فجأة وبدون سابق إنذار، قررت صفحات بلايستيشن وإكس بوكس على مواقع التواصل الاجتماعي استعراض أبرز اللحظات الحزينة في حصريات كل منصة، لنقرر المشاركة معهم في تلك المبادرة من خلال التركيز على 10 لحظات درامية أصابت اللاعبين بالحزن والكآبة كما لو أنهم فقدوا شخصًا عزيزًا عليهم.
من خلال مقالنا هذا ضمن سلسلة مقالات توب تن أو Top 10، نتعرف سويًا على أكثر 10 لحظات حزنًا قدمتها ألعاب الفيديو في السنوات الماضية، وهو المقال الذي يشمل مواقف درامية وعاطفية ربما جعلت البعض يذرف الدموع.
تنبيه: المعلومات التالية تتضمن حرق للعديد من الألعاب، لذا أقرأ على مسؤوليتك الشخصية.
الموت من أجل العائلة – Red Dead Redemption
فعل “جون” كل ما في وسعه لإبقاء عائلته في أمان، انصاع لأوامر الحكومة وطارد أصدقاء الأمس ليكتب بنفسه الفصل الأخير في قصة عصابة “داتش” التي لطالما كانت عائلته، رغم ذلك، لم يكن كل هذا كافيًا ليصبح جزءًا من الحلم الأمريكي الأسمى الذي يهدف لإعلاء كلمة القانون وفرض السيطرة على الغرب وكبح جماحه لتمهيد الطريق للاستثمارات المالية الضخمة دون وجود أي مخاطر تهدد مصالح المستثمرين.
“اغلق الأبواب وابقي أمك بالداخل”، كانت تلك هي الكلمات الأخيرة التي خرجت من شفاه جون لعائلته عندما خرجت الأوضاع عن السيطرة، تمكن بالفعل من حماية أفراد أسرته، ولكن طرقت الحكومة بابه في المقابل لتنهي حياته في مشهد مأساوي ودرامي صادم بعد أن تعلق اللاعبون به وخاضوا معه مهام لا تنسى كشفت لنا شخصيته الحقيقية وليست الصورة السطحية التي يتخفى ورائها بصفته خارج عن القانون منعدم المشاعر لا يتحمل المسؤولية.
إعدام لي – The Walking Dead
تمكنت لعبة The Walking Dead –رغم بساطتها- من إعادة صياغة ألعاب الفيديو التفاعلية بشكل مذهل من خلال التركيز على المشاعر والعواطف التي تربط الشخصيات ببعضها البعض، يأخذ اللاعب دور Lee، الرجل الذي يبدو مذنبًا حين تلتقي به لأول مرة وهو مكبل بالأغلال في المقعد الخلفي لسيارة الشرطة، وذلك بعد أن انتقم لشرفه وقتل أحد أعضاء مجلس الشيوخ الذي كان يخونه مع زوجته.
مع تفشي الوباء وخروج الأمور عن السيطرة، ينجح لي في الهرب ليقابل فتاة صغيرة بمفردها تدعى “كليمانتين” وينطلقان سويًا في مغامرة بقاء محفوفة بالمخاطر ضد الزومبي، وبعد رحلة طويلة، أجبر كلاهما على الانفصال عن بعضهما البعض بعد أن تعرض لي للعض من قبل أحد آكلي لحوم البشر، ويظهر المشهد العاطفي لي بعدما خارت قواه وهو يعطي نصائح أخيرة للطفلة قبل أن يطلب منها إطلاق النار عليه وإنهاء مأساته عوضًا عن أن يتحول لزومبي، كان المشهد مليئًا بالعواطف والمشاعر المتضاربة التي جعلت الغالبية العظمى يتعاطفون مع الموقف كما لو كان “لي” أحد أصدقائهم المقربين.
نهاية That Dragon, Cancer المتوقعة من البداية
لعبة مستقلة تسرد السيرة الذاتية لعائلة Green أثناء رعاية ابنهم الرضيع Joel الذي توفي في سن الخامسة بعد معركة طويلة مع السرطان. كما توضح أحداث اللعبة الرئيسية، فهي تجربة مريرة ومؤلمة من البداية إلى النهاية، وللأسف، مثل العديد من القصص الأخرى المتعلقة بالسرطان، فإن النهاية بعيدة كل البعد عن السعادة.
سيكون من الصعب على أي شخص ترشيح تلك اللعبة لأصدقائه أو أفراد عائلته، نظرًا لأن الهدف الأساسي من الألعاب هو الترفيه وقضاء وقت ممتع، رغم ذلك، لن تتمكن من التوقف عن اللعب بمجرد انطلاق الأحداث وستجد نفسك أصبحت جزءًا من هذه العائلة بمرور الوقت، ورغم أحداث اللعبة المؤلمة، إلا أنها تقدم تجربة إنسانية من الدرجة الأولى تذكرنا أن الحياة قصيرة، وأننا في نعم لا نقدر قيمتها كما ينبغي.
تضحية دوم – Gears of War 3
بعد أن تعلق اللاعبون بالمقاتل Dom Santiago في 3 إصدارات مختلفة من سلسلة ألعاب Gears شهدت نمو الارتباط العاطفي للاعبين بالشخصية، قرر دوم إسدال الستار على حياته بتضحية عظيمة بعد أن فقد فريقه القدرة على السيطرة على الموقف وحاصرهم الأعداء من كل اتجاه، ليندفع نحو أقرب شاحنة موجودة ويقودها منفردًا لمركز الأعداء، لتعمل الموسيقى الكلاسيكية للسلسلة في الخلفية مع مشهد انفجار ضخم لتعكس ما قد يكون اللحظة الأكثر عاطفية ودراما في تاريخ السلسلة حتى اللحظة.
حقيقة كونراد – Spec Ops: The Line
من قال أن هناك منتصرا في الحرب؟ كلا الطرفان خاسران دون شك، ولم يكن للحرب نهاية سعيدة أبدًا، تدرك لعبة Spec Ops: The Line ذلك جيدًا وقدمته بطريقة مثالية لتعيش أبد الدهر بصفتها أحد أبرز ألعاب الفيديو بسبب نهايتها المؤلمة والمثيرة للاكتئاب بعد أن يكتشف اللاعب أن “كونراد” هو في الواقع مجرد نسج من خيالك، شخصية صنعتها في عقلك لمساعدتك على تبرير أفعالك المميتة، لتسمح له في النهاية بقتل “ووكر”، أو بمعنى أدق، لتسمح لووكر بقتل نفسه بدافع الحزن والشعور بالذنب على ما فعله وما وصل إليه حاله.
التكريم الذي تستحقه – Metal Gear Solid 3
تميل سلسلة Metal Gear Solid إلى الخروج عن المسار، ولا تتردد في مناقشة المواضيع الشائكة، لكنها ما تزال تجد الوقت لمزيد من اللحظات الشخصية والعاطفية، ولا يمكن للوضع أن يصبح أكثر عاطفية من نهاية لعبة Metal Gear Solid 3، عندما تكشف EVA أن The Boss لم تكن منشقة أو خائنة، بل كانت عميلة مزدوجة تعمل مع الحكومة الأمريكية.
قتلت على يد Snake واعتبرتها بلادها خائنة، وبمجرد معرفة الحقيقة، يزور Snake قبرها ويضع إكليلا من الزهور بجواره، ويقدم لها التحية العسكرية في مشهد درامي أنهى أحداث واحدة من أنجح وأشهر الألعاب في تاريخ الصناعة.
وداعًا سارة – The Last of Us
بغض النظر عن عدد المرات التي قررت فيها إعادة خوض أحداث The Last of Us من جديد، عندما تموت سارة بين ذراعي والدها بعد دقائق فقط من بدء الأحداث، ستجد نفسك تتفاعل مع الموقف بكل حواسك كما لو أنها ابنتك أو شقيقتك الصغيرة بفضل براعة استوديو Naughty Dog في تجسيد المشهد من خلال ردة فعل جول الواقعية بشكل مثير للإعجاب بالرغم من أننا لم نقضي مع الطفلة سوى فترة وجيزة للغاية.
أثناء محاولته الفرار من الوضع الكارثي الذي تعيشه المدينة بسبب تفشي وباء مفاجئ، يحمل جويل ابنته المصابة إلى الغابة بعيدًا عن الصراع الدموي و يصادفون في طريقهم جندي لكن بدلاً من مساعدتهم، أطلق عليهم النار. يحاول جويل جاهدًا إنقاذ ابنته بشتى الطرق، ولكن إصابتها كانت بالغة لتفقد حياتها بين يديه حيث يمكنك سماع أنين صوتها مما جعل الموقف أكثر صعوبة مما هو عليه بالفعل.
خيانة لا تغتفر – Call of Duty: Modern Warfare 2
Simon Riley، المعروف باسم Ghost، هو أحد عملاء القوات الخاصة البريطانية وعضو في فرقة النخبة 141 الذي اكتسب كنيته من خلال ارتداء أقنعة منقوشة على شكل جمجمة، يعتبر أحد الشخصيات الرئيسية التي كتبت تاريخ سلسلة Call of Duty ونجاحاتها بفضل ظهوره المميز وشخصيته الكاريزمية التي جعلت اللاعبين يرتبطون به عاطفيًا ربما أكثر من أي شخصية أخرى حتى كابتن برايس نفسه.
ما يجعل موت Ghost أحد أكثر المواقف حزنًا في ألعاب الفيديو ليس المواقف الدرامي أو كلماته الأخيرة قبل أن يفارق الحياة، وإنما هول الموقف والمفاجأة الصادمة التي لم يتوقعها أي شخص على الإطلاق، ففي مهمة Loose Ends، يتجه جوست ورفيقه روتش إلى مخبأ الإرهابي فلاديمير ماكاروف، ولكن عوضًا عن إلقاء القبض عليه، يعثروا على كنز دفين من المعلومات وأثناء العودة لنقطة الاستخراج، تعرضوا لإطلاق نار كثيف، ليتعرض روتش لإصابة مميتة إلا أنهم نجحوا في العودة لنقطة التجمع، لنفاجأ جميعًا بالجنرال شيبرد قائدهم المباشر يسجل اسمه بكل خزي في قائمة الخونة ويطلق الرصاص على روتش في الرأس مباشرة ويصيب جوست في صدره قبل أن يحرق جثثهم وهو يشعل سيجاره الفاخر.
حتى بعد كل ما فعلته كنت سأنقذك – Batman: Arkham City
دعونا نعترف أنه بالرغم من كل الأفعال الدنيئة والإجرامية التي تطرق لها الجوكر، إلا أنه نادرًا ما تجد شخص يكرهه، حتى عدوه اللدود Batman لم يكن في معترك شخصي معه وإنما طارده بهدف تطبيق القانون وحماية جوثام من كل أشكال الجريمة، وبرز هذا الموقف بوضوح في نهاية الجوكر المأساوية عندما تسببت أفعاله الخبيثة في موته، حيث كان باتمان يمتلك الترياق الذي سيشفيه ولكن باغته الجوكر بطعنة أدت إلى كسر قارورة الترياق لينهي حياته بنفسه دون أن يدري.
“حتى بعد كل ما فعلته كنت سأنقذك”، كانت تلك الكلمات الأخيرة التي سمعها الجوكر قبل أن يفارق الحياة لتعتلي الحسرة ملامح وجه ويهم باتمان بحمل جثته ويخرج بيها بين حلفائه مع موسيقى تصويرية خافتة تلائم الموقف تمامًا ولوحة إعلانية ضخمة تظهر في الخلفية تعتليها كلمات “الجوكر الخالد”.
أظن.. أني خائف! – Red Dead Redemption 2
آرثر مريض، والعصابة تتفكك، وعلاقته مع داتش من سيء إلى أسوأ، وهو على يقين تام من أن نهايته قد اقتربت، وبينما يتواجد في محطة القطار لتفقد بعض الأعمال، يلتقي براهبة تجمعه بها معرفة سابقة، يتبادلا سويًا أطراف الحديث قبل أن تباغته نوبة سعال ينهار على أثرها ولا يستطيع أن يخفي عنها حقيقة مرضه، ليجد نفسه يبوح لها بكل ما في صدره ويخبرها والندم يعتلي ملامح وجه أنه على وشك الموت بسبب مرض السل الذي انتقل له بعد اعتداءه الوحشي على عامل بسيط من أجل بضعة دولارات.
يستمر آرثر في سرد تفاصيل حياته المأساوية، ابنه الذي باغته الموت، حبيبته التي لم تجمعهما الأقدار سويًا، والدته التي فارقته في مرحلة الطفولة، وغيرها من المواقف الحزينة، قبل أن يعترف ويقر لأول مرة “أظن.. أني خائف” بينما تظهر ملامح وجهة حزن عميق وندم واضح كما لو أن شريط حياته مر في تلك اللحظة أمام عينيه.
تلك هي أبرز اللحظات الحزينة التي عشناها في ألعاب الفيديو، أخبرونا بواحدة من تلك المواقف التي لم تفارق خيالكم أبدًا حتى اللحظة، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “أكثر 10 عمليات قتل عنفًا ووحشية في ألعاب الفيديو “.