منذ ثمانية أعوام تقريباً أعلن فريق CD Projekt RED عن لعبة Cyberpunk 2077 والتي تفرغ لتطويرها الفعلي بعيد إكمال محتويات ذا ويتشر 3 الإضافية تقريباً عام 2016 وطبعاً الكل يعلم كمية الحماس الرهيبة التي أحاطت بهذا العنوان والبعض كان يقول بأنها ستكون من أفضل ألعاب الجيل الثامن. هذا كان واضح من خلال تغيِير البعض لإعدادات الوقت في أجهزتهم للعبها مبكرًا.
وطبعاً أي لعبة عليها كل هذا الحماس ومنتظرة بشدة منذ سنوات من الطبيعي أن تكون محور حديث الإعلام طوال الأيام الماضية وأثارت جدل كبير. الأمر بدأ مع تسريب مقاطع من نسخ مسربة للعبة تخص الكونسول وحينها تفاجئ الجميع من الأداء التقني لها ولكن المطور خرج ليعلن بأن ما نراه سيحله تحديث اليوم الأول وبأن الأخطاء التقنية في Cyberpunk 2077 تكاد تكون منعدمة «لدرجة أن اللاعبين لن يروها»! ولقد كان مستغرب إصرار المطور على إعطاء كل المقيمين نسخة الحاسب من هذه اللعبة رغم طلب البعض منه منحهم نسخة كونسول. وفعلاً التقييمات ذكرت موضوع وجود الأخطاء التقنية حتى بنسخة الحاسب وهنا خرج المطور ليؤكد أن لعبته ستكون لعبة مختلفة بعد تحديث نسخة الكونسول.
عند إصدار اللعبة بدأت تنتشر أخبار تحقيقها لأرقام قياسية عالية مع 8 مليون طلب مسبق كانت كفيلة وحدها بإرجاع تكاليف التطوير والتسويق وباتت أسرع لعبة مبيعاً على الحاسب رغم تهكيرها سريعاً. طبعاً هذا كان متوقع فالعديد من اللاعبين طلبوا اللعبة على سمعة الاستوديو بعد تقديمه ذا ويتشر 3 فوثقوا به ثقة عمياء.
الآراء هنا انقسمت بشكل كبير فاللعبة حصلت على مديح كبير بسبب عالمها الضخم النابض بالحياة حيث أبدع الفريق بتقديم مدينة غير مسبوقة كذلك القصة كانت شيقة ومحبوكة وكالعادة لم يهمل المطور المهمات الجانبية فأتتنا بجودة عالية وتقديم سينمائي مثير. أيضاً الشخصيات تم الاعتناء بها وأبرزها جوني سيلفرهاند. كل هذا ممزوج بجيمبلاي معتمد على عناصر الأربي جي العميقة للغاية والخيارات المتشعبة التي تضفي قيمة أكبر للعبة. باختصار هي لعبة رفعت السقف عاليا أمام مطوري ألعاب العالم المفتوح لأنك في النايت سيتي تشعر وكأنك داخل مدينة حقيقية فعلاً بفضل تقنية تتبع الضوء المذهلة.
لكن مع الآسف لتحصل على أفضل تجربة كما وصفتها أعلاه أنت تحتاج لحاسب قوي فهذه اللعبة باتت بنش مارك للأجهزة أتذكرون عندما كنا نسأل بعضنا البعض “هل حاسبك يشغل كرايسس؟” الآن سنسأل هل حاسبك يشغل سايبر بانك؟ الفئة التي بإمكانها الآن التمتع بشكل حقيقي بهذه اللعبة هم من يملكون PC ببطاقات RTX للحصول على تجربة مع تتبع ضوء. أما ملاك الأجهزة المنزلية فهؤلاء جن جنونهم حرفياً لأنهم اعتبروا بأن المطور خدعهم فهو كان طوال تلك السنين يسوق لعبته على الكونسول ويخفي عنهم حقيقة الأداء. لا بل مؤخراً صرح بنفسه بأن اللعبة تعمل بشكل رائع على جميع الأجهزة وبشكل مفاجئ في الواقع على أجهزة الجيل الماضي!
فريق ديجيتال فاوندري خرج بنفسه ليعلي الصوت ويقول بأن هذه اللعبة غير قابلة للعب على الجيل الماضي أبداً وبعدها قام اللاعبون بقصف تقييمات اللعبة عبر ميتاكريتك فحتى تقييم المستخدمين على الحاسب كان 6.5 فقط! وهذا تعبيراً منهم على المستوى التقني الرديء للعبة. المطور كان يخبرنا بأن ننتظر تحديث اليوم الأول لكن هذا التحديث لم يحل إلا بعض المشاكل ومن الواضح بأن اللعبة تحتاج لعدة أشهر على الأقل من الإصلاحات حتى تظهر بشكل مصقول أكثر ولا ندري هل نسخة الجيل الماضي قابلة للإصلاح أساساً فهي تعيسة لدرجة أن التفاصيل تكون ممسوحة للشخصيات والتكتشرز سيء وكأنك تلعب لعبة قادمة من الماضي بحلة مستقبلية! وحتى ملاك الجيل الجديد فهؤلاء لن يحصلوا على نسخة مخصصة لهم حتى العام المقبل ربما. وبسبب غضب اللاعبين قررت سوني إرجاع نسخ اللعبة لمن يرغب ونحن نعلم بأنها لا تعتمد سياسة إرجاع كتلك في ستيم لكنها اعتبرت هذا حالة خاصة.
إذاً لم يكن أحد يتخيل أن تحدث سايبر بانك 2077 هذا الانقسام فالبعض يجدها ممتعة وتضع معايير جديدة للألعاب وهناك من ينتقدها بشدة ويقول بأنها ليست بالثورية التي يصفها البعض بها وتمتلك عيوب غير الأداء التقني والأخطاء مثل الذكاء الاصطناعي البدائي الذي يقلل من أثر التجربة وبأنها بشكل عام ليست أبداً بمستوى ذا ويتشر 3 أسطورة هذا الفريق والتي صنعت اسمه وشهرته. وهنا نتساءل هل المشكلة بكون الفريق قرر يطورها على الحاسب كمنصة أساسية وعندما نقلها للكونسول تفاجئ بالأخطاء والمشاكل؟ أم أن المحرك المستخدم يحتاج تطوير لأن حتى مع ويتشر 3 كان الإطلاق فيه مشاكل وتطلب إصلاحات لكنها لم تكن بهذا السؤء الآن. أو أن اللعبة وأفكارها توسعت مع الوقت ووجد المطور نفسه متورط بلعبة أكبر منه؟ وهذا انعكس عبر التأجيلات المتكررة للعبة.
عموماً المطور أخيراً رد اليوم على الانتقادات ووعد بإصلاح النسخ بتحديثات مستمرة مع خيار إعادة المال لمن لا يود الانتظار. لذا بات بالإمكان بعد هدوء رياح عاصفة الانتقادات بعض الشيء سؤالك عن رأيك باللعبة. وأتمنى من الجميع مشاركتنا بسؤال حلقة اليوم من آراء اللاعبين حول انطباعه عن هذه اللعبة، وما هي برأيكم نقاط قوتها ونقاط ضعفها ولماذا؟
خلاصة الآراء
كما كان متوقعاً الغالبية وتحديداً ٤٩٫٨٪ من المصوتين كان قرارهم هو انتظار نسخة الجيل القادم للعب اللعبة. بينما وجد ٢١٫٤٪ بأن اللعبة مخيبة للآمال مقابل ١٩٫٨٪ قالوا أنها خرافية. والباقي أي ٩٪ ذكروا بأنها جيدة.