فيلم Uncharted السينمائي تعرض للكثير من المشاكل والمصاعب منذ أن تم الإعلان عنه في 2008 حيث تم تبديل العديد من المخرجين ولعدة مرات كان آخرها استبدال المخرج Travis Knight (مخرج Bumblebee) بالمخرج Ruben Fleischer الذي قدم سابقاً أفلام Zombieland و Venom. بعد ذلك حلت على الفيلم لعنة التأجيلات بسبب وباء كورونا.
ولكننا أخيراً تمكنا من الحصول على ذلك الفيلم المنشود والذي بدأ عرضه بالصالات السينمائية في 15 دولة أو سوق حول العالم بتاريخ 11 فبراير الحالي من بينها بريطانيا وروسيا والشرق الأوسط، على أن يعرض بباقي الأسواق في 18 فبراير ومن ضمنها أمريكا وكندا.
بعد أيام من بدء العرض ظهرت أخبار تذكر بأن إيرادات فيلم Uncharted السينمائي وصلت إلى 21.5 ملايين دولار بعد العرض في 15 سوق عالمي، كانت حصة الشرق الأوسط منها نحو 4 ملايين دولار. إيرادات فيلم أنشارتد تفوقت على عائدات فيلم Death On The Nile الذي تم عرضه في 47 سوق حول العالم. كذلك حقق أداءً أفضل بنسبة 21% من فيلم Shang-Chi و The Legend of the Ten Rings، و 18٪ أعلى من Black Widow، و 12٪ أكثر من Eternals.
لكن رغم ذلك فإن البعض اعتبر هذا الرقم ضعيف لاسيما وأن تكلفة إنتاج الفيلم قد بلغت 120 مليون دولار، إذا انتقلنا للتقييمات فهو حتى الآن حظي بتقييم 42% أو 5.30 من أصل 10 من 69 مُقَيِم على موقع Rottentomatoes، أما عبر metacritic فتقييماته بحدود 47، كما حظي بتقييم 6.8 من 10 عبر IMDB.
من خلال جولتنا للاطلاع على الآراء حول الفيلم لاحظنا تقييمات متباينة ما بين مدافع عن الفيلم ومنتقد له، أحدهم نعت الفيلم بأنه نسخة خالية من الدسم من سلسلة Indiana Jones.
وهناك من قال بأنه صحيح أن الفيلم يحتوي على الكثير من المشاهد المثيرة التي جعلت اللعبة ناجحة. ولكن بما أن اللاعب لا يتحكم أو يتفاعل مع هذه المشاهد كما هو الحال في اللعبة جعل التجربة سطحية. ولا تعكس نفس العمق والتأثير الذي تواجد في اللعبة. وسمعت أحدهم يقول لعل الأفضل أن تبقى أنشارتد مجرد لعبة فيديو .
ناقد قال بأن الفيلم قدم تجربة ممتعة ومسلية ليس إلا أو كما يقال “فيلم Popcorn” فهو ينفع لسهرة تشعرون بها بالملل، ومن لم يلعب اللعبة سوف يستمتع كثيراً بمشاهدته وسيفاجئون بالمرح الذي يقدمه، ولكن كمحب للعبة فكان عليه أن يفصل ما بين ما يريده وبين ما حصل عليه بالتجربة.
مجمل الانتقادات تركزت على سوء اختيار أبطال العمل خصوصاً Tom Holland و Mark Wahlberg فهما غير مناسبين لدور دريك وسولي. فالنجم توم هولاند بدا للكثيرين بأنه لم يستطع أن يخرج من عباءة سبايدرمان.
هناك من انتقد طريقة تقديم الشخصيات وبنائها فالظهور الأول للشخصيات بمن فيهم توم هولاند لم يكن مثيراً للإعجاب بل كان عادياً، والقصة افتقرت للحبكة أو الـ plot twist المرضية فالأحداث لن تشعر بأنها تثير فضولك أو تعطيك إحساساً بالتوتر والتشوق لما سيجري لاحقاً.
حتى أن الفيلم لم ينجح بتقديم الدافع الذي جعل دريك يقبل بالمهمة التي كلفه به سولي، حيث يتعلق مسار القصة بالفيلم على محبة نيثان وشوقه لأخيه، مما يخلق الجوهر العاطفي ويوفر الدافع الضروري للشخصية. لكن الفيلم يفشل بإقناعنا كثيراً في هذا الجانب. بينما لعبة Uncharted 4 والتي قدمت لنا سام للمرة الأولى برعت بهذه النقطة فقدمت العلاقة بين الشقيقين بشكل أفضل مع إضفاء الثقل العاطفي والمبرر لدوافع نيثان في اللعبة. ذلك المشهد عندما تم نسخه في الفيلم جاء باهتاً خالياً من أية عاطفة.
ولعل أكثر ما افتقد له الفيلم هو أن الشرير كان سيئاً جداً لدرجة أن حتى لو تم إزالة هذه الشخصيات الشريرة من الفيلم لن نشعر بأي فرق والمصيبة بأن وجود أنطونيو بانديراس كان باهتاً للغاية.
ماذا عن الرأي الآخر؟
المدافعون عن الفيلم يقولون بأن صناعه أجادوا اللعب على أوتار الذكريات التي ببال كل لاعب لسلسلة أنشارتد عبر إقحام مشاهد وبعض الـ EasterEggs تدغدغ أوتار عواطف اللاعبين وتجعلهم يستعيدون على الفور ذكرياتهم باللعبة ليشعر البعض بأنهم يعيشون مرة أخرى بدور نيثان دريك كما لو أنهم هم من يمسكون بيدهم يد التحكم ويتحكمون بالشخصية.
البعض قال بأن الفلم ليس فيه عمقاً دارمياً، ولكن هناك من يرد عليهم بالقول بأنه متى كانت قصة ألعاب أنشارتد فيها ذلك البعد الدرامي والعمق بالأحداث؟ هو مجرد قصة شخص باحث عن الآثار القديمة والكنوز، ما شدنا إليه هو الكاركتر الذي يتميز به دريك وخفة ظله وطرافته، وهذا ما كان الفيلم حريصاً على نقله إلينا بصدق. فهو احترم أنشارتد وأجاد تقديم ما ميزها وجعلها تشتهر عند جمهور اللاعبين.
أحدهم ذكر بأن الفيلم سيكون جميل لو كان سلسلة، فاختصار قصة عظيمة بساعتين إجحاف في اللعبة والقصة.
وهناك من قال بأنه دخل للفيلم مع توقعات بأنه سيكون مجرد فلم عادي نفس الأفلام المقتبسة من الألعاب لكنه انصدم من مستوى الاتقان الموجود في فيلمUncharted معتبراً بأن توم هولاند ومارك والبيرغ أبدعوا في تمثيل الشخصيات وضبطوا حس الكوميديا التي تعودنا عليه في ألعاب انتشارتد.
وآخر قال “كشخص لم يلعب اللعبة المقتبس منها الفيلم وجدت أن فيلم Uncharted قدم ما عليه كفيلم مغامرات. مشاهد جيدة جداً ومؤثرات مناسبة. لعل التمثيل لم يكن بالمطلوب ولكن بهذه الأفلام لا يهم هذا كثيراً. الفيلم يصلح للسينما”.
سمعنا كذلك من قال بأن هذا الفيلم فيلم تجاري وممتع جداً مع مشاهد أكشن حماسية وإن كانت ببعض الأحيان مبالغ فيها مع وجود لقطات كأنها من فيلم هندي.
إذاً في هذه الحلقة من آراء اللاعبين نود أن نسمع منكم أنتم بحال شاهدتم الفيلم بالصالات السينمائية فما رأيكم بالتجربة التي قدمها؟ هل تفوق على باقي الأفلام المقتبسة من الألعاب والتي كانت دوماً محط انتقاد؟ والأهم هل تنصحون الآخرين بمشاهدة الفيلم أم لا؟ ولماذا؟ ننتظر سماع آرائكم حول هذه الأسئلة عبر قسم التعليقات أو عبر التغريدة أدناه.
ملخص الآراء
الغالبية وبنسبة ٥٣٫٣٪ رأوا أن الفيلم للتسلية والمتعة فقط، بينما ٣٣٫٢٪ وجدوا أنه ممل ومخيب للآمال. ونسبة ١٣٫٥٪ فقط قالوا عنه فخم وممتاز.