هناك العديد من ألعاب الفيديو التي تحولت لأفلام سينمائية على مدى السنوات الماضية وعانى معظمها من الفشل، وأفلام حصلت على ألعاب خاصة بها أما كمشاريع منفصلة أو كمنتج ترويجي للعمل الفني نفسه، ولاقت نفس المصير تقريبًا، رغم ذلك، يوجد العشرات من الأفلام السينمائية المميزة التي قدمت أفكارًا رائعة ربما تلائم العالم الرقمي أكثر من الشاشة الفضية.
من خلال مقالنا هذا ضمن سلسلة مقالات توب تن أو Top 10، نتعرف سويًا على أكثر أفلام نتمنى تحويلها لألعاب مثيرة في المستقبل، والتوجه الذي يجب أن تتبعه لتقديم مغامرات غير مألوفة وأحداث لا تنسى.
John Wick
نجحت سلسلة أفلام “جون ويك” في زيادة شعبية وجماهيرية الممثل “كيانو ريفز” بدرجة كبيرة رغم تقديمه لأعمال فنية أعلى في القيمة والجودة في السنوات الماضية، ولكن الأحداث المثيرة والمطاردات التي تحبس الأنفاس والقصة والعالم الخيالي الذي تم بناءه باحترافية يلائم بدرجة كبيرة ألعاب الفيديو أكثر من الشاشة الفضية، خاصة وأن عمر الأفلام الثلاثة لا يوازي نصف أحداث لعبة AAA واحدة، وبالتالي هناك الكثير من التفاصيل والأسرار والمؤامرات التي يمكن سردها بشكل أفضل وأدق في حال تم تحويل الفيلم للعبة فيديو.
هناك أكثر من توجه يلائم اللعبة تمامًا، ولكن سيكون من الأفضل التركيز على الاكشن من المنظور الثالث مع وجود خيارات التخفي والتسلل بشكل محدود نوعًا ما، أقرب إلى ألعاب Max Payne مقارنة بألعاب Splinter Cell أو Metal Gear، والتركيز على الأسلحة النارية والاشتباكات اليدوية السريعة وتفاعل اللاعب مع العالم حوله للاستفادة من العناصر المختلفة في التخلص من خصومه كما فعلت ألعاب Hitman.
Kung Fu Hustle
أحد أفضل أفلام الاكشن الآسيوية في العقد قبل الماضي مع حس كوميدي رائع واشتباكات مثيرة وخيالية بدرجة كبيرة لكنها توفر أجواء غير معتادة، يلائم الفيلم ألعاب الاكشن المعتمدة على مهارات الفنون القتالية المختلطة مع بيئات قابلة للتدمير وحوارات كوميدية هزلية بين الشخصيات الرئيسية، وأساليب قتالية جديدة ومبتكرة ممزوجة بالفانتازيا مثل توجيه لكمات للخصوم قادرة على اختراق الحوائط والجدران وتدمير المباني، وأسلحة قتالية مستوحاة من العمل الفني نفسه مثل الآلات الموسيقية وحذاء المقاتلة Landlady الذي يعد وسيلتها الأولى للقضاء على أي شخص يعترض طريقها.
Drive
تفتقد صناعة الألعاب لعناوين السيارات التي لا تعتمد على سباقات الحلبات أو الشوارع المعتادة، وإنما تتطرق لتوجه غير مألوف مثلما فعلت سلسلة ألعاب Driver من Ubisoft في أجزائها المختلفة، فيلم Drive للممثل Ryan Gosling هو أبرز مثال على ما يمكن للعبة سيارات غير مألوفة أن تقدمه في المستقبل، من خلال التركيز على شخصية رئيسية هوايته الأولى هي القيادة يعمل في التهريب أو العمليات غير المشروعة إلى أن تقلب حياته رأسًا على عقب بسبب حادث مفاجئ ليجد نفسه مطاردًا من قبل الشرطة والخارجين عن القانون، ولا مانع من وجود بعض المهام التي ترغمه على ترك السيارة والانخراط في مهام تفاعلية مثل تلك التي قدمتها لعبة Need for Speed The Run من قبل.
Pan’s Labyrinth
لا يخفى على أي شخص تعلق المخرج المكسيكي Guillermo del Toro بألعاب الفيديو، حتى أنه ظهر بصفته شخصية رئيسية طوال أحداث لعبة Death Stranding للمخرج هيديو كوجيما، لذا أكاد أجزم أن خلال فترة عمله على فيلم الفانتازيا المبهر صاحب الترشيحات الستة لجوائز الأوسكار Pan’s Labyrinth كان يفكر فيه وكأنه لعبة فيديو، ومع هذا التصميم المميز للعالم الخيالي والمستوى الرسومي المبهر لأجهزة الجيل الجديد، يمكن أن يتم تقديم سلسلة فانتازيا مقتبسة من الفيلم على غرار سلسلة الروايات الأمريكية American McGee’s Alice مع التركيز على التجول والاستكشاف والألغاز المعتمدة على البيئة.
Battle Royale
إذا كنت تجد مسلسل Squid Game صاحب الشعبية الطاغية مثيرًا للغاية ويقدم أحداثًا غير مألوفة، ففي الغالب فاتتك فرصة مشاهدة الفيلم الكلاسيكي الياباني Battle Royale الذي قدم نفس الفكرة قبل أكثر من عقدين من الزمان، ووضع حجر الأساس لألعاب المعارك الملكية، حيث يتم إرسال 42 طالب من الصف التاسع إلى جزيرة مهجورة، وإعطائهم خريطة وطعام وأسلحة مختلفة، مع وضع طوق متفجر حول رقابهم. إذا خالفوا القواعد، ينفجر الطوق بينما تركز مهمتهم على قتل بعضهم البعض والسماح لآخر ناجٍ بمغادرة الجزيرة، فكرة تلائم العديد من الألعاب بتوجهات مختلفة ولكن سيكون من الأفضل تقديمها مع عناصر ألعاب Rougelike حيث يفقد اللاعب كل أدواته عند الموت بينما تتغير معدات ورتب الأعداء في كل مرة، مع ضرورة حفظ المسارات واستكشاف الجزيرة اعتمادًا على الذاكرة فقط والعثور على أسرار جديدة بشكل مستمر توفر معلومات أكثر عن الأعداء وطرق التخلص منهم.
Lucy
شخصية جديدة تنضم لألعاب الأبطال الخارقين (من المفارقة أن الممثلة الرئيسية سكارليت جوهانسون تتواجد بالفعل في أفلام مارفل) ولكن بقصة مثيرة غير مألوفة، خاصة وأن “لوسي” فتاة عادية تم خداعها لتهريب المخدرات من خلال وضعها داخل بطنها عن طريق عملية جراحية، ولسبب ما تمزق المخدر داخل معدتها ولكن عوضًا عن تعرضها للتسمم والموت المباشر اكتسبت قوى خارقة وأصبحت قادرة على الوصول للخلايا السرية في الدماغ البشري واستغلالها، الأمر الذي جعلها أقرب إلى سلاح استخباراتي لم يسبق له مثيل.
يمكن تحويل الفيلم للعبة اكشن قائمة على القدرات الخارقة للطبيعة مثل قراءة أفكار الآخرين وتحريك الأشياء عن بعد ورؤية أماكن الأعداء خلف الجدران وتطوير تلك القدرات بمرور الوقت لتشمل مهارات جديدة مثل القرصنة أو حتى التحكم في الوقت.
Kill Bill
لن يجد أي مطور صعوبة في تحويل ملحمة الانتقام الدموية للمخرج تارانتينو إلى لعبة فيديو مثيرة وعنيفة تقدم عمليات قتل واغتيالات وحشية بالاعتماد على السيوف والأسلحة اليدوية، مع مراحل لا تنسى مقتبسة من العمل الفني نفسه مثل مواجهة البطلة 88 قاتلًا محترفًا في وقت واحد، أو تحويل أشهر معاركها في الفيلم مع شخصيات Vernita و O-Ren و Gogo إلى ما يشبه معارك الزعماء المقسمة إلى عدة مراحل مع تصميمات وأساليب واستراتيجيات قتالية مختلفة لكل مرحلة.
The Hunger Games
فيلم آخر قدم مفهوم المعارك الملكية بطريقة درامية حققت نجاح مدوٍ يمكن نقلها كما هي وتحويلها للعبة فيديو جماعية على غرار ألعاب الباتل رويال، ولكن عوضًا عن مواجهة اللاعبين لبعضهم البعض فقط، سيكون هناك تحديات أخرى غير متوقعة تشمل الفخاخ والوحوش المفترسة وضرورة جمع الموارد مثل الطعام والشراب للبقاء على قيد الحياة، وإيجاد مأوى للحصول على قسط من الراحة، وربما يتطور الأمر ليشمل طقس متغير بشكل مستمر يزيد مستوى التحدي والصعوبة من خلال الأعاصير والأمطار والضباب وحتى الكوارث الطبيعية التي يمكن أن تغير من تصميم الخريطة في منتصف المباراة.
وفي حال تم تحويلها للعبة قصصية، من الأفضل أن تعتمد على عناصر عناوين الذبح والتقطيع (hack n slash) عوضًا عن الاكشن، مع شجرة مهارات متشعبة توفر للاعب خيارات تطوير مميزة للشخصية وباقة ضخمة من الأسلحة التي يمكن ترقيتها بمرور الوقت.
Inglorious Basterds
أحد أفضل الأفلام الدرامية عن فترة الحرب العالمية الثانية والذي يمكن أن يتحول للعبة turn-based رائدة على الساحة إذا حصل على الاهتمام الكافي، تخيل تجربة على غرار ألعاب X-Com أو سلسلة Commandos الكلاسيكية حيث يتحكم اللاعب في الجنرال Aldo Raine وفرقته من النخبة لتنفيذ مجموعة من المهام السرية في قلب أوروبا خلف خطوط العدو مثل تحرير مجموعة من الرهائن من قبضة الجيش النازي، أو تنفيذ الاغتيالات، أو التجسس على القادة الألمان مع وجود شخصيات بقدرات ومهارات خاصة كل منهم يلائم أسلوب لعب محدد ليكون لدى اللاعب خيارات لا حصر لها للتعامل مع كل مهمة بالطريقة التي يفضلها، ونهاية مثالية توفر للاعب فرصة قتل أدولف هتلر وإنهاء الحرب العالمية الثانية.
Inception
قد يجد البعض صعوبة في استيعاب فكرة تحويل فيلم سينمائي قائم على الأحلام إلى لعبة فيديو، ولكن فكر في الأمر كما لو أننا نتحدث عن سلسلة Assassin’s Creed مع اختلاف بسيط هو عوضًا عن الدخول إلى الأنيموس للعودة بالزمن للعصور القديمة، ستخطو إلى أحلام الآخرين محاولًا العبث بعقولهم لاستخراج المعلومات أو زرع أفكار جديدة تمامًا، مع تركيز المهام على شخصيات ذات نفوذ طاغٍ مثل رجال الأعمال والسياسيين، وبما أننا نتحدث عن الأحلام، سيكون هناك تنوع مذهل في تصميم المهام، حيث تارة يأخذك حلم شخص إلى الفضاء الخارجي وانت تطارد أفكاره على سطح القمر أو كوكب فضائي، في حين أن الآخرين الذين يعانون من اضطرابات نفسية ستضعك أحلامهم في أجواء مرعبة ومواقف عصيبة لا تتخيلها.
تلك هي أبرز الأفلام التي نتمنى تحويلها لألعاب في المستقبل، أخبرونا بأعمالكم الفنية المفضلة التي تعتقدون أنها تناسب ألعاب الفيديو بشكل مثالي، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “10 لحظات أصابتنا بالقشعريرة في ألعاب الفيديو“.