تحتاج ألعاب الفيديو الرئيسية من نوع AAA فترات زمنية طويلة في عملية التطوير تتراوح من بين 3 إلى 5 سنوات في المتوسط، خلال تلك الفترة نشاهد مجموعة من العروض والصور للمشاريع المختلفة لكننا لا نعلم حقيقة ما يجري خلف الأبواب المغلقة، حيث تشهد عمليات التطوير في أوقات كثيرة تغييرات جذرية في بعض العناصر أو آليات اللعب، وفي أوقات أخرى يتم إعادة العمل على المشروع بالكامل من نقطة الصفر.
من خلال مقالنا هذا ضمن سلسلة مقالات توب تن أو Top 10، نتعرف سويًا على أكثر 10 ألعاب شهدت تغييرات جذرية خلال فترة التطوير.
Red Dead Revolver
لن يعارضك أي شخص في حال كانت Red Dead Redemption 2 هي لعبتك المفضلة في العقد الماضي، أو حتى كان الجزء الصادر في عام 2010 هو اختيارك الأول، لكن من المخزي أن العديد من اللاعبين ينسون وجود لعبة Red Dead Revolver في الأساس، رغم أنها من سطرت تاريخ السلسلة بحروف ذهبية.
صدق أو لا تصدق، في حال سارت الأمور كما خطط لها قبل أكثر من 15 عامًا، كان يفترض أن تكون سلسلة ألعاب Red Dead مملوكة لشركة Capcom، حيث بدأ الأمر بالتعاون مع فريق التطوير Angel Studios لتطوير لعبة Resident Evil 2 لجهاز N64، بعد ذلك قرر الناشر الياباني التعاون مع نفس الفريق لتقديم لعبة تصويب تركز على فترة الغرب الأمريكي وتنافس لعبة Gun.Smoke الناجحة في ذلك الوقت.
لسوء الحظ، واجهت عملية التطوير مشاكل مختلفة لتقرر Capcom إلغاء الفكرة في عام 2003، بعد ذلك بفترة وجيزة، استحوذت Take Two على فريق Angel (يعرف حاليًا باسم Rockstar San Diego) ليعمل تحت إشراف شركة Rockstar Games التي قررت بدورها الاستحواذ على حقوق مشروع Red Dead Revolver وإعطاء المطور كامل الحرية لتطوير اللعبة بالطريقة التي يراها ملائمة، والنتيجة كانت تاريخ لا يخفى على أحد.
Destiny
هل تساءلت يومًا عن سبب اختلاف لعبة Destiny التي تم إطلاقها عن لعبة Destiny التي وُعدت بها في الأصل؟ السبب هو أن فريق التطوير كان مشتت، مع وجود أفكار وتوجه مختلف لدى كل مطور رئيسي يعمل على المشروع، الأمر الذي تسبب في النهاية في لعبة بلا هوية واضحة قبل عام تقريبًا من تاريخ الإصدار.
في النهاية قرر الاستوديو إعادة العمل على معظم عناصر القصة قبل الإطلاق بفترة وجيزة، وتم تعديل آليات اللعب والعناصر الأخرى على عجالة للحاق بموعد الإصدار، وحققت اللعبة نجاحًا تجاريًا مذهلًا وقت الإطلاق، لكنها تعرضت لانتقادات عديدة.
Uncharted Drake’s Fortune
ربما تبدو هذه المعلومة غير منطقية في الوقت الراهن، ولكن حينما صدرت حصرية بلايستيشن Uncharted لأول مرة، تم اتهام فريق التطوير بنسخ آليات لعب Gears of War حصرية مايكروسوفت، على الرغم من الاختلافات الكبيرة بين توجه كل عنوان، ولكن الأكثر إثارة للاهتمام أن تلك المعلومة صحيحة نوعًا ما!
أوضح Lucas Pope، المطور السابق باستوديو Naughty Dog، أن حصرية بلايستيشن الشهيرة لم تكن تمتلك أي آليات تصويب معتمدة على التغطية (تبادل إطلاق الرصاص أثناء الاحتماء خلف الجدران)، ولكن عندما صدرت Gears of War في 2006 وقدمت تلك الميزة بشكل مبهر، سار معظم المطورين على خطاها في ذلك الوقت بما في ذلك استوديو Naughty Dog، وتم إعادة العمل على العنوان بالكامل وتحويله للعبة تصويب معتمدة على التغطية قبل 6 أشهر فقط من تاريخ الإطلاق.
Star Fox Adventures
تم تطوير اللعبة في الأصل بواسطة أستوديو Rare لمنصة N64 باسم Dinosaur Planet، لتكون بمثابة لعبة جديدة كليًا تركز على الديناصورات، ومرة أخرى يثبت المطور الشهير Shigeru Miyamoto (مبتكر ماريو) أنه أحد الأسباب الرئيسية في نجاح أبرز مشاريع نينتندو، وذلك عندما أقنع استوديو Rare أن الفكرة التي يعملون عليها يمكن تعديلها لتتحول إلى جزء جديد من Star Fox، وبالفعل اقتنعوا بالفكرة لنحصل في النهاية على Star Fox Adventures.
Halo Combat Evolved
لن يكون من المبالغة وصف لعبة Halo الأولى بالعنوان الذي أحدث ثورة في ألعاب التصويب من المنظور الأول، رغم ذلك ستتفاجئ عندما تعلم أن اللعبة لم تكن تعتمد على هذا المنظور في بداية عملية التطوير.
عمل استوديو Bungie في البداية على مشروع Halo Combat Evolved بصفته عنوان Real-time strategy، بعد ذلك بفترة، تم تغيير الفكرة وتحويلها للعبة تصويب من المنظور الثالث مع تضمين عناصر مستوحاة من ألعاب العالم المفتوح، إلى أن استحوذت مايكروسوفت على الاستوديو وتم تكليفه بتجهيز المشروع لإصداره بعد عام واحد بصفته عنوان إطلاق لمنصة Xbox، وخلال هذا العام تم إعادة العمل على اللعبة بصفتها لعبة تصويب من المنظور الأول، وما حدث بعد ذلك يعرفه الجميع.
Metal Gear Solid 5 The Phantom Pain
المثال الأبرز في الفترة الأخيرة سيكون من نصيب أحد أساطير ألعاب التسلل والتخفي، تحديدًا سلسلة MGS، نظرًا لعملية التطوير الدرامية التي انتهت بخروج هيديو كوجيما من Konami بعد عقود من التعاون المثمر.
لأسباب غير معلومة ولم يتم الكشف عنها في تصريحات رسمية، شهدت عملية تطوير Metal Gear Solid 5 اختلافات ضخمة عن النموذج الأساسي الذي أراد كوجيما وفريقه تقديمه، مثل نهاية القصة غير المكتملة والفصل الذي تم اقتطاعه، والعديد من آليات اللعب التي تم التخلي عنها في منتصف عملية التطوير، والتغييرات السردية التي طالت العديد من الشخصيات الرئيسية، رغم ذلك انتهى بها المطاف بتحقيق نجاح نقدي وتجاري مميز.
Final Fantasy 15
مرت Final Fantasy 15 بواحدة من أطول فترات التطوير في العهد الحديث لصناعة ألعاب الفيديو، حيث تم الكشف عن العنوان لأول مرة في عام 2006 تحت مسمى Final Fantasy Versus 13 من إخراج Tetsuya Nomura، لتمر السنوات وتختفي اللعبة عن الأضواء تمامًا وظن الجميع وقتها أن عملية التطوير قد توقفت وتم إلغاء المشروع، لكن عادت Square Enix في عام 2013 وكشفت عن اللعبة مجددًا باسم مختلف هو Final Fantasy 15.
بالطبع لم يتم تغيير الاسم فقط، وإنما شهد الاستوديو المطور تغييرات كبيرة وتولى Hajime Tabata مهمة إخراج المشروع ليتم إعادة العمل على اللعبة من البداية والنتيجة كانت عنوان مختلف بشكل جذري عن الرؤية الأصلية للمشروع مع الاحتفاظ بعناصر بسيطة للغاية من Final Fantasy Versus 13.
Metroid Prime
واحدة من أعلى الألعاب تقييمًا في تاريخ الصناعة لم تكن لعبة Metroid في الأساس عندما بدأت عملية تطويرها، حيث كان مطوري Retro Studios يعملون على لعبة تصويب من المنظور الأول، بجانب العديد من المشاريع الأخرى، ولكن عانى الفريق من الناحية الإبداعية ولم يحرز أي تقدم يذكر في تلك المشاريع.
عند زيارة Shigeru Miyamoto للاستوديو، تم إلغاء جميع مشاريع الفريق باستثناء لعبة التصويب التي شعر المطور الأسطوري لنيتنتدو بملائمتها لسلسلة Metroid، ليتم إعادة العمل عليها وإكمال عملية التطوير بصفتها Metroid Prime صاحبة النجاح المدوي.
Resident Evil 4
من المثير للاهتمام أننا نتحدث عن لعبة كلاسيكية ستكمل عامها السادس عشر بالأسواق خلال أسابيع قليلة، علاوة على ذلك، تم إعادة إصدارها مؤخرًا لتقنية الواقع الافتراضي وحققت نجاحات غير مسبوقة، رغم ذلك، كان يمكن أن تختلف اللعبة النهائية عن المنتج الذي حصلنا عليه لولا حرص Capcom والقرارات التي اتخذتها في منتصف عملية التطوير وجاءت بنتائج إيجابية.
عند بدء تطوير اللعبة، كان هناك العديد من التصميمات التي تم التخلي عنها أو تغييرها بشكل كبير، وتم العمل بالفعل على أكثر من نموذج لم يكتب له النجاح في النهاية، باستثناء فكرة واحدة فقط كانت تعرف باسم Resident Evil 3.5 والتي تدور أحداثها كاملة داخل قلعة تعتمد على الهلاوس والصراعات النفسية وتقدم عدوًا جديدًا يعرف باسم Hook Man.
قررت Capcom لاحقًا إسناد مهمة تطوير اللعبة للمخرج الشهير Shinji Mikami الذي قرر إعادة العمل على تلك الفكرة من الصفر وإعادة بلورتها لنحصل في النهاية على واحدة من أنجح وأشهر ألعاب الرعب في تاريخ الصناعة.
Super Mario Bros. 2
ستذهل عندما تعلم أن لعبة Super Mario Bros. 2 ذائعة الصيت وصاحبة النجاح المدوٍ ليست هي اللعبة الأصلية التي كان يفترض أن نحصل عليها، فبعد نجاح اللعبة الأولى قررت نينتندو العمل على جزء ثانٍ، وبالفعل عمل فريق التطوير الياباني على المشروع ولكنه تخلى عن جميع أساسيات نجاح اللعبة الأولى وقدم مغامرة أصعب بكثير لا تقارن بألعاب Dark Souls ولكن يكفي أن نقول أنها لم تكن عادلة وممتعة تماما.
بمجرد أن اطلع الفريق الأمريكي لنينتندو على المشروع قرروا إيقاف العمل عليه لأنه سينهي نجاح العلامة التجارية، ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قررت الشركة إعادة تشكيل مشروع يدعى Yume Kōjō: Doki Doki (من تطوير Shigeru Miyamoto أيضًا) عبارة عن لعبة بلاتفورمرو يابانية، وتبديل الشخصيات بشخصيات ماريو الشهيرة، لتصدر اللعبة بعد فترة وتحقق نجاحات لا تنسى وقدمت آليات وأفكار جديدة أصبحت أساسية في أجزاء السلسلة التالية.
ومن المثير للاهتمام أن اللعبة الأصلية التي تم إيقاف العمل عليها صدرت فيها بعد للغرب باسم Super Mario Bros. The Lost Levels.
تلك هي أبرز العناوين التي شهدت تغييرات جذرية خلال فترة التطوير، أخبرونا بألعابكم المفضلة من تلك القائمة في قسم التعليقات أدناه، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “ألعاب تم إعادة إصدارها عشرات المرات بسبب نجاحاتها“.