ما يخفى علينا ان من أهم الاضافات في ألعاب الفيديو هذا الجيل هي التروفيز (Trophy) أو الآتشيفنتمس(Achievement). كثير منّا أدمن عليها، لدرجة ان البعض يقرر يشتري اللعبة بس عشان التروفي البلاتيني فيها سهل نسبياً. بعضنا كره التروفيز، لدرجة انه صار يعيّب على اللاعبين واهتمامهم المجنون فيها، وان المفروض اللاعب يلعب اللعبة عشان اللعبة نفسها، مو عشان التروفي البلاتيني سهل.
بنتكلم اليوم ونتناقش عن التروفيز بشكل عام، وبنقرا مشاركات بعض ونناقشها بما ان فيه أسئلة مهمة بخصوص هذا الموضوع.
أول شي.. ايش التروفيز أو الآتشيفمنتس؟
هو نظام وظيفته الأساسية يتتبّع انجازات اللاعب في لعبة معيّنة ويكافئه عليها الكترونياً. المكافأة هذي يتم تسجيلها في “حساب” اللاعب بحيث تفيده في رفع مستواه(Level) داخل هذا النظام، وبكذا يصير نوعاً ما يتميّز بين باقي أخوياه على شبكة البلاي ستيشن أو الإكس بوكس لايف. الهدف منها “تشجيع” اللاعب على اكمال اللعبة وانجاز أشياء أساسية وجانبية فيها ومحاولة اقناع اللاعب لقضاء أطول وقت ممكن في اللعبة.
هل لها فايدة حقيقية؟
لا، مالها فايدة حقيقية. لكن الممتع فيها ولكثير من اللاعبين -وأنا منهم- ان اللاعب يشعر بـ “أفضليّة” على اللاعبين الثانيين، اذا جبت البلاتينيوم في لعبة من الألعاب أحس اني حللتها واني عرفت كل صغيرة وكبيرة فيها. تقريباً هذا هو الهدف الاساسي اللي يبغاه مطوّر اللعبة منك، انك تلعب اللعبة وتحللها، مو بس تنهي قصة اللعبة وتلعب مباراتين اونلاين بعدها تترك اللعبة للأبد.
أجل ليش أتعّب نفسي وأضيّع وقتي وأجمعها؟
تسأل أخوياك وتحفّر في يوتيوب ومواقع الانترنت عشان تعرف كيف تجيب التروفي الفلاني، ترفع عدد التروفيز الموجودة في حسابك، تزيد الليفل حقك في الشبكة،ولّا صوت التروفي وهو يطلع، ياخي شعور فلّة!
يقولون: التروفيز تخرّب عليك تجربة اللعبة ياخي!
هذا يعتمد على صيّاد التروفي، فيه كثيرين منهم وصل فيهم الحد انه يبني قرار شراءه للعبة على سهولة التروفي البلاتيني، وقبل لا يبدأ اللعبة يشوف المواقع ويوتيوب عشان يتأكد، بعدين يبدأ يلعب!
وهذي مشكلة كبيرة حسب رأيي، فأنت اذا دخلت المواقع وقريت التروفيز -حتى لو كانت مقفلة عشان يمنعون التخريب- فأنت برضو بتخرّب على نفسك جزء كبير من التجربة. أضف الى ذلك ان قرار شراء اللعبة على هذا الأساس خاطئ بنسبة كبيرة. اللاعب يشتري اللعبة بناءً على رأيه في اللعبة نفسها، مو في سهولة التروفيز فيها.
مواقف تعيسة مع التروفيز
وياكثرها معي، هذي بعض المواقف التعيسة لي معها:
Uncharted
عام 2008، أول ما أعلنت سوني عن بعض الألعاب اللي راح تدعم التروفيز، كانت Uncharted من أول الألعاب اللي بتدعمها. نزل الأبديت وعلى طول رحت أجربها وأعجبتني فكرتها، قررت أجيب فيها البلاتينيوم كتجربة. اقترح علي واحد وقالي خذ لك ملف تخزين من الانترنت وشغله بجهازك عشان تختصر على نفسك الكثير. مشيت على كلامه -وكانوا اللاعبين وقتها ما يعرفون ان الطريقة خاطئة- وخلصت اللعبة على صعوبة Crushing ولا طلع التروفي وانا ما ادري ليش. بحثت في النت واكتشفت ان التخزين اذا كان منسوخ راح تتعطّل التروفيز على طول.
جاني احباط هائل ولكني ما استسلمت ورحت أمسح ملف التخزين المنسوخ، وعدت اللعبة من مستوى الصعوبة الطبيعي وبدأت ألعب الصعوبات الثانية بالتدريج. ختمت اللعبة على أعلى صعوبة بعد شق الأنفس ولا طلع التروفي. اكتشفت بعد كذا ان ملف التخزين اللي مسحته… كان ملف غلط!
احتجت يومين راحة عشان أستعيد طاقتي الجيمرية. رجعت بعدها ومسحت كل ملفات التخزين الموجود للعبة وبدأتها من الصفر. وبعد يوم أو يومين من العمل المتواصل، جبت التروفي البلاتيني الأغلى أخيراً. يقدر القارئ يتخيّل شكلي وأنا أدق تحية Big Boss لنفسي بعد هذا الانجاز العظيم!
Wanted: Weapons of Fate
لعبة خايسة مبنيّة على فيلم، مدري على أي أساس اشتريتها. خلصت اللعبة وقريت ان التروفي البلاتيني فيها سهل. جهّزت أسلحتي الجيمرية الفتّاكة -وهي عبارة عن: لابتوب على يساري، وشاهي حليب على يميني- وبدأت مشواري المنحوس مع صيد التروفيز. خلصت اللعبة مرات كثيرة وماني قادر ألقى واحد من الوثائق (Documents) الموجودة في اللعبة. أخيراً، اللعبة قررت انها تخبّط علي وصارت الأرض تختفي من بداية اللعبة، بالاضافة الى أخطاء تقنية غريبة طلعت فجأة في اللعبة منعتني من الحصول على التروفي البلاتيني للأبد.
Silent Hill 2 HD
من أعظم الألعاب بالنسبة لي. خلصت اللعبة أكثر من مرة وجبت أكثر التروفيز ولكن فيه أكثر من تروفي متعلق بتختيم اللعبة أكثر من مرة ماهو راضي يطلع. اكتشفت -بعد قضاء عشرات الساعات- ان فيه خطأ تقني في اللعبة يحسب طريقة تختيمك للعبة بشكل مختلف عن المطلوب في التروفي. أكبر قهر للجيمر انه يكتشف انه مسوّي كل شي صح، والأسوأ ان المطوّر ما يدري عن هذا الغلط ولا يدري انه ضيع وقت اللاعب.
أصعب تروفي جبته؟
فيه تروفيز كثيرة ما قدرت أجيبها الا بعد ما طاح الشيب من راسي. من أصعب التروفيز اللي تطرى على بالي دائماً تروفي لعبة ICO اللي تطلب منك تنهي اللعبة في أقل من ساعتين. ايه، لعبة كاملة تخلصها في ساعتين بس!
لعبة ICO من أغلى الألعاب بالنسبة لي، واللي لعبها وخلصها في وقت نزولها -عام 2001- مستحيل يكرهها. والأهم من كذا، ان اللي لعب نسخة الـ HD منها راح يعرف كيف ان نظام اللعبة صار قديم ومتعب مقارنةً بالمعايير اللي عندنا الحين: توزيع الأزرار)Button mapping) غريب، نظام التسلّق(Platforming) مليان عيوب، صعوبة توجيه القفزات الى المكان اللي تبغاه. هذا كلّه على جنب، ومشكلة الذكاء الاصطناعي الضعيف لشخصية Yorda اللي بتكون معك طول اللعبة!
مشكلتي مع التروفيز اني ما أختار السهلة، لكني أشوف اللعبة اللي أحبها وأقطع عهد لنفسي اني أجيب البلاتينيوم فيها تكريماً لها. أحس اني أكرمت اللعبة وأثبت لنفسي اني أقدّرها – مجرد شعور شخصي. وهذي غالباً تجيب لي المشاكل. دائماً أطيح في لعبة وأكتشف ان التروفيز فيها صعب جداً لدرجة ان صيّادين التروفيز ما يفكرون يجيبونها أبداً.
بدأت مشواري مع صيد تروفيز لعبة ICO. ما أذكر ان فيه تروفي صعب، أو يمكن صعوبة تروفي Castle Guide أللي يطلب مني أخلص اللعبة في أقل من ساعتين. تفرجت على كم فيديو في يوتيوب واكتشفت ان فيه لاعب اكتشف بعض الاستراتيجيات الغريبة اللي تساعدك في انهاء اللعبة في أقل من ساعتين. أذكر من الطرق العجيبة اللي كان يستخدمها انه كان “ينقز” بدل ما يركض، لان فعلياً لو تنقّز طول اللعبة راح تلاحظ انها أسرع من الركض العادي. قريت في الانترنت واكتشفت وصايا عجيبة. من الوصايا اللي أذكرها كانت:
- لا تخزّن في كل أماكن التخزين، لأن الوقت اللي يجلس فيه ICO على الكرسي وينتظر Yorda الين ما تجي وتجلس جنبه -كذا طريقة التخزين- تاخذ منك حوالي خمس ثواني، وهذا وقت ما تقدر تضيعه!
- لا تفكر تتضارب مع أي عدو في اللعبة، ما عدا كم عدو كان لازم تذبحه عشان تقدر تنتقل للمكان اللي بعده.
- اذا بغيت تنتقل للمكان التالي، لا تنادي على Yorda، رح اركض الى عندها واسحبها من يدها واركض فيها. عملية نداء يوردا واستيعابها لندائك وركضها البطيء يمكن يأخرك دقايق، وكل دقيقة محسوبة عليك!
فيه برضو استراتيجية لا تقل غرابة، وهي ان صاحب الفيديو يحط Yorda في مكان معيّن -بالعاني يسويها- وبعدين يركض بسرعة بين الوحوش ويوصل للمكان اللي يبغاه ويخلص شغله، بعدين يرجع بسرعة للبنت وياخذها وينتقل للمنطقة الجديدة. هذا كلّه كان هيّن بالنسبة لي مقارنة بآلة الموية -52:31- اللي طحت منها حوالي 5 مرات بسبب سوء الكاميرا والتحكم.
أخيراً، وبتختيمة مدتها حوالي ساعة وخمس وخمسين دقيقة، قدرت أجيب التروفي. حسب ما أذكر انها كانت محاولة وحيدة قلت فيها أنفذها بجديّة تامّة، اذا ما جبتها راح أستسلم وأترك اللعبة وأرفع العلم الأبيض.
وفي الأخير
بعد كل هالمغامرات، بالاضافة الى مغامرات ثانية أمتنع عن كتابتها عشان ما تطوّل المقالة أكثر من كذا، قطعت عهد على نفسي اني ما أجيب تروفي بلاتينيوم الا للعبة أعشقها، واذا جبت البلاتينيوم أعتبر نفسي “أكرمت” اللعبة، مثل ما سويت مع ماس ايفيكت 2 (Mass Effect 2) وذا لاست أوف أس (The Last of Us) وغيرها الكثير.
قدرت أفي بوعدي لنفسي واني اوصل 20 بلاتينيوم قبل نهاية الجيل، أو قبل لا أشتري البلاي ستيشن 4 بالتحديد!
قصص وحكايات التروفيز للاعبين لو نفتح لها كتاب ما راح يكفيه، ومتأكد ان لكل لاعب قصة مع التروفيز سواءً كانت القصة من ناحية الصعوبة أو من ناحية الغرابة. وسؤال المقال هذا واضح وصريح: ايش أصعب تروفي بلاتيني جبته؟