لم يكُن شهر سبتمبر الجاري سوى شهر إرضاء اللاعبين، فالبداية كانت مع الكشف عن بطاقات الجيل الجديد Nvidia 3000 وأسعارها، بما يشمل Nvidia RTX 3070 و Nvidia RTX 3080 ثم كُشِفَ النقاب عن Xbox Series S بسعر 1349 ريالًا، ولحق ذلك كشفٌ عن سعر Xbox Series X الذي سيكلفك 2299 ريالًا أيضًا. ثم جاء الدور على PS5 الذي سيتوفر في أسواق السعودية في نوفمبر بأسعار 1839 و 2299 ريالًا.
والآن، أصبحت بين أيدينا صورةٌ واضحةٌ عن الجيل الجديد. فلماذا قد يكون لبطاقة Nvidia RTX 3070 أفضليةٌ على الأجهزة المنزليَّة؟
القوة الغاشمة
لهواة القوة، لا مجال للمقارنة بين بطاقة الجيل الجديد من «إنفيديا» وجهازيّ Sony و Microsoft. فالبطاقة تأتي شاملة لذاكرة vRAM سعة 8 جيجابايت، مع أنوية 5,888 CUDA وسرعة Boost Clock عند 1.73 جيجاهرتز.
وعلى الرغم من أن الاستشهاد بها أمرٌ غير دقيق وتسويقي بحت، إلا أن الأرقام أعلاه تؤكد أن البطاقة تقدم أداءً بنحو 20.3 تيرافلوبس، وهو ما يسحق PS5 الذي لا يقدم معالجه الرسومي سوى 10.28 تيرافلوبس، ويتفوق على جهاز الألعاب المنزلي الأقوى في التاريخ Xbox Series X والذي لا يحوي هو الآخر سوى على 12 تيرافلوبس.
بل حتى على صعيد البطاقات، نراه وحشًا أمام RTX 2080TI -رغم أنها مقارنةٌ غير عادلة- إلا أن الأخير لا يحتوي سوى على 13 تيرافلوبس.
«خذ يا حبيبي هذا الSSD حق بلايستيشن 5 ماله مثيل بيفجر لك الألعاب»
تعتبر تقنية نقل البيانات الخاصَّة بجهاز PS5 من أهم العوامل والنقاط التي أبرزتها Sony والتي ظلَّت تسوِّق الجهاز الوليد عليها– أنه جهازٌ سريعٌ للغاية سيحمِّل الألعاب في لمح البصر. ولكن، يختلف مفهوم لمح البصر الآن مع تقنية RTX IO التي أعلنت عنها Nvidia والتي ستدعم بطاقات RTX 3000 كافَّة، بما يشمل Nvidia RTX 3070.
وإن لم تكن عارفًا، RTX IO هي تكنولوجيا تتحكم في طريقة تدفق البيانات وتغيِّر مسارها من SSD إلى بطاقة الشاشة بشكلٍ مباشرٍ دون الحاجة للجوء أو الاعتماد على المعالج المركزي بأي شكلٍ من الأشكال. وفي هذه الحالة، سيكون التحميل صاروخيًّا.
من الجدير بالإشارة أن بطاقات RTX 3000 يمكنها نقل البيانات بسرعة 14 جيجابايت في الثانية في المتوسط. على الجانب الآخر، لا ينقل XSX البيانات سوى بسرعة 4.8 جيجابايت في الثانية، فيما لا يستطيع PS5 نقل البيانات بأكثر من 9 جيجابايت في الثانية.
وقبل أن أنسى، تعتمد هذه التكنولوجيا على واجهة برمجة التطبيقات DirectStorage الخاصَّة بمايكروسوفت، والتي أكَّدت «إنفيديا» أنهما يتعاونان على تخفيض أحجام الألعاب من خلالها، في نفس الوقت الذي ستُقَّدم فيه عوالمٌ مفتوحة وتفاصيلٌ أكثر ثراءً في الألعاب.
ماذا عن الحصريات؟
لا أعتقد أن الحصريات ستصبح نقطةً خلافية في المستقبل القريب. فشركةٌ مثل Xbox سارت في دربٍ تُطلق فيه ألعابها الحصرية على Windows 10 PC وأجهزة Xbox وخدمة Xbox Game Pass من اليوم الأول، منذ أمدٍ بعيد. ولعل حصريات Playstation أكثر أهمية، لما تمتلكه من شعبية وأفضلية هائلة على منافستها.
وفي الواقع، أنا أعلم يقينًا أن حصريات بلايستيشن ستتوفر على الحاسوب في نهاية المطاف– لكن ليس من اليوم الأول. وهو أمرٌ لا يتجلى في تسريباتٍ أو شائعاتٍ فحسب، فالشركة ذات الأصول اليابانية سمحت بالفعل بإطلاق Horizon Zero Dawn و Death Stranding و Detroit: Become Human على الحاسوب، وهي ألعابٌ استثمرت فيها أموالًا مباشرة.
ليس ذلك فحسب، بل إنها قالتها صراحةً بأنها قد تُطلق مزيدًا من حصريات بلايستيشن على PC في نهايات أغسطس الماضي؛ رغبةً منها في تعظيم إيراداتها وأرباحها وتوسيع القاعدة الجماهيرية.
وعلاوةً على ذلك، أنا مؤمنٌ بأننا سنصل في مرحلةٍ ما، تتحول فيها شركات الألعاب -بما يشمل بلايستيشن- إلى النموذج الخدمي بالكامل، مع توقفهم عن إطلاق أجهزة ألعاب منزلية. وفي ظني، قد يبدأ ذلك حيز التنفيذ من الجيل القادم أو بالذي يليه على الأكثر.
«أتقارن جهازًا منزليًّا كاملًا بمجرد بطاقة؟»
في الأخير، هذه هي النقطة الوحيدة التي قد أتوقف عندها– خاصةً مع وجود جهازٍ مثل Xbox Series X وخدمة Xbox Game Pass التي تمنح المستخدمين قيمةً جبارة. من الصعب -إن لم يكن مستحيلًا- أن تبني حاسوبًا جديدًا بالكامل يعمل على دِقة 4K ومعدل 60 إطارًا في الثانية بشكلٍ مستقر بمبلغ 499 دولارًا فقط. ولا ينبغي أن أقول بأن أجهزة PC متعددة الاستخدامات ويمكن استغلالها في مئات الأمور الأخرى بخلاف الألعاب، لأن موضوعنا الرئيسي هنا هو الألعاب ولا شيء آخر.
قد تكون هذه هي النقطة الوحيدة التي تُعطي الأجهزة المنزلية أفضليةً على Nvidia RTX 3070 بل حتى أي بطاقة.