للأساطير خرافات تحكى، وللأبطال أمجاد تبقى.. ورفيق الدرب قصص تروى، وتلك الرحلة تجربة لا تنسى.. دونت في صفحات التاريخ بقلم مجهول عن تلك الرسالة العابرة للصحراء القاحلة، والبحار الساحرة، وكتب عنوانها بالخط العريض كل شيء مترابط
تجاربي مع الألعاب تفاوتت بحسب سني، طفولتي كانت اتباع لما يسلكه الأخ الأكبر مني في شراء الألعاب ومحاولة تشجيعه في تخطي العقبات وأنا بجانبه، مراهقتي كانت في ثورة ألعاب التصويب وقضاء مئات الساعات بها مع الأصدقاء طوال اليوم ويا لها من ذكرى رائعة، بلوغي مزجت بها كلتيهما التجارب القصصية و متعة الأطوار المتعددة اللاعبين.
عندما أنظر لأخي حاليًا استرجع الذكرى الجميلة، في ألعاب تسمح بتعدد اللاعبين في شاشة واحدة وقلة ما تتواجد حاليًا، وقد اتحسر على فقدان اهتمامه حاليًا واتمنى الماضي لا يزول، ولو ساعات ونحن نلعب سويًا أو اسانده فهو بنظري قدوة، له فضل في إدخالي و إعجابي في العاب منذ الأزل، وحتى يومنا الحالي هي محببة لقلبي وتمثل لُب صناعة الألعاب.
تجاربي مع الألعاب القصصية وألعاب ذات العنصر التعاوني مرت بمراحل وتطورات في تأثيرها علي، وعلى صناعة الألعاب، لن أنسى لحظة اندهاشي عند مشهد سينمائي لبطل يكشف عن هويته، أو ذكرياتي مع أخوتي في كراش السيارات بعد المدرسة يوميا، لطاقة سلبية نريد إفراغها ومتعة تعاونية نبحث عنها، كل هذا من الماضي فما هو الحاضر؟
صديقي سعد..
نعم سعد وليس سعود كما هو موضح بالصورة، لا أعلم هل هو خطأ منه أو عمدًا، ولكن الذي أعلم به أنني استمتع بمناداته سعود من باب السخرية.
سعد من الأشخاص الذين تعرفت عليهم عن طريق وسائل التواصل الإجتماعية، قضينا عشرات وقد تصل مئات الساعات من السهر المتواصل في أوفرواتش استمتعنا في بدايتها، ضحكنا على أنفسنا، نجحنا في تطبيق خطة على الفريق المنافس سويًا، لم نغضب على خسارة لأننا على علم أنها مجرد لعبة إلكترونية لا تستحق.
في يوم بعد حين أقترح علي أن نخوض مغامرة في لعبة A Way Out سويا فهي مخصصة أن يلعبا شخصين سويا فقط، لم أتردد في إجابتي و بادرت بالموافقة خضنا التجربة في لعبة، تقدم فكرة اللاعبين ينظرون لشخصيات بعضهما كما هو الحال قديمًا في ألعاب تقدم اللعب التعاوني في شاشة واحدة مثل كراش السيارات، لكن استخدام A Way Out للفكرة كان متطور.
كوني انظر تحركاته والشاشة منقسمة له سبب يخدم اللعب والإخراج تم تنفيذه بشكل سليم، يمكننا كلانا المنفعة من الرؤية للاعب الآخر، وأيضًا اللعبة على علم متى تحتاج لرؤية أي لاعب فيهما في حال واحد منهم وقع في مشكلة تتغير من الحجم المنقسم بالشاشة ليأخذ الحيز الأكبر لثواني معدودة .
تجربتي مع A Way Out كانت مذهلة وجديدة في تنفيذ فكرتها بلا شك أحببتها وفاجئتني، وعنصر التواصل الصوتي كان محور رئيسي بها، عادت بي الذكريات مع رفيقي بعد الإنتهاء منها لجلستي مع أخوتي بالماضي في الشاشة الصغيرة المنقسمة أو المساندة في الألغاز.
رسالة عابرة
التواصل بالرسائل الورقية كان قديما يعبر حال أو مشاعر يصعب قولها وجه لوجه، لحاجز مكاني أو سري كان يقف صدًا منيعا، تطور حتى أصبح يتدخل وسيط ناقل كالحمام الزاجل وساعي البريد، وبعدها واكبنا عصر الفاكس والرسائل النصية وغيرها..
الرسائل تنوعت ما بين تبليغ السلام والاطمئنان،الحب والغزل، وأخيرا طلب المساعدة والنجدة.
الألعاب والرسائل بينهم عامل مشترك.. تطورت عبر الزمن ومن خلال التقنية أثرت في كسر الحواجز والقيود، الألعاب ساهمت في إمكانية اللعب عبر الشبكة سواء منافسة أو نتعاون في غلب اللعبة نفسها، لكن لنتوقف قليلًا ونبدأ نتذكر متى بدأت الرسائل بالألعاب ؟ وكيف بدأت؟
عندما أتذكر عن تلك اللعبة يخطر ببالي لعبة وحيدة.. وهي ديمنز سولز فهي أول من قدمت فكرة التواصل بالرسائل بين اللاعبين، كانت مذهلة في حينها رغم بساطتها، إتاحة فرصة تواصل اللاعبين ومساعدة بعضهم بالكلام الذي يظهر في بقعة معينة، ويوجههم لمكان سري أو معلومة منسية أو كلام خداع وبالإمكان وضع إعجاب لكي يراها عدد أكبر، معبرة عن حال لاعب في أعماق مملكة يحكمها ظلام وأرواح ولا يدري أين المفر من تلك العقبات..
ذكرتها للمعروف التي كونته لجميع ألعاب السولز كانت البداية لسلسلة تتلذذ بقهرك، وتستمتع بموتك، فيما تبقى من حديثي عن التجربة الأمثل لي والتي لاتزال لم يغلق خدماتها بسبب انتعاش لاعبيها..
رسالة تبحث عن قارئ
دارك سولز 1 هي التجربة المثالية لي وغيري في تطبيق أفكار ديمون سولز الراحلة، تلك المناطق المتماسكة في لحن الظلام القاهر، بأفخاخها وأسرارها التي حملت في طياتها معارك احتدمت ونزفت كثيرا، كنت أواجه الزعماء على أمل كنت أراه بعيد المنال، كنت على جرف حذف اللعبة بكاملها وقريب من كسر يد التحكم مرات عديدة، تلك النزاعات التي لا ترحم نزفتني وأرهقتني ذهنيًا حتى تعبت تمامًا.. وقررت الاستسلام والتوقف الذي لا مفر منه
حتى قرأت تلك الرسالة قبيل دخولي للزعيم كانت مختلفة! شعرت به وبكلماته التي تركها صديقي في العالم الموازي وكأنها بثت فيني أمل حقيقي، وعززت ثقتي بنفسي، و جمعت قواي التي تهالكت وتبعثرت في المكان، فعلًا كانت رسالة قيمتها عالية وكأنها وصفت حالي الذي انتزعت منه الثقة، ولامست مشاعري وكأني كنت في غفلة ومغلق العينين حتى استطعت الإبصار، وهذا هو جمعها لي في رسالته ..
(يمكنك المشاركة في إظهار رسالتك من خلال المشاركة في هاشتاق المقالة في تويتر: #رفيق_الدرب_بالألعاب)
وسيتم اختيار الأبرز:
- –
- –
- –
ويالها من رسالة عبرت عن حالي المتراخي، الفاقد للدافع في صراعه فيما بين طيات الأعداء المزعجين والمناطق السامة، رميت راية الإستسلام جانبًا واتجهت مسرعًا نحو ذلك الزعيم للمحاولة التي لا يمكن إحصاءها وأنا بقوة داخلية ملأتني، وطاقة إيجابية ملكتني وكأنه لانزال بعده يجمعنا.. يا أنا يا أنت، هكذا كان شعاري وهذه هي رغبتي
هل تريد معرفة ما حدث؟ لاشك في ذلك النصر الساحق كان هو مرادي وقمت بتحقيقه، وتلك كانت لذة الإنتصار التي كنت أسمع بها ولم قد أشعر بها من قبل، هذا أنا استجمعت قواي بفضل رسالة من مجهول استشعرت أنني أستطيع كما هو استطاع، وتلك كانت لحظتي التي علمت أني غلبت اللعبة
شكرا يا صديقي..
رفيق الترحال
الألعاب ذات الطابع الفني خلابة بجمالها ومبهرة بتفاصيلها، قد تتمعن في كل زاوية منها أشبه بلوحة فنية في كل إطار، لتلوح في الأفق وتكّون من نفسها جمال سرمدي دائم لا يزول، وقد تلقي قصة كاملة من خلال صمتها دون كلمة مكتوبة وجملة مفهومة وشخصية معلومة، والأمثلة عديدة ولعبة Journey مثال على ذلك سحرتني من الوهلة الأولى عن هوية الكائن الغريب الذي تتحكم به وعن هدف الرحلة نفسها.
كنت منغمسًا في تحقيق هدفي وهو الوصول للقمة كنت أراه بعيد المدى واستحالة الحدوث، أحاول النجاة وتخطي العقبات كنت مكافح ومتشبث بأملي حتى علمت أن ما باليد حيلة عندما استوقفني بناية لا أستطيع علوها فهل هي نهاية الطريق؟ أم هناك لغز خفي يقع بين الصحراء القاحلة؟
وإذ أنا مستمع لطنين قادم من حيث لا أدري، وأنا أتمعن بمن أقبلَ علي ينجيني من كربي، يرشدني لطريقي، ينسيني همي، كأني أنظر نسخة مني طبق الأصل، واتبعه لعل الفرج أتى من اللعبة وظننته رفيق ذو ذكاء اصطناعي مسير لا مشاعر وأحاسيس داخلية وذكريات تبقى، وغيري الكثير من اللاعبين ظنوا ذلك وتلك كانت الخدعة الماكرة خلف رفيق الترحال، لم أعد أكترث له حتى صعقني تحركاته المريبة واقترابه مني ويصرخ عاليًا على وتيرة غير ثابتة، يحاول التواصل معي بنبراته الحادة وتلك كانت صدمتي الأولى!
يا صديقي ..
و كيف للعبة أن تضعني في هذا الموقف المفاجئ بجوار رفيق حقيقي لا علم لنا عن بعضنا، ولا يمكن التواصل الصوتي أو الكتابي ويجب علينا إكمال الرحلة سويا نحو القمة ولا يردنا رادع، ومن هنا كانت البداية الحقيقية لرفيق الدرب انطلقنا وهدفنا واحد صعود نحو القمة، والتزحلق على الرمال، وتلك المغامرة قتلت الوحدانية وجعلتني مرتبط في شخص لا أعلم عنه شيء، وعندما علمت بالأخير أني امتلكت رفيقين بالرحلة تبادلا الأدوار دون علمي تلك كانت الصدمة الثانية!
رحلتنا مرت في متغيرات عديدة، ومخاطر كثيرة.. واجهنا قمة الجبل بمهابته وضخامته فرض حكمه علينا، وخفاياه السرية التي كونت أحجية حاولت تسدنا، وبمن اتخذ باطنها مسكنًا كان أول المدافعين حينما شعر بتواجد زائر، والرمال التي كانت شاهدة على الحادثة تزينت بانعكاسات ضوء الشمس كما لو أنها بريق من الذهب يجذبني نحوه.. وفي خضم كل هذا استشعرت إني بالقمة في اللحظة التي اقتربت بها من الغيوم، والبسمة تشق وجهي الرحلة انتهت وأنا مشغول البال وأنا أتتبع رفيق الدرب.
صديقي..
يا من جاورني في رحلتي وكان سندي في لحظة فقدان للأمل.. وبجانبي في لحظة التي انكسر بها مجادفي وكنت على جرف الاندثار بين الرمالِ، وكنت تسبقني في مجابهة المعوقات تشبثنا سويًا مسندي ظهورنا على بعضها لا طريق للخلف ولا طريقًا نتواصل بها إلا صرخاتٍ انطلقت من الحنجرة، لتطلق لنا إشارة جديدة ترجمت أنا هنا بجانبك فهل مِن من يشد الرحال؟
شكرا لك يا صديقي.
لست وحيدا..
لمن قد قرأ مقالات سابقة لي، أحيانا تصبح النقطة الأخيرة هي السبب الرئيسي في كتابة المقال وهنا ليست باستثناء تجربة Death Stranding كانت غريبة، تارة انذهل من تطبيق أفكارها وتارة أخرى أسأل نفسي لما أنا مستمر معها؟ توصيل الطلبات بها كان كثير وطويل وممل وكنت أبحر في خيالي بسهولة، وكانت غنيمتها اني فكرت بهذا المقال كاملًا بكل تفاصيله.
أساس ديث ستراندق مبنية على ترابط اللاعبين ومساعدة بعضهم بشكل متقدم أكثر في إنهاء مهامها سواء مساعدة فيزيائية ملموسة كالسلالم والجسور وغيرها الكثير، ونفسية تحفيزية الملصقات التعبيرية والكلمات المسموعة عندما تصرخ في أرجاء العالم أنا سام أود سماع صدى صوتك، وينتهي بك المطاف ملتف على أقرب آلة صنعتها أنت أو صديق بالرد أنا سام أيضًا للتعرف من يشاركك المرارة ويدعمك فيزيائيًا ومعنويًا في وقت واحد للاستكمال.
كموصل ستعاني من العقبات العديدة وستفقد شحنتك فجأة ولن تعود لها وهناك مساعدة خيرية هامة من صديق مر من هنا وقرر إكمال إرسال شحنتك إلى القاعدة تقدير لتعبك وستحب أن تفعلها لغيرك إكرام له، وذلك الترابط قيوده قليلة وحدوده بسيطة فكلما تقدمت باللعبة أصبحت الخيارات أكثر و التأثير أكبر واللعب أجمل، وتكون المساعدة من صديق حتى إلى المركبات والدراجات.
أعطني إعجاب..
وسائل التواصل الإجتماعية تسبب الإدمان والمتعة في لحظة إشعارك بتنبيه لك بعدد من الإعجابات أو الريتويت للمنشور، مما يجعلك تريد أكثر وتجذبك أكثر لها وهذا ما تتبعه ديث ستراندق في التعبيرعن إعجاب اللاعبين لبعضهم دون كلمات مقروءة، تبادل الإعجاب سهل ومتاح لكل ما يمكن الإستفادة منه ويشعرك أنك تريد أكثر فتحاول بناء الطرق والطاقة من أجل أن تعم الإستفادة والحصول على الإعجاب، ومن هنا يتحقق الدافع لبناء والإبداع في المكافأة مرضية للطرفين وينتج تجارب مختلفة للاعبين.
تفاصيلها في عالم ضخم مبني على استفادة اللاعبين من بعضهم مذهلة فقد ترى آثار خطوات اللاعبين الآخرين الذين مروا بجوار القاعدة منذ فترة بسيطة وأين سلكوا، أو اختلاف حركة أقدام سام بحسب التضاريس المحيطة أو الحجم المحمول على الظهر ستراه يترنح ساقطًا من إلتواء الكاحل، وأيضًا يوجد غيرك موصلين في العالم أصحاب ذكاء اصطناعي ستراهم أحيانا لكن الذي قد لا تراه أنهم يستخدمون نفس الأجهزة الكيرالية التي أنت تستخدمها في العالم للتزود بالطاقة والراحة
كثير من تفاصيل ديث ستراندق حتى ستراها مرتبطة بشكل ما في العالم وفكرة ترابط اللاعبين أنفسهم.
وبعد رحلة طويلة تخللها التسلق والحمل والمشقات والمساندات في شتى الأشكال والألوان انتهيت من اللعبة .. و جلست متأمل في أسامي المطورين من هم خلف اللعبة هل نالت على رضاي؟ مشاعري متلخبطة وعقلي يفكر بالنهاية وإذ يظهر فجأة الأسامي المعرفة من هم كانوا معاي في الشبكة واستخدمت معداتهم
ديث ستراندق تكتشف بعد مضي بها عشرات الساعات أنها تريد تكوين تجربة مختلفة لكل لاعب في أسلوبه في الوصول للوجهة المطلوبة، من خلال الأساليب المتعددة من قبل اللاعبين أنفسهم، في صنع مسارهم ليس الخاص بل العام وهذا ما أعجب اللاعبين بها، وتلك الفكرة ليست بالسهلة في التنفيذ سيضحي بعوامل أخرى مهمة وهنا المجازفة والمشكلة لدى الكثيرين في تنفيذها وخلق تجربة مبعثرة قائمة على ابتكار اللاعبين في الخوادم عبر الشبكة الكيرالية التي معك كما تسميها اللعبة باللغة العربية بذلك، فقد ترى من يتشكى من البيئة الثلجية في مشقاتها وقد ترى على النقيض من تعامل معها بحرفة واستخدم الحبال الكهربائية الموصلة للمناطق وهانت عليه المسافات.
هذا الإنقسام والحرية المطلقة حول لعبة ذات ميزانية ضخمة ومن طرف أول نادر جدًا، وقد يكون مرحب به في هذي الفترة التي تعيش بها الألعاب ذات العالم المفتوح دوامة من النسخ واللصق في المهام والعالم وتسلق الأبراج، ديث ستراندق خرجت لنا بحرية مطلق، وهي سلاح ذو حدين فنبع منها الإبداع والأخطاء البديهية، قدمت أفكار جديدة اذهلتني أكاد أجزم أننا سنرى العاب ستقدم هذه التجربة بشكل أفضل بالمستقبل
بالختام..
الأبطال كثيرون، والبطل الحقيقي هو رفيق الدرب المنسي الذي يمد يد العون دون انتظار رد الجميل.. وكيف للبطل أن لا يكون بطلًا وهو قد شعر في هذا المأزق الذي كنت أنت تبحث عن فراقه، ولبى النداء كما لو أنه نداء استغاثة.. ليكمل الحلقة الناقصة وتستكمل الرحلة وتنتهي القصة .
برأيي أن ما فعلته ديث ستراندق كان امتداد لما بدأته دارك سولز أو ديمون سولز والفارق بينهما واضح وكبير، فالأولى كانت أساسها وتجربتها مبنية على ترابط اللاعبين والثانية كان مجرد جزء جانبي منها رسائل اللاعبين و جيرني انتصفت بينهم لتقدم قليلًا من كلتيهما
شكرا لك أنت على تفاعلك مع المقالة نفسها بكل الأشكال، أنت بمثابة بطل عند صديق مجهول.. وأتمنى استمتعت بالقراءة كما أنا استمتعت بالكتابة.
المصممين الذي تم الإتفاق معهم على مشاركة آرت في المقالة ..
بعض الأشخاص الذي كان لهم فضل ولو قليل