لعل من أبرز مفاجآت العام المنصرم هي لعبة أوفرواتش (Overwatch)، لعبة التصويب من تطوير استديو بليزارد (Blizzard). هذه اللعبة التي اكتسحت مجتمع الألعاب ووصلت إلى أكثر من 20 مليون لاعب بحلول شهر أكتوبر 2016، أي بعد اصدارها بخمسة شهور. وبنهاية السنة، فازت اللعبة بجائزة أفضل لعبة لعام 2016 في أكثر من 82 موقع من مختلف أنحاء العالم! متفوقة على ألعاب بإنتاج ضخم كأنتشارتد 4 وغيرها. لكن السؤال الأهم، كيف استطاعت اللعبة أن تصنع هذا النجاح بل وتتفوق على ألعاب ذات خبرة طويلة كأمثال باتلفيلد 1 (Battlefield 1) و كول أوف دوتي (Call of Duty) كما يعتقد البعض؟ في هذا المقال سأوضح أبرز النقاط التي جعلت أوفرواتش واحدة من أفضل العاب الشوتر.
1. تنوع شخصيات اللعبة
من أبرز العوامل الواضحة التي ساعدت على نجاح اللعبة هو شخصياتها. فلكل شخصية قدرات خاصة بالإضافة إلى وجود “نوع” معين لكل شخصية. ومن الصعب أن ترى تشابه بين الشخصيات حتى في داخل النوع الواحد، وقد لا تجد شخصية بلا فائدة أو زائدة عن المطلوب. في المقابل، نجد أن الأنواع الموجودة في باتلفيلد (طبيب، مهاجم، قناص..) على سبيل المثال متشابهة إلى حد ما يجعل اختيار النوع بناءً على مجريات الجولة أمر ثانوي.
2. الجودة أفضل من التنوع
لعل أبرز انتقاد واجهته اللعبة هو عدم وجود أطوار متنوعة في اللعبة، وفي الحقيقة أجد أن ذلك ليس عيبا كبيرا، فبالنظر إلى العاب تصويب أخرى، نجد أن أغلب اللاعبين يتواجدون في طور واحد او اثنين، وبقية الأطوار هي لكسر الروتين فقط. في أوفرواتش قد لا تجد إلا نوعين من الأطوار، “حافظ على المنطقة” أو “ادفع العربة” لكن تم إتقان هذين الطورين بحيث أنك لن تشعر بالتكرار أبدا خصوصا مع تنوع الشخصيات، فستجد أنك في تحد جديد في كل مرة تلعب بها مباراة جديدة أمام فريق منافس جديد.
3. الدعم المستمر
منذ أن صدرت اللعبة، لم يمر شهر أو اثنين إلا وتظهر أنباء عن تحديث جديد لإصلاح أخطاء أو تحسين التجربة، بالإضافة إلى الدفع ببعض الخرائط والشخصيات الجديدة بين حين وآخر. هذا يشعرك حقا بأن الاستديو المطور يستمع لآراء اللاعبين ويسعى دائما لتحسين تجاربهم مما يجعل اللعبة قابلة للعب لفترة طويلة جدا مقارنة ببقية ألعاب التصويب. أيضا وجود طور المواسم والذي يتم تجديده كل ثلاثة أشهر مما يساعد اللاعبين على الاستمرار في المنافسة والمحاولة مرة أخرى مع كل بداية موسم جديد.
4. عدم وجود “Season Pass” أو إدفع لتربح
رغم وجود صناديق تسمى بـ(Loot Box) واستطاعة شرائها عبر المتجر، إلا أن هذه الصناديق لن تؤثر على تجربة اللاعب اطلاقا! بل هي في مجملها مجرد مظاهر قد تميزك عن الآخرين لكنها لن تجعلك أقوى منهم بشيء! بالإضافة إلى ذلك، جميع المحتويات الإضافية من خرائط وشخصيات مجانية بالكامل على عكس الكثير من ألعاب التصويب التي تضطرك لدفعك مبلغ اللعبة كاملا مرة أخرى لتحصل على التجربة الكاملة والحقيقية لها!
5. اللمسات الإبداعية
لم تكتف بليزارد بتنوع في الشخصيات والخرائط، بل جعلت هناك عنصرا طريفا تجده في حوارات الشخصيات التواصل بينها. هذه اللمسة التي قد تكون بسيطة جدا في مظهرها جعلت العديد من اللاعبين يرتبط بشخصية معينة ويحبها أكثر من الأخرى. فمثلا، قد تستمع لحوار بسيط بين شخصيتين عن عدد المعارك التي خاضوها معا وكيف سيستمرون في خوض معارك أكثر، والاستديو مستمر في إضافة المزيد من هذه الحوارات في كل تحديث تقريبا.
بالنهاية، استطاعت أوفرواتش من تحقيق المعادلة الصعبة التي عجز عن تحقيقها ألعاب تصويب ضخمة كباتلفيلد وكول اوف دوتي وهي الجودة مع الدعم المستمر وعدم اجبار اللاعبين على دفع النقود داخل اللعبة، ولأجل ذلك استحقت أن تكون لعبة العام المنصرم و من أفضل ألعاب التصويب على الإطلاق.
وأنت عزيزي القارئ، كيف كانت تجربتك مع اللعبة وهل تعتقد أنها تستحق كل هذه الضجة؟