في مقابلة أجريت مؤخرا مع السيد Shuhei Yoshida رئيس إستوديوهات سوني العالمية تطرق إلى موضوع مهم جدا وهو تدني مستوى ألعاب السيارات في السنوات الماضية القليلة، فسوق ألعاب السيارات يعاني من شح في عدد الألعاب وتدني جودة اللعبة والمتعة فيها .. بوجود بعض الإستثنائات بالطبع.
كانت سلسلة Gran Turismo ولازالت الأسم الألمع في تاريخ ألعاب السيارات، ولكن غيابها التام عن الساحة وتدني مستوى آخر جزء منها، جعل اللاعبين ينسونها ويبدأون بالبحث من كل الجهات على ألعاب أخرى، ولكن ألعاب الطرف الثالث أيضا تعاني من هذا الأمر، فسلسلة Need For Speed فقدت بريقها وروعتها التي كانت عليها في الأجزاء الأولى من اللعبة التي أصدرت في آواخر التسعينات وبداية الألفية الجديدة.
بينما سلسلة Midnight Club من استوديو Rockstar اختفت هي الأخرى من الساحة، فآخر جزء أصدر لها كان في العام 2008 بعنوان Midnight Club: Los Angeles والذي لاقى إستحسان الجميع كما هو الحال للأجزاء الثلاثة الأولى من السلسلة، بينما عانى مجتمع اللاعبين مؤخرا من العديد من التجارب الفاشلة إلى حد ما مع ألعاب السيارات، فلعبة Project Cars التي حصلت على حيز كبير من الإعلانات والزخم الإعلامي كانت خيبة أمل لعشاق السيارات، فمستوى اللعبة لم يكن أبدا بمستوى المديح لها قبل خروجها.
أيضا هو الحال نفسه مع ألعاب أخرى مثل حصرية البلايستيشين 4 لعبة Driveclub، التي تفوقت فقط في الجرافيكس، بينما ما عدا ذلك .. فحدث ولا حرج، اللعبة تلقت إنتقادات كثيرة ومعدل تقييم متوسط، وتمتد قائمة الألعاب التي لم تلقى النجاح إلى سلسلة F1 لسباقات الفورمولا ون، وتجربة الاستوديو الفرنسي Ubisoft السيئة مع لعبة The Crew .. وغيرها الكثير.
من بين هذه الألعاب جميعها نستطيع القول أن الإستثناء الوحيد هو لسلسلة Forza لألعاب السيارات، تنقسم هذه السلسلة إلى قسمين، أولهما سلسلة Forza Motorsport التي شهدت صدور جزئها السادس في منتصف الشهر الماضي وهي خاصة بالسباقات داخل المضمار، بينما السلسلة الأخرى هي Froza Horizon الخاصة بسباقات الشوارع والعالم المفتوح وهي ليست محصورة داخل مضمار السباقات، اللعبة في جزئها الثاني حصلت على متوسط تقييم يصل إلى 9 درجات من 10.
في هذه المقالة سأستعرض من وجهة نظري أهم الأسباب التي أدت إلى ضعف ألعاب السباقات في الفترة الماضية، قد لا تتفق عزيزي القارئ معي في هذه الأسباب، ولكن نعود ونقول فالإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
1. المناخ
إن كان هناك أمرا تفوقت فيه حصرية البلايستيشين 4 لعبة Driveclub فهو المناخ، يعتبر المناخ من الأمور الأساسية في أي لعبة سيارات، فالتصور الصحيح للمناخ يعطي اللاعب تجربة العيش داخل اللعبة، خاصة عندما يتحول المناخ إلى طقس ممطر، فاللاعب يشعر بمشاعر قوية تجاه اللعبة تمكنه من الإستمتاع بالتجربة إلى أعلى مستوى ممكن.
لن أنسى تجربتي مع لعبة Need For Speed: Shift التي مزجت بين الطقس الممطر واللعب في الليل، فالطريق أمامك تكاد أن تراه بشكل واضح، فليس أمامك سوى إنارات السيارات الساطعة في ظلمة الليل، هذه الأجواء هي ما أقصدها بالضبط، فتجارب مثل هذه بالرغم من حلول ست سنوات عليها إلا أنها لازالت عالقة في الذاكرة
2. التحكم
كل لعبة لديها تحكم يميزها عن غيرها، فلعبة ماريو فيها القفز، وفي لعبة باتمان التسلق فوق المباني، وفي لعبة Call OF Duty تطلق النار على الأعداء!، أما في عالم السيارات، فالتحكم فيها هي قدرة اللعبة على الإستجابة لأوامرك بأسرع وقت ممكن، فبعض الألعاب تشعر وأنت تجربها أنها ثقيلة بطريقة أو بأخرى سواء عند المنعطفات أو خلال سحبك للفرامل والإستدارة بالسيارة.
بعض من ألعاب الجيل الجديد تتفوق بهذه الخاصية التي تميزت بها ألعاب الزمن القديم، فمع تطور التقنية أصبح لكل سيارة تحكم يميزها عن غيرها، فالسيارات العائلة SUV تكون أثقل بشكل واضح عن السيارات الأخرى مثل السيارات الصغيرة السيدان، ولكن ما يعيب الألعاب الحديثة أنها ركزت على الواقعية في التحكم ونست عامل المتعة تماما، وهذا الأمر لا ينطبق على لعبة Forza Horizon بجزئيها الأول والثاني، فاللعبة جمعت بين الواقعية في أمور أخرى ولكنها ركزت على المتعة بالنسبة للتحكم وهذا بالنسبة لي الأمر الأهم، فأنا ألعب لأستمتع.
3. الأضرار
سأستبعد الألعاب القديمة من هذه المقارنة كونه من الظلم مقارنتها مع ألعاب الجيل الحالي التي تتميز بالتقنيات العالية، ولكن بالرغم من توفر هذه التقنيات إلا أن بعض ألعاب الجيل الحالي لازالت تعاني من فيزيائية الإصطدامات وترك آثار الضرر على مجسم السيارة، فبعض ألعاب الجديدة وأخص بالذكر Forza Motorsport 5 و Gran Turismo 5 من الممكن أن تصطدم بأكثر من زاوية في المضمار ولن ترى سوى خدش بسيط في الصندوق الأمامي للسيارة!
بينما لعبة Race Driver GRID التي أصدرت على الاكسبوكس 360 والبلايستيشين 3 في العام 2008 هي تعتبر الأفضل بلا منازع في هذه الفئة، فعند ملامستك لأي زاوية في المضمار وليس بالشرط أن تكون ضربة قوية ستلاحظ الأضرار التي لحقت بالسيارة، وقد يصل بك الحال إلى تطاير عجلات السيارة في حال قمت بإصطدام عنيف.
4. تصميم المضمار
تصميم مضمار السباق هو بحد ذاته يعتبر فن من الفنون، فالمضمار يحتاج إلى مسافة طويلة تقطعها السيارات لإبراز السيارة ذات المحرك الأسرع، كما أن المضمار يحتاج إلى منعطفات حادة ومتنوعة لتحديد الأمهر بين السائقين في اللعبة.
من الصعب جدا إيجاد مضمار مميز في هذه الفترة، ولكن يعتبر مضمار Cape Ring في لعبة Gran Turismo 5 من أجملها وهو بكل صراحة أفضل فرصة لإبراز مهارتك ولتصبح محترف في ألعاب القيادة، فالمضمار يحتوي على الخصائص التي ذكرتها في الأعلى، ولسبب ما فأنا لا أشعر بالملل من القيادة فيه.
5. المنافسة بين اللاعبين
هناك ثلاثة أنواع من المنافسات في ألعاب السيارات، أولهما اللعب أمام مستخدمي الشبكة عبر طور اللعب الجماعي، الثانية وهي طريقة حديثة إستخدام الذكاء الإصطناعي في تتبع طريقة لعب أصدقائك واللعب معهم في طور القصة، والثالث والتي تكاد تزول من الجيل الجديد من ألعاب السيارات اللعب مع ما تسمى بالسيارة الشبح (Ghost Cars).
سيارة الشبح إستخدمت للمرة الأولى في الأجزاء الأولى من سلسلة Gran Turismo بحيث بعد لعبك لأكثر من دورة في أي مضمار تسجل اللعبة تحركاتك في الدورة الأفضل من ناحية الوقت، وبعد ذلك تستطيع اللعب أمام السيارة الشبح والتي هي عبارة عن تسجيل لتحركاتك، فهل هناك متعة أكبر من اللعب مع نفسك، لا أعتقد أحد يستطيع مجاراة لعبك أكثر من نفسك، لأنه نفسك!!!.
- برأيك، ما هو السبب خلف تدني مستوى ألعاب السيارات، وهل هناك لعبة سيارات معينة من الزمن الماضي تعيد عودتها؟