أول أمس كشفت مايكروسوفت عن المواصفات الكاملة لجهازها Xbox Series X وكنت قد وعدتكم بالحديث بشكل أكثر تفصيلاً عن التقنيات الجديدة التي تحدثت عنها الشركة بما في ذلك نظام التبريد والمعالجات وتقنيات لتحسين الـLatency بجانب يد التحكم الجديدة والمزيد.
إعادة تصميم وبناء من الداخل والخارج
انهمك مهندسو اكسبوكس بالعمل على تقديم ثورة بتصنيع جهازهم للجيل المقبل سواء من ناحية العتاد بالتعاون مع AMD أو لناحية التصميم الخارجي ليتلائم مع قوة هذا الوحش، حيث أكدت مايكروسوفت بأن اكسبوكس سيريس اكس هو أقوى جهاز منزلي قاموا بتقديمه عبر التاريخ فتم تزويده بمعالج معدل من فئة Zen 2 الذي يقدم أداء أقوى من اكسبوكس ون بأربعة أضعاف. وبطاقة رسوم RDNA 2 بقوة 12 تيرافلوب. تمنحنا قوة معالجة أكثر من اكسبوكس ون اكس بضعفين وأكثر من اكسبوكس ون العادي بثمانية أضعاف.
كما تم بناء نظام جديد على الشريحة SOC من الصفر لتأمين السرعة والأداء العالي، فالمهمة الأولى التي أراد فريق اكسبوكس تحقيقها مع هذا الجهاز هو تقديم ألعاب بسلاسة رسوم عالية ترضي اللاعبين، فحسب Jason Ronald مدير إدارة المنتج فإن المعيار بالجيل القادم لن يحدد فقط بدقة الوضوح. لذا انهمك المهندسين بتقديم عتاد قادر على تشغيل دقة 4K حقيقية بسرعة 60 إطار بالثانية مع الوصول لسرعية 120 إطار بالثانية بالألعاب التنافسية دون أن يضطر المطور بالتضحية بأي شيء. وكذلك نوهت مايكروسوفت بأن جهازها سيدعم 8K Ready والتوقعات من البعض بأن هذا يخص الوسائط.
دعم DirectX Raytracing
لأول مرة بالأجهزة المنزلية سيتم دعم تقنيات تتبع الضوء عبر العتاد، وهذه التقنية تعمل على محاكاة الضوء والصوت في الوقت الحقيقي كما بالعالم الواقعي بدقة أكبر مما هي موجودة بأي تقنية أخرى. بالتالي توقعوا عوالم نابضة بالحياة وواقعية لأبعد الحدود بما في ذلك الانعكاسات والظلال والأضواء التي ستشاهدها أثناء تجولك بعالم اللعبة، كما نرى بالمثال أعلاه مع لعبة ماينكرافت.
عوالم لم نراها من قبل مع انغماس أكبر عبر Xbox Velocity Architecture
تلك المعمارية المتبعة بتصميم الجهاز تصفها مايكروسوفت بأنها تمثل روح اكسبوكس سيريس اكس، فهي تفتح سرعة جديدة وقدرات أكبر بالأداء عبر الدمج بين العتاد المتمثل في SSD والمعالج المركزي مع مجموعة من النظم المدمجة بالجهاز من أجل منح المطور إمكانية تقديم عوالم غنية وحيوية أكثر ونابضة بالحياة بشكل لم نره كلاعبين من قبل.
هذا التصميم الثوري سيتيح للمطورين الولوج إلى 100 جيجابايت من أصول اللعبة assets بشكل فوري، وذلك يتيح لهم تقديم عوالم كعوالم ريد ديد 2 وأساسنز أوديسي بشكل أكثر ديناميكية وأضخم وفعل ذلك يحتاج سرعة معالجة أكبر والقدرة على تأمين تدفق للأصول بشكل أسرع وهذا ما تؤمنه بالضبط المعمارية الجديدة.
حلول لتقليل زمن تأخير الاستجابة
في الألعاب التنافسية دائماً ما ينشغل اللاعب بمعدل Latency فهو يريد أفضل دقة ممكنة وزمن استجابة سريع للأوامر، وهنا مهندسو اكسبوكس تصدو لهذه المهمة عبر تحسين معدلات الاستجابة بكل ركن من أركان الجهاز وتوابعه، أي من يد التحكم حتى الجهاز نفسه وصولاً للشاشة.
تحت شعار كل ميلي ثانية تصنع فرق باللعب قامت مايكروسوفت بتطوير تقنية Dynamic Latency Input في يد التحكم التي تسمح بتقليل التأخر في الاستجابة لأداة التحكم اللاسلكية عبر رفع معدلات نقل البيانات في الثانية الواحدة وإضافة بروتوكول خاص بالاتصال اللاسلكي بين يد التحكم والجهاز من ابتكار شركة مايكروسوفت، هذا البروتوكول يُزامن المُدخلات بشكل فوري مع ما يتم عرضه على الشاشة مُباشرةً، من ناحية أخرى تم تصميم اليد بحيث تلتقط الأوامر من الضغط على أزرار التحكم بما لا يتعدى 2ms. والنتيجة هي طريقة تحكّم أعلى دقّة من غيرها و أسرع في الاستجابة أيضًا.
ولم تكتفي مايكروسوفت بهذا بل ذهبت أبعد لتصل بتحسيناتها بهذا المجال للتلفاز، حيث كشفت أنها تعاونت مع منتدى HDMI وصُناع التلفاز لتمكين تقنيتي (وضع التأخر المنخفض التلقائي) Auto Low Latency Mod، و(معدل التحديث المتغير) Variable Refresh Rate على المنصة كجزء من دعم منفذ HDMI 2.1. وبذلك سيُقلَّل تأخر الإدخال، ويصبح أسلس حين اللعب على أجهزة التلفاز، بجانب إزالة تقطع الصورة وتجعل شاشة التلفاز تفعل تلقائياً نمط التأخر المنخفض.
نظام التبريد المطور Parallel Cooling Architecture
التصميم الجديد الغير مألوف لجهاز اكسبوكس سيريس اكس لم يأتي من فراغ فالشركة تعمدت ذلك لتضيف نظام متطور أطلقت عليه اسم “بنية التبريد المتوازي” والذي يضم ثلاثة قنوات لتوزيع الهواء مع مروحة تبريد بالأعلى بحيث يسمح النظام بتقسيم تدفق الهواء الداخل عبر تلك القنوات وصولاً للأعلى ليشتت بواسطة المروحة الضخمة.
ولم تنسى مايكروسوفت أن تطمئن اللاعبين بأن تجربتهم اثناء اللعب ستكون هادئة تماماً أي أن المروحة الهادئة ستضمن عدم إزعاجهم فصوتها سيكون كالنسمة بحسب الوصف.
وللذهاب أبعد بمجال تأمين التبريد للجهاز اعتمدت الشركة على عدة تحسينات أخرى هي:
- Split motherboard: لأول مرة بجهاز منزلي سيتم تقديم لوحة أم مقسومة إلى شريحتين بهدف الحفاظ على الحرارة للعتاد وتأمين أفضل أداء من كل قطعة. بالإضافة لوجود Heat Sink Chassis وهو هيكل من المعدن يبعد الحرارة عن العتاد ليحافظ على الأداء.
- Vapor Chamber: وهي التقنية التي استخدمت مع اكسبوكس ون اكس ستعود بالجهاز المقبل وتعتمد تقنية مشابهة لتقنية أنابيب التبريد المعدنية بحيث تعمل على تحريك البخار وتوزيع الحرارة في كافة الاتجاهات عبر إرسال البخار إلى المناطق المراد تبريدها ليتم التخلص من الحرارة وبالتالي تشتيتها من الذاكرة ونواة الجهاز بكفاءة عالية.
ماذا عن أداء الألعاب على الجهاز المقبل عبر ميزة التوافق؟
سبق وتم تأكيد أن جهاز الجيل القادم سيشغل كل ألعاب أجهزة اكسبوكس السابقة بصورة أفضل لكن كيف ذلك؟ فريق ديجتال فاوندري أكد بأن الجهاز يمتلك القدرة على رفع دقة الوضوح لعدد من الألعاب ضمن مكتبة التوافق المسبق بشكل تلقائي دون الحاجة لتدخل المطور، ومثال على ذلك لعبة Gears of War: Ultimate Edition حيث تمكن عتاد الجهاز من رفع دقة وضوحها إلى 4K أتوماتيكياً.
التحسينات ستشمل بحسب الشركة أوقات تحميل أقل، أداء أكثر ثباتاً بمعدل الإطارات، دقة وضوح أعلى مع تحسين بجودة الصورة، كما يقوم الجهاز الجديد بإضافة تقنية الـ HDR إلى عناوين backwards compatible التي لا تدعم هذه التقنية وكل هذا يتم بفضل بنية Xbox Velocity Architecture. حيث يستخدم الجهاز خوارزمية تتضمن تعزيز سطوع الصورة حتى 1000 شمعة في المتر المربع (nits). وهذا يعني أنّ الألعاب القديمة مثل Halo 5: Guardians التي صدرت قبل خمسة أعوام ستحتوي على هذه التقنية عندما تلعبها على الجيل الجديد. بذاك الوقت لم يكن هناك شيء يدعى HDR.
كيف ستعمل نسخ الألعاب الحالية المحسنة على اكسبوكس سيريس اكس؟
إذا كنتم تتساءلون إلى أي درجة سيتم تحسين الألعاب لتعمل على الجهاز المقبل؟ فريق The Coalition تحدث بإسهاب عن الأمر حيث استعرض نسخة محسنة من لعبته Gears 5 على الجهاز الجديد ونشر صورة متحركة ترينا الفرق بالرسوم بين اكسبوكس ون اكس واكسبوكس سيريس اكس من ناحية الإضاءة والرسومات.
وقال بأن عمل النسخة المحسنة يوازي أداء اللعبة بإعدادات Ultra على الحاسب وتتفوق عليها ايضاً ببعض الخيارات، وبحسب المطور ففي العروض السينمائية تعمل اللعبة بدقة 4K وسرعة 60 إطار بينما كان في اكسبوكس ون اكس تعمل بسرعة 30 إطار فقط. مع تأكيدات بأنهم وصلوا باللعبة الآن لتعمل بسرعة 100 إطار بالثانية وهنالك خطط لتقديم طور يعمل بسرعة 120 إطار بالثانية لتأمين تجربة لم يحظى بها لاعبو جيرز من قبل. باختصار وصف أدائها بأنه مُقارب جدًا لبطاقة الرسوم القوية Geforce RTX 2080 من Nvidia.
سعة تخزين أكثر دون أي تضحيات
أوضحت مايكروسوفت أمس بأن جهازها سيحتوي على قرصNVMe SSD بسعة 1 تيرابايت وبالرغم من ضخامة هذا الأمر لكن أحجام الألعاب هذه الأيام تجعلنا بحاجة لمزيد من المساحة، وهنا قررت مايكروسوفت أن تمنح اللاعبين إمكانية تزويد الجهاز بمساحة تخزين إضافية عبر شراء وحدات NVMe SSD بسعة 1 تيرابايت التي تأتينا بالتعاون مع شركة Seagate. ويتم إدخالها في المنفذ المخصص لها خلف الجهاز.
من ناحية أخرى سيدعم الجهاز وحدات التخزين الخارجية HDD التي يتم وصلها عبر منفذ USB 3.2 وتنصح مايكروسوفت اللاعبين بأن يقوموا بلعب الألعاب المخزنة على أقراص SSD ليستفيدوا من السرعة والأداء الخاص ببنية Xbox Velocity Architecture.
قابل يد Xbox Wireless Controller الجديدة
أدخلت مايكروسوفت بعض التغييرات على يد التحكم لناحية التصميم والحجم لتجعل من استخدامها مريح أكثر للاعبين، مثلاً أزرار D-Pad أصبحت متل تلك الموجود بيد اكسبوكس ايليت لتعطي دقة أكثر في التوجيه، كذلك تمتلك خاصية (BTLE) والتي تسهل عملية الاقتران مع خاصية الــ(DLI) لتحسن من تأخير الاستجابة. كما أنها تتضمن تفاصيل محسنة وزر المشاركة (Share) لمشاركة مشاهد و لقطات من العابهم المفضلة على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
اليد متوافقة للعمل على جميع منصات مايكروسوفت سواء الاكسبوكس وان أو خدمة xCloud السحابية أو الويندوز دون الحاجة للبرمجة.
كذلك نلاحظ اختلاف بتصميم اليد بعض الشيء مثل جعل الحواف دائرية بشكل أكبر وتغيير بأزرار الكتف مع إضافة نقاط على سطحها لجعل الملمس أفضل. وكل هذا حتى تبقى في وضع السيطرة عندما يحتدم الحماس باللعب.
إذاً هذه كانت التقنيات الجديدة التي ستعتمد عليها مايكروسوفت لتصميم جهازها للجيل المقبل، سيضاف إليها مزايا أخرى سبق وحدثتنا عنها مثل الاستئناف السريع وSmart Delivery وغيرها. قبل الختام اسمحوا لي بسؤالكم عن توقعاتكم لجهاز اكسبوكس المقبل والتكنولوجيا الجديدة المستخدمة فيه، والذي سيطرح في موسم أعياد 2020 كما أكدت الشركة قبل يومين رغم كل الشائعات عن احتمال تأجيل الجيل الجديد بسبب كورونا.