لا شك أن سلسلة أنتشارتد حققت في أربعة أجزاء نجاحًا باهرًا ،وعلقت في ذهن الكثير من اللاعبين، ونحن جميعًا على علم بأن فيلمًا مستوحى من اللعبة قيد الإنتاج في الوقت الحالي، بتاريخ صدور ٣٠ يناير ٢٠١٧، بدون معلومات عن طاقم الممثلين القائمين على الفيلم، ولكن كل ما نعلمه أن مخرج الفيلم هو Seth Gordon، وكاتب القصة هو Joe Carnahan الذي يعمل في 2016 على كتابة فيلم Bad Boys 3، واليوم سنناقش كيفية تحويل أنتشارتد من لعبة بهذه الشعبية ،إلى فيلم ناجح دون إفساد العناصر الأساسية التي اعتمدت عليها اللعبة.
كيف تتحول لعبة إلى فيلم من الأساس؟
المتعة في الألعاب مبنية في الأساس على أسلوب اللعب، ومتعة التحكم في الشخصية، وبالتالي وجود الدافع لإكمال اللعبة، وتغذية هذا الدافع، سواء بمتعة أسلوب اللعب، أو بجودة القصة ،أو بكليهما، أما في السنيما فالوضع مختلف تمامًا، متعة الأفلام بشكل عام ترتكز على القصة وشخصياتها كحجر أساس لبنية الفيلم، وتغذية الدافع لاستكمال أي فيلم سنيمائي تأتي في صورة تسلسل أحداث شيق، أو وجود لغز ما تريد معرفة حله ،حتى وإن كانت المسافة بين العقدة والحل غير مثيرة للاهتمام بشكل كافي.
تحويل لعبة إلى فيلم يتطلب فهم ما ذكرته بالأعلى، والعمل على إيجاد قصة، وأحداث، وشخصيات جيدة ليرتبط المشاهد بها خلال أحداث الفيلم، وتدفعه لإكماله حتى النهاية ،بل والاستمتاع به ،ولكن هنا تظهر مشكلة جديدة، وهي:
كيف سيحافظ الفيلم على هوية اللعبة الأصلية؟
على المخرج أن يعي العناصر التي ميزت اللعبة، وجعلها أحجار بناء ضمن بنية الفيلم، حتى ولو لم تكن ظاهرة بشكل واضح، فمثلًا في فيلم للعبة أساسنز كريد، يجب أن يتم إدخال أحداث الفيلم بشكل أو بآخر داخل أحداث السلسلة، وربما ربطهم ببعضهم حتى يصبح الفيلم جزء من نسيج “أساسنز كريد”، فيتناسى اللاعبين كونه فيلمًا مختلفًا عن اللعبة، وبذلك سيكون المخرج قد تجنب مشكلة كبيرة، وهي إعادة تعريف اللاعبين على العالم.
كيف تفعل أنتشارتد كل هذا؟
في أنتشارتد، الوضع أفضل، فأنتشارتد لا تحتوي على قصة عامة كصراع الأساسنز والتمبلرز، ولذلك فإن القصة ستتخذ شكل أبسط، وأكثر طبيعية، وسيكون على الفيلم تعريف المشاهد على الشخصيات، ومن ثم أخذهم مباشرة إلى رحلة تشبه الألعاب لاكتشاف سر جديد، وهذه الرحلة يجب أن تحتوي على الآتي لتوجد هوية تشابه اللعبة :
- لغز كبير يبدأ مع بداية الفيلم وينكشف حله في النهاية
وهو النمط التي كانت تسير عليه ألعاب السلسلة، وهو الشيء الذي سيجعل الفيلم يبدو شبيهًا باللعبة، فلن يشعر اللاعبون أنهم في غير أماكنهم، وإذا صحت الشائعات وكان نايثن دريك هو بطل الفيلم أيضًا، فعلي الأرجح ستدور الأحداث قبل أحداث الجزء الأول، وبعد التقاء فيكتور سوليفان بنايثن، وهي فترة مليئة بالاحتمالات اللانهائية، والمطاطة التي قد تخرج قصة ممتازة. - مشاهد الأكشن سريعة الإيقاع
كمرحلة القطار في الجزء الثاني، والمطاردة بالأحصنة في الجزء الثالث، والمطاردة في الجزء الرابع، على طريقة فيلم Mad Max من إخراج جورج ميلر والذي حصل على أوسكار لإخراجه هذا الفيلم - الألغاز
الألغاز هي أحد أهم عناصر ألعاب الفيديو الكلاسيكية، ولكن في فيلم عن الاستكشاف والمغامرات، فمن السهل وضع بعض الألغاز، لعبور الفخاخ مثلًا، أو لفتح بوابة ما! - روح الدعابة المميزة
لا يستطيع أي لاعب حالفه الحظ لتجربة سلسلة أنتشارتد أن يتجاهل وجود روح الدعابة، والكوميديا في اللعبة بشكل رائع، بين الشخصيات خلال الحوارات، ومن خلال كوميديا الموقف، وإذا تم نقل هذه الأجواء إلى الفيلم الخاص باللعبة فستكون إضافة أخرى لصقل الفيلم، وإعطاؤه هوية مشابهة لهوية اللعبة.
القصة
من الصعب جدًا تجاهل كل ما حدث في الأجزاء الأربعة للعبة، وبدء رحلة جديدة مع نايثان دريك جديد، وبما أنه تم الإعلان عن الفيلم في 2009 -أي بعد سنتين من إصدار الجزء الأول- فقد يكون منطقيًا أن وقتها كان من المتوقع ان يكون نايثان دريك هو بطل الفيلم، ولكن بعد انتهاء وقت نايثان في الاستكشاف، والبحث عن الكنوز والمدن المفقودة ،فأعتقد أنه يجب على الفيلم أن ينقلنا إلى قصة أخرى، والاحتمالات مفتوحة، ولكن هذه بعض الاحتمالات التي وردت إلى ذهني:
- قصة نايثان دريك وفيكتور سوليفن قبل أحداث الجزء الأول.
- قصة فيكتور سوليفان في بداياته.
- قصة مغامرات سامويل دريك وفيكتور سوليفان من بعد أحداث الجزء الرابع، وهو الاحتمال الأفضل في رأيي، فاستكمال مسيرة عالم اللعبة من النقطة نفسها التي انتهت عندها أنشارتد كلعبة سيكون شيئاً مذهلاً، وسيضمن وجود رابط بين اللعبة والفيلم، دون الحاجة إلى ساعات لشرح هذا الرابط داخل الفيلمى فيسهل على الفيلم استقطاب محبي السنيما من غير اللاعبين.
- مغامرين جدد
علاوة على هذا، فإن قصة الفيلم يجب أن تبني نظرية على وقائع تاريخية حقيقة كما فعلت اللعبة في أجزائها الثلاثة، وقد يتضمن أيضًا أشياء خارقة للطبيعة، وتكون أحداثه في المجمل مزيج متوازن بين الأكشن والمغامرة والدراما مع بعض الكوميديا الخفيفة.
الممثلين
اختيار طاقم الممثلين المناسب لمثل هذا المشروع يُعد هو العنصر الأساسي في عملية تحويل اللعبة الناجحة إلى فيلم، بأداء صوتي ممتاز من نولان نورث استطاعت أنتشارتد أن تُعلقنا بشخصية نايثان دريك، فأين قد يذهب بنا الفيلم بطاقم ممثلين جيد أو أكثر من جيد؟ إلى أبعد الحدود بكل تاكيد!
منذ الإعلان عن الفيلم، ارتبطت أسماء كبيرة مثل مات ديمون (بطل فيم The Martian) و برادلي كوبر (بطل فيلم Limitless) بطاقم ممثلي الفيلم، ولكن بلا إعلانات رسمية، وفي الحقيقة أرى أن برادلي كوبر هو أفضل اختيار لدور نايثان دريك -إذا تم تبني قصة نايثان سواء كانت إعادة تخيل او تكملة- أما عن الأدوار الباقية فتشارليز ثيرون (بطلة فيلم ماد ماكس) هي الأفضل في رأيي لدور إلينا فيشر، وجيسون ستيثام في دور كاتر، وبراين كرانستون (بطل Breaking Bad) في دور فيكتور سوليفان.
رأي نهائي
إعادة تصور الأحداث لن يكون أفضل خيار، ولكن رؤية الممثلين الذين ذكرتهم بالأعلى (أو ممثلون آخرون في نفس المستوى) مع بعضهم في أجواء تشبه لعبة أنتشارتد سيكون شيئًا عظيمًا، ولكن أفضل خيار يبقى هو الحفاظ على ما بنته اللعبة من عالم وشعبية، وما تركته لنا من ذكريات ولحظات لا تُنسى وبناء شيئًا مشابه بسلسلة من الأفلام المُنبثقة عن العالم، فوقتها سيكون ما فعله ستوديو نوتي دوج هو إثبات جديد، وصريح على أن الأفلام تستطيع أن تتعلم دروسًا من ألعاب الفيديو وليس العكس.
أخبرنا عن رأيك في تسلسل المقالة ، وعن كيفية تحويل أنتشارتد لفيلم ناجح من وجهة نظرك؟