في السنوات الماضية أحدثت Ubisoft الكثير من التغييرات بنهج تطويرها للألعاب ربما كان الأكثر وضوحاً هو انتقال سلسلة Assassin’s Creed من لعبة أكشن مغامرات تعتمد على التسلل إلى لعبة أربي جي ورغم الانتقادات التي طالتها بسبب هذا القرار إلا أن أحدث أجزاء السلسلة حقق مبيعات كبيرة فحسب إعلان يوبيسوفت كان إطلاق لعبة Assassin’s Creed Valhalla هو الأضخم في تاريخ السلسلة وساهم بشكل فعال في تحقيق Ubisoft أرباحاً قياسية في الربع المالي الأخير، مما دفعها لتعلن تمسكها في نظام الأربي جي للسلسلة كما أعلنت قبل أيام.
حديثنا اليوم ليس حول هذا القرار إنما هناك قرار آخر أكثر جرأة كما يبدو اتخذته إدارة الشركة الفرنسية والذي باعتقادنا سيكون له تأثير كبير على مستقبلها بالصناعة. حيث أعلنت قبل أيام بأنها تريد تطوير المزيد من الألعاب المجانية والجوالات وتقليل التركيز على AAA، فحسب المدير المالي للشركة Frederick Duguet فإن الشركة ستستمر على نموذج إصدار الألعاب AAA حتى نهاية سنتها المالية 2022 كمصدر رئيسي للأرباح ولكن بعد ذلك التاريخ سينتقلون لنموذج يزيدون فيه التركيز على الألعاب المجانية والجوالات ويقللون الاعتماد على ألعاب AAA أي لن تعود الشركة لتقديم ثلاث أو أربع ألعاب ضخمة AAA إلى الأسواق كما تفعل بالنموذج الحالي العادي.
هذا القرار أثار حفيظة بعض جمهور الشركة ودارت النقاشات بين اللاعبين حوله وحول تأثيره على الشركة مستقبلاً عبر السوشيال ميديا لذا أحببنا أن نطرحه للنقاش بين متابعينا عبر حلقة هذا الأسبوع من آراء اللاعبين. فالبعض أيد توجه الشركة بقرارها معتبراً بأن ميزانية تطوير AAA باتت ضخمة بشكل كبير مع الجيل الجديد وتتطلب مجهود هائل ووقت طويل بالتطوير وهناك مخاطرة كبيرة بها بحال فشلت لعبة ما لذا الأفضل أن تركز يوبيسوفت فعلاً على تقديم لعبة أو اثنتين من نوع AAA بالعام الواحد مع طرح ألعاب منوعة تنتمي لنموذج الألعاب المجانية أو الخدمية خصوصاً وأنها أثبتت نجاحها مع ألعاب مثل Rainbow Six Siege و ذا ديفجن الأولى لذا إن كانت الألعاب التي ستقدمها الشركة من طينة ومستوى هاتين اللعبتين فلا بأس بالنهاية هي تنوع بإصداراتها وترضي الكل بدل من المخاطرة.
بالجهة المقابلة هناك من يرفض بشكل قاطع اعتماد هذا النموذج لا بل يطالب يوبيسوفت بتقديم ألعاب قصصية بميزانية ضخمة أكثر مما تفعله الآن، وهؤلاء يستشهدون بالقول بأنه حتى لو قسناها من الناحية المادية فإن نجاحات ألعاب القصة للشركة بالأعوام الأخيرة مثل أساسنز كريد و Far Cry وحتى Watch Dogs أفضل بكثير مقارنة بما حققته ألعاب أونلاين وخدمات قدمتها بالجيل الماضي سواء The Division 2 أو Ghost Recon Breakpoint أو لعبة Hyper Scape وهي أحدث ألعاب «يوبي سوفت» المجانية، والتي سبق وأن اعترفت بأنها لم تحقق النجاح المتوقع ووعدت بتغييرات كبرى لاحقة. فلم تعول على نموذج أثبت فشله معها هي بالذات أوليس من الأفضل والأكثر حكمة أن يتعظ المرء من أخطائه؟ ويتعلم من تجارب الغير فلدينا شركة EA التي سبقت يوبيسوفت من سنوات لهذا النموذج فما كانت النتيجة؟ باتت واحدة من أكثر شركات الألعاب كرهاً عند اللاعبين والفشل والطمع أصبح ملتصق باسمها وسبحان الله هي لم تحقق النجاح وتحصل على الثناء إلا عندما عادت لتقدم تجارب قصصية مع A way Out و اللعبة الممتازة Stars Wars Jedi: Fallen Order.
كذلك هناك فئة من اللاعبين يقولون بأن هذا القرار لا يعني لهم شيء فهم بالأساس لم يعودوا يكترثون بما تقدمه يوبيسوفت وبالنسبة لهم الشركة انتهت منذ جيل بلايستيشن 3 واكسبوكس 360، وهؤلاء هم نفسهم الذين ينتقدون التغيير بتوجه الشركة مع ألعاب أساسنز كريد معتبرين بأن هذا القرار خرب السلسلة وهدمها والهدف منه ربحي بحت وليس ضخ دماء جديدة بالسلسلة كما ادعت، فهي تعمدت تصميم الألعاب الأخيرة بطريقة تجعل التقدم فيها وفتح المهارات صعبا جدا ويتطلب الكثير من الوقت وإضافة خيار الدفع بعملة حقيقية لتسهيل التقدم. وهؤلاء أيضاً هم الجمهور الذي يأس من كثر مطالباته بإعادة سلسلة سبلنتر سل دون جدوى وجاءتهم الضربة الأكبر عندما أعلن عن ريميك لعبة أمير بلاد فارس بذلك المستوى الرسومي الذي كان مؤشر لعدم اكتراث الشركة بهذا العنوان رغم أنه يملك جماهيرية كبيرة. هذه كلها يرى فيها هؤلاء مؤشر على نوايا الشركة الفرنسية لذا كان قرارها الأخير غير مفاجئ لهم ولا يعنيهم كونهم لم يعودوا مهتمين بألعابها أصلاً حالها حال EA.
وأخيراً لدينا فئة اللاعبين تلك التي أكثر ما يهمها هو أن “تلعب مجانا”ً! وهي من مؤيدي ألعاب الأونلاين المجانية وترى فيها المستقبل للترفيه. رغم أن الكثيرين ينتقدون هذه الفئة بأنها هي السبب في توجه شركات الألعاب نحو نموذج الألعاب الخدمية والمجانية فكلما كثر اللذين يصرفون أموالهم على الألعاب الخدماتية والأونلاين، كلما قل اهتمام الشركات بألعاب القصة ولنا في GTA V أكبر درس ومثال.
الآن بعدما استعرضت لكم أبرز وجهات النظر حول قرار يوبيسوفت الأخير نود أن تشاركونا النقاش عبر الرد بالتعليقات أو من خلال التغريدة أدناه.
خلاصة الآراء
يبدو بأن الأغلبية (٣٥٫٧٪ من المصوتين) أجمعوا على أنه أساساً لم تعد ألعاب يوبيسوفت تهمهم. بينما وافق ٢٠٫٢٪ على قرار الشركة معتبراً بأن الأهم له أن يلعب ببلاش. في حين أعرب ٢٣٫٤٪ عن ثقتهم بالشركة وأن التنوع جيد. مقابل ٢٠٫٧٪ رأوا بأن هذا القرار انتحاري ومصيرها الفشل.