تعد ألعاب الفيديو أرضًا خصبة لتقديم قصصًا وأحداثًا مثيرة ترقى لتطلعات اللاعبين كافة وتتنوع ما بين الإثارة والتشويق والرعب والدراما والغموض وغيرها من المواقف، وبالتالي، كان هناك مواقف لا تنسى ولحظات استفزت مشاعر اللاعبين وجعلتهم يتفاعلون مع بعض المشاهد بكل حواسهم.
من خلال مقالنا هذا ضمن سلسلة مقالات توب تن أو Top 10، نتعرف سويًا على أكثر 10 لحظات أصابتنا بالقشعريرة في ألعاب الفيديو، وهو المقال الذي يشمل مواقف درامية وعاطفية ولحظات صادمة لا تنسى.
تنبيه: المعلومات التالية تتضمن حرق للعديد من الألعاب، لذا أقرأ على مسؤوليتك الشخصية.
أضلاع الأخوية الثلاثة يجتمعون سويًا – Assassin’s Creed: Revelations
لن أوافقك أو أعارضك الرأي سواء كنت ترى Assassin’s Creed: Revelations الجزء الأسوأ أو الأفضل في ثلاثية “إزيو”، لسنا هنا لتحديد أفضل ألعاب AC على أيّ حالٍ، ولكن لا يمكن لأي محب للسلسلة أن ينكر مدى براعة سرد الأحداث ووضع خط النهاية لقصة أحد أشهر وأنجح الشخصيات الافتراضية ليس فقط في مسار سلسلة التخفي والتسلل الشهيرة من Ubisoft وإنما في تاريخ الصناعة بأكملها.
أتحدث عن تلك اللحظة التي يدخل فيها “إزيو” قبر “الطائر” ويجثو على ركبتيه أمام جثمان معلمة والمؤسس الفعلي للأخوية والذي دفع حياته مقابل الحفاظ على إرثها كل تلك القرون، لنحصل فعليًا على المشهد الوحيد الذي يجتمع فيها أضلاع الأخوية الثلاثة في غرفة واحدة، “ديزموند” و “الطائر” و “إزيو”، قبل أن يقرر الأخير ترك تفاحة عدن في مكانها كما هي قائلًا عبارته الشهيرة التي ما تزال عالقة في أذهان اللاعبين حتى اللحظة “ستبقي مكانك، لقد رأيت ما يكفي لحياة واحدة”.
الحمام الزاجل – Battlefield 1
على الرغم من أن سلسلة ألعاب Battlefield لم يكن تركيزها الرئيسي ينصب دائمًا على طور اللعب الفردي والقصص المثيرة مقارنة بما تقدمه ألعاب Call of Duty، إلا أن مهمة Pigeon o’ war في Battlefield 1 كانت واحدة من أفضل المهام في الألعاب الحربية من حيث التشويق والإثارة والسيناريو غير المتوقع على الإطلاق، بداية من حصار الدبابة التي يقودها اللاعب ورفاقه من قبل قوات العدو ليصبحوا قاب قوسين من الموت المؤكد، ومرورًا بالتحول المفاجئ في أسلوب اللعب ليتحكم اللاعب في حمامة مراسلة تحمل أمرًا عسكريًا بقصف موقع الدبابة لتدمير المنطقة بمن فيها، ووصولًا للنهاية الدرامية التي شهدت نجاة اللاعب من تلك المعركة المميتة في اللحظات الأخيرة بأعجوبة.
هبوط اضطراري – Uncharted 3
يمكننا ذكر عشرات الأسباب التي تجعل ألعاب Naughty Dog مميزة وذات شعبية طاغية، ولكن أبرزها على الإطلاق سيكون قدرة الاستوديو على تصميم مراحل ومهام ترقى لمنافسة أضخم الأفلام السينمائية وربما تتفوق عليها في مواقف عديدة، أحد تلك المشاهدة على سبيل المثال هو ما حدث في الجزء الثالث من سلسلة ألعاب المغامرات Uncharted، حينما تمكن المشاغب “ناثان دريك” من التسلل لطائرة على وشك الإقلاع، ليمضي قدما منهيًا حياة كل من يعترض طريقه قبل أن تتطور الأوضاع بصورة غير متوقعة تنتهي بسقوط الطائرة وحمولتها واشتباكات محتدمة في السماء مع خصومه وهبوط ناجح لبطلنا بعد أن رفع مستوى الأدرينالين لدى اللاعبين لأقصى درجاته.
لا تذهب لزيارة رافينهولم – Half-Life 2
تكشف قصة Half-Life 2 عن أسرارها بطريقة مراوغة وغير مباشرة، لكن السرد والإيقاع مقنعان بطريقة مذهلة تجبرك على الاستمرار في اللعب لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور في هذا العالم البائس حيث استعبد الجنس الفضائي المعروف باسم Combine البشرية، قبل أن تصل الأمور إلى حل وسط، حيث ما زال البشر قادرين على الحفاظ على إرادتهم إلى حد ما، ولكن تحت إشراف صارم من القضائيين.
رغم ذلك، كانت بلدة Ravenholm إحدى المدن التي لم تتلق تلك المعاملة الفاخرة، وطوال عمر اللعبة، تم التلميح لكون تلك المنطقة قد تم تدميرها، ولكن عندما تضطر أخيرًا للذهاب لزيارتها، ستصدم من هول المفاجأة والتدمير المتعمد والممنهج للمدينة التي تحولت لمدينة أشباح، لتدرك جيدًا أنك مجرد ترس في هذا الغزو الذي يهدف لتدمير البشرية، لا قيمة لك في حال قررت السير عكس التيار وسيتم التخلص منك بلمح البصر.
مبارزة أخيرة مع اللورد شيمورا – Ghost of Tsushima
حظت Ghost of Tsushima نصيبها العادل من اللحظات العاطفية التي تقشعر لها الأبدان طوال أحداثها الملحمية لتحرير الجزيرة واليابان من قبضة المغول، ولكن المواجهة الأخيرة مع اللورد شيمورا والحديث الممتع بينه وبين جين مازال صداه يتردد في أذناي حتى اللحظة.
وصلت الفلسفتان المختلفتان لهاتين الشخصيتين أخيرًا إلى مرحلة الذروة، وعلى الرغم من النجاح الذي حققه جين في طرد المغول، إلا أن عمه ومعلمة لطالما اعترض على الوسائل والأساليب التي اتبعها في سبيل تحقيق ذلك، وتخليه عن قواعد محاربي الساموراي، وعلى الرغم من علاقتهما الوطيدة، إلا أن الأحداث تطورت على مدار أكثر من 15 ساعة لعب لنصل لتلك النهاية حين يقفان ضد بعضهما البعض ليجد اللاعب نفسه مضطرًا لاتخاذ قرارًا صعبًا بنفسه وتحمل عواقبه.
لم الشمل – Ori and the Will of the Wisps
واحدة من أكثر الألعاب العاطفية والمؤثرة التي لم تحصل على التقدير الكافي طوال السنوات الماضية، ولكن بدون شك ستكون اللحظة الأكثر عاطفية والتي تأثر بها غالبية اللاعبين هي تلك التي يتم فيها إعادة Ku إلى الحياة أخيرًا بشكل غير متوقع، بعدما أصبح أوري قادر على تسخير قوة الضوء، ولكن جاء هذا بتكلفة باهظة ليجسد أحد أبرز المشاهد العاطفية في اللعبة والذي تم تقديمه بصورة مذهلة مع الموسيقى التصويرية الحزينة في الخلفية.
الهروب بلا مأوى – Resident Evil 3
نال ريميك Resident Evil 3 نصيبه العادل من الانتقادات، ولكن هذا لا يمنع تقديمه للعديد من اللحظات والمواقف الغاية في الإثارة والتشويق مثل المشهد الافتتاحي الذي شهد تعديلات مختلفة جعلته يتفوق على النسخة الأصلية من حيث الإشارة والتوتر والتشويق والرعب الذي تسلل لقلوب اللاعبين بسبب مطاردة Nemesis لجيل فالنتين في كل ركن دون أن يترك لها متنفس وحجم الدمار الذي سببه في المنطقة في سبيل القضاء عليها، لتوفر للاعبين نبذة سريعة عن ما ينتظرهم من أحداث مشتعلة ومواجهات دامية في باقي أحداث العنوان.
المشهد الافتتاحي – Visage
على مدار السنوات القليلة الماضية، شهدنا عشرات الألعاب تحاول اقتباس مفهوم الرعب الذي قدمته لعبة P.T. وتحويله لتجربة كاملة، ولكن معظم تلك المشاريع لم ترقى للتوقعات، باستثناء لعبة الرعب Visage، وتحديدًا مشهدها الافتتاحي، لا يوجد وصف كافٍ لمدى الرعب والتوتر الذي سيصيبك في أولى خطواتك داخل العنوان، وفي حال كنت من محبي ألعاب الرعب، أنصحك بتجربة اللعبة في أقرب فرصة، ولكن لا علاقة لي بالكوابيس التي ستسيطر على أحلامك لفترة طويلة.
معركة بعنوان “أهلًا بالجيل الجديد” – Demon’s Souls
عندما أتحدث عن معركة Flamelurker في ريميك Demon’s Souls، لا أقصد المواجهة الصعبة والمعاناة التي ستعيشها للتغلب على هذا الزعيم، فهذا أمر مفروغ منه في جميع ألعاب السلسلة ومع معظم الزعماء بلا استثناء، ولكني أقصد تلك اللحظة المثيرة التي تتجلى فيها إمكانيات أجهزة الجيل الجديد في معركة محتدمة حين المؤثرات البصرية المذهلة والنطاق الشاسع للبيئة والتصميم المتقن للخصم وألسنة اللهب التي يطلقها والأصوات التي ستجعلك تشعر كما لو أنك تقف أمامه وجهًا لوجه بالفعل، أما إذا كانت تلك التجربة هي الأولى لك مع ألعاب Souls، ففي الغالب لن تستكمل أحداث اللعبة وستتوقف لشهور طويلة قبل أن تعود لتجربتها مجددًا، وهو ما يؤكد صحة التقارير السابقة التي تحدثت عن كون أكثر من 400 ألف لاعب لم يتمكنوا من هزيمة أول زعيم في العنوان حتى وقتنا الراهن.
تذكر.. لا مكان للروس! – Modern Warfare 2
ربما تكون تلك هي اللحظة الأكثر إثارة للجدل في تاريخ صناعة الألعاب، حيث ترتب على مهمة No Russian ضمن أحداث لعبة Call of Duty: Modern Warfare 2 مئات المناقشات والانتقادات التي لا حصر لها بسبب طبيعة المهمة، وحثها على العنف بصورة مبالغ فيها، حين يقوم اللاعب بصحبة مجموعة من الإرهابيين بالهجوم على أحد مطارات موسكو ليتخلصوا من كل المسافرين المتواجدين في المنطقة سواء كانوا مدنيين أو عسكريين.
تلك المهمة تحديدًا لا يكفي وصفها بالمجزرة، صادمة بشكل لا يمكن تخيله، ودموية بصورة مبالغ فيها، ولا شك أنها أثرت بالسلب على طبقة عريضة من محبي اللعبة خاصة صغار السن وهم يعيثون في المطار فسادًا دون قيود مع ضرورة التخلص من جميع من هم على قيد الحياة لتوجيه رسالة مضللة للقوات الروسية.
تلك هي أبرز اللحظات التي أصابتنا بالقشعريرة في ألعاب الفيديو ، أخبرونا بواحدة من تلك المواقف التي لم تفارق خيالكم أبدًا حتى اللحظة، ولا تنسوا الاطلاع على مقالنا السابق “10 ألعاب بحبكة درامية مشوقة وتغييراً مفاجئاً بالأحداث“.