سوق الأجهزة المحمولة بدأ في سبعينات القرن الماضي وقدمت شركات عدة تجارب بهذا المجال ولكنها لم تحقق النجاح إلا عندما دخلت نينتندو السوق مع جهاز Game Boy في 1989 والذي حقق انتشار واسع عالميا. لكن بعض الشركات لم تنجح بذلك وفشلت أجهزتها فشلا ذريعا. سنتحدث بهذه المقالة من Top 5 عن أفشل خمس أجهزة ألعاب محمولة بالصناعة على مر التاريخ.
-
Sega Nomad
بعد أن رأت سيجا نجاح منافستها نينتندو مع الجيم بوي قررت الدخول في سوق الأجهزة المحمولة فأطلقت عام 1995 جهاز Sega Nomad الذي يعد نسخة محمولة من Sega Genesis الناجح، وتميز بأنه كان قادراُ على تشغيل ألعاب Sega Genesis كاملة بفضل مواصفاته التقنية فكان آنذاك وكأنك تمتلك بلايستيشن 4 أو اكسبوكس ون محمول.
الجهاز يمتلك شاشة بحجم 3،5 انش وباستخدام 6 بطاريات من نوع AA لكن حجمه الضخم وانخفاض جودة شاشته مع استهلاك البطارية السريع (يعمل لمدة ساعتين فقط) وبداية جيل الأجهزة الجديد آنذاك أدى لفشل الجهاز فشلا ذريعا حيث لم يتمكن من بيع سوى مليون وحده عالميا قبل وفاته. وهذا على الرغم من التخفيضات العديدة التي أتاحتها سيجا للاعبين من أجل دفع مبيعات الجهاز لدرجة أنه تم بيعه بثلث سعره وكان آخر جهاز محمول تطرحه سيجا.
-
Gizmondo
في عام 2005 أطلقت شركة Tiger Telematics جهاز محمول أرادت به أن تنافس PSP و Nintendo DS فزودته بعتاد قوي وروجت له بأنه جهاز ترفيه متكامل قادر على تشغيل الأفلام والموسيقى ودعم الرسائل القصيرة وكاميرا وبلوتوث مع نظام تحديد المواقع بجانب الألعاب التي يشغلها باستخدام SD cards.
الشركة بذخت على الترويج للجهاز أموال طائلة حيث استعانت بكبار النجوم والمشاهير للتسويق له ووضعت له إعلانات في التلفزيون وسباقات الفيراري وكلفها ذلك ملايين الدولارات ولكنه كله لم ينفع، فجودة التصنيع كانت رديئة مع البلاستيك المطاطي الذي يهترئ بسرعة ولم يحصل على مكتبة ألعاب جيدة حيث أطلق له أقل من عشر ألعاب، أيضاً سعر الجهاز 400 دولار كان سبب في فشله، بنهاية المطاف الجهاز باع أقل من 25000 وحدة وكبد الشركة خسائر وديون بقيمة 300 مليون دولار.
-
Atari Lynx
هذا الجهاز كان رد أتاري على منافستها نينتندو، حيث تم إطلاقه بعد بضعة أشهر من الجيم بوي في عام 1989 وهو يعتبر أول جهاز ألعاب محمول يملك شاشة LCD ملونة وكان يدعم اللعب عبر الشبكة حتى 17 لاعب وتمتع بمواصفات تقنية أقوى من الجيم بوي ولكن كل ذلك لم يمكنه من التغلب على منافسه.
حيث طرح الجهاز بسعر أغلى وارتكبت أتاري خطأ فادح بعدم إنتاج شحنات تكفي حجم الطلب عليه مما جعل اللاعب يتجه للجهاز المتوفر آنذاك. كذلك كانت أتاري بخيلة بما يتعلق بالحملة التسويقية بعكس نينتندو التي روجت جيداً لجهازها، وعانى الجهاز كذلك من استهلاك البطارية السريع وضعف مكتبة الألعاب الخاصة به وقلة دعم الطرف الثالث له الذين فضلوا دعم الجيم بوي أكثر رغم أن لينكس امتلك مواصفات أفضل منه. هذا جعله يفشل بشكل كبير ويبيع أقل من 500,000 وحدة ويتم التوقف عن إنتاجه عام 1995.
-
PSP Go
نجاح سوني مع PSP شجعها لتغوص أكثر بمجال الأجهزة المحمولة فأرادت تقديم جهاز يجمع بين PSP و iPhone بحيث يحصل على الألعاب بشكل حصري عن طريق تحميلها من الشبكة، هذا الجهاز لا يملك UMD بل يعتمد على ذاكرة داخلية 16 GB لتخزين الألعاب مع دعم M2 حتى 32 GB لتوسيع التخزين.
اللاعبون تفاجؤوا بخفة الجهاز الكبيرة وكأنه لعبة بلاستيكية. واعتمد على خدمة التنزيل فقط دون أي وسيلة لتخزين البيانات سواء أكانت كارتدرج أو بطاقة ذاكرة أو إسطوانة UMD مما يعني أن مكتبة العاب الـPSP العادي لاقيمة لها مع الجهاز ولايمكن نقل الألعاب لهذا الجهاز. سعره المرتفع (طرح بسعر 1000 ريال آنذاك) وعدم صدور بعض الألعاب المهمة على متجر الجهاز الإلكتروني، ووجود مشاكل في تصميمه حيث أن مكان عصا التحكم كان غير مناسبا وسبب إزعاجا لكثير من اللاعبين. هذه الأسباب مجتمعة جعلته نقطة سوداء بتاريخ سوني فهو لم يحقق أي نجاح يذكر في الأسواق رغم التخفيضات العديدة التي حصل عليها، فأعلنت سوني عن إيقاف إنتاجه في 2011 لتركز على الفيتا.
-
PlayStation Vita
آخر جهاز بقائمتنا هو الأحدث بتاريخ الإصدار وهو بلايستيشن فيتا خليفة PSP الذي صدر بالأسواق العالمية عام 2012 وامتلك مواصفات قوية مثل شاشة OLED خمسة انش لمس، وتوافق مسبق مع ألعاب PSP ودعم الريموت بلاي ويمتلك لوحة خلفية تعمل باللمس لمزيد من التحكم التي تم استعمالها بشكلٍ جيدٍ في ألعاب قليلة مثل Little Deviants
رغم ذلك سوني قصرت في دعم الجهاز بالحصريات بعكس سلفه والأمر امتد ليشمل شركات الطرف الثالث فاقتصر الدعم على فرق الأندي والمطور الياباني، وتزامن هذا لسوء حظه مع انفجار شعبية الأجهزة الذكية واستخدامها للعب، هذا أدى لفشل الجهاز في الأسواق الغربية واقتصار نجاحه على السوق الياباني. بالنهاية قدرت مبيعات الجهاز بين 10 و15 مليون جهاز سيقول لي البعض لكن هذا الرقم جيد فلم وضع الجهاز بهكذا قائمة؟ سأقول بأن لو قارناه بمبيعات سلفه فهذه الأرقام تعتبر فشلاً لسوني فجهاز PSP باع أكثر من 80 مليون وحدة والفيتا كان سبباً في خروج سوني من سوق أجهزة الألعاب المحمولة وترك الساحة فارغة أمام نينتندو التي بدعت بشكل كبير مع سويتش.
هنا تنتهي رحلتنا، دون شك مازال هنالك الكثير من الأجهزة المحمولة التي فشلت عبر تاريخ الالعاب ولكن اخترت أن أسلط الضوء على البعض منها لأفسح المجال أمامكم أنتم كي تشاركوننا بالمزيد من القصص حول حكايات أجهزة محمولة لم تحقق النجاحات وربما كانت القشة التي قصمت ظهر البعير لبعض الشركات وجعلها تودع هذا المجال للأبد.