إذا كان هناك شيء يحب مطورو الألعاب فعله، فهو كسر الجدار الرابع (Fourth wall) للتلاعب باللاعبين بطرق ذكية.
من قراءة Psycho Mantis لبطاقات الذاكرة في Metal Gear Solid، إلى ابتزاز Conker لمطوري Bad Fur Day، لا يوجد نقص في الحيل المبتكرَة التي يتم تنفيذها في الألعاب.
ومن بين الحيل الأكثر شهرة، أن تقوم الألعاب بحذف ملفات الحفظ الخاصة بها. صحيح أن العديد من العناوين تتظاهر فقط بفعل ذلك في ظل ظروف معينة –مثل Animal Crossing– لكن هناك العديد من الألعاب الأخرى التي تذهب إلى حد تنفيذ هذا التهديد فعليًّا.
نقدم لكم أمثلة مدهشة وخبيثة وغير متوقَّعة لألعاب فيديو قامت بحذف الساعات الطويلة التي استثمرها اللاعبون فيها. هل كانت هذه الحالات مبرَّرة أو ضرورية؟ عليك أن تتابع لتعرف الإجابة.
Banjo-Kazooie (1998)
تُعتبر لعبة Banjo-Kazooie من أشهر ألعاب المنصات ثلاثية الأبعاد بفضل شخصياتها المحببة، وتصميم مراحلها المبتكَر، وأعدائها المميزين، والكنوز الممتعة التي يمكن جمعها.
لكن هناك تفصيلة مزعجة في اللعبة: إذا أدخل اللاعب أكثر من كودين غير قانونيين في منطقة Treasure Trove Cove، فإن الخصم الرئيسي Gruntilda تهدد بمسح ملفات الحفظ. يُطلق على هذا النظام اسم Grunty’s Code Vengeance، حيث تظهر الساحرة وتقول: “توقف عن الغش وإلا سأمسح ملفات لعبتك!”.
إذا تجاهل اللاعب التحذير وأدخل الكود الثالث، فإن Bottles the Mole يتدخل ويؤكد التحذير قائلًا: “إذا استخدمت كود ثالث، سيتم مسح ملف اللعب الخاص بك! هل أنت متأكد؟” وإذا وافق اللاعب، تعود Gruntilda لتخبره بأنها ستنفذ تهديدها، ويتبع ذلك مشهد قصير يعرض حذف الملف.
ورغم أن التهديد يبدو مخيفًا، إلا أن اللعبة لا تمسح سوى ملف الحفظ، وليس كامل ملفات اللعب. بالإضافة إلى ذلك، هذه الخاصية ليست موجودة في إصدار Xbox 360 من اللعبة.
Tom Clancy’s Ghost Recon Wildlands (2017)
صدرت لعبة Tom Clancy’s Ghost Recon Wildlands عام 2017 على منصات PS4 وXbox One وWindows وحتى Google Stadia، وكانت أول تجربة للسلسلة التكتيكية في عالم مفتوح. لذا يمكن اعتبارها خليطًا بين كونها تكملة لألعاب Ghost Recon السابقة وأسلوب مشابه لألعاب تصويب أخرى من منظور الشخص الثالث من Ubisoft مثل Watchdogs.
كمعظم إصدارات Ubisoft الحديثة، حصلت اللعبة على تقييمات إيجابية بشكل عام لكنها لم تخلُ من الانتقادات. تضمنت هذه الانتقادات عناصر مثل التحكم، وتصميم الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs)، ومستوى الصعوبة غير المتوازن، والمهام المزعجة، وتجربة اللعب الفردية التي وُصفت بأنها سطحية.
واحدة من الإضافات المثيرة للجدل كانت وضع Ghost Mode، الذي أُضيف في تحديث Year 2 Pass لعام 2018، ويمكن لعبه بشكل تعاوني أو فردي. من ميزاته الواقعية والتحديات الصعبة أنه يضم ميزة الموت الدائم. كما وصفه الإعلان الرسمي: “إذا لم يتم إنقاذ اللاعب المُصاب، فسيتم فقدان الشخصية وكل التقدم الذي أحرزته”.
سواء أحب اللاعبون هذا الوضع أم كرهوه –أو وجدوا حلولًا بديلة عبر Reddit ومجتمع Steam– فقد حقق Ghost Mode شعبية كافية ليتم تضمينه في الجزء التالي من اللعبة: Breakpoint، الذي صدر عام 2019.
Furi (2016)
تركز لعبة Furi -التي أطلقتها The Game Bakers عام 2016، بالكامل على معارك الزعماء. تعتمد اللعبة على مزيج من أسلوب التصويب وأسلوب hack and slash، مما يتطلب من اللاعبين ردود فعل دقيقة، وقدرة على التعرف على أنماط الهجمات، وإدارة مستمرة للصحة، والصبر.
تقدم اللعبة نهايات متعددة بناءً على اختيارات اللاعبين وتطور القصة.
لكن هناك جانب مثير للجدل: بمجرد الوصول إلى نهاية اللعبة، يتم حذف ملف الحفظ المرتبط بها بشكل تلقائي، لأن “المهمة اكتملت”. هذا يعني أن اللاعبين الذين يرغبون في إعادة اللعب مع الاحتفاظ بإنجازاتهم السابقة سيُصابون بخيبة أمل.
بالطبع يمكن إنشاء ملفات حفظ متعددة لحملات (campaigns) مختلفة، لكن الكثيرين شعروا بالإحباط بسبب عدم معرفتهم المُسْبَقَة بهذا الإجراء أو توقيته. على الجانب الآخر، أشاد البعض بهذه الميزة باعتبارها تعكس الواقعية والمحاسبة في تجربة اللعبة.
بالتالي، كان هذا القرار من المطورين جريئًا، ولكنه لم يكن بالضرورة جيدًا أو سيئًا بشكل مطلق.