صناعة الألعاب هي وحش تجاري ضخم، وفي بعض الأحيان، غريبة للغاية.
نحن كلاعبين عادة ما نرى جزءًا محددًا بعناية من كيفية صنع الألعاب، ولكن من وقت لآخر، قد يخطئ مطور أو ناشر بما يكفي لجذب انتباه الإعلام.
بالطبع لا توجد شركة مثالية، وليس من المستغرب أن تحمي الشركات مصالحها التجارية، ولكن أحيانًا تتصرف الشركات بشكل متهور لدرجة يصعب معها عدم الشعور بالحرج نيابةً عنها.
وهذا بالتحديد ما حدث في هذه الفضائح من الآونة الأخيرة في صناعة الألعاب، حيث تم ضبط شركات، وأحيانًا اللاعبين أنفسهم -ولكن في الغالب الشركات- وهم يتصرفون بطريقة غير مثالية.
من ممارسات تجارية نفاقية بشكل صارخ إلى سلوكيات حساسة للغاية عبر الإنترنت، وأخطاء مضحكة في ضمان الجودة، واستخدام مفرط وغير أخلاقي للذكاء الاصطناعي، تشكل هذه الفضائح درسًا جماعيًّا في كيفية عدم التصرف من قِبَل المطورين والناشرين وحتى اللاعبين أنفسهم.
وعندما نشاهد ذلك من بعيد، يصعب عدم الشعور بالخجل من كل ما يحدث.
8. شركة Rockstar تستخدم نسخ مقرصنة من ألعابها الخاصة
شركة Rockstar -التي تعارض بشدة القرصنة عادةً وتتخذ تدابير صارمة لمنع ألعابها من السرقة مثل استخدام تقنيات DRM (إدارة الحقوق الرقمية) التي تضر بالأداء مثل Denuvo- تعرضت لموقف محرج للغاية عندما اكتشفت السبب الحقيقي وراء الإصدار السيئ للعبة Manhunt على منصة Steam.
لعبة Manhunt كانت مليئة بالأخطاء البرمجية على Steam لسنوات، واضطر اللاعبون إلى استخدام تعديلات (mods) من جهات خارجية لتشغيلها بشكل صحيح. لكن يوتيوبر يدعى Vadim M اكتشف أن Rockstar نفسها قامت بتحميل نسخة مقرصنة من اللعبة على Steam. لتجاوز حماية اللعبة بسرعة، اعتمدت Rockstar على كراك قامت به مجموعة قرصنة تسمى Razor 1911.
وعند فحص كود اللعبة، تم العثور على توقيع مجموعة Razor 1911 داخل الكود، وكذلك في لعبتين أخريين تم نشرهما بواسطة Rockstar وهما Max Payne 2 وMidnight Club II. الغرابة الأكبر أن الأخطاء كانت ناجمة عن محاولة Rockstar إخفاء دليل الكراك من كود اللعبة، مما أدى عن طريق الخطأ إلى تنشيط طبقة أخرى من الحماية ضد النسخ، والتي أدت بدورها إلى إدخال المزيد من الأخطاء البرمجية في اللعبة.
7. EA أجبرت Anthem على الإصدار بعد 15 شهرًا فقط من التطوير
لعبة Anthem لم تتمكن أبدًا من الوصول إلى الشكل المثالي الذي كانت تطمح إليه، على الرغم من أن لعبة الأكشن وتعدد اللاعبين من BioWare كانت تحتوي على إمكانيات كبيرة في سوق الألعاب ذات الخدمة الحية live service.
عند إصدارها، واجهت اللعبة العديد من المشكلات التقنية وكانت تفتقر إلى المحتوى، مما دفع EA للإعلان عن نية تحسين اللعبة بشكل كبير. ولكن في فبراير 2021 -أي بعد عام من هذا الإعلان- أكدت EA أن جميع التطويرات على اللعبة توقفت وأن اللعبة باتت ميتة فعليًّا.
تم نشر العديد من المقالات التحليلية حول عملية التطوير الصعبة للعبة على مدار السنين، وفي مايو كشف المطور السابق في Anthem، إيان ساترديلن، عبر Twitter أن اللعبة بالكامل تم تطويرها في فترة 15 شهرًا فقط.
على الرغم من أن اللعبة كانت قيد التطوير منذ عام 2012، إلا أنه تم تعديلها عدة مرات قبل أن تدخل النسخة النهائية في الإنتاج الكامل. النسخة النهائية للعبة تم تطويرها في 15 شهرًا فقط، حيث عمل موظفو BioWare لأسابيع تصل إلى 90 ساعة، وهو ما وصفه ساترديلن بأنه “غير مسبوق بالنسبة للعبة بهذا الحجم”.
النتيجة النهائية للعبة لا تعتبر انعكاسًا سلبيًّا على المطورين الذين عملوا بجد عليها، بل على كبار المسؤولين في EA الذين أجبروا اللعبة على الطرح في السوق بسرعة كبيرة قبل أن تصبح جاهزة. هذا بالإضافة إلى أنهم أنهكوا فريق BioWare أثناء العملية، وهو أمر غير معقول، خاصةً في عصر تستغرق فيه ألعاب AAA خمس سنوات أو أكثر لتطويرها.
6. لعبة Counter-Strike 2 هي اللعبة الأقل تقييمًا على الإطلاق من Valve
بالرغم من الحماس الأوّلي للعبة Counter-Strike 2 بعد إطلاقها المفاجئ في سبتمبر 2023، إلا أن كل شيء تلاشى بسرعة بسبب المشكلات المتعلقة بالأداء، والأعطال، وقلة المحتوى مقارنةً بالنسخة السابقة Counter-Strike: Global Offensive، بالإضافة إلى قرار Valve بإزالة Global Offensive من متجر Steam بالكامل.
هذا أدى إلى موجة من الانتقادات من اللاعبين، مما جعل تقييمات المستخدمين على Steam للعبة Counter-Strike 2 تصل إلى تقييم “مختلط”، وهذا جعلها اللعبة الأقل تقييمًا بين ألعاب Valve المنشورة على المنصة.
على الرغم من أن Valve لديها سجل نجاحات مرتفع مع ألعاب مثل Half-Life وPortal وDota وLeft 4 Dead، إلا أن الإطلاق الكارثي للعبة Counter-Strike 2 كان بلا شك إحراجًا كبيرًا للشركة.
تعرضت Valve لمزيد من الانتقادات بسبب إصدار اللعبة كجزء من تحديث لـGlobal Offensive، مما جعل التقييمات الإيجابية التي حصلت عليها Global Offensive تُحتسب لصالح Counter-Strike 2، مما أدى إلى حصول اللعبة على تقييم إجمالي “إيجابي جدًّا” غير مستحق.
على الرغم من أن اللعبة تحسنت بشكل كبير في الأشهر القادمة، إلا أن الانطباع الأوّلي السلبي كان محبطًا جدًّا، خاصةً بالنسبة للعبة التصويب التي كانت تُعتبر الأكثر انتظارًا خلال السنوات الأخيرة.
5. شركة Nintendo تستخدم محاكيات من صنع المعجبين (على الرغم من قولها إن المحاكاة “تقمع الإبداع”)
تتناقض شركة نينتندو في موقفها من المحاكاة (emulation). رغم أن الشركة تشتهر باتخاذ قرارات تجارية تُعتبر قديمة بعض الشيء، إلا أن موقفها المعادي للمحاكاة يبدو سخيفًا.
في مايو الماضي، صرحت نينتندو بأن المحاكاة “تعيق الابتكار”، لكن هذا التصريح وُوْجِهَ بالنقد بسبب تقارير مسربة كشفت أن الشركة استخدمت برامج محاكاة صنعها المعجبون لتطوير محاكيات لجهاز Game Boy على جهاز Switch.
بالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف أن نينتندو استخدمت سابقًا محاكيات ونسخ ROMs تم تحميلها من الإنترنت على منتجاتها الخاصة، مما جعل موقفها المعادي للمحاكاة يبدو نفاقيًّا.
بالطبع نينتندو تمتلك حقوق هذه الألعاب ولم تفعل أي شيء غير قانوني، ولكن نظرًا لالتزامها الصارم بمكافحة المحاكاة بحجة واهية وهي منع القرصنة، قد يكون من الأفضل لها أن تتذكر كيف استفادت هي نفسها من هذه التكنولوجيا.