قبل يومين من الآن، انتهيت من اختباري قبل الأخير، وتوجهت لقاعة السينما المجاورة لجامعتي لمشاهدة فيلم Assassin’s Creed. كما يعلم الجميع، حصل الفيلم على انتقاداتٍ لاذعةٍ من النقاد؛ ربما لم أشهد لها مثيلًا لفيلمٍ ذا ميزانية كبيرة هذا العام. في هذا المقال، سأستعرض رأيي الشخصي سريعًا حول تجربة الفيلم الأول لشركة “يوبيسوفت موشن بيكتشرز”.
تدور أحداث فيلم Assassin’s Creed حول مجرمٍ يُدعى “كال لينش”، كان على وشك أن يُعدَم من قِبل السلطات، قَبل أن تدخل شركة “أبسترجو” لإنقاذه. شركة “أبسترجو” هي التجسيد العصري لفرسان الهيكل (Templars). بدلًا من إعدامه -ونظرًا لمعرفتهم بتاريخ “لينش”- يتم الزج به في مصحة من أجل اختباره على جهاز الأنيموس (Animus) والعودة لمعايشة تجربة جده “أجيلار”؛ أحد الحشاشين (Assassin’s Creed) في الأندلس.
غرض شركة “أبسترجو” هو استغلال “كال” للعثور على “تفاحة عدن” (Apple of Eden) للسيطرة على الإرادة الحرة للبشر ونشر السلام؛ ظاهريًا. فهل يا تُرى ستنجح محاولات “أبسترجو”؟ وما مدى استجابة “كال” لهذا المشروع؟ وهل سيعثرون على تفاحة عدن؟ هذا ما يحكيه الفيلم.
يدعم الفيلم تقنية 3D، لكن للأسف لم أجد لها أي فائدة تقريبًا. عمومًا، هذا أمرٌ شائعٌ عن الأفلام الكبيرة، يتم استغلال وجود دعم لتقنية 3D لجذب المزيد من الجماهير، وحالة فيلم Assassin’s Creed ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة؛ حتى أني لا أذكر فيلمًا -من المئات التي شاهدتها في السينما- يستغل التقنية حق استغلال مؤخرًا؛ اللهم إلا The Martian و In the Heart of the Sea.
إيجابيات وسلبيات
لكن، حتى ما غياب تقنية 3D بشكل فعّال، قدم الفيلم تجربة بصرية ملحمية مذهلة. خصوصًا مع تناول فترات زمنية من العالم القديم. لم تكن هذه الحسنة الوحيدة، إذ قُدِمت المعارك بطريقة دموية رائعة؛ تمامًا كاللعبة. تتضمن فيلم Assassin’s Creed الحفاظ العناصر الأساسية لسلسلة الألعاب. مثلًا، قفزة الإيمان (Jump of Faith) والأسلحة والأزياء الخاصَّة بالحشاشين، وحتى أسلوب المطارادات وتسلق المباني. فضلًا عن الموسيقى الرنانة المعهودة عنها. جميع ما سبق ساهم في غمر المشاهدين في تجربة حماسية لا تُنسى.
السلبية الوحيدة -والتي لم أجد لها تبريرًا- تمثلت في أداء الممثلين؛ والذي يوصف في أفضل حالاته “بالمتوسط”.
أخطاء منطقية
قد يبدو هذا التصنيف غريبًا بعض الشيء، لكنه يستهدف إيضاح بعض العيوب التي -على ما يبدو- تعمدت يوبيسوفت القيام بها. البداية مع القصة السطحية للغاية. كان واضحًا للعيان أن يوبيسوفت تُعرِّف الجماهير -من غير اللاعبين- بالسلسلة، وركزت أحداث قصتها على العناصر الأساسية التي ذكرتها بالأعلى. بالتالي، لا يمكن تقديم قصة قوية في ظل السعي لتعريف المتابعين العاديين بالشخصيات والعناصر فحسب؛ نفس مشكلة فيلم Suicide Squad.
خلال ذلك، ارتكزت قصة فيلم Assassin’s Creed على الوقت الحاضر، وليس الأندلس؛ بهدف خدمة النقطة السابقة. بطبيعة الحال -كلاعب- أرى أن ذلك كان قرارًا قاسيًا وكارثيًا، فجمال الأحداث يكمن في عرضها للأحداث التاريخية؛ التي تواجدت، لكن بشكل قليلٍ للغاية.
ليس ذلك فحسب، هناك أيضًا النهاية غير المبررة وغير المفهومة على الإطلاق. في نفس الوقت، كان واضحًا أيضًا أن يوبيسوفت تُشير لوجودِ جزءٍ ثانٍ، وهو بالفعل ما أعلنته بعض التقارير قبل عرض الفيلم؛ لا أدري -إن كانت صحيحة- هل سيستمرون أم لا، مع الإيرادات المخيبة للآمال هذه.
كلمة أخيرة
تخلّت يوبيسوفت عن تقديم قصة حقيقة، تخلّت عن التركيز على الأحداث التاريخية بشكل أساسي في هذا الجزء. عظيم، التمست لها العذر وقلت أنها قصة تعريفية لجذب انتباه وأعين المتابعين لسلسلة أولًا. الآن، لا يوجد أمامها مفرٌ في الجزء الثاني إلا وأن تُقدم قصة عظيمة مع الحفاظ -أو الارتقاء- بالأجواء العامة وجودة الموسيقى وأساليب القتال. وكلاعب، كان من الكافي رؤية الحشاشين يمارسون ما يبرعون به في قاعة السينما.
إن كنت تعتزم رؤية فيلم Assassin’s Creed في الظروف العادية خارج قاعة السينما -على هاتفك أو حاسوبك أو التلفاز- فلا تفعل؛ لن تجد أدنى إفادة. ملاذك الوحيد هو قاعة السينما -أو خلق ظروف مشابهة لها كالمسرح المنزلي- للاستمتاع بالجوانب الإيجابية في التجربة بشكل جاد.
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب وحده، ولا يقتضي بالضرورة الالتقاء مع رأي فريق الموقع