شهدت صناعة ألعاب الفيديو توجه غالبية شركات النشر في السنوات الأخيرة تجاه ألعاب الأونلاين، سواء المعتمدة على المنافسات الجماعية عبر الشبكة، أو التي تتضمن عناصر اجتماعية مختلفة، رغم ذلك هناك طبقة عريضة من اللاعبين يفضلون ألعاب القصة الفردية لما توفره من أحداث مثيرة وشخصيات تعلق في الأذهان لعقود وفرصة زيارة عوالم افتراضية غير مألوفة.
لحسن الحظ، هناك العديد من الألعاب القصصية التي قدمت مغامرات لا تنسى بحبكة درامية مميزة، لكنها لم تتجاهل المنافسات الجماعية في الوقت نفسه، ومن خلال مقالنا هذا ضمن سلسلة مقالات توب تن أو Top 10، نتعرف سويًا على أفضل 10 ألعاب قصصية قدمت منافسات جماعية مثيرة لم تحظى الشعبية الكافية
Mass Effect 3
الجزء الأخير في الثلاثية الأصلية من تطوير BioWare والذي وضع السلسلة بكل جدارة واستحقاق في قائمة أفضل ألعاب الأر بي جي المتاحة بالأسواق، ويعتبر الأكثر تفضيلًا لمحبي السلسلة حتى وقتنا هذا، وبالنظر لتركيز القصة على الفصل الأخير في مغامرة القائد شيبارد، أثر هذا الأمر بشكل إيجابي على طور اللعب التعاوني الذي وفر للاعبين أجواء تنافسية مميزة ومحتوى يبقيهم مشغولين لعشرات الساعات.
دعم الطور التعاوني حتى 4 لاعبين، ووفر ستة أنواع من المهام، وأربع مستويات من الصعوبة، وأربعة أنواع من الأعداء، وكميات هائلة من الترقيات والمعدات، مع السماح للاعبين بتجربة السلالات المختلفة والتعرف على المهارات الفريدة لكل فصيل، أضف إلى ذلك المشاركة في نشاط “Galaxy at War” المرتبط بشكل مباشر بطور اللعب الفردي، حيث يمكن للاعبين أن يكون لهم تأثير مباشر على قصة القائد شيبارد، وحتى نهايات القصة المختلفة.
Bioshock 2
بالنظر لتركيز الثلاثية على القصص الفردية والعوالم الافتراضية المبتكرة كمدينة طافية في السماء أو مخبأة في أعماق المحيط، نسى الكثير من اللاعبين حقيقة وجود طور لعب جماعي في الجزء الثاني عُرف باسم The Fall of Rapture.
طور The Fall of Rapture هو تجربة قائمة بذاتها تعرضت لبعض الانتقادات عندما تم الكشف عنها لأول مرة واعتقد اللاعبون أن لا أهمية لها، ولكنها قدمت المزيد من المعلومات والتفاصيل التي لن تعثر عليها في الطور الفردي، ولا يمكن وصفها بالمنافسات الجماعية بقدر كونها تجربة تفاعلية مجهزة بمقدمة وخاتمة، وتسمح للاعبين بالعثور على المزيد من التسجيلات الصوتية وبعض المقالات الصحفية وغيرها من التفاصيل التي تساعدك على فهم حقيقة ما يحدث بشكل أفضل.
Far Cry 2
ليس سرًا أن Far Cry 3 تعد نقطة الانطلاق الحقيقية للسلسلة والسبب في نجاحتها والشعبية الضخمة التي تمتلكها في الوقت الراهن، ولكن في واقع الأمر، يعود الفضل للجزء الثاني الذي نال إشادة واسعة من النقاد بفضل العالم المفتوح الغامر والمستوى الرسومي المبهر والذكاء الاصطناعي المتطور للأعداء، رغم ذلك، ينسى الكثيرون وجود طور لعب جماعي في هذا الجزء على الرغم من التحديات المثيرة التي قدمها.
بغض النظر عن طبيعة المنافسات الجماعية نفسها، ركز فريق التطوير جهوده في الطور الجماعي على سهولة الوصول لجميع اللاعبين أيًا كان مستواهم أو رتبتهم في اللعبة، مع 4 أنماط لعب رئيسية ومنافسات تستوعب حتى 16 لاعبًا في المباراة الواحدة، والاستفادة من ميزات طور اللعب الفردي مثل طريقة انتشار النيران والتهامها لكل من يعترض طريقها.
Doom
تمكنت لعبة Doom الصادرة في 2016 من إعادة السلسلة الكلاسيكية الشهيرة لدائرة الضوء من جديد، وبغض النظر عن طور اللعب الفردي المميز الذي سيطر عليه العنف والدموية، قدمت اللعبة منافسات جماعية عبر الشبكة مع الكثير من الأسلحة والتصميمات المختلفة للخرائط، ولكن لسوء الحظ، لم يحظى هذا الطور بالاهتمام الكافي وعانى من قلة أعداد اللاعبين إلى أن توارى عن الانظار نهائيًا.
Uncharted 4 A Thief’s End
سلسلة Uncharted مليئة بالألغاز الصعبة والاشتباكات المحتدمة، بينما تدور أحداث القصة الرئيسية حول مغامرات ناثان دريك، صائد الكنوز الذي يجوب العالم بحثًا عن القطع الأثرية واستكشاف ماضي أقدم الحضارات.
قدمت Uncharted 4 طور لعب جماعي يرقى لمنافسة أبرز ألعاب التصويب على الساحة بدون مبالغة، مع تسعة أطوار لعب واشتباكات يدوية غاية في السلاسة والسرعة، والقدرة على التنقل داخل الخريطة بطرق مبتكرة والتفاعل مع اللاعبين والبيئة حولك بشكل مذهل، وبالنظر لكون تلك المنافسات مصممة بدقة متناهية وتكافئ كل من يستثمر وقته فيها بترقيات مميزة، كان من المحبط تجاهلها في إصدار Legacy of Thieves القادم في 2022.
Red Dead Redemption
حققت لعبة Red Dead Online نجاح مدوٍ واستثمر اللاعبون فيها مئات الساعات بعد الانتهاء من قصة RDR 2، رغم ذلك، لم تكن تلك هي المناسبة الأولى التي تشهد تواجد طور اللعب الجماعي في لعبة الغرب الأمريكي، وإنما تم التطرق لنفس الميزة في الجزء الأول الصادر عام 2010 من بطولة جون مارستون.
وفر طور اللعب الجماعي المنافسات المعتادة في ألعاب التصويب مثل Team Deathmatch، ومباريات أخرى تعتمد على البقاء على قيد الحياة في مواجهة آكلي لحوم البشر، مع الكثير من الأزياء والأسلحة والعناصر القابلة للتخصيص، ناهيك عن إمكانية الاستثمار في شراء المنازل أو التطرق للألعاب المصغرة ضد لاعبين آخرين مثل البوكر والنرد.
Metal Gear Solid 5
لم تستغرق Metal Gear Solid 5 الكثير من الوقت لتصبح واحدة من أنجح العناوين على الساحة سواء نقديًا أو تجاريًا، قبل أن تصبح موضع خلاف محتدم بسبب المحتوى المقصوص وخلافات كوجيما وكونامي وغيرها من المشاكل التي عايشناها جميعًا قبل عدة سنوات وانتهت بخروج المخرج الياباني الشهير من الشركة اليابانية بعد عقود من التعاون المثمر.
قدمت اللعبة منافسات جماعية تعرف باسم Metal Gear Online تدور أحداثها في عام 1984، قبل أن تحصل على طور لعب ثانٍ ركز على ميزة تطوير القاعدة الأم التي تم تقديمها في طور اللعب الفردي، وسمح للاعبين بزيادة الدخل والموارد التي يمكنهم استخدامها في الطور الفردي، كانت الميزتان منفصلتان تمامًا ومنحتا اللاعبين الكثير من الخيارات لاستكشافها مع الأصدقاء، وساهمت تلك الإضافة فيما بعد في قرار Konami بالعمل على لعبة منفصلة تركز على المنافسات الجماعية باسم Metal Gear Survive لم تحقق أي نجاح يذكر.
Grand Theft Auto 4
يعتقد الكثيرون أن النجاح المبهر للعبة GTA 4 ليس كافٍ، ولا يعبر عن حقيقة العنوان بصفته قدم أفضل قصة في مسار سلسلة ألعاب العالم المفتوح، ووضع حجر الأساس للمنافسات الجماعية عبر الشبكة المعروفة حاليًا باسم GTA Online.
حاولت Rockstar Games لسنوات طويلة إدراج المنافسات الجماعية في ألعابها المختلفة، ولكنها لم تصل للقمة إلا في GTA 4، رغم كون التجربة ليست مثالية في أوقات كثيرة وعانت من مشاكل مختلفة، ولكنها اللعبة الأولى التي وفرت مباريات تدعم حتى 16 لاعبًا على PS3 و Xbox 360 و 32 لاعبًا على الحاسب الشخصي، مع منافسات مثيرة مثل Cops ‘n’ Crooks و Team Deathmatch و Racing وعشرات المهام التي ركزت على اللعب التعاوني، ناهيك عن تقديم ميزة جمع الاصدقاء في ردهة خاصة من خلال طور Party.
The Last of Us
قدمت The Last of Us قصة بحبكة درامية مذهلة يراها البعض الأفضل والأكثر إثارة للمشاعر في العقد الماضي وربما في تاريخ الصناعة بأسرها، وفازت بأكبر عدد من جوائز “لعبة العام” في الاستفتاءات المختلفة، وجاري العمل حاليًا على مسلسل تلفزيوني مستوحى من أحداثها، ورغم كون طور اللعب الفردي كافيًا ومرضي تمامًا، إلا أن هذا الأمر لم يمنع استوديو Naughty Dog من توفير طور لعب جماعي يضع اللاعبين في مواجهة بعضهم البعض بطرق غير مألوفة ترتب عليها صراعات محتدمة لأقصى درجة.
بوجود فصيلين يمكن الاختيار من بينهما هما Fireflies و Hunters، والكثير من الأسلحة والأهداف، وفرت المنافسات الجماعية ميزة إضافية دفعت اللاعبين للاستمرار في تجربة العنوان لعشرات الساعات الإضافية، مع منافسات تعتمد بشكل أساسي على عناصر ألعاب البقاء عوضًا عن الاكشن وتبادل إطلاق النار المستمر، رغم ذلك، لم تنل تلك المنافسات الجماعية الاهتمام الكافٍ، ليس لأنها سيئة، وإنما بسبب النجاح المذهل لطور اللعب الفردي الذي طغى على كل شيء آخر.
Dying Light
لعبة بقاء تركز على عميل سري تم إرساله للتسلل إلى منطقة موبوءة شهدت انتشار آكلي لحوم البشر، وقدمت آليات لعب مبتكرة مثل تأثير دورة الليل والنهار الديناميكية بشكل مباشر على حركة الزومبي وكيف يختار اللاعبون إكمال المهام، أما الميزة الأهم، فهي القدرة على إنهاء أحداث اللعبة من البداية للنهاية من خلال طور اللعب التعاوني مع 3 لاعبين آخرين، وبنفس القدر من الحرية المتاح في طور اللعب الفردي.
يمكنك التعاون مع لاعبين آخرين لتخطي المهام المختلفة وابتكار طرق غير مألوفة للقضاء على الزومبي، وفي حال أصابك الملل، يمكنك أن تتحول إلى زومبي وتغزو جلسات اللعب الخاصة باللاعبين الآخرين وتحول حياتهم إلى جحيم بفضل القدرات الخاصة التي بحوزتك والتي تتيح لك التنقل في الخريطة بشكل أسرع، الأمر الذي ساهم في إثراء التجربة النهائية وكلل جهود فريق التطوير بالنجاح لتصبح واحدة من أشهر ألعاب الرعب والبقاء الصادرة في العقد الماضي.
تلك هي أبرز الألعاب القصصية التي قدمت منافسات جماعية مثيرة بجانب أحداثها الرئيسية، شاركونا أرائكم في قسم التعليقات بخصوص ألعابكم المفضلة، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “أفضل 10 ألعاب داعمة لميزة اللعب المشترك في الوقت الراهن“.