صناعة ألعاب الفيديو مجال قاسٍ ومليء بالمنافسة الشديدة. من حروب الأجهزة بين Sega وNintendo إلى صراعات الاستوديوهات، كانت النزاعات بين الشركات جزءًا من تاريخ الترفيه الرقمي منذ البداية، وفي بعض الأحيان، تمتد هذه الصراعات إلى الألعاب نفسها.
في العديد من الألعاب، يمكن العثور على إشارات إلى عناوين شركات منافسة، ولكن ليس دائمًا تكون هذه الإشارات ودية كما قد تتصور. في بعض الحالات، يتعمَّد المطورون إلى الإشارة إلى ألعاب منافسة بهدف السخرية منها بقسوة!
سواء كان ذلك بالاستهزاء بشخصية رئيسية في لعبة أخرى أو انتقاد ممارسة شائعة في الصناعة، هذه الإشارات الساخرة هي ضربات موجَّهة بوضوح لإحراج العناوين المنافسة. الهدف ليس تقديم إشادة بريئة بل إظهار تفوق اللعبة على منافسيها.
تسلط القائمة التالية الضوء على أكثر الإشارات إبداعًا وقسوة التي سخرت من المنافسين بشكل مباشر. لا تتوقع من هذه الإشارات أن تكون لطيفة، لأن كما يقول المثل القديم: “كل شيء مُباح في ألعاب الفيديو والحرب”، خاصة إذا كانت الإشارة مليئة بالسخرية والتهكم.
Special Ops Douchebags – Battlefield: Bad Company 2
Bad Company 2 هي لعبة تصويب من منظور الشخص الأول، صدرت في وقت كانت فيه سوق ألعاب التصويب تحت سيطرة سلسلة Call of Duty التي كانت تُعتبر الأقوى في هذا المجال.
بدلًا من محاولة منافسة اللعبة مباشرة، لجأ مطورو Bad Company 2 إلى أسلوب السخرية من الشخصيات الرئيسية في Call of Duty بطريقة لاذعة.
تتضمن اللعبة إشارتين واضحتين تهدفان للسخرية من سلسلة Call of Duty: Black Ops:
- الإشارة الأولى: تأتي في حوار بين شخصيات اللعبة الرئيسية، حيث يشتكون من “أفراد العمليات الخاصة الحمقى” الذين يحملون أجهزة مراقبة نبضات القلب متصلة بأسلحتهم. تشير هذه السخرية بشكل مباشر إلى أبطال Black Ops وأسلحتهم الغريبة.
- الإشارة الثانية: تحدث أثناء مطاردة بالدراجات الرباعية، حيث تذكر الشخصيات سباق عربات الجليد (Snowmobiles)، ثم يعلقون قائلين: “عربات الجليد للضعفاء”، في إشارة ساخرة إلى مشهد الهروب الشهير باستخدام عربات الجليد في Modern Warfare 2.
هذه السخريات بسيطة، لكنها كانت جريئة جدًّا في ذلك الوقت، حيث لم يكن من المعتاد أن تسخر لعبة بهذا الوضوح والحدة من منافسها الرئيسي.
Leon Kennedy and Chris Redfield – Dying Light 2
تحتوي لعبة Dying Light 2 على إشارة موجَّهة إلى واحدة من أشهر سلاسل ألعاب الزومبي: Resident Evil، لكنها ليست إشادة بل فرصة للسخرية من أبطالها الرئيسيين.
في إحدى مهام اللعبة، عليك البحث عن عضوين مفقودين من الوحدة “الأسطورية” 404. عندما تجد أول جندي مفقود، ستلاحظ أنه يتميز بتصفيفة شعره الشهيرة، مع قلادة تحمل اسم Leon Kennedy. التشابه مع الشخصية الشهيرة واضح جدًّا، ولكن بدلًا من إنقاذ ابنة الرئيس، تجد أن ليون هنا ينزف حتى الموت.
قبل وفاته، يخبرك ليون عن مكان صديقه الآخر: Chris Redfield. وعندما تصل إليه، تكتشف أن كريس قد مات بالفعل وتحول إلى زومبي بلا عقل، بعيدًا عن الصورة البطولية التي نعرفها عنه.
تُظهر هذه الإشارة الساخرة أن إنجازات أبطال Resident Evil الخارقة ربما لن تصمد في سياق أكثر واقعية، حيث يواجهون المصير المأساوي نفسه كأي شخصية أخرى في عالم مليء بالزومبي.
ويبدو أن سلالة عائلة Redfield تنتهي مع كريس بكل بساطة.
Fallout Doesn’t Let You Do This – High On Life
تتميز لعبة High on Life بروحها الفكاهية وأسلوبها الصريح، حيث تواصل إطلاق النكات وتقديم تعليقات ساخرة ومباشرة، حتى إنها لا تفوت فرصة للسخرية من ألعاب أخرى.
من بين أبرز الإشارات الساخرة في اللعبة، يأتي إنجاز يحمل اسم “Fallout Doesn’t Let You Do This”، والذي تحصل عليه عند قتل طفل فضائي يقف في طريقك. هذا الإنجاز يسخر بشكل مباشر من سلسلة Fallout وألعاب أخرى من Bethesda التي تجعل الأطفال غير قابلين للقتل من خلال برمجتهم ليكونوا خالدين.
تفخر اللعبة بأنها قامت بما لا تفعله Fallout، وهذا الفخر يبدو مُبَرَّرًا إلى حد ما إذا نظرت إلى عدد التعديلات (mods) في Fallout وSkyrim التي أُنشئت خصيصًا للسماح للاعبين بإلحاق الأذى بالأطفال، مما يظهر رغبة اللاعبين في التعامل مع الشخصيات الطفولية المزعجة في تلك الألعاب.
لكن في النهاية، لا تلوم اللعبة على هذه السخرية، بل اللوم يعود إلى الكُتَّاب الذين جعلوا الأطفال في هذه الألعاب أكثر الشخصيات إزعاجًا على الإطلاق!