توفر الألعاب الجماعية عبر الشبكة منافسات مثيرة ومحتدمة تدفع اللاعبين لأقصى حدودهم من خلال مباريات عادلة ومتوازنة للجميع ترجح كافة الأكثر مهارة وقدرة على التعلم من أخطائه واستغلال أخطاء الآخرين سواء على PC أو PlayStation أو Xbox أو أي منصة أخرى.
رغم ذلك، هناك مجموعة من اللاعبين الذين يتفننون في إفساد التجربة على الآخرين من خلال الاعتماد على أدوات الغش والبرمجيات التي تعطيهم الافضلية بشكل غير شرعي مما يترتب عليه في النهاية فوز غير مستحق و هزيمة مريرة لباقي اللاعبين الذين لا حول لهم ولا قوة، ومن خلال مقالنا هذا ضمن سلسلة مقالات توب تن أو Top 10، نتعرف سويًا على أكثر 10 ألعاب فيديو معاناة من حيث تواجد الهاكرز والغشاشين.
GTA 5
واحدة من الألعاب التي عانت من مشكلة الغشاشين منذ لحظة إطلاقها لأول مرة على منصات الجيل السابقة PS3 و Xbox 360، والغريب أن Rockstar Games لم تبذل أي جهود تذكر للتغلب على تلك المشكلة، ولكن حتى تكون الأمور واضحة، تركز غالبية عمليات الغش في اللعبة على الحصول على مبالغ مالية ضخمة من العملة الافتراضية دون المشاركة في الأنشطة المختلفة، وبالتالي، فهي لا تؤثر بشكل مباشر على معظم المنافسات في أطوار اللعب الجماعية، فقط مجموعة من الكسالى يحصلون على المال دون بذل أي مجهود لشراء العقارات والسيارات الرياضية الفخمة.
هناك مجموعة أكثر سُمية من الغشاشين الذين يستخدمون الـ aimbot ويفسدون تجربة اللاعبون الآخرون بشكل لا يحتمل في أطوار اللعب الجماعية، ولكن تلك المشكلة تحديدًا ليست منتشرة بشكل مبالغ فيه، على الأقل على منصات الترفيه المنزلية.
PlayerUnknown’s Battlegrounds
بالنظر لصعوبة منافسات الباتل رويال مقارنة بألعاب التصويب الجماعية الأخرى، لن يكون المستغرب وجود عددًا كبيرًا من اللاعبين الذي يتطرقون للوسائل والأدوات غير الشرعية لتحقيق الفوز، خاصة وأن موت شخصيتك يعني الخروج من المباراة والبدء من جديد، وبالنظر لحقيقة أن اللعبة بدأت تحت إشراف فريق تطوير صغير، لا يبدو أن المطور استثمر بما يكفي في وسائل مكافحة الغش.
تكمن المشكلة الرئيسية في وجود عدد كبير من الغشاشين يعتمدون على أداة aimbots، وتنتشر تلك المشكلة بين جميع الرتب وعلى جميع المنصات، ولكنها أقل بلا شك في نسخة الهواتف الذكية
Overwatch
من المعروف أن الأبطال لا يغشون أبدًا، ولكن الوضع مختلف في لعبة التصويب الجماعية Overwatch حيث يعتمد الكثير من اللاعبين على أداة aimbots والمصيبة الكبرى أن الطريقة التي تساعد بها اللاعب دقيقة بما يكفي لدرجة أن نظام مكافحة الغش الخاص بـBlizzard لا يكتشفها ويتعامل معها كما لو أنها من مميزات اللعبة، ويحسب لفريق التطوير بذل جهود مضنية للتغلب على تلك المشكلة وحظر اللاعبين الغشاشين، ولكن لا يبدو أنهم يحققون تقدمًا واضحًا في تلك الجزئية.
Fortnite
تعاني لعبة استوديو Epic Games من مشكلة الغشاشين أيضًا وتحديدًا استخدام أداة aimbots، ولكن المشكلة ليست منتشرة على نطاق واسع مقارنة بما يحدث في PUBG على سبيل المثال، رغم ذلك، من المثير للسخرية أن الفريق المطور لم يتردد في رفع دعوى قضائية ضد اللاعبين الذي يستخدمون الحيل للحصول على عملة اللعبة الافتراضية V-bucks دون إنفاق أموال حقيقية، فعندما تسرق المطور يكون لديك مشكلة حقيقية معه وقد تجد نفسك واقفًا أمام القضاء، ولكن عندما تسرق جهود اللاعبين الآخرين تستلزم المشكلة سنوات لحلها، إذا تم حلها في الأساس.
الغريب حقًا أن إحدى الدراسات أوضحت أن Fortnite هي اللعبة الأكثر معاناة مع الغشاشين، بعدما حصلت على 26.82 مليون مشاهدة على YouTube لمقاطع الفيديو المتعلقة بالغش أكثر من أي لعبة فيديو أخرى على الساحة، ولكن بالنظر لأعداد اللاعبين الضخمة البالغة أكثر من 350 مليون لاعب، قد يبدو الرقم منطقيًا نوعًا ما.
Destiny 2
لمعرفة حجم المشكلة التي تعاني منها Destiny 2 مع الهاكرز والغشاشين، يكفي أن تعلم أن استوديو Bungie نشر إعلانات توظيف في شهر يوليو الماضي يبحث من خلالها عن مهندس متخصص في تحليل البيانات للمساعدة في تطوير أنظمة مكافحة الغش، هذا الإعلان نُشر قبل شهرين فقط للعبة متاحة بالأسواق منذ 4 سنوات، مما يوضح حجم المشكلة.
تلك ليست المرة الأولى التي يبحث فيها الاستوديو عن مطور لمكافحة الغشاشين، ولكن الوضع تأزم في الفترة الأخيرة خاصة مع ظهور أدوات غش جديدة مثل مهام Trials of Osiris التي تتيح للاعبين الغشاشين استنزاف صحة خصومهم من مسافة أكبر بكثير مما ينبغي، ما يجعل المنافسة غير عادلة لمعظم اللاعبين.
Apex Legends
يختلف الوضع في لعبة استوديو Respawn بدرجة كبيرة عن ألعاب الباتل رويال الأخرى، نعم يستخدم الغشاشون الوسائل المعروفة للتفوق في المواجهات المباشرة، ولكن المشكلة الأكبر تكمن في التلاعب بنظام التوفيق في اللعبة، حيث تم حظر أكثر من 2000 لاعب بسبب إساءة استغلال نظام التوفيق بين اللاعبين عن طريق السماح لأصحاب المستوى العالي مثل Legend أو Predator بمواجهة لاعبين أقل خبرة من المستوى البرونزي في طور Ranked.
المثير للاهتمام أنه من بين 2086 حسابًا تم حظره، كان هناك 1965 حسابًا على ما يبدو يغشون على PS4، ومن بين 121 حسابًا متبقيًا، كان 62 حسابًا على أجهزة Xbox، و 44 على الكمبيوتر الشخصي، و 15 على Nintendo Switch.
Valorant
صدرت لعبة التصويب الجماعية Valorant حصريًا على PC، وهي المعلومة الكافية لمعرفة حجم المعاناة التي تواجه معظم اللاعبين بالنظر لتاريخ المنصة الحافل مع وسائل الغش في جميع الألعاب بلا استثناء، ولهذا السبب تحديدًا، عمل استوديو Riot على استخدام الأدوات والبرامج المناسبة حتى قبل إطلاق اللعبة بالأسواق، ولكن هذا الأمر لم يكن كافيًا لوضع حدًا للغشاشين.
مشكلة Valorant لا تكمن في الغشاشين أنفسهم الذين يستخدمون أدوات محظورة ويستغلون ثغرات اللعبة للوصول لأعلى الرتب، وإنما تشمل أيضًا أولئك الذين يتعاونون معهم في نفس الفريق للصعود على أكتافهم، يوفر نظام الحماية الذي تستخدمه اللعبة باسم Vanguard القدرة على تحليل أداء كل لاعب بشكل فردي، مما يجعله أفضل في اكتشاف الغشاشين، ولكن لا يبدو أن قادر على إيقاف جميع الهاكرز بالدقة الكافية.
FIFA
قد يستغرب البعض من وجود أدوات غش مخصصة للألعاب الرياضية، التي تحاول إعلاء سمات التضحية والمنافسات الشريفة والروح الرياضية، ولكن في ألعاب FIFA فالوضع مختلف بدرجة كبيرة، حيث تعاني اللعبة من السمية بشكل واضح بين المتنافسين، وتطرق البعض لوسائل الغش المختلفة لتحقيق الانتصارات والوصول إلى تصنيف أعلى خاصة في منافسات Ultimate Team.
على سبيل المثال وليس الحصر، يستخدم اللاعبين وسائل غش على الأجهزة المختلفة تسمح لهم بالدفاع بطريقة تلقائية وليس يدويًا كما تفرض الإصدارات الأخيرة من السلسلة على اللاعبين، ناهيك عن التسديدات التي لا تخطئ المرمى أبدًا، وهناك وسائل أكثر انحطاطا مثل الخروج من المباراة عند استقبال أهداف وعدم احتسابها خسارة للاعب المتأخر في النتيجة، أو لعلك سمعت بالكارثة الأخيرة حيث يقوم بعض المطورين ببيع أعلى البطاقات الأسطورية للاعبين مثل رونالدو ورود خوليت وغيرهم مقابل مبلغ مالي يصل إلى 1000 دولار.
على pc الوضع أسوأ مما تخيل، حيث يصعب الفوز في منافسات Draft بسبب أدوات الغش المختلفة التي ترغمك على التعرض للهزيمة أو الخروج من المباراة، ولا تستعجب في حال واجهت فريق تم تعديل قدرات لاعبيه لتصل لأعلى مستوى ممكن، وفي أحيان أخرى، قد تواجه فريق من العمالقة بأطوال غير منطقية ليبدو لاعبيك بجوارهم كما لو أنهم أقزام، كل هذا بالإضافة للإتهامات التي طالت شركة EA منذ سنوات بخصوص تلاعبها في نتائج المباريات وأداء اللاعبين داخل الملعب حتى لا يستمر لاعب في الفوز دائمًا أو يتعرض لاعب للخسارة بشكل مستمر.
Counter Strike: Global Offensive
ليس سرًا أن الجزء الرابع في مسار سلسلة ألعاب التصويب الجماعية الشهيرة هو الأكثر معاناة من حيث أعداد الهاكرز والغشاشين، تعاني اللعبة الصادرة في عام 2012 من تلك المشكلة منذ سنوات لدرجة أنه يكاد يكون من المستحيل الالتحاق بأي مباراة دون أن تواجه لاعب يستخدم أدوات ممنوعة للتفوق على خصومه والقضاء عليهم دون بذل أي مجهود يذكر.
على الرغم من أن Valve تبذل قصارى جهدها لمكافحة هذه المشكلة، إلا أنها لم تتمكن من إيجاد حلول جذرية، وبطبيعة الحال ساءت الأمور منذ أن أصبحت اللعبة مجانية، حيث تنتشر أداة aimbots بين اللاعبين بدرجة كبيرة للتصويب على الخصم بشكل أسرع وأكثر دقة، ويتم اكتشاف وسيلة الغش تلك بسهولة ومن ثم حظر المستخدم، ولكن بالنظر لكونها لعبة مجانية، ليس هناك أسهل من إنشاء حساب جديد ومن ثم استخدام نفس الأداة من جديد للقضاء على اللاعبين الآخرين والحصول على شعور مزيف بالنصر.
Call of Duty Warzone
قد تكون Warzone واحدة من أحدث العناوين في قائمتنا، ولكنها الأكثر إثارة للجدل عندما يتعلق الأمر بالغشاشين بلا شك، ما زلت أتذكر معاناتي مع الغشاشين على PC قبل عقد من الزمان مع Modern Warfare 2 والتي وصلت لمرحلة غير مسبوقة، على سبيل المثال، في أحد المباريات كان هناك لاعب يقف في منتصف الخريطة موجهًا سلاحه للسماء ويطلق الرصاص بشكل عشوائي لتتساقط جثث اللاعبين المنافسين تحت قدميه بطريقة جعلتني أتوقف عن التطرق لأي منافسات جماعية على المنصة مرة أخرى.
في Warzone ستفاجئ من أعداد اللاعبين الذين يتم حظرهم بشكل دوري، حيث بلغ العدد الإجمالي أكثر من 475 ألف لاعب في أبريل الماضي، وبحسب إعلان Activision الأخير، تم حظر 100 ألف لاعب إضافي وصولًا لمطلع الشهر الجاري، وهي المشكلة التي أرغمت العديد من صناع المحتوى على ترك اللعبة بسبب عدم وجود عدالة، وبما أن نظام مكافحة الغش سيصل إلى PC في وقت لاحق، لا تتوقع أن تقل أعداد الغشاشين في الفترة التي تسبق إطلاقه على الأقل.
تلك هي أشهر الألعاب على الساحة التي تعاني من مشكلة الهاكرز والغشاشين بشكل مؤسف دون وجود حلول جذرية، شاركونا أرائكم بخصوص تلك المشكلة والنتائج المترتبة عليها في قسم التعليقات، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “أصعب معارك الزعماء في ألعاب الفيديو“.