في الجيل السابع تمكنت مايكروسوفت من أن تحقق نجاحاً كبيراُ مع جهازها اكسبوكس 360 وكادت أن تنهي الجيل بهزيمة لسوني لولا أن الأخيرة استطاعت بالسنوات الأخيرة من عمر ذلك الجيل ونفضت غبار مشاكل PS3 وزادت بمبيعاته بفضل الحصريات. لكن في الجيل الماضي لم يكن Xbox One مع الآسف خليفة ناجحة لسلفه.
حيث تعرض لانتقادات كبيرة حتى قبل أن يتم إطلاقه. ولمعرفة كيف حصل ما حصل للاكسبوكس ون منذ بدايته إلى هذه اللحظة بشكل مفصل تابعوا معنا الفقرات التالية ضمن سلسلة مقالات ثقافة الألعاب:
طموحات مايكروسوفت وقسم اكسبوكس بقيادة دون ماتريك عند التحضير لإطلاق جهازهم للجيل الثامن كانت كبيرة لدرجة أن مايكروسوفت كانت تستهدفُ بيع 200 مليون جهاز من إكسبوكس ون، ولكن الرياح جرت بعكس ما تشتهيه سفن قيادة اكسبوكس، ويقال بأن مبيعاته الإجمالية قدرت بنحو 50 مليون جهاز فقط، حتى أن مايكروسوفت توقفت عن إعلان حجم مبيعات اكسبوكس ون منذ وقتٍ ليس بالقصير.
كانت أغلب مشاكل الجهاز تكمن في القرارات الصادرة قبل إطلاقه، والتي سببت نزوح العديد من ملاك الاكسبوكس 360 إلى الجهاز المنافس عند انتقالهم للجيل الجديد. الانتكاسة بدأت عندما أقامت مايكروسوفت في مايو ٢٠١٣ مؤتمراً للكشف عن اكسبوكس ون. فخرج دون ماتريك ليوضح بأن الفريق ينوي دعم خدمات الفيديو مثل نتفيلكس وغيرها وأن يصبح الجهاز بديلًا للتلفاز -إن تعطل على سبيل المثال- أي ليس لمجرد لعب ألعاب الفيديو فقط. حيث ركزت بشكل كبير جدا على الترفيه التلفزيوني ولم تتحدث عن الألعاب إلا بشكلٍ قليلٍ جداً.
المشكلة الثانية التي واجهت الجهاز كانت أنه كاد ليحتوي على نظام يسمى بـ”إدارة الحقوق الرقمية” أو DRM. هذا النظام يسمح للشركات بتقييد المحتوى الترفيهي على الأجهزة، وقيل للاعبين آنذاك بأنكم لن تتمكنون من بيع ألعابكم المستعملة لأنها ستكون مرتبطة بحسابكم، أي إذا أردت تشغيل لعبة مستعملة أهداها لك صديقك في جهاز ثاني، فيجب أن تدفع مبلغ “لتفعيل” اللعبة أو لقاء كود تفعيل. وقيل بأنك تستطيع تشغيلها على جهاز ثانٍ، لكن بعد أن تعطل النسخة التي على جهازك.
المشكلة الثالثة كانت بأن الجهاز سيتطلب منك أن تتصل بالإنترنت كل ٢٤ ساعة لتوثيق ألعابك مع حسابك بالشبكة. فإذا لم يكن متصلاً خلال تلك المدة تحول لمجرد جهاز تشغيل وسائط متعددة وتعذر استخدامه للعب، لحين الاتصال بالإنترنت.
المشكلة الرابعة كانت بإلزام اللاعبين بطرفية الكينكت التي رفعت سعر الجهاز ليكون أغلى من منافسه بـ 100 دولار، وبهذا كان سعر الجهاز 500 دولار مقابل 400 للبلايستيشن 4.
وبالحديث عن المنافس هناك مشكلة خامسة واجهت اكسبوكس ون بأنه كان أضعف من بلايستيشن 4. والذي استطاع تشغيل الألعاب بأداء أفضل من جهاز مايكروسوفت.
فوق كل هذا لم تحسن مايكروسوفت التعامل مع الجمهور الغاضب بل على العكس، خرج مدير اكسبوكس دون ماتريك في تصريح مستفز جداً حين سأله المذيع إذا كان اللاعب يعيش في منطقة يصعب فيها الحصول على انترنت حيث رد قائلا: “لدينا منتج يسمح لك باللعب دون الحاجة للإنترنت، هذا المنتج اسمه إكس بوكس ٣٦٠”، كان هذا التصريح بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث ازدادت ردة الفعل الغاضبة من الجماهير وتضاعفت الطلبات المسبقة للبلايستيشن ٤.
سوني استغلت الموقف بكل مهارة، فكما تعلمون كثيراً ما يعتمد نجاح أي منتج على الفكر التسويقي الفذ، وهذا بالضبط ما قامت به سوني في حملتها التسويقية “من أجل اللاعبين” المكثفة، حيث كانت عيوب اكسبوكس ون هي مزايا لجهاز سوني المنزلي، وجميعنا نذكر للآن تلك الصورة التي جمعت مسؤولي بلايستيشن وهم يسخرون من تقييد الألعاب المستعملة باكسبوكس ون.
تحت وطأة الضغط الجماهيري وغضب الجمهور، سارعت مايكروسوفت للتراجع عن سياسة تقييد الألعاب المستعملة والحاجة للاتصال بالنت كل 24 ساعة. من ثم قدم مدير اكسبوكس دون ماترك استقالته، ليتولى مكانه فل سبنسر الذي قاد التحول الكبير في استراتيجية القسم.
تلك المشاكل أو القرارات الفاشلة التي أدت لإطلاق متعثر للاكسبوكس ون امتد أثرها لسنوات بعد الإصدار. حيث كانت مايكروسوفت آنذاك تعتبر علامة Xbox أقل شأناً من Windows وحتى بعد تولي سبنسر رئاسة قسم اكسبوكس وتراجعه عن بعض القرارات الخاطئة لسلفه لم تنتهي التحديات أمامه، حيث كان عليه أن يأخذ إذن Terry Myerson رئيس قسم Windows في أي مشروع يستثمر فيه قسم Xbox.
وهذا الرجل قيل بأنه كان ينطلق بقراراته من معايير ربحية بحتة لا تسمح بمنح المطورين الحرية. وذلك أدى لتقييد الميزانية الممنوحة لقسم اكسبوكس بسبب عدم الثقة الكافية فيه، مما تسبب في إلغاءات عدة لمشاريع اكسبوكس مثل إلغاء Fable Legends وإغلاق استوديو Lionhead بجانب إلغاء ريبووت Phantom Dust والصدمة الأكبر كانت بإلغاء Scalebound، حتى الإصدارات الحصرية لم ترتقي لتطلعات الجمهور وبدت كأنها مشاريع بميزانية قليلة مثل Recore و State Of Decay 2.
هذا أدى لانتقاد اكسبوكس ون بسبب قلة الحصريات الضخمة والتي أثرت على مبيعات الجهاز. حتى رئيس Xbox اعترف بأن ألعاب الطرف الأول من مايكروسوفت كانت ضعيفة هذا الجيل وبأن قلة العناوين الجديدة أثرت سلباً. وكان لابد أن يتم إصلاح الأمور واستعادة الثقة بقسم اكسبوكس من قبل Phil Spencer وهذا ما سنستكمل الحديث عنه في مقالٍ منفصل قريباً.