أتيحت لنا الفرصة لتجربة Days Gone أو “أيامٌ مضت” بدعوة من بلايستيشن السعودية (الإلكترونية الحديثة) وإرسالنا إلى لمدريد لتجربة اللعبة بشكل مطول وإجراء مقابلة مع المخرج الإبداعي للعبة. اللعبة من تطوير Bend Studio وهو مطور Uncharted: Golden Abyss على الڤيتا وسلسلة Syphon Filter، من نشر Sony Interactive Entertainment وبالتأكيد حصرية للبلايستيشن 4.
في البداية بدأ الحدث بكلمة من المخرج الإبداعي للعبة السيد John Garvin وتحدثه عن Days Gone، كيف أنها استغرقت 6 سنوات في التطوير، وكيف أن اللعبة تتميز بعالمها المفتوح وتجوالك بالدراجة وكيف تتفاعل العوامل الأخرى مع بعضها البعض مثل تغير الحالات والطقس لتعطي تجربة روائية داخل لعبة عالم مفتوح. أخيرًا أشار إلى أن العالم بأسره يلاحقك، وكل شيء حولك يحاول قتلك طوال الوقت مما يجعلك متيقظًا لمحيطك.
كان هناك بعض الأسئلة والأجوبة السريعة خلال العرض، وكانت كالتالي:
س: الدراجات مهمة في اللعبة، فهل هي مرافق يمكن الاعتماد عليه؟
ج: Deacon لديه 3 علاقات مهمة، زوجته Sarah، صديقه Booser ودراجته. الدراجة هي وسيلة التنقل، وليست كأي أداة تستعمل وترمى، واستخدامها سيكون له معنى في العالم. أحد أهم الأمور في النجاة هي معرفة مثلا أين توقف دراجتك في حال الهروب؟ مما يعني أنها عامل استراتيجي، أيضا يمكن حفظ ملف التخزين عند الدراجة، ستهتم في الدراجة وتستعد لكل شيء مثل إصلاحها وتعبئة الوقود.
س: ما هو التغيير الكبير بالنسبة لـDeacon في العالم؟
ج: عالم اللعبة يقع في براري Farewell غرب الولايات المتحدة، فهناك مناطق صحراوية وغابات. العالم قاسٍ ومتداخل في بعض، ستقضي 20 دقيقة في الصحراء ثم عند الأنهار ثم جبل ثلجي ثم الغابة، هناك عوالم مختلفة في اللعبة وأماكن لم نراها مسبقًا في لعبة أخرى.
س: حدثنا عن محرك اللعبة كونه محرك Unreal Engine 4 والذي يستخدمه الكثير من الطورين.
ج: بالنسبة لـUnreal Engine 4 فمن المميز أن تكون أول لعبة طرف أول ومن استديوات سوني تستخدم محرك ألعاب منتشر، وجود العديد من الأدوات بالإضافة إلى التقنيات الداخلية لدينا في Bend Studio وبمساعدة استديوات سوني الأخرى تجعلنا نقدم العديد من الأشياء الرائعة.
تجربتنا المطولة للعبة Days Gone
بالنسبة لتجربتنا للعبة، أُتيحت لنا فرصة لعب أول ساعة من اللعبة (والذي عُرض مسبقا في تغطية Game Informer)، وبعدها تم وضعنا في مرحلة متقدمة للعبة وفي منطقة مختلفة. تم تجربة اللعبة في البداية باللغة العربية، وسأتحدث عنها لاحقًا بالتفصيل.
في البداية شاهدت افتتاحية اللعبة وكان مشهد بداية انتشار الوباء والفوضى في العالم، ومن ثم انتقل المشهد بعد ما تحول العالم وأصبح يملؤه الوحوش (Freakers) ولجوء البشر إلى المعسكرات ووجود جماعات مثل الممزقين (Rippers) وهم مجانين يشبهون الوحوش ولكن يمكنهم استخدام الأسلحة، قطّاع الطرق عموما، وجماعة NERO وممكن أن أشبهها بالقوات العسكرية. تبدأ في مهمة تبحث عن شخصية Leon وتقفي أثره، وذلك بالضغط على زر R3 الذي يبين لك جميع الأدلة في المنطقة والذي لا يعطيك فرصة فعلًا لاستكشاف المكان، فاستخدامه أيضا يخبرك بأماكن جميع الأدوات التي حولك حتى من خلف الجدران مما يجعل عملية البحث سهلة جدًا.
أحد الملاحظات هي أنني عندما شاهدت عرض Alpha Code في قناة Game Informer (والذي عُرض قبل 9 شهور) هو أن الانتقال بين جزئية اللعب والمشاهد السينمائية كان بدائيًا جدًا وغير سلس وافترضت أن هذا الأمر سيقتصر فقط على العرض، إلا أنني وجدته في النسخة التي جربتها، بالنسبة لي كان الأمر مزعجا لأنه في بعض الأحيان يكون المشهد قصيرًا جدًا وأحيانا يستغرق بعض الوقت لتحميل اللعبة.
أيضًا تم إزالة قرارات القصة، فمثلا عند ما يواجهون Leon في العرض القديم كان هناك خيار إما أن تقتله أو تتركه، في النسخة التي لعبتها لم يكن هناك خيار على الإطلاق، سألت المطور لاحقًا للتأكد وذكر بأنه تم إزالة القرارات لأنها لم تكن ممتعة في النهاية.
بالنسبة لأسلوب اللعبة وأنظمته فاللعبة أقرب للـRPG من ناحية نقاط الضرر ومثل عوامل احتراق الأعداء وغيرها. مبدئيًا أستطيع القول أن التحكم ثقيل وغير سلس، وغير دقيق في بعض الحالات. يمكنك التصويب بالسلاح أو الضرب عن قرب باستخدام السكين أو بمضرب أو أي سلاح حولك، لكن التصويب كان صعب التحكم وغير دقيق، والضرب عن قرب لا يوجد به أي مهارة فكل ما تستطيع فعله هو ضغط R2 للضرب و R1 للتفادي (والذي لم يبدو متقنًا وكان ركيكًا نوعا ما). بالنسبة تحريك الشخصية (Animations) في بعض الأحيان غير متقنة، فقط بدا مظهر الشخصية وحركته عند الإمساك به أو عند التخلص من عدو بالسكين جيدًا. بالنسبة للتصويب فلا يمكنك إطلاق النار بدون تصويب (Fire from the hip / Run and Gun) والذي بدا غريبًا كون اللعبة ذات طابع سريع نسبيًا مثل Uncharted والتي تتطلب الهروب من الوحوش، لذلك لا يمكنك إطلاق النار خلفك وأنت تركض فهو محدود فقط على التصويب. هناك أنظمة أيضا مثل أن رمي الحصى بكثرة يُمكن من الأعداء معرفة مكانك، نوع من الأعداء لا يهجم عليك إلا إذا اقتربت من منطقته أو كان صحتك منخفضة، الاهتمام بالدراجة، جلب الأغراض للمقر وكسب نقاط ثقة عند المحلات وغيرها.
يمكنك مشاهدة أسلحتك وأدواتك في عجلة الأغراض بالضغط على L1، ويمكن اختيار غرض وصنعه وغيره من الخيارات، الأسلحة الرئيسية يمكن تغييرها بسرعة بزر مثلث ويمكن زيادة الصحة بالضغط على السهم اليسار، ولكن غيرها مثل القنابل والأدوات والحصى ستضطر لفتح العجلة لاستخدامه، والذي لم أجده عمليًا خاصة أنه عند فتح العجلة واختيار قنابل نارية يجب عليك الذهاب لقسم القنابل ومن ثم اختيار القنبلة.
هناك الكثير من المعلومات على الشاشة والتي كانت مشتتة ولم أهتم كثيرًا لها، فمثلا تظهر بعض الأحيان رسالة بأنك أنهيت 30% من المهمة الحالية، رسالة دائمة في الشاشة للهدف، نقطة في الشاشة والخريطة لمكان الهدف وفي بعض الأحيان يدلونك الطريق بوضع نقاط كل 10 أمتار فقط للتأكد أنك لن تضيع. الصراحة سبب عدم اهتمامي بالمعلومات على الشاشة وتطوير الشخصية وغيره هو أنني كنت ألعب اللعبة على الصعوبة العالية -والذي أكد المطور سابقًا أن اللعبة لن تحتوي إلا على صعوبة واحدة، إلا أننا وجدنا 3 مستويات صعوبة- ولم أجد هناك أي تغييرات غير أن ضربة الأعداء أقوى ودمهم أكبر، مثلا عدد الأغراض في العالم هو نفسه وستسخدم زر R3 لإيجاد كل شيء حولك، وحتى بعد ذلك لم أواجه صعوبة في اللعبة ولعبت لمدة ساعتين ونص إلى 3 ساعات دون أن أخسر، في الغالب بسبب سهولة إيجاد الأغراض وصنع علاج لك.
الذكاء الاصطناعي عموما لم يكن الأفضل، لا من جانب الوحوش ولا البشر، فالوحوش كانوا يقومون بنفس الضربات تقريبا ويمكن تفاديها بالركض أو التدحرج (مع العلم أنه يستهلك لياقة الشخصية)، والبشر لم يشكلوا أي تحدي، فالذي لاحظته هو أنهم عند الاختباء مصممون أن يتصرفون بنفس التصرف بأنهم يطلّون من المخبأ ومن ثم يطلقون بعشوائية لكي تتخلص منهم، أضف إلى ذلك أنه مرة كان هناك رجلين معهم رشاش ومسدس وقمت بالقضاء عليهم بالسكين -والذي يحتاج العشرات من الضربات-، وذلك فقط بالتفادي وضربهم بطريقة مملة. واجهت خلال اللعب البشر العاديين، الـFreakers بأنواعهم مثل Swarmers و Newts والذئاب المتحولين وحتى مواجهة الدب الذي يعتبر زعيمًا نوعا ما، وكلهم لم يكونوا متقنين في تحركاتهم وضرباتهم، بالذات الدب الذي يعيد مسكته كل مرة وعند الفرار منه يعيد نفس الضربة بشكل غريب.
يمكنك تطوير الشخصية وشراء مهارات لثلاثة أقسام، الضربات القريبة (Melee)، التصويب (Ranged) والنجاة (Survival)، تقوم باستهلاك نقاط المهارة لاقتناءها، مثل مهارة تبطيء الوقت عند التصويب، مهارات تجسس أفضل وغيرها الكثير. عموما القوائم في اللعبة لم تكن عملية، فهناك جهات مثل جهة للخريطة وجهة للمهام وجهة لتطوير الشخصية وتحرك بينهم باستخدام اللمس على اليد.
بالنسبة لقيادة الدراجة فكان مخيبًا للآمال، جودة القيادة لم تكن جيدة وأشبه لتلك الألعاب التي ليست متخصصة بالقيادة وتضع فيها مركبات سيئة التحكم. الاهتمام بالدراجة لم يكن شيئًا كبيرًا، فقط يمكنك إصلاح الدراجة وتعبئة الوقود بشكل مستمر ولم أعتبره إضافة تغير اللعب كإضافة تحدي أو جعلها ممتعة، أما الأغراض على الدراجة لم أستطع رؤيتها وفي الغالب كانت مشكلة تقنية. يمكنك إطلاق النار بالمسدس وأنت تقود الدراجة، فقط تضغط على R1 وسوف يصوب على أقرب عدو حتى ولو كان خارج الشاشة.
يوجد للقصة عدة مسارات Storyline، كل مسار يحكي قصة معينة، مثلا واحد يحكي عن ماضيه مع زوجته Sarah، آخر لصديقه Booser، وآخر عن جماعة NERO وأخرى عن الممزقين وغيره، لم يكن واضحًا ما إذا كان كل واحد منها هي سلسلة مهمات، هل كلها رئيسية أم لا، ولكن الذي لاحظته إنه في الخريطة مهمة قصة رئيسية واحدة ويتم ذكر أن المهمة تحكي المسار الفلاني وفي الغالب أنك ستنهي المهام بالتسلسل الموضوع من اللعبة. وجود هذه القائمة أشعرني بأنني يمكنني اختيار المهمة الرئيسية التي أريدها ولكن لم أستطع في ذلك الوقت.
الخلاصة
في الختام حتى بعد لعب Days Gone لمدة 3 ساعات تقريبا واستكشافها، إلا أنني لم أجدها ممتعة وكانت مملة في معظم الأحيان، لم أجد ما يميزها عن أي لعبة عالم مفتوح وأستطيع القول أنها أقل من عادية من جميع المقاييس، من ناحية أسلوب لعب وعالم وشخصيات وقصة وذكاء اصطناعي ورسوم، ربما يُستثنى منها أداء ممثل الشخصية الرئيسية Deacon الإنجليزي. برأيي وجدتها لعبة تجمع العديد من العوامل غير المتقنة لملئها بالمحتوى دون التركيز ما إذا كانت ممتعة أو لا. مع العلم أن الانطباع كُتب بغض النظر عن الأخطاء التقنية -وهو أمر طبيعي لنسخة غير مكتملة للعبة-، وأيضا بعد التغاضي عن الكثير من التفاصيل المزعجة الصغيرة والتي قد لا أنتهي في كتابة المقالة لشرحها. مبدئيًا لا أستطيع أن أنصح بالطلب المسبق للعبة (حاليا غير متوفرة للطلب المسبق في المتجر السعودي ولم يتم تحديد موعد توفره)، سننتظر حتى تصدر اللعبة النهائية حتى نقيمها بشكل كامل ونتمنى أن تكون بقية اللعبة أفضل من الذي جربناه في الحدث.
اللغة العربية في Days Gone
تم الإعلان أن اللعبة ستدعم العربية دون التوضيح ما إذا كانت دبلجة وترجمة، ففي العرض الأول بالعربية كان هناك فقط دبلجة عربية مصرية. عند تشغيل اللعبة وجدنا خيار العربية لكلا الصوت والنصوص، ولكن بعد اختيار العربية بقيت القوائم كما هي بالإنجليزية، وعند بداية اللعب ظهرت لنا 4 أسطر مكتوبة بالعربية باللهجة المصرية، كان توقيت ظهورها غير متزامن مع المشهد، ولكن الكتابة كانت صحيحة وواضحة وغير متقطعة أو مقلوبة، خصوصًا بأن محرك Unreal 4 يدعم الكتابة العربية وشاهدناها مسبقًا في Street Fighter V و Tekken 7 و Hellblade: Senua’s Sacrifice و Fortnite (يمكن قراءة أرقام وأسماء عربية في فورتنايت ولكن لم يتم إضافة قوائم عربية في اللعبة)، ومن بعدها لم تظهر أبدًا وظهر مكانها ترجمة نصوص بالإنجليزية فقط. في البداية ظننت بأنه وُضع في النسخة الأولية كتجربة ولكي يعطي فكرة بأنه سيكون موجود بشكل كامل في المنتج النهائي. لاحقًا سألنا بلايستيشن السعودية عن الموضوع وأكدوا لنا بأن النصوص العربية ظهرت بالخطأ، وأن اللعبة النهائية لن تحتوي على ترجمة قوائم ونصوص عربية إطلاقًا وستقتصر فقط على الدبلجة المصرية.
بالنسبة للدبلجة فأداء الممثلين لم يكن جيدًا، حاولت أن أعطي الدبلجة أكثر من فرصة ولكن انتهى بي المطاف بالاستقرار على الأداء الصوتي الإنجليزي بعد أول 10 دقائق. أداء الممثلين كان أشبه بقراءة نص من ورقة، وأحيانا لا يمكن التمييز بين أصوات الشخصيات (بالذات الشخصية الرئيسية، وكانت مشكلة مشابهة في Uncharted: The Lost Legacy). هذا غير ترجمتهم للحوارات التي لم تكن دقيقة، على سبيل المثال “Map of some kind” أصبحت “خريطة مختلفة”، مشهد كان بالإنجليزي يسأل عن “What happened here?” دون معرفة من جرى في المكان، وفي العربية في نفس الجملة سأل “فين ليون؟” والذي لم يذكر في النص الإنجليزي.
بالإضافة للانطباع قمنا أيضا بمقابلة المخرج الإبداعي وسؤاله أسئلة متنوعة عن لعبة Days Gone تجدونها في الموقع.
لعبة Days Gone ستتوفر حصريًا على بلايستيشن 4 في تاريخ 26 أبريل 2019 بالدبلجة المصرية فقط دون ترجمة القوائم والنصوص.