تستمر أجهزة الجيل الحديث PS5 و Xbox Series X/S في حصد الكثير من العائدات وبيع أجهزتها رغم الظروف القاسية التي يمر بها العالم تحت وطأة الوباء، لكن Nintendo Switch تجاوز كل التوقعات من خلال مبيعاته الخيالية، مما جعل الكثيرين ينظرون إلى مبيعات الأجهزة الكبيرة في عصرنا هذا، وما إن كانت ستتغلب على المبيعات الأسطورية لجهاز PS2 الذي صُنف كأكثر جهازٍ مبيعاً في كل الأوقات.
وكما تعلمون الإجابة على ذلك هي “لا”، حيث لم يكن الـ PS2 مجرد ابتكارٍ ناجحٍ باع أكثر من 155 مليون جهاز عن طريق الصدفة أو الحظ، فهو جهاز الألعاب المنزلي الأكثر مبيعًا في التاريخ حتى الآن. هذا فضلًا عن مساهمته في خلق وعي الكثيرين وارتباطهِ بنشأتهم وطفولتهم. وهناك عوامل كثيرة ونقاط تفوقٍ وقوة كثيرة تميز بها الجهاز حتى يومنا هذا، حيث كشف أكثر من 700 نموذج مختلف لروائع ألعاب PS2 والتي يمكن تجربتها حالياً على الحاسب الشخصي. هذا واستطاع اللاعبون في اليابان و امريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا بحلول ٣٠ نوفمبر عام ٢٠٠٠ من الحصول على جهاز ال PS2.
يذكر بأن جهاز PS2 صدر في عام 2000، هذا يعني بأن أكثر من عشرين عاماً مروا تقريباً على جهاز بلايستيشن 2، حيث قامت سوني في 2018 بإطلاق الرصاصة الأخيرة وأنهت حياة PS2 في اليابان، في هذا المقال سنتحدث عن أهم 10 نقاط قوة لجهاز بلايستيشن 2 في سلسلة مقالات Top 10 أو توب تن.
انطلاقة الجهاز كانت أقرب ما يكون إلى المثالية
موعد إطلاق Sony للجهاز كان مثالياً حين صدر في شهر نوفمبر من عام 2000، حيث لم يكن أمامه أيةُ أجهزةٍ منافسة، سوى جهاز Sega Dreamcast، وأجهزة الجيل السابق التي لم تضاهيه من ناحية القوة التقنية، مما مهد الطريق أمامه وجعل جمهور عشاق ألعاب الفيديو في اليابان وامريكا الشمالية وأوروبا وغيرهم لا يترددون في شرائه.
ومن المعروف أن جهاز الـ Xbox الأول لم يصدر حتى عام 2002 مع جهاز GameCube، وحتى ذلك الوقت كانت معظم الألعاب الكبيرة قد صدرت لجهاز PS2 وأصبح العديد منها حصرياتٍ مؤقتة أو دائمة له، مثل Grand Theft Auto 3, Silent Hill 2, Final Fantasy X, Tony Hawk’s Pro Skater 3, Gran Turismo 3, و Devil May Cry، والتي جعلت سنوات الانطلاق الأولى للجهاز مثالية ساهمت بجعله أعظم جهازٍ مبيعاً حول العالم إلى يومنا هذا.
سعر PS2 كان معياراً سارت عليه أجهزة ألعاب الفيديو في تلك الفترة
بلغ سعر PS2 عند إطلاقه في امريكا 299$ دولاراً، والذي كان أكثر من سعر جهاز Dreamcast و GameCube بمقدار 100$، وعادلَ سعر جهاز الـ Xbox عند إطلاقه، لكن شركة Sony قامت بتخفيض سعر PS2 عند إطلاق أجهزة Xbox و GameCube في 2002 بمقدار 100$، مما ميزه عن الأجهزة الأخرى، وجعل الطلب أكثر عليه، مما أجبر الشركات الأخرى مثل Microsoft و Nintendo بتخفيض سعر جهازها بما يقارب سعر الـ PS2 في وقت عصيب لها، وفي بداية إنطلاقة أجهزتها، لتتماشى مع أقوى جهازٍ شعبيةً في السوق.
قدرة PS2 على قراءة أقراص DVD ودعمها ببرنامجٍ لعرض الأفلام كان شيئاً فريداً من نوعه في زمانه
لا شكَّ أن أحد أسباب الإقبال الشديد على جهاز PS2 وخصوصاً في سنواته الأولى يعود لقدرته على قراءة أقراص الـ DVD واحتوائه على برنامج تشغيلٍ داخلي لعرض أقراص الأفلام، والذي أحدث ثورةً في عالم صناعة أجهزة الفيديو آنذاك، فعند شراءك للـ PS2 تحصل على جهاز ألعاب فيديو متطور مع عارض أفلام DVD في جهاز واحد.
ولا أعتقد أن هناك جهاز ألعاب مستقبلي سيملك نفس التأثير بخاصية مشابهة عند إطلاقه، فالمستخدمون لم يعودوا يعتمدون على أجهزة الكونسول في الترفيه المرئي ومشاهدة الأفلام، وكمثالٍ على ذلك جهاز Nintendo Switch الذي يحطم أرقام المبيعات العالمية في زمننا هذا ولا يمتلك حتى تطبيقاً لـ Netflix.
دعم PS2 لألعاب الجيل السابق كان سلاح Sony السري المبكر
استخدمت Sony وسيلةً قوية ومجدية لجذب المزيد من الزبائن القدامى لجهاز PS2 الجديد في ذلك الوقت، وهي إمكانية لعب جهاز ألعاب PS1 على الـ PS2، والذي لاقى ترحيباً كبيراً من جمهور عشاق الجهاز الأول، وأطال عمر ألعابه.
وبالنظر إلى ما فعلته اليوم مع جهاز الـ PS5 ودعمه بشكلٍ كامل لألعاب وتجهيزات PS4 أعادت نفس الشيء تقريباً، فالكثير من عشاق الألعاب قد يترددون في بيع كل ما لديهم للانتقال إلى جيلٍ جديد والبدء من الصفر، بينما دعم الجيل السابق سيكسبك زبائنك القدامى مع الزبائن الجدد في آنٍ واحد، وهي خطةٌ تسويقية ذكيةُ ومثمرةُ للغاية.
مكتبة ألعاب PS2 اُعتبرت من أكبر المكاتب وأكثرها تنوعاً وحصولاً على العناوين الكبيرة
امتلك PS2 مجموعةً كبيرة من سلاسل الألعاب الكبيرة وبدأت معه أغلبها، حيث اهتم المطورون اليابانيون بجهازهم بشكلٍ استثنائي وحصل على دعم هائل، وشمل مكتبة واسعة من مختلف أنماط الألعاب مثل الأكشن والرعب والعالم المفتوح والأربيجي وغيرها، وخصوصاً ألعابه الحصرية الاستثنائية، وعند التكلم عنها لا يمكنك ذكر أحدها فحسب، فأغلب تلك الألعاب حازت على نجاحٍ باهر وحطمت أرقاماً قياسية في المبيعات، ولا يُعتقد أن هناك مكتبة ألعاب ستتمكن من التغلب عليها في المستقبل القريب، حيث كان تميزاً ونجاحاً كبيراً لا نظير له بالنسبة للـ PS2.
كان PS2 مأوى للكثير من السلاسل والألعاب الجديدة
صدرت في كل سنة تقريباً سلسلةٌ كبيرة جديدة مثل Devil May Cry, God of War, Kingdom Hearts، أو سلاسل تابعت ألعابها على الـ PS2 مستثمرةً قدرات وشعبية الجهاز المتطورة لتخلق اسماً ومكانةً أعلى في صفوف اللاعبين وعشاق ألعاب الفيديو مثل Grand Theft Auto, Metal Gear Solid, Silent Hill، المُبهرة التي جلبت لنا تجارب مؤثرة لا تُنسى مع جهاز PS2، قد لا نرى مثلها خصوصاً مع تغير توجه صناعة ألعاب الفيديو في زمننا هذا، وتنوع الأجهزة.
أثبت PS2 نفسه كجهازٍ مثاليٍ لألعاب الطرف الثالث
شعبية الجهاز الكبيرة والإقبال الشديد عليه جعلته هدفاً لمطوري الطرف الثالث، حيث صدرت بعض أجزاءِ GTA كحصرية مؤقتة عليه، ولم يخلوا “تقريباً” من أي لعبة كونسول، لكنَّ ذلك ليس السر فحسب، بل قام بجذب اللاعبين له حتى مستخدمي ألعاب الطرف الثالث، بسبب قدراته الفريدة أيضاً، حيث أنَّ لعبةً مثل Madden باعت نسخاً أكبر بكثير من أي جهازٍ أخر على الـ PS2 تحديداً، وهذا ما حاولت Sony تكراره عبر السنوات، حيث عندما تقنع الجميع أن جهازك الأعلى تقنياً وأنَّ الألعاب ستعمل عليه بجودتها الكاملة، ستجعله هدفاً للكثير من اللاعبين والمطورين دوناً عن غيره. .المهم أن تصنع زخماً بالبداية حول جهازك وهذا ما تقوم سوني بتكراره على مدى أجيال بلايستيشن.
واجه الـ PS2 القليل من المنافسة الفعلية
لست من المتحيزين لجهازٍ من شركةٍ معينة فأغلبنا كلاعبين قد يشتري جميع أنواع الأجهزة بالإضافة إلى حاسبٍ شخصي متقدم إن كانَ يعيشُ في عالمٍ مثالي ويمتلك وقت فراغٍ كبير.
جهاز PS2 في تلك الحقبة واجه القليل من المنافسة الحقيقية لحسن حظه، ولم يستطع أيٌ من الأجهزة أن يقدم ما قدمه لنا، حيث لم يكن جهاز Microsoft يُدعم من قبل المطورين اليابانيين، وكانت Nintendo منبوذةً من مطوري الطرف الثالث، والـ Dreamcast قد فشل وانتهى عصره باكراً، لذا حصل مستخدمو PS2 على الحصريات باكراً واستطاع الجهاز تقديم شيءٍ من كل شيءٍ تقريباً وكان الخيار الأنسب للاقتناء.
عمر جهاز PS2 كان طويلاً بشكلٍ مذهل
صدر جهاز PS3 في نوفمبر 2006 لكنه لم يستبدل مكانة الـ PS2 على الفور، حيث لم يكن إطلاق الـ PS3 قوياً ولم يجذب اللاعبين كثيراً كما فعل PS2 عند إطلاقه، وكذلك كانت هناك مشاكل في معدات أو قِطَعِ جهاز الـ Xbox 360، ومشاكل أخرى في جهاز الـ Wii، مما ساهم ببقاء عددٍ كبير من اللاعبين على الـ PS2 وأطال عمره ودعم المطورين له بشكلٍ كبير، حيث كُتب له عمرٌ جديد بعد صدور الـ PS3 عكس ما يظنه الكثيرون، لاسيما أن جهاز الـ PS3 لم يدعم ألعاب أو تجهيزات الجيل السابق مما صعب على المستخدمين التخلي عن جهازهم PS2 لفترة جيدة.
مشاكله الكبيرة لم تؤثر عليه
لم يكن PS2 جهازاً خالياً من العيوب، حيث لم تكن الألعاب الأولى المترافقة مع إطلاقه مثالية، وبرنامج قراءة الأفلام تم استبداله بخيارات أفضل، وعانى من مشاكل في قراءة القرص لاحقاً، ناهيك عن ضعف مزايا الشبكة الخاصة به، والنقص الحاد في توفير الأجهزة للمستخدمين.
لكن كلَّ ذلك لم يهم في النهاية، واستمر الجهاز في كسب المزيد من الشعبية، ولم تطرح مواضيع مناقدة له أو لمشاكله بشكلٍ واضح، وظلَّ الجهاز الأول المحبوب لدى الملايين والملايين.
في الختام … جهاز PS2 كان جهازاً عشنا معه تجارب لا تُنسى، ورافق الكثير منا في فترةِ نشأتهم، وتعرفنا من خلاله على الكثير من شخصيات الألعاب الاستثنائية، والسلاسل الأسطورية فهناك عشرة ألعاب قوية لايمكن نساينها نذكر منها Final Fantasy X و ICO وغيرها الكثير. ونتمنى رؤية المزيد من الإبداع والتألق لشركة Sony في جهازها الحالي PS5 وأجهزتها القادمة المستقبلية كذلك.
شاركونا بآرائكم وتحليلاتكم، ما الذي جعل PS2 الجهاز الأقوى عالمياً من ناحية المبيعات؟ هل لديكم نقاطٌ أخرى للمشاركة؟ والأهم هل سيحقق PS5 نفس النجاح؟ شخصياً لا أظن فالظروف مجتمعةً – التي ذكرتها أعلاه – ليست موجودة حالياً.