خلال الحدث الذي دعتنا إليه يوبيسوفت في باريس لتجربة Far Cry 5 لمدة مطولة لطوري القصة والتعاوني، حصلت لنا فرصة مقابلة المخرج الروائي للعبة السيد Jean-Sébastien Decant وطرحنا عليه بعض الأسئلة المتعلقة باللعبة، إليكم مقابلتنا معه أدناه:
في بعض عروض Far Cry 5 اللعبة تميل للاستهبال والهزلية، هل ستكون اللعبة تأخذ منحنى هزلي أم جدّي؟
كلاهما، منذ Far Cry 3 ونحن نحاول خلط الجو العام للعبة، فمثلا ستشاهد مشهدًا وتجده سوداوي وقاسٍ، وآخر ستقابل أحدهم ويكون الوضع مضحك لحد الجنون. بالنسبة لـFar Cry 5 وعالمها الضخم المقسم إلى ٣ مناطق لـ”جيكوب” و”جون” و”فيث”، فهناك العديد من الشخصيات والعديد من المواقف، سيبدو وكأننا كتبنا ٣ مواسم لمسلسل تلفزيوني وهذا ما ستمر به، تخيل بأنك شاهدت هذه الثلاثة مواسم وراء بعض فستمر على مشاهد تلامس مشاعرك وبعدها مشاهد ممتعة ومضحكة وبعدها مشاهد حزينة، لذا فعليًا هي خليط.
هل غيرتم في توجه اللعبة في نقطة ما بسبب ردة فعل الناس لأول عرض للعبة؟
لا لأننا نعمل على هذا الجزء من عدة سنين وكنا مهتمين بولاية مونتانا وأردنا جلب Far Cry إلى الولايات المتحدة، لذلك نظرنا إليها وتفحصناها ووجدنا أن هناك جماعات كثيرة تريد أن تعيش منعزلة عن الآخرين مثل الميليشيا والطوائف الدينية، ووجدنا أنها ستكون تهديدًا مثيرًا للاهتمام يناسب عالم Far Cry. بدأنا بمشاهدة الطوائف هناك واختلقنا طائفة مخصصة للعبة يقودها “جوزيف سيد” وهو في قناعة تامة بأن نهاية العالم قادمة، وبسبب ذلك فهو يريد أن يكون مستعدًا، والمحتاجون والضعفاء يبحثون أن يجدوا سببًا لينضموا إليه ويقومون بأفعاله، نحن صممنا ودخلنا بتفاصيل كثيرة أكثر مما تحدثت عنه الآن، وبذلك صنعنا واقعًا موازيًا يصور هذه الحالة في اللعبة، وأخذ ذلك وقتًا طويلًا، في الحياة الواقعية يبدو ذلك مبهرًا وغريبًا، ولكن بالنسبة لما صنعناه فنحن نريد أن نضع خيالنا ونستمر في ذلك.
تعقيبًا على هذه النقطة، في أول عرض اللعبة أقرب بأن تكون نقدًا للأوضاع السياسية في أمريكًا حاليًا، أما الآن فأصبحت العروض أكثر هزلية. ما تعليقك؟
أعتقد بأن إجابتي ستكون قريبة من الجواب السابق، نظرًا لأننا قمنا بأبحاثنا وصنعنا عالمنا، وبما أنها Far Cry فهي خليط بين الجنون والجدية. كنا مهتمين بأن نضع شريرًا لم يكن دكتاتوريًا أو سفاحًا، الناس هنا يؤمنون ومقتنعين بصدق بأن النهاية قادمة، وهو أمر مثير للاهتمام أن يكون العدو يعتقد بأنه يقوم بالفعل الصحيح. هذا ما ركزنا عليه، أما الباقي فهي مصادفة إن كان العالم يتجه إلى هذه المرحلة، وهي أشبه بدورة حياة لأنه قبل ٢٠-٣٠ سنة كانت هناك مشاكل مشابهة. العالم هو الذي يواكبنا وليس العكس (ضحكة).
هل وجود عالم القصة في أمريكا حد أو قلل من الخيال الموضوع في اللعبة أو صعب صياغة القصة؟ مقارنة بالجزء السابق الذي يقع في التبت مثلا والتي كانت تقدم محتوى غني وتجربة مجنونة؟
لصنع عالم خيالي وقريب للواقعية أمضينا وقتًا لدراسة المكان، ووجدنا بعدها العديد من الفرص، بالنسبة لمبادئ الشخص للأمور التي يقدر على فعلها أو لا يقدر، أرى أن الإنسانية تجمع الأفضل والأسوأ وليست متصلة بموقع جغرافي، تستطيع أن تكون شخصًا جيدًا في أي مكان أو شخصًا مجنونًا في أي مكان، لذا فهي لم توقفنا من جلب الأشياء الجيدة أو السيئة.
كيف تضيف المهام الجانبية للقصة الرئيسية دون أن تكون مكررة أو مملة؟
في Far Cry 5 المهام الجانبية تأخذك لتقابل أناسًا تم اضطهادهم من قبل الطائفة، وتسببوا في رحيلهم من بيوتهم وابتعادهم عن أسرهم، لذلك الناس يبحثون عن طريقة ليتحدوا ويقاتلوهم. لذا حتى أكثر الشخصيات جنونًا يصفون معًا لمقاتلة الطائفة. لذا حين تقابلهم ستتعرف عليهم وستعلم لماذا غادروا وما هي مشكلتهم وكيف يمكنك مساعدتهم لمواجهة الطائفة. في الحقيقة هناك عائلة في اللعبة يريد الزوج الرحيل لحماية زوجته البدينة والحامل، أما هي فتود البقاء، تود بناء منزل لتسكن فيه لأنه موطنهم، واللاعب سيقوم بمساعدتهم في هذا الأمر. نحن نحاول أن تكون قصصهم بجودة أصيلة وتحمل العديد من المفاجآت.
في الأجزاء السابقة على سبيل المثال في الجزء الرابع أنت تلعب بشخصية AJ Gale وهي شخصية مبتكرة منكم ولها نصوص مكتوبة، أما في الخامس فأنت تلعب بشخصية يصنعها اللاعب وتمثله هو. هل هذا سيؤثر على تصرفات ومشاعر شخصيتك؟ هل الشخصية مثلا لها ماضي يمثلها أم أن الشخصية تمثل اللاعب فقط؟
بالنسبة لي هذا أكثر شيء أفضله، نريد أن ننشأ شخصية لم تكن موجودة قبل ضغطك على زر البداية، وعند الضغط على زر البداية تختار جنس الشخصية ولاحقًا ستضع تفاصيل أكثر للشخصية وتشكلها كما تحب. أحب فكرة بطل اللعبة الصامت، لذا لا نريد وضع صوت يوجهك ويحدثك، أنت اللاعب هنا، أنت المسؤول، أنت من يضغط الأزرار، إذا قالت الشخصية شيء ما قد ربما تكون خلاف مشاعرك، فهنا تكون مشكلة لأنها ستخلق تنافرًا، وهذا شيء لا نريده أن يحدث خصوصًا بأن اللعبة ضخمة ومفتوحة، يمكن فيها الذهاب لصيد الأسماك، إطلاق النيران أو أيًا كان. بالنسبة لوضع شخصية من عندنا وكتابتها وجعلها تتحدث وتقول أشياء رائعة وتجعلك تمر بتجارب مفاجئة، لدينا الرفاق (Guns for hire)، بالنسبة لي هم يشكلون صوت العالم، أنت تختار الشخصية التي تحبها وتجعلها ترافقك، وتتفاعل مع العالم خاصة لأننا وضعنا العديد والعديد من ردات الفعل لما حولها، سيقومون بإلقاء النكت وسيتفاجؤون ويخافون ويصبحون بذلك صوت اللعبة.
من أكثر الأشياء التي تجعلني محبًا لـFar Cry هي اللحظات الغريبة والمجنونة التي تفاجئك، بالنسبة للاعب لعب الأجزاء السابقة هل ستفاجئني Far Cry 5؟
منذ Far Cry 3 هناك ٣ أشياء دائما تعود، هناك شخصية العدو ذات الكاريزما العالية والتي تحبها لتكرهها، العالم المفتوح وهناك ما نسميه “The rabbit hole” أو حفرة الأرنب (وصف للحالات الغريبة وغير المنطقية والتي لا مفر منها) وهي المهام التي وصفتها لي. لذا نعم لدينا أشياء قادمة لكم، وأعتقد أن هناك المزيد من المفاجآت في النسخة النهائية، إذا كنت قد واجهت “جيكوب” اليوم فستفهم ما أعنيه.
شكرا جزيلًا على إتاحة الفرصة للمقابلة.
العفو