حقق Hideo Kojima نجاحًا لا يُغفل بعد تقديم سلسلة ألعاب Metal Gear لأول مرة، والتي نالت شهرة واسعة بفضل الحبكة الدرامية والشخصيات المميزة المصممة بإتقان وابتكارها لفئة جديدة من ألعاب الفيديو، كذلك عكست حب كوجيما وتعلقه بالأفلام السينمائية والمؤامرات العسكرية، مما ساعد على وجود تقنيات ومفاهيم مستوحاة من واقعنا.
من خلال مقالنا هذا ضمن سلسلة مقالات توب تن أو Top 10، نتعرف سويًا على 10 مفاهيم قدمتها سلسلة Metal Gear Solid مستوحاة من واقعنا.
تكنولوجيا النانو
تطورت الآلات والتقنيات المعتمدة على تقنية النانو في سلسلة Metal Gear Solid من كونها حصرية لعملاء محددين، إلى ميزة مألوفة لمعظم الجنود، في جوهرها، تستخدم التقنية آلات نانوية لتعزيز دقة وقوة وتحمل الجنود، بجانب استخدامات أخرى مثل تسهيل الاتصالات المشفرة غير القابلة للتعقب.
في عالمنا الحقيقي، تستخدم تقنية النانو في شتى المجالات، ورغم كونها غير متقدمة بالدرجة الكافية كما ظهرت في ألعاب MGS، إلا أنها تتواجد في الغالب في المنتجات التي تحتوي على مواد كيميائية فعالة مثل واقي الشمس، وتضيف مقاومة للماء ومقاومة للبقع في الأثاث المنزلي والملابس، ولها استخدامات مختلفة في صاعة الدواء، وربما تتطور بشكل مذهل في المستقبل لتشمل نفس الميزات التي تم تقديمها في سلسلة الألعاب.
الأطراف والهياكل الصناعية
قدمت Metal Gear Solid تطبيقات عسكرية للأطراف الاصطناعية والهياكل الخارجية مثلما حدث مع شخصيات Venom Snake المعتمد على ذراع صناعية في The Phantom Pain و Raiden المعتمد على الهيكل المدرع في Metal Gear Rising: Revengeance، وتتواجد تلك التقنية في عالمنا حاليًا رغم عدم تطورها في المجالات العسكرية بنفس المستوى المتواجد في سلسلة الألعاب.
يمكن للجميع الآن طباعة الأطراف الاصطناعية باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، وستمهد التطورات في مجال الروبوتات الطريق قريبًا للأطراف الإلكترونية والأطراف التي يتحكم فيها الدماغ والتي ستمنح المستخدمين تحكمًا أفضل في الأطراف الاصطناعية، وفي حين أن الهياكل الخارجية العسكرية لم تظهر بعد، إلا أنه يتم الاستفادة من تلك التكنولوجيا في إعادة تأهيل الجنود المصابين ومساعدتهم على استخدام الاطراف الصناعية في الأعمال اليدوية.
نظام Fulton لنقل المعدات
ظهر نظام Fulton Recovery في ألعاب MGS وأعطى Sanke الفرصة لنقل المعدات أو الجنود المصابين دون مقاطعة عملياته السرية، كذلك يُستخدم النظام في نقل البضائع والعتاد للطائرات بشكل مباشر، وقد يبدو هذا النظام خياليًا بعض الشيء، ولكنه حقيقي تمامًا وتم استخدامه من قبل في عمليات النقل العسكرية للطائرات المتواجدة في السماء عن طريق بالون ضخم يمكنه التحليق بعيدًا في الهواء والتقاطه من قبل الطائرات المحلقة في الجو، قبل أن يتوقف سلاح الجو الأمريكي عن استخدام هذا النظام في عام 1996.
روبوت Mk. II
سيتذكر كل من لعب Metal Gear Solid 4 روبوت Mk. II المصمم ليبدو وكأنه محطة متنقلة مثل القيام بعمليات الاستطلاع والمساعدة في نقل العناصر والتقييمات الطبية وحتى نقل البيانات.
من المثير للاهتمام، أن الجيوش والمنظمات في العالم الحقيقي قد بدأت في استخدام الروبوتات صغيرة الحجم للقيام بعمليات الاستطلاع في البيئات الخطرة والمتقلبة، على سبيل المثال، اختبر الجيش الأمريكي روبوت آلي يستخدم تقنية LIDAR لبث التغييرات في البيئة إلى نظام التشغيل، وبالمثل، تستخدم فرق الأمن والإنقاذ أيضًا روبوتات صغيرة لمسح المناطق الخطرة قبل المتابعة.
الحرب البيولوجية والعلاج الجيني
وجد Solid Snake نفسه مصابًا بفيروس FOXDIE في أحداث MGS، وهو فيروس مصمم لإصابة الأشخاص بنوبات قلبية، وتضمنت ألعاب السلسلة السابقة أيضًا الجيل الجديد من فرق العمليات الخاصة، وهي وحدة عمليات سرية للغاية تتألف من جنود مصممون للتعامل مع الحرب الكيميائية والبيولوجية والنووية من خلال العلاج الجيني.
لسوء الحظ، توجد الحرب البيولوجية في عالمنا الواقعي، ويبدو أيضًا أن المعالجة الجينية أصبحت حقيقة، على سبيل المثال، تسمح تقنية CRISPR للعلماء الآن بتغيير أجزاء معينة من الحمض النووي، الأمر الذي يمهد الطريق للقضاء على الشذوذ الجيني، علاوة على ذلك، توجد أيضًا أشكال مختلفة من “العلاج الجيني” مثل العلاج بالخلايا الجذعية للقضاء على أمراض محددة.
الشركات العسكرية الخاصة
واجه Snake وزملاؤه جميع أنواع المنظمات السرية في أحداث سلسلة Metal Gear Solid، بما في ذلك الشركات العسكرية الخاصة، وهي منظمات غير حكومية تسمح للجنود بتقديم خدمات عسكرية مدفوعة الأجر مثل Diamond Dogs و Rogue Coyote و Zero Risk Security.
الشركات العسكرية الخاصة موجودة بالفعل في عالمنا الحقيقي منذ عقود، وتحقق الربح من خلال تقديم خدمات الأمن والخدمات القتالية المسلحة لمختلف الأفراد والمنظمات. في المقابل، عادة ما يتم التعاقد مع الشركات العسكرية الخاصة للمساعدة في العمليات الصغيرة للشرطة أو الجيش أو حتى الأمن الحكومي، وقد يعملون كحراس شخصيين أو لحماية المنشآت في المناطق المعادية، وربما يستخدمون معدات وأسلحة مماثلة لما يستخدمه الجنود أيضًا في مهامهم.
الحرب النفسية
يُذكر Psycho Mantis من أول لعبة في سلسلة Metal Gear Solid بفضل مظهره المخيف وقناع الغاز الذي اشتهر به، كذلك أظهرت طريقته الفريدة في “العبث بالجدار الرابع” قدراته النفسية بشكل مثالي، وعلى الرغم من أن ألعاب السلسلة التالية لم تتوسع كثيرًا في تلك الجزئية، إلا أن Psycho Mantis كان تمثيلًا مرحبًا به للتجارب العسكرية المخصصة لعلم التخاطر.
طوال فترة الحرب الباردة، كان كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ينغمسان في مفاهيم جديدة لجمع المعلومات الاستخبارية، أحد هذه المشاريع هو تجربة تعرف باسم المشاهدة عن بعد، وهي ممارسة علمية زائفة، فمن خلال المشاهدة عن بعد، يمكن للعملاء على ما يبدو “الشعور” بالأهداف البعيدة غير المرئية ووضع رؤية عما يفعلونه، مثل نسخة أكثر تقدمًا من الاستبصار، ويعتبر هذا المفهوم علمًا زائفًا في الوقت الحالي ويُنتقد بشدة لعدم وجود بحث علمي قاطع يثبت صحته.
الذكاء الاصطناعي
في ألعاب MGS، ظهر سلاح Peace Walker، المعروف أيضًا باسم Basilisk، بصفته سلاحًا اصطناعيًا متحركًا مسلح نوويًا تم تطويره بواسطة Huey Emmerich و Strangelove، والذي كشف لاحقًا تداعيات استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في العمليات العسكرية من خلال برمجته على شن هجمات مدمر بناءً على مواقف محددة.
حقق الذكاء الاصطناعي تطورًا ملحوظًا في شتى المجالات في حياتنا، وفيما يخص استخداماته العسكرية، هناك عشرات الأسلحة والمعدات التي يتم التحكم فيها تلقائيًا دون تدخل البشر، ولكن على ما يبدو أن سلاح Peace Walker في ألعاب MGS مستوحى من نفس الفكرة التي طبقها الاتحاد السوفيتي قبل عقود، من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي في شن هجوم نووي مضاد فور تعرض دول الاتحاد لهجوم مماثل من أي جهة معادية.
المنظمات السرية المتحكمة في العالم
ستكشف ألعاب MGS لاحقًا النقاب عن حقيقة مثيرة، وهي أن القرارات الأكثر شمولًا وتأثيرًا على مصير العالم يتم اتخاذها من قبل مجموعة سرية يعرفون باسم Philosophers، قاموا بتشكيل لجنة تعرف باسم لجنة الحكماء بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب العالمية الأولى من أجل توحيد العالم، على الجانب الآخر، عمل الوطنيون كمجموعة منشقة وأسسوا نسختهم الخاصة من Philosophers.
هناك عشرات التقارير التي تحدثت عن “المنظمات السرية” في عالمنا الواقعي ودورها في القرارات الضخمة التي يتم اتخاذها وتأثيرها المباشر على سكان العالم، وسبق وشرح المؤلفان إيفان توماس ووالتر إيزاكسون في كتابهما الصادر عام 1986 بعنوان The Wise Men عن نفس الأشخاص الذين تطرقت لهم اللعبة، مثل أدوار المسؤولين الحكوميين في الحرب الباردة والمؤسسات الحديثة مثل Marshall Plan والبنك الدولي وحلف شمال الأطلسي.
Metal Gear
تم الإشارة لروبوت Metal Gear على أنه “منصة نووية متنقلة” شبيهة بالغواصات الحاملة للصواريخ، وهو التعريف الذي تم استخدامه على الدبابات الحاملة للصواريخ أيضًا، في المقابل تشير الكثير من الشخصيات في اللعبة لكون Metal Gear منصة إطلاق نووية ذات قدمين، في حين يرى آخرون أنها نظام ردع لأي تهديد نووي محتمل.
هناك الكثير من الأشكال الخاصة بالأسلحة النووية في عالمنا حاليًا، سواء البرية أو الجوية أو البحرية التي تستخدم في الغواصات، ومع التقدم التقني المذهل الذي نعيشه في الوقت الراهن، واستخدام الروبوتات في شتى المجالات، ربما لن ننتظر كثيرًا قبل أن نرى منصة إطلاق نووية تعتمد على الروبوتات عوضًا عن المركبات العسكرية العملاقة.
تلك هي أبرز المفاهيم المستوحاة من واقعنا والتي ظهرت ضمن أحداث سلسلة ألعاب Metal Gear، شاركونا أرائكم في قسم التعليقات بخصوص أجزائكم المفضلة، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “10 ألعاب قصصية قدمت منافسات جماعية مثيرة لم تحظى بالشعبية الكافية“.