على الرغم من أن معظمنا يحب القصص المليئة بالمفاجآت، إلا أن تأثير الأسرار المُفسدة يختلف كثيرًا بين اللاعبين.
بالنسبة للبعض، فإن الأسرار المُفسدة المُسربة مسبقًا مجرد إزعاج، إذ لا تأخذ في الحسبان كيفية تنفيذ تلك الأسرار داخل اللعبة. بينما بالنسبة للآخرين، قد “تُفسد” اللعبة تمامًا، وفي الحالات القصوى قد تمنعهم من لعبها بالكامل.
“ثقافة الأسرار المُفسدة” أصبحت منتشرة بشكل كافٍ لدرجة أن شركة سوني قامت بتقديم براءة اختراع قبل بضع سنوات لتطوير برنامج يمنع لقطات الشاشة والجوائز من اللاعبين الذين لم يصلوا إلى جزء معين من اللعبة بعد.
المطورون بالطبع يكرهون تسرب الأسرار قبل إصدار اللعبة، لأنه يعطل تمامًا كيفية تقديمهم للقصة، وغالبًا ما يؤدي إلى نشر معلومات رئيسية خارج سياقها الكامل.
ومن ثم، ليس من المفاجئ أن يلجأ المطورون في بعض الأحيان إلى تدابير جذرية، وحتى متطرفة، لضمان عدم تسريب النقاط الرئيسية في القصة قبل موعدها.
ورغم أن هذه التدابير تركت في كثير من الحالات اللاعبين والنقاد وحتى موظفيهم في حالة من الحيرة، إلا أنها كانت جزءًا من جهد يائس للحفاظ على تلك الأسرار الثمينة من التسرب.
8. عدم إخبار ممثلي الأصوات باللعبة التي يعملون عليها – Fallout 4
في حالة Fallout 4، كان لدى Bethesda قلق كافٍ من تسريب أخبار عن تطوير اللعبة بشكل سري، مما دفعهم إلى توظيف العديد من الممثلين البارزين دون أن يخبروهم بأي تفاصيل حول المشروع الذي يعملون عليه.
على سبيل المثال، قدم الممثل Keythe Farley صوت أحد الشخصيات الشريرة الرئيسية في اللعبة: Conrad Kellogg، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الجانبية الأخرى.
تم تعيين Keythe في عام 2014، أي قبل عام من صدور اللعبة، وبالإضافة إلى توقيع اتفاقية عدم إفشاء، لم يُخبره الفريق باللعبة التي يعمل عليها أو حتى اسم الشخصية الحقيقي.
قام Keythe بتسجيل عدة جلسات إضافية قبل إصدار اللعبة، ولم يعرف حقيقة المشروع حتى قُبيل إصدار اللعبة في نهاية عام 2015، حينما اكتشف أحد زملائه الأمر وأخبره.
يمكن فهم الدافع وراء هذه السرية إلى حد ما، لكن هل يمكن أن تصل الأمور إلى درجة تؤثر فيها على أداء الممثل؟!
7. ترك النهاية خارج قرص اللعبة – Kingdom Hearts III
Square Enix كانت خائفة للغاية من تسريب نهاية Kingdom Hearts III على الإنترنت قبل موعد إطلاقها الرسمي، مما دفعها لاتخاذ قرار مثير للجدل بعدم تضمين النهاية على القرص الخاص باللعبة على الإطلاق.
بدلًا من ذلك، تم إضافة تسلسل النهاية عبر تحديث اليوم الأول الكبير huge day-one patch، الذي قامت Square Enix بحجبه عن عملية الإنتاج الفعلية للنسخ الموجودة على الأقراص.
بالنظر إلى أن هناك نسخ من اللعبة تسربت قبل موعد الإصدار بعدة أسابيع، فقد تبين أن هذا الإجراء كان مبررًا إلى حد كبير، رغم أنه أثار قلقًا بشأن عدم قدرة اللاعبين على مشاهدة النهاية الكاملة أثناء اللعب في وضع عدم الاتصال بالإنترنت بدون التحديث.
بالنظر إلى عدد المرات التي تنتهي فيها نسخ الألعاب الكبرى AAA في أيدي لاعبين قبل موعد الإطلاق، فمن المدهش أن المزيد من الألعاب لم تعتمد نفس الإجراءات الحذرة لمنع تسريب نهاياتها عبر الإنترنت في وقت مبكر.
6. تصوير مشاهد غير مستخدمة ونهايات مزيفة (ربما) – Red Dead Redemption 2
كانت شركة Rockstar Games تتبع نهجًا شديد السرية أثناء تصوير مشاهد الأكشن والأداء للعبة Red Dead Redemption 2. الممثل Gabriel Sloyer -الذي قام بدور Javier Escuella- تحدث عن هذه العملية السرية أثناء مقابلة مع Eurogamer.
لم يتم إخبار Sloyer بشكل رسمي عن المشروع الذي كان يعمل عليه، ورغم أنه وطاقم العمل اكتشفوا ذلك بمرور الوقت، إلا أنهم لم يُسمح لهم بالحديث عن أدوارهم لمدة تقارب خمس سنوات بسبب طول فترة تطوير اللعبة.
وأشار Sloyer إلى أن هناك كثير من المواد قاموا بتصويرها ولكن تم حذفها من النسخة النهائية للعبة. هو وطاقم العمل يعتقدون أن Rockstar ربما كانت تعمد إلى جعلهم يؤدون نهايات مزيفة لضمان عدم تسريب أي معلومات دقيقة عن القصة حتى لو أرادوا ذلك.
5. تطوير اللعبة سرًّا لمدة أربع سنوات تقريبًا – Half-Life: Alyx
فاجأت شركة Valve الجميع عندما أعلنت عن لعبة جديدة من سلسلة Half-Life في نوفمبر 2019، وكان الاستثناء الوحيد أنها لعبة حصرية للواقع الافتراضي، وهي Half-Life: Alyx. الإعلان أكد أيضًا أن اللعبة ستصدر في مارس 2020، أي بعد أربعة أشهر فقط من الإعلان، مما أثار استغراب المعجبين لكون مشروع كبير كهذا على وشك الاكتمال دون أي تسريب موثوق سابق على الإنترنت.
رغم أن Valve لا تتحدث كثيرًا عن التفاصيل الداخلية لتطوير ألعابها، فقد أكدوا أن تطوير Alyx بدأ بهدوء قبل أكثر من أربع سنوات من إصدارها. قامت Valve ببناء فريق التطوير بدءًا من فريق صغير حتى وصل إلى 80 عضوًا، وهو أكبر عدد من المطورين لأي من ألعاب الشركة حتى الآن.
ولكن هذا العدد يُعَدُّ ضئيلًا بالمقارنة مع ألعاب AAA الأخرى، حيث يمكن أن يعمل على مثل هذه الألعاب أكثر من 200 موظف، بينما ألعاب Assassin’s Creed الحديثة تتطلب عمل ما يقرب من 1,000 شخص. العمل بفريق صغير نسبيًّا سمح لـValve بإنشاء دائرة داخلية أقل عرضة للتسريبات، مما جعل العالم يشعر بالدهشة عند الكشف عن Alyx دون أي تلميحات سابقة كبيرة.