سبق وأن جرب زميلي صالح لعبة Sekiro: Shadows Die Twice خلال معرض Gamescom، لكنها بالنسبة لي كانت الفرصة الأولى لتجربة لعبة المخرج Miyazaki الجديدة، مخرج ألعاب دارك سولز وديمنز سولز وبلودبورن، وذلك خلال حدث أقيم في مدينة لندن وتم التكفل بتكاليف السفر والسكن.
الحدث احتوى على شرح سريع للعبة وأنظمتها، وأيضًا على فعاليات جانبية مثل تدريب الساموراي، لكن بالتأكيد أهم شيء كان كامل وقت تجربتي للعبة 60 دقيقة على البلايستيشن 4 پرو، وكان أداء اللعبة وجودة رسومها جيدة، ومنها 20 دقيقة من بداية اللعبة بالإضافة إلى الانتقال إلى مناطق متقدمة في اللعبة ومع قوى أيضًا متقدمة. لذا تركيزي لم يكن على استكشاف الأماكن أو القصة وإنما تجربة الحركات والتنقل ومجابهة الأعداء أو اغتيالهم. غالبية الأعداء كانوا بشريين لكن بتنوع فيه قوتهم ودروعهم حسب مركزهم مثل جندي أو قائد، لكن كان هناك أعداء كطير ضخم أو سحلية كبيرة، بينما الزعماء كما رأينا يقدمون أكبر تنوع وخيال.
كلعبة من مطور دارك سولز فالتحدي والعقاب عند الهزيمة كبيرين، فالهزيمة تعني فقدان نصف نقاط الخبرة والمال للأبد، والتماثيل المسماة Sculptor’s Idol تؤدي مهام قريبة من الـBonfire، فهي نقطة تكملة لك عند الهزيمة، وتستخدمها للتنقل السريع، وترتاح عندها لكن مع عودة الأعداء، ويمتلئ فيها Healing Gourd والذي تستخدمه لإعادة دمك شبيهًا لـ Estus Flask، وكذلك تتعلم حركات جديدة وحتى تفتح شجرات مهارات جديدة (Skill Tree) وتستخدم Memories لتقوية هجومك و Prayer Beads لتقوية دفاعك واستعدادك أثناء القتال. تختلف اللعبة قليلًا بأن هناك فرصة ثانية لك عند الموت بالرجوع وتستطيع حتى استخدامها لخداع الأعداء، بالعودة من الموت لحظة إدارتهم ظهورهم لك. كذلك هناك نسبة موضحة لمساعدة قوى خفية لك ومنع فقدانك لنقاط الخبرة والمال.
لكن الفروق الكبيرة بين هذه اللعبة وألعاب المطور السابقة تظهر جليًا في نظام القتال، فالقتال هنا سريع وعنيف ولا يعتمد على عداد للياقة وإنما على وقفتك وتوازنك أثناء القتال، وتستطيع اغتيال الأعداء من الخلف أو حتى من الأعلى، وأيضًا صد ضرباتهم لإفقادهم توازنهم أو مواصلة ضربهم لإضعاف ثباتهم. نظام القتال فعلًا يجعلك تشعر وكأنك نينجا ينقض ثم يهرب لينقض مجددًا، ويساعد ذلك الخطاف الذي تستطيع استخدامه للتنقل الأسرع والاختفاء الفوري، ويعززه قدرة شخصيتك على السباحة القفز والتمسك بأطراف الجدران، وستتعلم حركات تجعلك تستطيع صد الضربات وأنت تقفز، أو التزحلق وأنت تركض للتواري عن الأنظار. هناك أيضًا جانب تخفي كبير خاصة عندما تكون الظروف ضدك لكنك أبدًا لا تُجبر على اللعب عن طريق التسلل والتخفي.
لكن قد تكون الإضافة الأكبر هي يدك الاصطناعية بعد أن تفقد يدك في بداية اللعبة، فاليد الاصطناعية تعطيك حركات تحصل عليها مثل رش اللهب أو السكاكين اليابانية Shuriken، وتحتاج أن تنفق Emblems لاستخدامها. هناك أيضًا أدوات أخرى مثل الرماد والزيوت والبلونات لتقوية شخصيتك مؤقتًا وماشابهها.
مع هذه التشابهات والاختلافات عن ألعاب المخرج السابقة، ومنها معبد يعتبر مقر لك وفيه النحات الذي يضيف ليدك الاصطناعية خصائص جديدة، هناك أيضًا اختلافات ومميزات قد تكون أصغر لكنها تبقى تعطي اللعبة طابعها الخاص، مثل قدرة شخصيتك والمسماة ذئب بالحديث، وعدم قدرتك على مهاجمة الشخصيات الجانبية المسالمة ووجود أشباح في العالم (شبيهًا بلعبة Nioh) يحكون قصة معينة وغيرها من اللمسات التي تحمسنا على أننا سنخوض تجربة بجدية وتحدي ألعاب المخرج السابقة لكن بطابع شرقي مميز. كنت مهتمًا باللعبة مسبقًا بسبب ألعاب المخرج السابقة، لكن بعد تجربتها تحمست كثيرًا لخوض تجربة مختلفة ورؤية ما يخبئه المطور للاعبين.
يُذكر أن لعبة Sekiro: Shadows Die Twice ستنطلق في 22 مارس 2019 على أجهزة بلايستيشن 4 واكسبوكس ون والحاسب الشخصي.