قبل أن يقوم عباقرة الهاردوير في شركة نينتندو بتعميم الخراطيش cartridges المدعومة بالبطارية، كنتَ إذا أردت مشاهدة نهاية لعبة فيديو، فإن ذلك يعني إما أن تقضي اللعبة بأكملها في جلسة واحدة، أو أن تكتب كلمات المرور على ورقة، والتي ستنتهي حتمًا في سلة مهملات العائلة.
السماح للاعبين بحفظ تقدمهم يعني أن المطورين يمكنهم التركيز على إنشاء عوالم أكبر وأكثر تعقيدًا دون القلق من كلمات المرور المتزايدة التعقيد، وكانت هذه خطوة ضرورية في تطور تاريخ ألعاب الفيديو.
ستستعرض هذه المقالة بعض الألعاب التي تلاعبت بملفات الحفظ، سواء لإسعاد اللاعبين أو لإزعاجهم (غالبًا للسبب الأخير). من كسر الجدار الرابع Fourth wall إلى العواقب الواقعية الفعلية، كل لعبة في هذه القائمة لعبت بذكاء على خاصية يعدها معظم اللاعبين أمرًا مُسَلَّمًا به، معلمةً إيَّانا أن حفظ اللعبة هو امتياز وليس حقًّا.
10- حَذْف تقدمك المزيف – Eternal Darkness
بالنسبة لجهاز منزلي يناسب جميع أفراد الأسرة، فقد حقق جهاز GameCube نجاحًا جيدًا في مجال الرعب.
بالإضافة إلى كونه الخيار الأمثل للريميك الممتاز لـResident Evil، والإصدار الأسطوري الرابع في السلسلة، استضافت علبة نينتندو الأرجوانية Eternal Darkness، وهي لعبة رعب بقاء مليئة بالجنون والموت.
إلى جانب مؤشرَي الصحة والسحر التقليديين، يُطْلَب من اللاعبين أيضًا الحفاظ على حالة ثالثة: الحالة العقلية. إذا وصل شريط الحالة العقلية الأخضر إلى القاع، سيبدأ العالم من حولك في الانهيار.
أشهر مثال على ذلك هو خدعة مسح بطاقة الذاكرة الشهيرة في اللعبة. حاول الحفظ مع شريط حالة عقلية منخفض، وستسألك اللعبة: “هل أنت متأكد أنك تريد حذف جميع ملفات الحفظ الخاصة بك؟”، بغض النظر عن اختيارك، تفترض اللعبة أنك اخترت “نعم” وتبدأ في حذف ملفات الحفظ واحدًا تلو الآخر.
لحسن الحظ، يتضح أن الأمر كله مجرد خدعة. بمجرد تشغيل شاشة الحفظ مرة أخرى، ستجد أن ملفات الحفظ قد عادت إلى حالتها الأصلية. ومع ذلك، قد يستغرق معدل نبضات قلبك وقتًا أطول للعودة إلى طبيعته.
9- قَرْصِن اللعبة ولن تتمكن من إنهائها – Earthbound
قد تكون القرصنة النقمة التي يعاني منها مطورو ألعاب الفيديو في كل مكان، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يمكنهم الاستمتاع قليلًا بها. مثال على ذلك: لعبة Earthbound.
أي شخص قام بقرصنة تحفة نينتندو السريالية لجهاز SNES في الماضي كان ضحية لبعض الأساليب الذكية من الاستوديو الأسطوري. بناءً على قاعدة “ثلاث ضربات وستخرج three strikes and you’re out”، نفذت نينتندو برنامجًا من ثلاث خطوات لمعاقبة اللصوص:
- ستتجمد نُسَخ Earthbound المقرصنة في البداية، حيث يظهر تحذير ضد القرصنة بدلًا من شاشة العنوان. يمكن تخطي هذا التحذير فقط بالتلاعب بملفات اللعبة.
- أي شخص تمكن من تجاوز التحذير وبدأ اللعب سيجد نفسه أمام زيادة هائلة في عدد الأعداء، مما يحول لعبة الـRPG الفريدة إلى تجربة شاقة ومملة.
- إذا تمكّن اللاعب من الصمود خلال الطوفان الهائل من المواجهات والوصول إلى الزعيم النهائي، ستكون مكافأته هي تعطل اللعبة بشكل نهائي قبل بدء المعركة مباشرة. في هذه المرحلة، سيتم حذف بيانات الحفظ الخاصة به ولن يكون هناك طريقة لاستعادتها.
هذه هي العدالة الاستبدادية على طريقة نينتندو. بالتأكيد تتفوق على أي نظام إدارة حقوق رقمية!
8- لا يمكن الغش في بعض مناطق الزعماء – Banjo Kazooie
بينما كانت حيل محو بيانات الحفظ في لعبة Earthbound مبررة بسهولة -حيث ينبغي أن يواجه القراصنة تجربة أسوأ بشكل موضوعي من اللاعبين الذين اشتروا اللعبة بشكل قانوني-، كان نهج Banjo Kazooie الصارم تجاه الغشاشين أشد صعوبة في تقبله.
بينما كانت Banjo Kazooie تسمح للاعبين بالغش للحصول على عناصر وأرواح لا نهائية، كانت أقل تسامحًا عندما يتعلق الأمر بعبث اللاعبين بقلعة Gruntilda (المركز الرئيسي للعبة).
أي شخص تم الإمساك به وهو يفتح أبوابًا لا يجب عليه فتحها، أو يفتح عوالم لم يصل إلى نقاطها بعد، سيتلقى تحذيرًا من الساحرة ذات الذقن البارز بشكل مذهل: “توقف عن هذا الغش أو سأمسح ملف الحفظ الخاص بك!”، وهي لا تمزح، إذا استخدم اللاعب خدعة أخرى لتغيير المركز، ستنفذ تهديدها، وتحذف بيانات الحفظ الخاصة به.
بصراحة، هذا التدبير ضد الغش أقل مبررًا بكثير من تكتيكات مكافحة القرصنة في Earthbound. فبمجرد أن يشتري الشخص نسخة قانونية من لعبة فردية، يجب أن يكون قادرًا على الغش كما يشاء. إنها لعبته الخاصة، ولن يؤثر على تجربة أي شخص آخر، فلماذا لا يُسمح له باللعب بالطريقة التي يريدها؟ ولماذا تُوجَد تلك الحيل إذا كنتَ ستُعاقب الأشخاص الذين يستخدمونها؟
بالنظر إلى أن هذه “الخاصية” قد أُزيلت من نسخة Xbox Live للعبة، من الواضح أن شركة Rare وصلت إلى نفس النتيجة، ولكن، لا يُعَدُّ هذا عزاءً كبيرًا لأولئك اللاعبين على N64 الذين واجهوا غضب Grunty.