منذ سنوات طويلة، نينتيندو كانت دائما ما تتصدر ارقام عالم الالعاب، سواء كانت ارقام مبيعات او غيرها، نينتيندو كانت دائما في المقدمة. و لسنوات طويلة ايضا، نينتيندو كانت دائما السباقة في تقديم تقنيات جديدة في عالم الالعاب ليتم تقليدها و تطويرها اكثر من باقي الشركات. و لأ دوام الحال من المحال، ففي السنوات الاخيرة أخذ بريق نينتيندو ينطفئ شيئا فشيئا، حتى بدت الشركة على حافة الانهيار، و لكن بعض العشاق كان يفضل عدم تصديق الأمر و الاستمرار بالقول بأن الشركة مازالت بخير، حتى جاء معرض E3 الماضي و كشف الستار عن مدى انهيار نينتيندو و خلوها من أي أفكار إبداعية تماما.
رغم ذلك، الا ان هناك اشاعة قوية جدا تسري الآن في اوساط مجتمع اللاعبين أن الشركة تعمل على جهاز جديد تحت مسمى (Nintendo NX). رغم أن الشركة لم تؤكد الأمر، لكنها لم تنفيه أيضا، و في ظل المبيعات المتدنية جدا لجهاز (Wii U)، فإن الإشاعة باتت أقرب للحقيقة و أن الإعلان الرسمي أصبح مجرد وقت.
على أية حال، إن صدقت الإشاعة، فإن على نينتيندو أن تعتني ببعض الأمور و التي هي من رأيي أهم العوامل التي ستساهم في نجاح الجهاز الجديد.
1. الإستماع لمطالب اللاعبين و ليس المطور!
كما ذكرت في المقدمة أن نينتيندو كانت دائما سبّاقة في التقنيات الجديدة، الا انها كانت تفعل ذلك مع الاستماع لمطالب الجماهير و المحافظة على الهدف الأساسي وهو المتعة. نينتيندو في السنوات الاخيرة كانت دائما عنيدة و تتخذ استراتيجية الرأي الواحد في قراراتها، فمثلا، رغم مطالب العديد من اللاعبين، الا انها كانت ترفض تبني نظام إنجازات كالموجود في البلايستيشن و الاكس بوكس، و تعليلها في ذلك أنها لا تريد إجبار المطور على أمر قد لا يريده. يبدو لي أن نينتيندو يجب أن تكون أكثر حزما في جهازها القادم و أن تجعل اللاعبين (كالأطفال المدللين) و ليس المطور!
2. تفعيل الشبكات الإجتماعية
الشبكات الإجتماعية كيوتيوب و تويتر و تويتش (Twitch) لبث الألعاب أصبحوا من عوامل نجاح أجهزة الجيل الجديد، اكس بوكس ون و بلايستيشن 4، أما جهاز نينتيندو الحالي (Wii U) فما زال يفتقد وجود أساسي لهذه الخدمات. و رغم مطالب الجماهير لإضافة خدمة بث الألعاب إلا أن نينتيندو كانت ترفض الأمر بعنجهية و إصرار الرأي الواحد، و تعلل ذلك بأنه “من غير الممتع مشاهدة بث لعبة لمدة 30 دقيقة و اكثر”. على نينتيندو اليوم أن تعلم أن الشبكات الإجتماعية و بث الألعاب من أهم عوامل النجاح، و أنها لن تستطيع الصمود طويلا في ظل إحتمائها بقوقعة أمجاد التسعينات و العودة لزمن المجلات!
3. الخروج من عقلية اللاعبين الأطفال
في السنوات الأخيرة، كثيرا ما كانت نينينتدو توجه إصداراتها و أجهزتها الى الأطفال، حتى أصبح جهاز الوي (Wii) أشبه بجهاز أطفال بالكامل. هذا الأمر دفع العشاق الأصليين للنفير من الشركة لأنه لم يعد هناك ألعاب تناسبهم رغم أنهم يشكلون النسبة الأكبر في عالم نينتيندو. لضمان نجاح الجهاز، على نينتيندو أن توجهه الى اللاعبين الأكبر سنا بشكل أساسي و تعيد إصدار ألعابها المعروفة بشكل موجه لهم.
4. يكفي ماريو!
لطالما كان ماريو الوجه الأبرز لنينتيندو، إلا أنه في السنوات الأخيرة قامت نينتيندو بضخ ألعاب ماريو (و أخوته) بشكل مخيف حقا! فأصبح من الطبيعي أن ترى ألعاب كثيرة لماريو، ماريو قولف، ماريو كارت، لويجي و يوشي…الخ كلها في سنة واحدة أو أكثر قليلا! هذا الشيء هو دليل كافٍ أن نينتنيدو أصبحت ” مفلسة” إبداعيا و أنها يجب أن تعيد حساباتها قليلا فيما يخص ماريو، و لنجاح جهازها الجديد يجب أن تقلل من إصدارات ماريو بشكل كبير جدا، و أن تحاول إخراج شخصية جديدة لتكون واجهة للجهاز الجديد!
بالنهاية، لا أقول بأني خبير في شركة نينتيندو، لكن ما يحصل لها من إنهيار لا يختلف عليه إثنين. و أنت عزيزي القارئ، ما هي العوامل التي تراها ستعيد نينتيندو إلى المقدمة من جديد، أم أن القطار قد فاتها الآن؟
نكتة لطيفة: هل تعلم أن جهاز (Wii U) لا يمتلك مدخل إيثرنت (Ethernet Port) للإنترنت؟