة ينتظرها اللاعبين بجانب ما ذكرناه أعلاه من نقاط يمكن لها أن تضمن بقاء سويتش كمنافس شرس لا يستهان به ناهيك عن أن طبيعة الجهاز الهجينة ولجوء البعض لاقتنائه كجهاز ثانوي سيلعب دور كبير يصب بمصلحة نينتندو.