عمرك فكّرت ليش وسائل التحكّم بالألعاب مصمّمة بهالطريقة؟

ايش هي فائدة يد التحكم؟ ايش فايدة لوحة المفاتيح و الماوس؟ ابش فايدة شاشات اللمس؟ كل هذه وسائل هدفها نقل ايش يدور في بالك عشان تدخله لجهاز الكمبيوتر أو جهاز الألعاب، و الهدف من تصميمها هو التأكد بأن “عملية ادخال” الأوامر يكون بأقل مجهود ذهني ممكن. و لكن كيف يمكن تسهيل هذه التقنيات و الأدوات عشان يصير إدخال الأوامر أسهل؟ في عدة عوامل تساعد عقل الانسان في هذه العمليات وهذا حتكلم عنه في هذا المقال، و بعده حتكلم عن كيف تفتقر شاشات اللمس للكثير من هذه الخواص و كيف أنها خطوة للوراء في ضوء هذه العوامل “الإدخالية”، يعني حشرح ليش شاشات اللمس “خايسة”.

العوامل الي تساعد على “الادخال”

عشان يقدر عقل الانسان أنه يتذكر مكان زر معيّن، و تصير عملية “الضغطه” (وبالتالي التحكّم) بدون تفكير، يجب توفر بعض العوامل:

• يكون الزر في مكان ثابت ما يتغير.
• يكون للزر ملمس مميز.
• يكون بلون مميز.
• يكون له اسم مميز.
• أنه يعطي للشخص اللي يضغط على الزر ردة فعل (أو مقاومة) مميّزة.

كل هذه العوامل تدخل في العقل الباطن للاعب المتمرّس – الهاردكور يعني – بحيث يستطيع ضغط أي زر بدون تفكير، وبدون ما يطالع على يد التحكم، وهذا اللي يسمونه بذاكرة العضلات (muscle memory)، و هذا اللي ساعد في أنه يخلي يد التحكم التقليدية ( و خاصة يد البلايستيشن للسعوديين) ممتازة جداً للاعبين الهاردكور.

هذا إلي يطمح إليه كل مطوري أيادي التحكم و لوح المفاتيح و فأرات الحاسب من بداية صناعة أيادي التحكم: يبغوا يد تحكّم تقلل المدة اللي بين أول ما تفكّر انك تضغط الزر الى ما تضغطه، ولكن طلعت معها بعض المشاكل و من ضمنها مشكلة إضافة أزرار إضافية (باستثناء لوح المفاتيح)، ففي يد التحكم صعب نضيف أزرار أكثر.

وبعدين طلعت مشكلة تعقيد التحكم بالنسبة للمبتدئين، مشكلة المبتدئين أنه لازم يتعلموا مواقع الأزرار و يتعرف عقلهم الباطن على ملمس الأزرار وردّة الفعل الي يعطيه الزر لما تضغطه. و مع كل مشاكل شركات الألعاب المالية في السنوات الأخيرة، اضطرت الشركات تجرب طريقة جديدة تكون أفضل للمبتدئين ولكن طبعاً كان على حساب اللاعبين المتمرسين “الهاردكوريين”.

مع ازدياد الطلب على الألعاب الخفيفة ذات الجمهور المبتدئ (لأنها تجيب فلوس أكثر)، لقى المطورين شاشات اللمس أفضل لحل لمشاكل اللاعبين المبتدئين و عشان كدا نشوف انتعاش غريب في الألعاب اللي تشبه ألعاب المتمرسين “الهاردكور”، لكن المطوّر يحاول انه يصممها بحيث تجذب المبتدئين، وهذي النوعيه من الألعاب أحب اسميها “ميدكور” (midcore). كثرت هذي النوعية من الالعاب في سوق الألعاب الخفيفة على الجوال التي تنلعب باللمس، خاصة و أنها شبيهة بالألعاب الكبيرة على الأجهزة الأخرى و لكنها تواجه صعوبة بالتحكم، مع انه يفترض التحكّم عن طريق شاشة اللمس انه يسهّل التحكم. كيف صار كذا؟ ظاهرة من جد غريبة؟

شاشة اللمس

شاشة اللمس تعتمد على عاملين (أو واحد منهم، حسب اللعبة):

• تحريك وإظهار الأزرار في الشاشة على حسب احتياج اللعبة.
• تطوير وسائل تحكم طبيعية ما تحتاج “لذاكرة العضلات” عشان تتقنها (الذاكرة اللي تعتمد على الضغط وملمس الزر). يعني الواحد لازم يتحكّم بالاشياء اللي في الشاشة عن طريق لمسها والتفاعل معها مباشرة.

شاشة اللمس سمحت للعبة مثل Angry Birds إنها تنجح لأن الحركة فيها طبيعية لا تحتاج للتفكير، يعني طريقة سحب الطيور للوراء وبعدين تفلتها حركة سلسة جداً تمثل الحركة الطبيعية للنبيطة العادية، و نشوف هذا في ألعاب غيرها مثل Fruit Ninja و Where is My Water و Cut The Rope.

شاشات اللمس سمحت كمان لألعاب مثل Shadow Gun بتغيير اسم وشكل الزر بتغيير طبيعة عمل الزر، يعني الزر الرئيسي للعبة الي يطلق يتحول لزر فتح الباب لما تكون جنب الباب و كدا تكون سهلت على المبتدئ التحكم و لا يحتاج تقول له “اضغط زر X لتفتح الباب”، الزر خلاص يتغير شكله و مهمته على حسب الوضع. و لكن عشان طبيعة اللعبة الهادكورية هذا النوع من التحكم ما عجب الهاردكويون من اللاعبين.

Shadow gun واجهت مشكلة مع اللاعبين الهاردكورين، عدم وجود مكان واحد لزر واحد مبدأ غريب لجميع القيم الأخلاقية و الصفات الحميدة التي تربى عليها آباؤنا و أجدادنا، يعني ما عاد فيه زر لكل حركه أساسية نقدر نسويها، وهالشي يعتبر مصيبة عظمى لأننا نتوقع وجود زر ثابت لبعض الحركات من خبرتنا الي فوق ٢٥ سنة (بمناسبة ٢٥ سنة على ميجامان)، و هذا خلا التحكم بهذه الألعاب سيء للهاردكور بشكل كبير و يخلي الكثير من الهاركوريون يتركوا لعبة مثل Dead Trigger مع أنها لعبة ممتازة جداً لما تلعب بها بيد تحكم خارجية، و طبعاً اختلاف ترتيب الأزرار بين الألعاب و عدم وجود ردة فعل فيزيائية يشعر بها اللاعب لما يضغط الزر، و عدم وجود لون معين و اسم ثابت للزر يجعل من المستحيل لجسم الإنسان و عضلاته أنه يتذكر مواقع الأزرار بدون ما يشوف الشاشه، و بالتالي استحالة إتقان تحكم أي لعبة.

طبعاً نلاحظ أن هذه الملاحظات ملائمة جداً لوصف مشاكل وسائل تحكم غير شاشة اللمس مثل Kinect على الاكس بوكس.

نينتيندو و شاشات اللمس

أجهزة نينتيندو مع شاشات اللمس مثيرة للجدل بصراحة، فمن ناحية هي ممتازة و يتم البيع منها بشكل خرافي حتى أني اشتريت جهازين 3DS و 3DS XL لأني أحب Castlevania، وكنت متأكد أنها حتنزل عليهم، ولأنه عندي أجهزة DS بجميع أنواعها أنجبرت على تجربة ألعاب كثيرة عليه و شفت العجب.

الألعاب الي تعتمد على شاشة اللمس فقط كانت ممتعة جداً مثل ألعاب Zelda أو Scribblenauts و Ghost Trick و Professor Layton و Pheonix Wright، وكمان الألعاب التي تعتمد على الأزرار فقط ممتازة جداً مثل سلسلة Megaman ZX و Castlevania، و لكني لقيت أن الموضوع ينقلب فوق تحت لما تحاول دمج اسلوبين للتحكم في نفس الوقت.

معظم الألعاب التي لعبتها الي تعتمد على وجود تحكم بشاشة اللمس مع الأزرار سببتلي انفصام في الشخصية. ما قدرت أقرر ألعب باستعمال الأزرار و لا باستعمال شاشة اللمس، و عشان كذا ما قدرت استمتع بلعبة Metroid مع أني كنت احب السلسلة. عقلي ما يقدر يحرك اللاعب باستخدام وسيلتين للتحكم مختلفة جذرياً في نفس الوقت، و برضو واجهت صعوبة في التحكم بلعب لعبة مثل The World Ends With You بسبب الدمج في التحكم.

أتوقّع مشهور يقدر يتكلم أكثر عن هذا الموضوع من خبرته الأكبر في مجال تجربة المستخدم (User Experience)، و يقدر يقول أن متوسط الوقت الي يستخدمه متصفح المواقع لما يقوم بتغيير يده من الماوس إلى لوحة المفاتيح عشان يكتب هو ٤ ثواني.يعني لما شخص يشيل جهاز ألعاب بحجم 3DS XL بيد وحدة و معه قلم تحكم بالشاشة و يحاول ضغط الأزرار و يبغى يتنقل بين استخدام شاشة اللمس و الأزرار حينفجر راسه.

طبعاً هذا مو معناه أن المطورين ما يقوموا بتجربة وسائل جديدة للتحكم، و لكن أتمنى منهم أن يتعلموا من الأخطاء الموجودة و محاولة أشياء جديدة غير الدمج الغريب و يوصولوا لإبداعات أكثر في المستقبل.

الختام

طبعاً في الختام هذا ما توصلت إليه:

• شاشة اللمس ممتازة للمبتدئين في الألعاب بشكل عام.
• شاشة اللمس ما تنفع الهاردكوريين في الألعاب بشكل عام.
• شاشة اللمس ممتازة للألعاب الي تعتمد على حركات طبيعية زي القطع أو السحب أو تحريك الأشياء على الشاشة مباشرة.
• الدمج بين طريقتين للتحكم مختلفات (مثل اللمس والأزرار) مزعج للاعب بشكل عام و يرفع الضغط.

أتوقع شاشات اللمس ما حتختفي لمدة عشرة سنين على الأقل قبل ما يستبدلوها بوسائل جديدة تكون كويسة للاعبين الهاردكوريين و المبتدئين.

و الآن ايش رأيكم في تحليلي؟ هل توافقوني أو لكم آراء أخرى؟ ايش هي نصائحكم للمطورين على الجوالات إلي يبغوا يطوروا لعبة يرضوا فيها المبتدئين و الهاركوريين؟