أتيحت لنا الفرصة لحضور حدث Call of Duty 2019 في مدينة لوس أنجلوس بدعوة من Activision لحضور عرض Call of Duty 2019 مدته ساعتين. هذا الجزء من تطوير فريق Infinity Wards الذي أسس سلسلة Call of Duty خلال 2003 وقدم لنا الجزء الأشهر في السلسلة Call of Duty 4: Modern Warfare.
بدأ الحدث في صالة سينما مصغرة ومظلمة وبدأوا العرض في غابة مظلمة وعدة جنود يتحركون في الغابة المظلمة. خلال تنقلهم بدأت أسمع أصوات شخصيات بريطانية مألوفة لي، بعد القليل من تقدم الشخصيات الكاميرا تتحرك لتركز اللقطة على شخصية معينة. أول مااقتربت اللقطة من وجه الشخصية لاحظت سيجار بف هذا الشخص من ثم قام بنزع نظارات الرؤية الليلية عن وجهه لأرى الكابتن Price الذي تعرفنا عليه من Call of Duty 4. بعدها تظلم الشاشة ويظهر اسم اللعبة Call of Duty: Modern Warfare وبدأ بالتحدث كل من Jacop Minkoff مخرج أسلوب اللعب لطور القصة، و Taylor Kurosaki المخرج القصصي للاستديو. (معلومة جانبية كلاهما عمل في فريق Naughty Dog سابقا). خلال هذه المقالة سأركز على ثلاث محاور وهي الرؤية العامة لهذا الجزء، التقنية الجديدة التي بنيت عليها اللعبة وأسلوب اللعب في طور القصة.
كل المخرجين بدأوا بالحديث بأن هذا الجزء يعتبر إعادة تصور للعبة التي صدرت في 2007، حيث أن اللعبة لن تعيد تقديم نفس الأحداث بينما ستنقل نفس الإحساس الذي قدمتة في الماضي مع لمسة حديثة لم تكن بخاطر مطوري الجزء الرابع. بالطبع سنجد نفس العناصر التي شدتنا وشدت جميع الجماهير لها مثل أستعمال الواقعية كمحور أساسي، استعمال أسلحة حالية وتقنيات حالية وبالتأكيد تواجد أغلب الشخصيات التي برزت في هذه السلسلة. الطابع الجديد لهذا الجزء الذي أراه شخصيا مميزًا ومن النادر أن نراه وغالبا ينعدم في هذا النوع من الألعاب هو تأثيرك على عالم يأثر عليك. خلال هذا الجزء الفريق يحاول دفع حدود الصناعة عن طريق تقديم أحداث تجعلك تفكر بقراراتك. كمثال خلال مهماتك الأشخاص الذين مطلوب منك التخلص منهم يلبسون ملابس عادية مثلهم مثل أي وطني آخر، فيجب عليك قراءة لغة أجسادهم لتفرق بين هدفك والمواطن المسالم وإذا قتلت المواطن، الشخصيات من حولك توبخك وقد يتغير أسلوب معاملتهم لك. هذه النقطة أعطت طابعًا مختلفًا عن الأجزاء السابقة من السلسلة.
أحد العوامل التي يريد الفريق نقلها عن طريق طور القصة هي قسوة ورعب الحرب، بالإضافة إلى أن الحرب ليست سوداء أو بيضاء فمواضيع الحرب معقدة. كل جيش ووحدة فيها الشخصية الشريرة والتي تتبع اهتماماتها الشخصية والأشخاص الطيبون الذين يتبعون هدفهم. هذه الجيوش والوحدات يتقاتلون فيما بينهم وضد جيوش أخرى. خلال العرض عرفونا على نوعين الأول وهم Tier 1 Operators الذين يستعملون أحدث الأسلحة والتقنيات المتوفرة لهم بينما المقاتلين الثوار يستعملون أسلحة قديمة أو أسلحة معدلة يصنعونها بأنفسهم. هذين النوعين سيصنعون أربعة أساليب لعب في طور القصة. هذه الأربعة أساليب ستجبرك على تغير أسلوبك من بين المهمة والأخرى مما يجعل طور القصة منعش.
الاستعراض الأول لأسلوب اللعب بدأ في وسط مدينة لندن وفيه عدد من Tier 1 Operators يحاولون إيقاف شخص معين وعندما اقتربوا منه حصل انفجار. بعد الانفجار تعرفت فرقتك على موقع المجموعة التي خططت لهذا الانفجار وكانوا في عمارة سكنية التي بدأت فرقتك مداهمتها. أول شيء لاحظته هو إعطاء اللاعب الحرية في وضع سلم على نافذة الدور الثاني أو الدخول من الباب الرئيسي. اللاعب دخل عن طريق النافذة بينما باقي فرقته دخلت عن طريق الباب الأساسي. من بعدها بدأوا بفحص غرفة تلو الأخرى لإيجاد المطلوبين، تستطيع فتح الغرفة بشكل هجومي أو فتح جزء منها لترى الأشخاص بداخلها دون لفت انتباههم. إذا تأكدت بأنهم هدفك فتطلق النار وتقتلهم، اللعبة لم توضح لك هل هم هدفك أو لا. فيجب عليك التفاعل على حسب ردة فعلهم إذا كانت نواياهم هجومية فغالبا ستقتلهم لكن إذا بدأوا بالصراخ خوفا وأعطوا طابعا غير هجومي فهؤلاء مدنيين مسالمين.
هذه النقطة تشد الأعصاب بسبب رسوم اللعبة المبهرة وردة فعل الشخصيات في اللعبة جعلتها واقعية. أخيرا مع وصولهم إلى آخر غرفة وجدوا أمرأة تبدو مسالمة لكن الغرفة التي هي فيها مليئة بالخرائط وهي أشبه بمقر، من هنا يجب عليك أن تقرر خلال ثواني هل هي تعمل لهذه المجموعة الأرهابية أو شخص مسالم، شخصيتك كانت مترددة وشخصيا لو أنا كنت ألعب سأكون مترددًا لأن كلامها كان مرضي وبعد كم ثانية يأتي الكابتن برايس ويطلق عليها لتموت ليلاحظ اللاعب بأن أصبعها كان على زر سيفجر قنبلة داخل العمارة. اختلافات أخرى في اللعبة كانت هي الحرية التي أعطتها للعب في المهمة من تقدمك واختيارك للغرف الذي تريد تفتيشها إلى لمسات صغيرة مثل تحريكات (Animations) مختلفة للسلاح. إذا استعملت ذخيرة المشط كاملا الشخصية ترميه بعد الاستعمال لكن إذا استعملت جزء من المشط الشخصية تضعها في جيبه عندما تعيد تعبئة السلاح.
بعد الشرح عن النظرة العامة، أتى دور التقنية الجديدة التي تعمل عليها اللعبة وبدأ بالحديث Joel Emslie المخرج الفني للإستديو وركز حديثه على تقنية Photogrammetry والتي عن طريقها يتم تصوير أي مجسم وإدخاله باللعبة هذه تقنية ليست حديثة لكن حاليا أصبح استعمالها أسلس وهي أفضل طريقة لنقل مجسمات داخل ألعاب بشكل واقعي بدلا من تصميمها عن طريق رسامين. المخرج الفني وضح بأن أغلب الأشياء التي سنراها في اللعبة كانت مجسم حقيقي وعن طريق هذه التقنية نقلوها إلى اللعبة. بعدها تحدث لنا Michal Drobot عن محرك اللعبة الجديد الذي سمح لهم بزيادة عدد المضلعات ٣ أضعاف عن الأجزاء السابقة من Call of Duty. الفرق ملحوظ عن الأجزاء السابقة للحظات ظننت بأني أشاهد لعبة Call of Duty للجيل القادم لكن لحظتها أكدوا لنا بأن كل ما رأيناه كان يعمل على PS4.
اللعبة واقعية أكثر من أي جزء سابق وهذا الشيء تكرر كثيرا خلال العرض. لازلت متفاجئا من واقعية رسوم البيئة والتفاصيل الصغيرة على ملابس الشخصيات حتى طريقة التحريك كانت مختلفة وأكثر واقعية عما سبق لدرجة حتى حبل الحذاء كان يتحرك مع حركة الشخصيات. النقطة الأخيرة المفاجئة والتي توضح لك لأي قدر أن الفريق مهووس بواقعية اللعبة هو إضافة درجات حرارة مختلفة للأجسام وخصائص الأضواء طبيعية مثل ضوء الأشعة تحت الحمراء. هذه الإضافات ستكون تغيرات في أسلوب اللعب كمثال عن طريق استعمال النظارات الحرارية تستطيع معرفة أي من السيارات التي وقفت حركتها من فترة قريبة من السيارات الواقفة منذ فترة طويلة عن طريق حرارتها.
قبيل أن ينتهي العرض للعبة قدموا لنا أستعراض لأسلوب اللعب لكن هذه المرة في دولة الشرق أوسط محتلها لواء روسي هذا الاستعراض يتمحور حول طفلين فرح وأخوها هدير. يبدأ الديمو بأصوات شخصيات تحاول بالهروب من جهة وشخصيات تقتل في مكان آخر. بينما فرح ووالدها يحاولون إيجاد هدير خلال بحثهم تحدث إنفجارات بسببها يوقفون بحثهم ويعودون لمنزلهم ليجدوا هدير. أصوات الانفجارات تزداد وبدأ بعض الجنود الروس في البحث عن المقاتلين الثوار، أحد الثوار هو أب فرح. دخل أحد الجنود إلى منزل فرح وبدأ بالقتال مع والدها خلال القتال تأتي فرح الشخصية التي يتحكم بها اللاعب وتطعن رجل الجندي بمفك براغي ومن بعدها تختبئ وتأتي من خلفه مجددا وهو يبحث عنك وتطعنه وتهرب للمرة الثانية. عندما تحاول للمرة الثالثة لاحظها الجندي الروسي ويمسكها، لكن يسعفها هدير ويحول الجندي تركيزه على هدير مما يسمح لفرح بالإستحواذ على سلاح الجندي وقتله. بعدها تأتي لحظة حزينة بين العائلة ويتوفى الأب. هذه الجزئية من اللعبة كانت تقليدية مثل مهام تعرفنا عليها في الأجزاء السابقة بحيث كانت خطية وتحتوي عوامل تخفي. تمثيل الشخصيات كان ممتاز ونجح في نقل وضع المقاتلين الثوار البائس.
خلال الساعتين التي قضاها الفريق في تعريفنا للعبة، جعلني أثق فيهم وفي التغيرات القادمة في هذه الرؤية الجديدة لـ Call of Duty: Modern Warfare. لعبت العديد من ألعاب التصويب بمنظور أول ولا أذكر لمرة واحدة أنني شعرت بتردد في إطلاق السلاح لأي شخصية أمامي في أي لعبة، هذا الإحساس شبه معدوم في ألعاب التصويب عامة. للأسف لم تتاح لي الفرصة في تجربة طور القصة حتى أتعرف على جميع الاختلافات لأشعر بها بنفسي، لكن من الذي شاهدته هذا الجزء أعطى طابع مختلف عن الأجزاء السابقة بنفس الوقت أعطى نفس إحساس (2007) Modern Warfare.