بين عشية وضحاها ظهرت لعبة غير مكتملة التطوير ومازالت برحم الـ Early Access ونقصد هنا Valheim بكل تأكيد لتحقق نجاحات صاروخية وتصدمنا جميعاً في كيفية تحقيقها لكل هذا النجاح وهي مازالت في مرحلة اللعب قبل الإطلاق أو Early Access فمبيعاتها تجاوزت مليونيّ نسخة عالميًّا في 13 يومًا فقط. مما جعل الكل يتساءل كيف استطاع استوديو Iron Gate Studios أن يحقق ذلك وماهي المزايا التي مزجها مع بعضها ليشكل تلك الخلطة الفنية المثيرة للاهتمام. سنتعرف على فكرة اللعبة أولاً من ثم على عشرة أسباب لنجاح فالهايم في مقالنا اليوم ضمن سلسلة Top 10.
ماهي فكرة لعبة Valheim؟
تبدأ اللعبة حين يتم إسقاطك على الخريطة بواسطة طائر عملاق ومن ذلك الوقت ينبغي عليك أن تنطلق برحلة بقاء وصمود ضمن عالم مستوحى من عوالم الفايكنج والأساطير الاسكندنافية. بالبداية لن تمتلك أية أدوات أو موارد لذا عليك الانطلاق لاستكشاف العالم من أجل البحث عن موارد والأدوات الأولية التي يمكنك بواسطتها تصنيع المزيد من الأدوات المتقدمة، وهكذا إلى أن تبني منطقة خاصة بك. كذلك عليك محاربة بعض الوحوش المستمدة من حضارة الفايكنج وبالطبع كل وحش تختلف قوته عن الأخر ويحتاج إلى تجهيزات مختلفة من حيث الأسلحة والدروع.
اللعبة تكافئك بدل أن تعاقبك
معظم ألعاب البقاء تمتلك أنظمة مملة تجعلك تتشتت أثناء اللعب كجعل من العطش والجوع أمر ضروري وحاجة ماسة للاعب، وهذا يجعل اللاعبين مضطرين للبحث عن الموارد وتمشيط العالم لجمعها. كذلك عليك قطع نشاطك باللعبة من أجل أن تأكل أو تشرب كي لا تموت الشخصية. أما Valheim فتركز بشكل أقل بكثير على ميكانيكية جمع الموارد تلك. فلا يوجد هناك شريط يخص معدل الصحة والعطش أو النوم كباقي الألعاب من تلك النوعية لأن الطعام والنوم في فالهايم يمنح اللاعب زيادة بمستوى الصحة الخاص بك وسرعة تجديد نقاط الصحة إذا كنت في قتال. وإذا لم تأكل لن يجعل الشخصية تموت بل سيجعل نقاط الصحة تنخفض إلى أقصى درجة. وبهذا لا تشعر أن اللعبة تحاول عقابك أو تجعلك تشعر بتجربة البقاء بشكل إجباري.
وحول هذه النقطة صرح Henrik Törnqvist، المؤسس المشارك لمطور Iron Gate Studios بالقول:
“لا ينبغي أن تقف المحاكاة في طريق تجربة اللعب. لذلك، كان هذا قرارًا اتخذناه مبكرًا بعدم تناول الطعام يجب أن يساعد اللاعب على الأداء بشكل أفضل، لكن لا ينبغي أن يكون.. لا ينبغي أن يقتلك إذا لم تأكل. يمكنك أن تقول بأن ذلك يصبح أكثر كآلية مكافأة“.
الأدوات قابلة للإصلاح
عادة في ألعاب البقاء لكي تحصل على الموارد يجب أن تمتلك الأداة اللازمة وهذه الأدوات تتلف مع الوقت وعليك قطع نشاطك كي تصنع أداة جديدة. أما في فالهايم فيمكنك أن تلجئ إلى الـ Workbench من أجل إصلاح أدواتك، ففي حال كنت تمهد قطعة أرض لتشيد بناء معين وتلفت أداة التمهيد بالألعاب الأخرى سيتعين عليك قطع نشاط البناء والتوجه للبحث عن موارد لصناعة أداة تمهيد لكن في هذه اللعبة يمكنك التوجه للـ Workbench لإصلاح هذه الأداة.
إذا في فالهايم إصلاح الأسلحة والعتاد لا يكلف شيئًا. لا شيئ! إذا كان لديك سلاح نحاسي أو صوان، فلن تحتاج إلى المزيد من النحاس أو الصوان فقط لإصلاحه. وبالمثل، إذا دمرت شيئًا ما قمت بصنعه – الجدران والأرضيات ومنضدة العمل والمصاهر والأفران – تسترد تكلفة المبنى بالكامل. وهذا يعني أن إعادة ترتيب أو حتى اقتلاع وتحريك قاعدتك بالكامل لا يكلفك سوى العمالة وليس المواد. أي إصلاح الأسلحة والأدوات والدروع ليس له تكلفة موارد مرفقة، وإذا قمت ببناء شيء ما يمكنك هدمه لاسترداد كامل للموارد التي استخدمتها في بنائه، وهو أمر نادر في هذا النوع.
تحفزك على الاستكشاف
إن آلية توليد عالم فالهايم الإجرائية تمنح اللاعب محفزاً للاستكشاف. فتجد دوماً هناك مناطق إحيائية مميزة تمتلك مواردها الخاصة بها وهذا يعني بأن اللاعبين عليهم استكشاف العالم من أجل بناء وتشييد منشآت وأدوات معينة كما أن بعض الزعماء الفريدين لا تجدهم إلا بمناطق معينة.
الزعماء
وجود الزعماء في هذه اللعبة له طابع خاص فمع كل زعيم تهزمه تحصل على ميكانيكيات جديدة ومزيد من خيارات البناء مما يضفي تجديداً على أسلوب اللعبة بشكل متكرر. كما أن تصميم كل زعيم مميز بحد ذاته ومختلف عن غيره وجميعهم تم استلهامهم من الأساطير الاسكندنافية. وبعض الأعداء لديهم نقاط ضعف يمكن اكتشافها من خلال اختبار أسلحة مختلفة والهجمات عليهم.
تجربة مختلفة بكل مرة
كل نوع من أنواع اللاعبين يمكنه أن يحصل على تجربة مختلفة بكل مرة يلعبون بها فالهايم. ونظام رفع مستوى عناصر الأربي جي حيث يتم رفع مستوى المهارات كلما زاد استخدام اللاعب لها أي يمكنك تدريب شخصيتك لتكون ملائمة لنمط معين تفضله من اللعب.
نظام البناء
كذلك نظام البناء استطاع جذب الكثير من اللاعبين وحتى جذب آخرين لمشاهدة إبداعات لاعبي فالهايم وما قاموا ببنائه في اللعبة وهذا يذكرنا بكيف استطاعت ماينكرافت جذب الجمهور وتصاعدت شعبيتها كثيراً. حيث فاجأنا لاعبو فالهايم مثلاً بقيام بعضهم بتشييد برج بؤرة الشر Sauron الشهير من سلسلة أفلام “ملك الخواتم” Lord of the Rings.
يتميز البناء بميزة أنيقة حيث سيتم تظليل القطع التي تلتقطها معًا بألوان مختلفة للإشارة إلى ما إذا كان وزنها مدعومًا بشكل صحيح، مما يتيح لك معرفة مدى قوة المبنى ومدى استدامته لهجمات العدو.
تجربة بنكهة ألعاب القصة والمغامرات
في مقابلة أجريت مع Henrik Törnqvist المؤسس المساعد لاستوديو Iron Gate Studios تم سؤاله إن كانوا قد لعبوا الكثير من ألعاب النجاة واستلهموا منها عناصر اللعب. جواب Törnqvist قد يكون مفاجئ لكم حيث نفى أولاً من ثم قال بأن اللعبة يمكن اعتبارها مستلهمة أكثر من ألعاب القصة التي تنتمي للأربي جي مثل The Legend of Zelda و Skyrim فهاتين اللعبتين هما مصدر الإلهام الأول أكثر من ألعاب النجاة.
وتابع بالقول بأنهم أرادوا منح اللاعب تجربة بنكهة ألعاب القصة والمغامرات مثل زيلدا حيث تحصل على معدات جديدة عند هزيمة الزعماء وقلنا بأن مثل هذه العناصر ستلائم جيداً كتوليفة مع عناصر ألعاب البقاء. ويقول بأنه كما يبدو نجحوا بهذه التوليفة.
في فالهايم، يتحكم الزعماء في البوابة المؤدية إلى سبل هامة للتقدم. أول زعيم (إيكثير) يسقط قرونه عند وفاته، وهي الطريقة الوحيدة التي يمكن للاعبين من خلالها صناعة معولهم الأول المستخدم في تعدين القصدير والنحاس. الزعيم الثاني في فالهايم (الشيخ) يجب هزيمته للحصول على عنصر يسمح للاعبين ببدء جمع الحديد. إن العثور على هؤلاء الرؤساء ومكافحتهم في العالم المفتوح الكبير يمنح Valheim شعورًا يشبه ألعاب القصة، مثل شق طريقك لمحاربة زعماء Zelda مثل Dodongo أو Gohma.
لعبة غير متطلبة تقنياً
رسوم اللعبة لا تحوي الكثير من التفاصيل والتكتشرز بجودة عالية ولكن مطورها أحسن باستخدام بعض الفلاتر والمؤثرات الضوئية والانعكاسات مما أنتج لوحة بصرية جميلة رغم بساطتها. هذه البساطة جعل اللعبة غير متطلبة من الناحية التقنية مما جعلها متاحة للعب على أجهزة الكثير من اللاعبين. كذلك حجم اللعبة صغير جداً – أقل من 1 غيغابايت للتنزيل – ولن تستهلك وقت طويل أثناء عملية التحميل أو تحجز مساحة كبيرة. ولا تنسى بأن Valheim لا تكلف سوى 20 دولارًا في الوصول المبكر.
الأنشطة الدورية غير مملة
ألعاب البقاء عادة تحتوي على مجموعة من الأنشطة الدورية مثل إعداد الطعام أو تجميع موارد معينة لكنها غالباً ما تكون مملة، أما في فالهايم فالأمر مختلف حيث يقدم كل نشاط مغامرة مختلفة بحد ذاته مثلاً للحصول على الحديد عليك التوجه لغابة مظلمة خطيرة لتقوم بعملية التنقيب ومجابهة المخاطر هناك. أيضاً عملية تقطيع الأشجار تضع أمامك تحدي أحياناً لأن وقوع الأشجار عليك قد يتسبب بمقتلك مثلاً.
الخوادم في اللعبة
تتيح لك اللعبة أن تقوم بتصميم شخصية خاصة بك ومن ثم اللعب بها على خادم خاص بك. وكذلك لمن يرغب يمكنه الانضمام لخوادم مشتركة مع لاعبين آخرين والخوض معهم بالمغامرة وتجميع الموارد والعودة بما حصلته من تلك التجربة للعبتك الخاصة. وقد يكون بينها موارد نادرة وفكرة الخوادم تم إعدادها لجعل مجتمع اللعبة تعاوني فلا أحد يقوم بالتعدي على موارد الغير إنما يحاول الجميع البحث سوياً عن تلك الموارد النادرة من أجل أن يتم استخدامها في تصنيع أدوات هامة.
طبعاً الـ PVP موجود في هذه اللعبة ولكن الحمدلله تركيز اللعبة ليس عليه بخلاف باقي ألعاب البقاء فهو خيار موجود لمن يرغب ومن السهل تجاهله تمامًا إذا لم يكن ذلك الشيء الذي تفضله. في فالهايم، تجنب الـ PVP يتطلب نقرة بسيطة على الفأرة فليس عليك البحث في قائمة طويلة عن خوادم PvE فقط. ما عليك سوى النقر فوق رمز في قائمتك لإيقاف ضرر اللاعب ضد لاعب آخر حيث ينصب التركيز في Valheim على اللعب التعاوني، وهذا جزء كبير مما يجعلها منعشة كلعبة بقاء على قيد الحياة.
في الختام ومع أنظمة البقاء المتسامحة تلك، جنبًا إلى جنب مع استكشاف العالم المفتوح ومعارك الزعماء، غالبًا ما تبدو Valheim بأنها لعبة تقمص أدوار أكثر من كونها لعبة بقاء. والآن نحن نعرف لماذا. ونعلم لم حققت كل هذا النجاح بحيث وصلت مبيعات اللعبة لأكثر من 5 ملايين نسخة عالميًّا. إذا كان لديكم أسباب أخرى ترون بأنها أدت لهذه الشعبية شاركونا بها بقسم التعليقات.