مضى 21 عام على طرح كابكوم للعبة Resident Evil 3 التي حصلنا عليها عام 1999، ومع نجاحها بتجارب الريميك تشجعت لإعادة طرح هذا الجزء بحلة جديدة في عام 2020 بالتعاون مع استوديو M-Two الذي أسسه Tatsuya Minami رئيس فريق بلاتينيوم جيمز السابق.
الريميك لن يكون مجرد نسخة تحمل معها رسوم عالية الدقة ومؤثرات بصرية تليق بالجيل الحالي فحسب، بل كابكوم قدمت فيه الكثير من التغييرات والعناصر الجديدة سواء بالقصة أو أسلوب اللعب أو تصميم الشخصيات، وقبل البدء بخوض مغامرة هذه اللعبة دعونا نقدم لكم استعراضاً عن أبرز التغييرات في الريميك مقارنة بالنسخة الأصلية.
تقاطع الأحداث مع الجزء الثاني
ونذكر جميعاً بأنه في ديمو Resident Evil 2 اكتشف اللاعبون رابط يقودهم للجزء الثالث، فبينما تكون واقفاً أمام مركز الشرطة ستسمع صوت مألوف قادم من جهة الحديقة المجاورة وهو يزأر “S T A R S” إنه صوت صديقنا النمسس وهو يطارد Jill. وسيكون من المثير معرفة كيف ستتقاطع وتتداخل السبل بين الجزء الثالث والثاني كما شوقتنا كابكوم.
تغييرات هائلة على الوحش Nemesis
وكأن هذا الوحش وما ولدته مطاردته للبطلة في اللعبة الأصلية من خوف وذعر بنفوس اللاعبين لم يكن كافياً لكابكوم، فقررت بالريميك أن تزيد جرعة الرعب التي سيذيقنا إياها هذا الوحش الظريف.
قامت الشركة بالبداية بتغييرات بتصميمه حيث اعتمدت على تصميم نموذج للـ Nemesis بالحياة الواقعية من أجل استغلالها لالتقاط التفاصيل عبر تقنية التصوير المساحي الضوئي. لذا سيكون مخيفاً أكثر بالشكل بجانب أنه بات أكثر ذكاء بسبب اعتماد المطور على ذكاء اصطناعي محسن.
باللعبة الأصلية كان النمسس يظهر في مشاهد معينة بحسب ما تم كتابته بالقصة وكانت الخيارات يمكن أن تغير من مسار المواجهة والأحداث، والركض كان بكثير من الأحيان ينجينا منه. لكن بالريميك سيكون ظهوره أكثر ديناميكية وسيجعلكم دوماً بحالة ترقب أين سيظهر بالمرة القادمة بحسب تصريحات منتج اللعبة Peter Fabiano لمجلة بلايستيشن الرسمية، وهو الآن تعلم كيف يركض بسرعة أكبر ويخترق الجدران ويمكنه القفز وبلمح البصر سيصبح أمامك كأنه عفريت ضخم. ليس هذا فقط بل سيستخدم سوطاً لسحبكم وقاذف لهب… استمتعوا
الأصوات باتت مهمة للغاية
بينما كان هذا الجانب مهملاً في النسخة الأصلية ستجد أن الأصوات ستلعب دور هام في هذه اللعبة أثناء التجول بمدينة راكون حيث سيكون عليك الاعتماد عليها لاكتشاف المخاطر والوحوش التي تتربص بك بزوايا الشوارع والأماكن المتعددة.
إلغاء طور Mercenaries
بالجزء الثالث بدأت كابكوم بتقديم طور Mercenaries وفيه يمكن أن نختار بين 3 شخصيات من أعضاء UBCS ويكون على اللاعب أن يصل لمنطقة ما من الخريطة بغضون وقت محدد، ويمكن الحصول على وقت إضافي مع قتل الوحوش كما أن إنقاذ الناجين يمنحكم مزيد من الوقت للوصول للهدف. وكان يكافئ اللاعبين بهذا الطور بمنحهم أموال يشترون بها أسلحة للعبة الأصلية. مع الآسف كابكوم قررت إزالة هذا الطور من الريميك.
تقديم طور أونلاين Resistance
مع إزالة طور المرتزقة أضافت كابكوم بدلاً منه طور أونلاين يدعم 4 لاعبين يلعبون بفريق ضد لاعب آخر يمثل العقل المدبر، مهمة اللاعبين الأربعة النجاة من الأفخاخ والوحوش التي يضعها بطريقهم العقل المدبر، سيكون لكل لاعب مهارات خاصة يمكن استخدامها لحل الالغاز والتخلص من الأفخاخ والاعداء وفتح المسارات إلى حين الوصول إلى المخرج الوحيد.
إزالة ميزة الخيارات
في اللعبة الأصلية كان هنالك خيارات تصادفنا أحياناً وتحدد مسار بعض المشاهد اللاحقة، مثل خيار بين مواجهة الوحش أو دخول مركز الشرطة، من اختار آنذاك مواجهة الوحش حصل على سلاح مؤثر لن يحصل عليه أصحاب الخيار الثاني حتى وقت متأخر من اللعبة.
حسناً هذه الميزة قررت كابكوم الاستغناء عنها في الريميك وبررت ذلك بأنه في اللعبة الأصلية تم إضافة ميزة الخيارات أثناء اللعب من أجل إتاحة إمكانية إعادة اللعب باللعبة عدة مرات، وذلك كون اللعبة الأصلية قدمت عدد ساعات لعب قصيرة نسبياً لهذا كان هنالك ضرورة من وجود ميزة تشجع اللاعبين على إمضاء وقت أطول باللعبة عبر إعادة لعبها لتجربة كل الخيارات المتاحة بالقصة. أما مع الريميك فتم إزالته لأن المخرج أراد أن يسرد قصة محددة وخطية لذا تم الاستغناء عن الخيارات وبهذا سيحصل كل اللاعبين على نفس التجربة لناحية العناصر الروائية والقصة. ولم يرغب المطور بقطع الأحداث وحماسها بالخيارات.
لا نهايات متعددة
أمر ثالث استغنت عنه كابكوم بالريميك هو النهايات المتعددة للقصة، فمع إزالة الخيارات التي كانت تغير من النهاية نوعاً ما كان لابد من إزالة النهايات المتعددة بالأصل، وهذا ما فعلته كابكوم حيث أكدت بأنها ستزيل النهايات وستقدم قصة واحدة للجميع، والغاية سرد قصة أكثر خطية وتسير بمسار حدده المطور للأحداث مسبقاً.
تغييرات على شخصية كارلوس
شخصية Carlos Olivera لعبت باللعبة الأصلية دور كبيراً فهو أحد أعضاء Delta Platoon وكانت مهمته المساعدة بإجلاء الناس من المدينة، وبينما لم تكن Jill تثق به كثيراً في البداية إلا أنها أدركت بأنه يجب التعاون معه لتتمكن من الهرب.
في الريميك سيستمر كارلوس بلعب هذا الدور الهام لكن الذي اختلف هو أن الأحداث الخاصة بقصته سيتم التوسع بها أكثر كما حصلت الشخصية على إعادة تصميم واهتمام بتفاصيلها ليصبح كأنه شخص بشري حقيقي، والمنتج قال بأن هدفهم من هذا ليبدو بأنه أقوى ورجل تستطيع Jill أن تعتمد عليه بالشدائد.
تصميم جديد كلياً لشخصية Jill
لعله التغيير الأبرز والذي لاحظه كل اللاعبين منذ بداية الكشف عن اللعبة، حيث تم تغيير شكلها فلم تعد تلك الفتاة المثيرة ذات التنورة القصيرة، وبحسب المطور فإن جيل شخصية تمر بالكثير من الشدائد، لذلك أرادوا وضع ذلك في الاعتبار والتأكد من وجود مستوى معين من المصداقية فيما ترتديه.
ومظهرها الجديد يعكس أكثر أنها شخصية قوية ملائمة أكثر للتوجه بالريميك نحو الأكشن. وجزء كبير من قرارهم كان الرغبة بالابتعاد عن أي ايحاءات جنسية وهذا كان خطأ فادح واتجاه خاطئ باللعبة الأصلية بحسب المخرج الفني.
مدينة راكون
لعبة ريزيدنت ايفل 3 الأصلية قدمت عالماً أوسع من الجزء الثاني مع شوارع وأقبية مدينة راكون وفي الريميك ستتوسع كابكوم أكثر بهذا العالم وتمنح اللاعبين إمكانية استكشاف مناطق جديدة لأول مرة، مع وجود ممرات وأزقة أكثر ضيقاً والتفافاً علينا شق طريقنا ضمنها.
تصاميم المراحل والعالم حصلت على نقلة كبيرة وبدت مختلفة عما عهدناه باللعبة الأساسية سواء الطرق و الألغاز، أما التصميم فتم الاعتناء به لتقديم مدينة نابضة بالحياة وتم استغلال الأضواء للعب دور محوري بهذه الناحية. ولا ننسى إمكانية التفاعل مع العالم واستخدام ما فيه لقتل الأعداء.
ماذا عن القصة وتغييراتها؟
القصة بحسب المطور شهدت بعض التغييرات في الريميك فلم تعد الأحداث بالضرورة تسير بنفس الترتيب للعبة الأصلية، مثلاً بنسخة الديمو الذي اختبره الإعلاميين كان هنالك مهمة تتعاون فيها جيل مع من أجل تشغيل محطة قطار الميترو، ولكن إذا ما عدنا بالذاكرة للعبة الأصلية نجد أن تلك المهمة كانت عبارة عن تشغيل Cable Car
كما تم التأكيد بأن المطور أعاد تنظيم الأحداث والتعمق بالقصة أكثر. باختصار الريميك لن يقوم بإعادة نسخ اللعبة الأصلية مشهداً مشهد وبحسب التقييمات الصادرة أمس فهنالك بعض المشاهد تم حذفها من اللعبة وهنا نذكر بأن تقرير صدر في ديسمبر 2019 كان قد أخبرنا بأن قصة ريميك الجزء الثالث ستكون أقصر من الثاني بالنصف. وفي عدد شهر أبريل 2020 من مجلة اكسبوكس الرسمية أن القصة ستركز أكثر على خلفيات العلاقة بين البطلة والنمسس ودوافع الصراع بين الطرفين.
اهتمام أكبر بالشخصيات الثانوية
بجانب ما ذكرناه أعلاه عن القصة قام المطورون -بحسب كابكوم- بالتوسع بسيناريوهات كل الشخصيات بدء من البطلة حتى أقل الشخصيات أهمية باللعبة. حيث تريد كابكوم بهذا الريميك أن نشعر أكثر بالشخصيات ونعيش تجربتها، على سبيل المثال سنلاحظ بأن شخصية Dario Rosso ستلعب بالريميك دور أكبر مما قامت به بالنسخة الأصلية – يوجد حرق- وهو لمن لايعلم مدني يمنح بطلة اللعبة ملجأ كان قد وجده سابقاً بعد أن فقد عائلته في مدينة راكون. كذلك قد نحصل في الريميك على مصير مختلف للشخصيات عن اللعبة الأصلية وتم ذكر اسم Brad Vickers كمثال.
تغييرات بأسلوب اللعب
أدخلت كابكوم تغييرات كبيرة في عناصر أسلوب اللعب بالريميك مقارنة باللعبة الأصلية كي يتماشى مع عناصر لعب ألعاب المنظور الثالث العصرية من ريزيدنت ايفل، مثل انتقال الكاميرا لفوق الكتف بدل الأسلوب القديم باللعبة الأساسية.
كما تم إضافة حركة جديدة هي الخطوة السريعة التي تتيح لك الحركة بأي اتجاه وعند تمكنك من تنفيذها بالتوقيت الصحيح يتم إبطاء الوقت وإتاحة فرصة اكبر لك لتفادي العدو وتوجيه رصاصة قاتلة نحوه.
في هذا الريميك ستتمكن من التقاط المواد بسرعة بحيث لن تواجه شاشات قوائم تظهر بوجهك أثناء الهروب وهذا بخلاف Resident Evil 2، هنالك أيضاً مستوى صعوبة أسهل تم إضافته والذي سيعمل على تقليل قوة الاعداء وتقليل عددهم وتخفيف الضرر الناتج عنهم وزيادة فرصة العثور على الذخيرة و الاسلحة.
اقرأ أيضاً: ترجمة غير رسمية للعبة Resident Evil 3 Remake قيد الإنجاز بجهود فريق عربي
إذاً هذه كانت أبرز الأمور التي قامت كابكوم بتغييرها بعد 21 عاماً لإعادة تقديم واحدة من أبرز ألعاب سلسلة ريزيدنت ايفل بأسلوب يليق بمواصفات وقتنا الحالي، فما هي توقعاتكم للعبة؟ وآرائكم حول هذه التغييرات – هل هي كافية للاعبين الذين جربوا اللعبة الأصلية ليستعيدوا تفس تلك المتعة القديمة؟ يبقى أن أذكر بأن اللعبة نالت من قبلنا تقييم “لعبة أسطورية“.