تحظى ألعاب الرعب والبقاء بجماهيرية كبيرة وشعبية طاغية، لكنها لا تحقق نجاحات ضخمة – في الغالب – على المستوى التجاري مثل ألعاب التصويب والعالم المفتوح، رغم ذلك، افتقدنا هذا النوع من ألعاب الفيديو لفترة من الوقت، وطالب العديد من اللاعبين بمشاريع أكثر إثارة وتنوع، قبل أن تنهال علينا العديد من ألعاب الرعب الفضائية دون سابق إنذار، خاصة بعد حدث Summer Games Fest الأخير، ما الذي يحدث؟ ولماذا عادت ألعاب الرعب التي تركز على الخيال العلمي – وتحديدًا الفضاء – فجأة وبهذا الكم؟، هذا ما نحاول الإجابة عليه في مقالنا اليوم.
خلال الأسبوع الماضي فقط، شهدنا جميعًا باقة من ألعاب الرعب التي تبشر جميعها بتجارب مثيرة رغم تشابهها في العديد من العناصر، سواء Aliens Dark Descent أو The Callisto Protocol أو حتى Routine التي عادت من السبات بعد غياب استمر لقرابة عقد كامل، لذا دعونا نلقي نظرة على تلك الألعاب، ولماذا التركيز على ألعاب الرعب الفضائية فجأة ودون سابق إنذار.
Aliens Dark Descent
تم الكشف عن اللعبة خلال فعاليات حدث Summer Game Fest بعرض سينمائي مثير ومرعب، يعيد للأذهان ذكريات أفلام المخرج James Cameron التي قدمها في عالم Alien، حيث تطارد جحافل من Xenomorphs فريقًا من مشاة البحرية الفضائية.
ينتهي المقطع الدعائي بإلقاء نظرة سريعة على أسلوب اللعب حيث تظهر فرق من مشاة البحرية تقاتل حشود من الفضائيين من منظور top-down، ومن غير الواضح كيف سيتم التحكم في هؤلاء المارينز وما إذا كانت اللعبة تعاونية، ولكن يبدو أن اللعبة تتخذ نهجًا قائمًا على قتال الفريق بدلاً من مغامرة فردية تتحكم من خلالها في شخصية واحدة كما هو الحال في ألعاب مثل Alien: Isolation.
The Callisto Protocol
عندما تعلم أن هذا المشروع قادم من مطور جلين سكوفيلد، مبتكر Dead Space، ستدرك على الفور أن هذا التشابه ليس مجرد صدفة، حيث عمل جلين لفترة طويلة في استوديوهات Sledgehammer Games و Visceral Games قبل أن يصبح المدير التنفيذي لاستوديو Striking Distance المملوك لشركة PUBG Corporation.
تدور أحداث اللعبة على قمر كوكب المشتري كاليستو في عام 2320، وتركز الأحداث على جاكوب لي، وهو نزيل في سجن Black Iron يجب أن يقاتل من أجل حياته عندما يتسبب تفشي وباء غامض في إثارة الفوضى على القمر، سيقاتل جاكوب حراس السجن ونزلائه، الذين يتحولون إلى كائنات تسمى Biophage، ويمضي قدمًا ليكتشف ألغاز القمر وسجنه وشركة United Jupiter التي تسيطر عليه.
Routine
وكأن ألعاب الرعب والخيال العلمي تعاني من نقص حاد لتظهر لنا Routine من العدم، ظلت اللعبة غائبة عن الاضواء لقرابة 10 سنوات منذ الكشف عنها لأول مرة قبل أن تظهر فجأة في حدث Summer Game Fest بعد فترة تطوير مضطربة تحت إشراف Waypoint، لتعود مع ناشر جديد هو Raw Fury لتركز بشكل أكبر على الكائنات الفضائية وتصبح أقل دموية، ورغم الأجواء المخيفة والمثيرة للفضاء المرعب، إلا أنها لعبة فضائية أخرى في حدث كان مليء بهذا النوع من الألعاب.
إذا ماذا يحدث؟ هل نحن بحاجة لكل هذه التجارب المرعبة في الفضاء الخارجي؟
لوضع الأمور في نصابها الصحيح، عانت صناعة ألعاب الفيديو من تجاهل تلك الفئة من الألعاب لما يقرب 8 سنوات كاملة، لا أتذكر وجود أي لعبة ضخمة (AAA) تندرج تحت تلك الفئة منذ إطلاق Alien Isolation في 2014، وقبلها بعام مع الجزء الثالث من Dead Space، رغم ذلك، ولسبب أو لآخر، تركت ألعاب هذا النوع مثل Dead Space فجوة في مكتبة اللاعبين بوجه عام، ومحبي ألعاب الفضاء المرعبة بشكل خاص، ورغم مرور سنوات عديدة شهدت ولادة جيل جديد من اللاعبين ربما لم تسنح له فرصة خوض أحداث تلك الألعاب من قبل، لم يكن هناك شيء مخيف تمامًا أو مبدعًا بصريًا مثل تلك الأيدي المقطوعة العائمة في الفضاء الخارجي والأجواء المظلمة والمرعبة التي وفرتها لعبة EA الشهيرة قبل سنوات، ولكن لماذا كان غياب Dead Space ملهمًا للغاية لدرجة أن الجميع قرر فجأة التطرق لألعاب الرعب والخيال العلمي؟.
كان هناك تجارب أقل إثارة في الفترة التي تلت إطلاق ألعاب Dead Space و Alien Isolation، تم إصدار Prey من Arkane Studios في عام 2017، وعلى الرغم من إعجاب النقاد بها، إلا أنها لم تصبح عنصرًا أساسيًا في مكتبات الألعاب بنفس الطريقة التي كان بها Dead Space وقت صدورها، وبعد ذلك، لم تحقق لعبة GTFO التعاونية لعام 2019 الكثير من الضجة على الرغم من كونه قدمت آليات مختلفة لألعاب هذا النوع، مثل امتلاكك سلاحًا ووجود عواقب وخيمة إذا استخدمته.
وهنا نأتي للسؤال الأهم، هل أحببت أيًا من تلك العروض وأصبحت متحمسًا لتجربة أيًا من تلك الألعاب وقت إطلاقها؟، ربما تكون إجابتك بنعم، ولكن يمكننا القول أن الحنين لألعاب هذا النوع سيدفعك للتعلق بتلك العناوين بطريقة أو بأخرى، لكن في الغالب لن تشعر بنصف الحماس الذي شعرت به عند إطلاق Dead Space الأخيرة قبل 9 سنوات، أو الإثارة التي وفرتها Alien: Isolation بينما تتم مطاردتك في شتى أنحاء السفينة الفضائية دون هوادة، رغم ذلك، سيكون من المبكر الحكم على تلك المشاريع الجديدة إلا بعد إطلاقها بالأسواق وخوض أحداثها.
هل هناك تعطش لألعاب الرعب الفضائي؟
يبقى السؤال الأهم الذي يحتاج إلى إجابة هو هل هناك تعطش بين اللاعبين لمزيد من Dead Space؟ أم أن المطورين يشعرون بإمكانية نقل ألعاب هذا النوع إلى أماكن أكثر ترويعًا؟ أم أنها في الواقع، استغلالا لهوس اللاعبين وتعلقهم بالماضي؟، رغم ذلك، ومع كل المحتوى الذي يحقق مشاهدات غير مسبوقة على YouTube و Twitch هذه الأيام معتمدًا على العناوين والتجارب المرعبة، من المؤكد أن لعبة مخيفة حقًا ستلفت انتباه الملايين إذا كانت مرعبة بدرجة كافية، الأمر الذي ربما أثار حماس المطورين للتطرق لتلك الفئة بهذا الكم في الفترة الأخيرة.
مشاريع مثيرة تأثرت سلبًا بتوقيت الكشف عنها
من الواضح أن The Callisto Protocol لديها فرصة رائعة لملء فجوة بحجم Dead Space في صناعة الألعاب، وإذا لم يحدث ذلك، فلدينا ريميك Dead Space قادم بعدها بشهر واحد، كذلك نحتاج لرؤية المزيد من Routine قبل الحكم عليها، وبينما يمكن أن تكون Aliens: Dark Descent غير كافية لمنافسة ألعاب هذا النوع، فقد تقدم تجربة تعاونية مختلفة مثيرة بطريقتها الخاصة.
الأمر المثير للجدل هو أن تلك الألعاب تم عرضهم جميعًا في نفس المؤتمر الإعلامي مما أثر بالسلب على ردود فعل اللاعبين بطريقة أو بأخرى، حتى أن البعض سخر من تركيز حدث Summer Game Fest على ألعاب الرعب الفضائية أكثر من أي حدث أخر في تاريخ الصناعة.
يتبقى فقط أن نرى كيف ستساهم تلك الألعاب في تعزيز فئة ألعاب الرعب الفضائية، وما إذا كانت مجرد بداية للاستثمار بصورة أكبر في ألعاب هذا النوع مستقبلًا، أم مجرد حنين إلى الماضي سيمل اللاعبون منه سريعًا قبل العودة لألعاب التصويب والعالم المفتوح المعتادة.
بالختام، لا تنسى الاطلاع على مقالنا السابق “10 ألعاب «بقاء» تستحق اهتمامك في 2022 وما بعدها“.