تقدم لعبة Kingdom Come: Deliverance 2 تجربة غنية تتعدى حدود القصة الرئيسية لتشمل عالمًا مليئًا بالتفاصيل الدقيقة والمهام الجانبية المتشابكة التي تعيد تعريف مفهوم المغامرة. فبينما يمكن للاعب إنهاء القصة الرئيسية في حوالي 20 ساعة، فإن الانغماس في المهام الجانبية يُضفي على اللعبة عمقًا وتشويقًا أكبر، حيث يُمكن لهنري، الشخصية الرئيسية، استكشاف أرجاء العالم الواسع والتفاعل مع مجموعة متنوعة من الشخصيات التي تحمل قصصًا وأسرارًا تجعل من كل رحلة مغامرة بحد ذاتها. إليكم أبرز المهام الجانبية في Kingdom Come: Deliverance 2 – الجزء الأول:
إن التركيز على المهام الجانبية في لعبة Kingdom Come: Deliverance 2 يفتح أمام اللاعب أبوابًا لاكتشاف تفاصيل الحياة اليومية في تلك الحقبة التاريخية، إذ تُقدم اللعبة مشاهد واقعية تتنوع بين الدراما والكوميديا وأحيانًا الغموض الذي يجعل كل مهمة بمثابة لوحة فنية متكاملة. فبدلاً من السير بخطى ثابتة نحو النهاية، تُتيح اللعبة للاعب فرصة اختيار المسارات التي تتناسب مع أسلوب لعبه وتفضيلاته، سواء كان ذلك من خلال حل الألغاز وجمع الأدلة أو من خلال الانخراط في معارك وتحديات جسدية تتطلب حنكة واستراتيجية.
مهمة “Hush, My Darling…” في ميسكوفيتز

من بين المهام الجانبية التي تبرز في اللعبة هي المهمة التي تحمل عنوان “Hush, My Darling…” والتي تقع أحداثها في منطقة ميسكوفيتز داخل مدينة كوتينبرغ. تبدأ المهمة عندما يُكلَّف هنري ببعض الأعمال لصالح زوجة الحداد في منزل الحداد، وهو مكان يبدو في البداية هادئًا وبسيطًا ولا يوحي بأي أحداث درامية. ولكن مع تقدم الأحداث، يُطلب من هنري تسليم نعال الخيول إلى العميلة فيكتوريا، ليكتشف بعدها أن فيكتوريا مفقودة، وأن غرفتها تظهر عليها علامات دموية مقلقة.
يتحول التحقيق إلى رحلة مشوقة، حيث يبدأ هنري بسبر أغوار قصة فيكتوريا عبر الاستفسار من السكان المحليين، ليكتشف أن لها علاقة عاطفية مع جندي يُدعى بلاك يخدم في معسكر سيغيسموند. ومع زيادة التوتر، يتضح أن مشاعر فيكتوريا باتت من طرف واحد، إذ كان بلاك يتجنبها بشكل متعمد. تتصاعد الأحداث عندما يوجه بلاك هنري إلى مكان لقائهما المعتاد، وهناك يجد هنري مشهدًا مأساويًا يتمثل في جثة بلاك ملقاة بجوار شجرة، مما يكشف عن نهاية حزينة لعلاقة كانت مليئة بالأمل والوعود. هذه المهمة لا تُضفي فقط على القصة عمقًا دراميًا، بل تُظهر أيضًا كيف يمكن للقرارات الصغيرة والتفاصيل الغامضة أن تُغير مجرى الأحداث وتترك أثراً لا يُمحى في ذاكرة اللاعب.
مهمة “Lackey” في تروسكي

في وقت مبكر من اللعبة، وأثناء سعي هنري لتحسين مهاراته في الرماية، يُقدم له تحدٍ جديد في منطقة تروسكي، وتحديدًا في الميدان الواقع غرب تشاخوف. يبدأ هنري رحلته إلى ميدان الرماية ليجد نفسه وسط أحداث غير متوقعة؛ إذ تخبره زوجة الحارس بأن زوجها قد اختفى منذ عدة أيام. ينطلق هنري في رحلة تحقيق جمع فيها المعلومات من المصادر المختلفة، ومن بينها ابن الحارس المحتقر “فيتيك”، الذي يقدم له لمحات عن الحقيقة الغامضة.
خلال التحقيق، يكتشف هنري أن الحارس، الملقب بفوستاتيك، كان يحاول التخفّي في شجرة لتجنب مجموعة من الذئاب الغاضبة التي اجتاحت المنطقة. ومع زوال الذئاب، تتفاقم الأمور عندما يتبين أن مهمة هنري لم تنتهِ بعد؛ إذ يحتاج إلى نقل الحارس الثمل إلى معسكره لضمان سلامته. وتزداد التحديات عندما يُكتشف أن حصانه، الذي كان يعتمد عليه للتنقل، والمعروف باسم “بيبك”، قد سُرق بواسطة عصابة من اللصوص. هنا يواجه هنري خيارين: إما التسلل بحذر لاسترجاع الحصان دون لفت الانتباه أو مواجهة العصابة بشكل مباشر في معركة حاسمة. بغض النظر عن الخيار الذي يتخذه اللاعب، تنتهي المهمة بنجاح هنري في إعادة الحارس إلى زوجته، مما يضفي على القصة بعدًا من الإنسانية والتعاطف مع الشخصيات التي يلتقي بها.
مهمة “In Vino Veritas” في مدينة كوتينبرغ

تنتقل بنا اللعبة إلى قلب مدينة كوتينبرغ حيث تتوافر العديد من الأنشطة والمشتتات التي تبقي هنري مشغولاً لساعات طويلة. من بين المهام الجانبية التي تُعد من الأكثر تميزًا في المدينة هي مهمة “In Vino Veritas”. تبدأ هذه المهمة مع ظهور شخصية جديدة تُدعى كاسبر، صاحب كروم النبيذ، الذي يواجه مشكلة كبيرة في إنتاج نبيذ مقبول الجودة. يشعر هنري بالتعاطف مع كاسبر ويعرض عليه المساعدة لاستكشاف الكرم المنافس الذي تملكه جماعة من الرهبان.
تنقسم المهمة إلى سلسلة من التحديات التي تتطلب من هنري استخدام مهاراته في التسلل والبحث. يبدأ هنري بتعقب كتاب النبيذ الذي كان بحوزة شريكة كاسبر السابقة “أدليتا”، وهو ما يستدعي منه متابعة خيوط القصة وربط الأدلة ببعضها البعض. ثم يتجه إلى حانة محلية حيث يُطلب منه إبهار صاحبها “هافل” من خلال اجتياز اختبار تذوق النبيذ، أو بدلاً من ذلك، اللجوء إلى أساليب أكثر جرأة مثل سرقة سجلات الحسابات. رغم كل التعقيدات التي يواجهها هنري خلال هذه المهمة، فإن النتيجة النهائية تكشف أن حتى بعد كل هذا العناء، يظل مستوى النبيذ الذي يُنتجه كاسبر دون أن يتحسن، مما يضفي على القصة طابع السخرية والواقعية في آن واحد.
مهمة “Forbidden Fruit” في سيمين السفلى

وفي مقدمة اللعبة، تبرز مهمة جانبية أخرى بعنوان “Forbidden Fruit” تقع أحداثها في منطقة سيمين السفلى بتروسكي. تُمنح هنري في هذه المرحلة خيارًا مهمًا يتمثل في كسب ثقة إحدى الشخصيات الأساسية؛ سواء كان الحداد أو الطاحن، وذلك من أجل حضور حفل زفاف سيمين الذي يحمل أهمية قصوى في مجريات الأحداث. إذا اختار هنري الثقة بالطاحن الملقب بـ “كريزل”، يجد نفسه منغمسًا في عالم الجريمة والأنشطة الإجرامية المظلمة في سيمين السفلى.
تنطلق سلسلة من العمليات والمهام التي تؤدي به إلى اكتشاف النوايا الحقيقية للطاحن. يتضح أن كريزل يعمل على مشروع غريب يتمثل في صنع جولم من الدقيق، لكن المكون الأساسي الذي ينقصه لتحقيق هذا المشروع هو نترات الصوديوم، وهو معدن نادر يتواجد بالقرب من الجثث المتعفنة. ومن هنا، يُرسل هنري في مهمة تبدو في ظاهرها متواضعة؛ إذ يتعين عليه قضاء يوم كامل مع مدفن الجثث المحلي لكسب ثقته وتعقب موقع المقبرة الجماعية. خلال هذه الرحلة، تتداخل لحظات من الهدوء مع مواقف كوميدية ومثيرة، مثل كمائن المزارعين المذهولين، ومحاولات اكتشاف مصدر مياه شرب مسمومة للخنازير، وصولاً إلى محاولة اغتيال مثيرة بواسطة كلب غاضب. هذه التجربة المتنوعة تخلق لوحة فنية متكاملة من الأحداث التي تجمع بين التشويق والدراما واللمحات الفكاهية.